التوتر أثناء الحمل و خطورته على صحة الجنين
في دراسة قام بها الباحثون بال مركز الوطني للأطفال بواشنطن , وٌجد أن التوتر عند الحوامل يؤثر على مسار نمو وتطور المخ في الأجنة . ويمكن للنتائج أن تساعد على توضيح العلاقة بين التوتر في فترة الحمل والأمراض العصبية في الأطفال؛ لكي يتم القيام بالإجراءات اللازمة للتشخيص وتقليل الضغط العصبي أثناء الحمل.
أشار الباحثون أيضا إلى أنه لا يرتبط فقط التوتر العصبي, أو الإكتئاب بحدوث مشاكل أثناء الولادة, بل يؤثر كذلك على حياة الطفل الإجتماعية, والعاطفية, والنفسية. بالرغم من تعقد بيئة العناية بالطفل بعد الولادة, والتي تٌصعِب من معرفة أسباب حدوث هذه المشاكل , إلا أنه بعد القيام بعمل تصوير لأدمغة الأطفال بعد الولادة , وٌجدت اختلافات في تشريح الدماغ و التي يمكن أن تكون ظهرت أثناء الولادة , لكن لا يوجد دليل مباشر يوضح سبب هذه الظاهرة .
و لكي يتم تحديد سبب بدء هذه التغيرات العصبية في الأجنة , قامت دكتور كاثرين ليمبيروبولوس , الباحثة بالمركز الوطني للأطفال , مع الزملاء الباحثين باستخدام تصوير الرنين المغناطيسي ؛ وذلك لتتبع تطور الدوائر الكهربية في أدمغة الأجنة في مراحل مختلفة من النمو, خاصة في أواخر الثلت الثاني من الحمل , و الثلت الأخير .
قام الباحثون بتسجيل 140 من المتطوعات الحوامل, 48 منهن تم تشخيص أجنتهن بأمراض القلب الخلقية CHD , و92 لا يعانن من أي مشاكل بالحمل .وتترواح فترة الحمل لديهن ما بين 24 – 39 أسبوع , و قمن بملئ الإستبيانات التي تقيس عندهم مستويات التوتر, والقلق, والإكتئاب. وكانت نتائج الإستبيانات كالآتي :
- تم تشخيص 65 % من النساء , اللاتي سينجبن أطفالا بأمراض القلب الخلقية , بالضغط العصبي
- تم تشخيص 27 % من النساء , اللاتي لا يعانين من مشاكل بالحمل , بالضغط العصبي
- تم تشخيص 44 % من النساء , اللاتي سينجبن أطفالا بأمراض القلب الخلقية , بالقلق
- تم تشخيص 26 % من النساء , اللاتي لا يعانين من مشاكل بالحمل , بالقلق
- تم تشخيص 29 % من النساء , اللاتي سينجبن أطفالا بأمراض القلب الخلقية , بالإكتئاب
- تم تشخيص 9 % من النساء , اللاتي لا يعانين من مشاكل بالحمل , بالإكتئاب
تم القيام بعد ذلك بعمل تصوير الرنين المغناطيسي للأجنة ؛ لقياس حجم المخ الكلي و حجم المناطق الأخرى بالمخ مثل : المخيخ, والحصين الأيمن والأيسر, والقشرة المخية, وجذع الدماغ .
اقرأ المزيد : فيروس الهربس يمكن أن ينتقل إلى الأجنة ويؤذي أدمغتهم
بالنسبة للنساء المصاب أجنتهن بأمراض القلب الخلقية , فإن القلق و الضغط العصبي أثناء الحمل خاصة في الثلث الأخير منه مرتبط ب صغر حجم الحصين الأيسر و المخيخ . ويعتبر الحصين مسئولا عن الذاكرة و التعلم , بينما يكون المخيخ مسئولا عن التنظيم الحركي للجسم وله دور مهم في التطور السلوكي والإجتماعي للإنسان . ويعتبر الحصين Hippocampus من أحد مكونات الدماغ الحساسة جدا للضغط العصبي. وربما كان توقيت الإصابة بأمراض القلب الخلقية عند الجنين كان في نفس وقت تكون المخيخ, والذي ينمو بشكل أسرع من أي جزء بالدماغ في النصف الثاني من الحمل خاصة في الثلث الأخير.
لذلك كما قال دكتور ياو, الباحث المساعد في فريق دكتور ليمبربولوس, أن هدفنا هو استشكاف طرق علاجية معرفية سلوكية للنساء الحوامل , خاصة من تعاني أجنتهن من أمراض خلقية قبل الولادة؛ لتقليل التوتر والضغط النفسي .
المصدر : المركز الوطني للأطفال بواشنطن
تعليقات