أضرار الكورتيزون على الجسم وآثاره الجانبية
هل تستخدم أنت أو أحد أقاربك الكورتيزون، أو حتى قرأت عنه في مكانٍ ما؟ لذلك سأقول لك بالطبع سمعت عن أضرار الكورتيزون أنها في غاية الخطورة والعدوانية على الجسم، ولكن هل فعلًا تأثيراته كذلك أم أن هناك شيئًا من المبالغة؟ وما هذه التأثيرات إن وجدت؟ ومتى تكون كذلك؟ دعونا نسلط الضوء عليها ونبين الحقيقية في هذا المقال عزيزي القارئ.
محتويات المقال
- بدايةً.. ما الكورتيزون؟ بمعنى آخر؛ ما الغاية من وجوده؟
- ما الأمراض التي يعالجها الكورتيزون؟
- والآن.. سنتعرف على آثاره الجانبية الأكثر شيوعًا والأقل خطورة في الوقت نفسه
- يبقى سؤال.. ما تأثيرات الكورتيزون الخطيرة؟
- يبقى تساؤل.. متى يكون الكورتيزون خطير عليك عند استخدامه؟
- الآن سننتقل إلى.. التداخلات الدوائية للكورتيزون مع الأدوية الأخرى
- ما أنواع الكورتيزون وأشكاله الدوائية؟
- مقترحات القراءة
بدايةً.. ما الكورتيزون؟ بمعنى آخر؛ ما الغاية من وجوده؟
الكوتيزون هو مركب دوائي يقلد هرمون الكورتيزول بالجسم الذي يفرز من قشر الكظر الواقع أعلى كليتيك؛ ليقوم بالعديد من الوظائف المهمة بالجسم بإفراز نظم يوماوي يكون أعلى تراكيزه في الصباح، ويخف بتقدم النهار، ومثال على تلك الوظائف المهمة: تنظيم سكر، وضغط الدم، وتحسين استجابة الجسم بحالات الشدة والإجهاد؛ لذلك يسمى بهرمون الإجهاد الطبيعي، أيضًا يتدخل في تنظيم دورة النوم واليقظة، لكن دوائيًا لا نستخدمه بمقاديره الفيزيولوجية إلا ببعض الحالات الخاصة -سنتعرف عليها بالمقال- إنما بمقادير علاجية تهدف للتقليل من المظاهر الالتهابية وتثبيطها ببعض الحالات، بما فيها: الاحمرار، والتورم، والآلام، والحساسية، حيث أن له دور في التخفيف من وطأة الاستجابة المناعية الالتهابية الجهازية خصوصًا بتراكيزه العالية.
بناءً عليه تلاحظ أن هذا ما يحدث لجسمك -غالبًا- بعد تناول الكورتيزون: التقليل من الفعالية الالتهابية بغض النظر عن السبب!!
ما الأمراض التي يعالجها الكورتيزون؟
العديد والعديد من الأمراض يكون أحد الخطوط الرئيسة فيها الكورتيزون، لكن لكي لا نطيل عليك سنركز على أهمها، على رأسها:
الأمراض المناعية التي تتسبب بفعاليات التهابية تخريبية عشوائية بمناطق مختلفة من الجسم تضر بها أعضاء الجسم؛ ليأتي بطلنا الكورتيزون ليقلل من شدتها ويحمينا منها، مثل: التهابات المفاصل الروماتوئيدية، والذئبة، والتصلب المتعدد، ومرض كرون، ..إلخ.
قد أخبرتكم في المقدمة أن هناك بعض الحالات نستخدم معها الكورتيزون بتراكيز قليلة فيزيولوجية ومشابهة لتراكيز وآلية إفراز هرمون الكوتيزول بأجسادنا، وذلك في حالات: قصور قشر الكظر سواء الخلقي أو المناعي، لكن يمكن أن نستخدمه كذلك في حالات: الشرى الشديد، والأكزيما، وببعض الأمراض التنفسية (مثل: الربو، وداء الرئوي الانسدادي المزمن)، أيضًا قد نستخدمه في الحالات الالتهابية الشديدة، والحروق، وعند ابتلاع المواد الكاوية، وبعض الأمراض العصبية ذات السير الشديد والمفاجئ (مثل: السمع المفاجئ والتام بأحد الأذنين).
والآن.. سنتعرف على آثاره الجانبية الأكثر شيوعًا والأقل خطورة في الوقت نفسه
ثبت أنّ له آثار شائعة، مثل: مشاكل في النوم كـ (الأرق، والقلق)، واضطرابات في المعدة كـ (عسر الهضم)، أيضًا زيادة في الشهية المرافقة غالبًا لزيادة الوزن -تحديدًا بالخصر، والوجه، وخلف العنق-، هذا بالإضافة إلى حب الشباب، كذلك الصداع والدوخة على رأس القائمة، أيضًا نرفزة وعصبية زائدة، وعند الإناث قد يسبب اضطرابات أثناء الدورة الشهرية، لكن هناك آثار أقل شيوعًا، مثل: الشعرانية، وعدم وضوح الرؤية، والنزوف، والرعاف، وتعتبر آثار مؤقتة تختفي في أغلب الحالات عند قطع الدواء.
يبقى سؤال.. ما تأثيرات الكورتيزون الخطيرة؟
تحدث هذه الآثار عند استخدام العلاج لفتراتٍ طويلة من الزمن، ومن هذه التأثيرات:
- سهولة الإصابة بالكدمات: لتسببه بترقق الجلد، والنزوف؛ أشهرها: نزوف المعدة والأمعاء التي قد تتظاهر بالبراز الزفتي أو الإقياء الذي يشبه طحل القهوة، وتأخر التئام الجروح، ومن الشائع: الزيادة في تنظيم القلب الذي قد يسبب لانظميات بالحالات الخطيرة.
- تغيرات نفسية عقلية: كالاكتئاب، والتقلبات المزاجية، والانفعال، والارتباك، والقلق، واضطرابات في الذاكرة والسلوك قد تصل إلى الهذيان.
- ارتفاع الضغط الشرياني، واحتباس الملح والسوائل بالجسم، كذلك ارتفاع سكر الدم الذي قد يحفز حدوث السكري أو يزيد من وطأته.
- التعب الشديد والانهاك والضعف بعضلات الجسم.
- تثبيط جهاز المناعة الذي يؤدي لزيادة خطر الإصابة بالعدوى البكتيرية، والفيروسية، والطفيلية، كذلك تأخر ظهور العلامات الالتهابية بحالات العدوى.
- أيضًا هناك العديد من الدراسات وجدت علاقة بين استخدامه المطول وظهور ساركوما كابوزي.
- يمكن أن يسبب ساد وزرق في العين عند العلاج طويل الأمد.
- كما أنه يسبب آلام عظمية ومفصلية؛ لأنه من الشائع أن يسبب هشاشة عظام؛ لذلك ينصح عند استخدامه استخدام طويل الأمد إعطاء مكملات الكالسيوم وفيتامين دال.
وفي حالات نادرة قد يسبب تفاعلات تحسسية خطيرة ومهددة بالحياة؛ لذلك عند ظهور أحد هذه الأعراض أثناء استخدامه تواصل مع طبيبك فورا، وهذه الأعراض هي:
- طفح جلدي.
- صعوبة في التنفس.
- دوار شديد.
- حكة.
يبقى تساؤل.. متى يكون الكورتيزون خطير عليك عند استخدامه؟
عند قطعه المفاجئ؛ لأنه يتسبب في أعراض سحب خطيرة ومهددة للحياة؛ لذلك ذكرته بسؤال منفرد كي أبيِّن لك مدى خطورة الحالة، والآن أود أن أضيف مجموعة من التحذيرات والاحتياطات قبل استخدام الكورتيزون لتعلمها لطبيبك أو الصيدلاني قبل الاستخدام، وهي:
- تحسس دوائي تجاه أي مركب من الستيروئيدات القشرية -كما أسلفنا سابقًا- ؛لأنه يهدد حياة المريض.
- تاريخ مرضي، يشمل: أمراض القلب، والأوعية، والجلطات الدموية.
- إذا كنت تحمل أحد الأمراض المزمنة الشائعة كالسكري بأنماطه المختلفة، وارتفاع الضغط الشرياني.
- أيضًا لديك أحد أمراض العيون الشائعة كالزرق؛ لأنه يرفع الضغط داخل العين، والساد؛ حيث أنه يزيد من تكثف البلورة.
كذلك إذا كان لديك تاريخ مرضي مزمن لعدوى خمجية، مثل:
- السل أو الدرن.
- الهربس (مرض فيروسي وهو يؤثر على الأعصاب والعقد العصبية).
- التهاب الكبد B.
- الإصابة الفطرية.
حيث أنها تنتهز فرصة ضعف وتثبيط المناعة جراء استخدام الكورتيزون، ولا ننسى هشاشة العظام بسبب تأثير الكورتيزون السلبي عليها بزيادة الارتشاف العظمي، وتثبيط تمعدن العظام، وأخيرًا أود أن أخبرك عما إذا كان لديك مشاكل بالمعدة والأمعاء كالقرحة المعدية، أو العفجية، أو التهاب القولون التقرحي، أو التهاب الرتوج عندئذٍ يكون الكورتيزون خيار سيئ؛ لذلك أيًّا كان لديك من السابق لا تتردد في إخبار طبيبك أو الصيدلاني.
الآن سننتقل إلى.. التداخلات الدوائية للكورتيزون مع الأدوية الأخرى
إذا كنت تأخذ أحد الأدوية التالية لا بد أن تخبر طبيبك، وهي:
- حبوب منع الحمل الفموية.
- مضاد الإدرار الديسموبريسين.
- مضادات تجمع الصفيحات، مثل: الأسبرين، والكلوبيدوجريل.
- المميعات الدموية، مثل: الوارفارين، والدابيغاتران
- أدوية السكري.
- مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية، أكثرها شيوعًا: الأسبرين، يليه الأيبوبروفين، والسيليكوكسيب.
- مضادات الفطريات الآزولية، مثل: الكيتوكونازول.
- مضادات الصرع، مثل: الفينتوئين.
ما أنواع الكورتيزون وأشكاله الدوائية؟
هناك العديد من الأشكال المختلفة، أشهرها:
- الأقراص والشراب، مثل: البريدنيزولون.
- أجهزة الاستنشاق، مثل: البيكلوميتازون، والفلوتيكاسون.
- بخاخات الأنف، مثل: البوديزونيد، والموميتازون، والبيكلوميتازون، والفلوتيكاسون.
- الحقن: تستخدم في المفاصل، أو العضلات، أو الأوعية، مثل: الميتيل بريدنيزولون.
- الكريمات الموضعية: وهي تستخدم للبشرة، مثل: الهيدروكورتيزون.
- القطرات العينية: تستخدم بعد عمليات جراحة العين.
وختامًا؛ فقد تعرفنا على أضرار الكورتيزون، وأشكاله، ودواعي استعماله، ومخاطره المحتملة، ودوره المقلد للكورتيزول، كذلك بعض الاحتياطات الواجب اعتبارها قبل الاستعمال، والآن أرجو أن نكون قد أحطنا علمنا به وبتأثيراته، كما ننوه بأن مراجعة الطبيب مهمة عند ظهور تأثير يزعجك دون التعديل في الجرعة المحددة لك أو قطعها من تلقاء نفسك.
تعليقات