fbpx

أمراض الكبد الكحولية | أسبابها وأعراضها وطرق العلاج

   لا شك أن تعاطي الكحول يجلب للشخص مشكلات صحية متعددة، ولا سيما عند الإفراط فيه والاستمرار لسنوات متعددة، فإن أخطر ما قد يصاب به المرء هو أمراض الكبد الناتجة عن الإفراط في الكحول، فهي تؤدي إلى فشل الكبد الذي قد يكون مميتًا، ولكنها تظل عاقبة واحدة من عواقب الاستهلاك المفرط له.

   إنَّ وظائف الكبد متعددة فهي أكثر من 500 وظيفة حيوية، والوظيفة الرئيسة هي تصفية الدم القادم من الجهاز الهضمي قبل تمريره إلى باقي الجسم، وإزالة السموم من المواد الكيميائية، واستقلاب الأدوية، وفي أثناء ذلك يفرز الكبد الصفراء التي تعود إلى الأمعاء، ويصنع الكبد -أيضًا- بروتينات مهمة لتخثر الدم والوظائف الأخرى؛ لذلك فإنه عندما يحدث به مشكلة صحية فقد تكون مميتة.

   مرض الكبد الكحولي هو السبب الرئيس لأمراض الكبد المزمنة في الدول الغربية، وهو كذلك السبب الثالث الأكثر شيوعًا لعمليات زراعة الكبد، ويُعد الامتناع عن شرب الكحول هو السبيل الوحيد الذي يحظى فيه الشخص بفرصة الشفاء؛ لذا هيا بنا عزيزي القارئ نتعرف على أمراض الكبد الكحولية، وأعراضها، وأنواعها، وطرق علاجها.

محتويات المقال:

1. ما المراد بأمراض الكبد الكحولية؟
2. مراحل وأنواع أمراض الكبد الكحولية.
3. ما العلامات المبكرة للأمراض الكبد الكحولية؟
4. ما أعراض أمراض الكبد الكحولية؟
5. ما عوامل خطر الإصابة بأمراض الكبد الكحولية؟
6. كيفية تشخيص أمراض الكبد الكحولية.
7. ما علاج أمراض الكبد الكحولية؟
8. مضاعفات أمراض الكبد الكحولية.

  • ما المراد بأمراض الكبد الكحولية؟
أمراض الكبد الكحولية

   تشير أمراض الكبد المرتبطة بالكحول (ARLD) إلى تلف الكبد الناجم عن الإفراط في تناول الكحول، ولها عدة مراحل من الشدة ومجموعة من الأعراض المصاحبة؛ إذ تؤدي سنوات من تعاطي الكحول إلى التهاب الكبد وتورمه، ويتسبب هذا الضرر -أيضًا- في حدوث ندبات تُعرف باسم تليف الكبد وهو المرحلة الأخيرة من مرض الكبد.

   الكبد مرن للغاية وقادر على تجديد نفسه، وتموت بعض خلايا الكبد في كل مرة يعمل فيها الكبد على تصفية الكحول، ولكن يطوِّر الكبد خلايا جديدة لكن إساءة استخدام الكحول لفترات طويلة (الإفراط في تناول الكحوليات) على مدى سنوات عديدة؛ تُقلل قدرة الكبد على التجدد؛ مما يؤدي إلى تلف خطِر ودائم للكبد.

  • مراحل وأنواع أمراض الكبد الكحولية:

    تعتمد أعراض أمراض الكبد الكحولية (ARLD) على مرحلة المرض، وهناك ثلاث مراحل هي:

1. مرض الكبد الدهني الكحولي:

   هذه هي المرحلة الأولى من أمراض الكبد الكحولية، حيث تبدأ الدهون في التراكم حول الكبد بسبب شرب كمية كبيرة من الكحول، وفي بعض الأحيان قد يؤدي الإفراط في تناول الكحوليات على مدى فترة قصيرة حتى أقل من أسبوع إلى حدوث ذلك، وعادةً لا توجد له أعراض، ويمكن علاجه بعدم شرب الكحول بعد الآن.

2. التهاب الكبد الكحولي الحاد:

   يؤدي تعاطي الكحول المستمر إلى التهاب الكبد المستمر، ويحدث هذا بعد سنوات عديدة من الإفراط في الشرب، ويؤدي إلى التهاب (تورم) الكبد في هذه المرحلة، وتعتمد النتيجة على شدة الضرر، وفي بعض الحالات إذا امتنع الفرد عن شرب الكحول على المدى الطويل فعادةً ما يكون التهاب الكبد الكحولي قابلًا للعكس، وفي الحالات الأكثر شدة من التهاب الكبد الكحولي قد تؤدي إلى فشل الكبد.

3. تليف الكبد الكحولي:

   هذا هو أشد مراحل ARLD وفي هذه المرحلة يصاب الكبد بندوب بسبب إدمان الكحول، ولا يمكن التراجع عن الضرر ويؤدي تليف الكبد إلى فشل الكبد. التليف هو تراكم لأنواع معينة من البروتين في الكبد، منها: الكولاجين، ويتنوع في معظم أنواع أمراض الكبد المزمنة مراحل خفيفة إلى معتدلة من التليف، كما قد يكون قابلًا للعكس، ولكن قد يؤدي التليف والالتهاب المستمر إلى الإصابة بسرطان الكبد.

  • ما العلامات المبكرة للأمراض الكبد الكحولية؟
أمراض الكبد الكحولية

   العلامات المبكرة لمرض الكبد الكحولي غامضة، وتؤثر على مجموعة من الأجهزة في الجسم، وبالإضافة إلى الشعور العام بالتوعك يمكن أن تشمل العلامات ما يلي:

  1. ألم في البطن.
  2. القيء والغثيان.
  3. الإسهال.
  4. قلة الشهية.

   قد يكون من السهل استبعاد الأعراض المبكرة باعتبارها آثارًا لخلل في المعدة أو الشعور بالضيق العام، ومع ذلك فإن ترك هذه الأعراض دون تشخيص أو علاج خاصةً مع الاستمرار في تناول الكحول يمكن أن يؤدي إلى تطور أسرع لأمراض الكبد بمرور الوقت.

  • ما أعراض أمراض الكبد الكحولية؟

   لا يعاني بعض الأشخاص المصابين بـأمراض الكبد الكحولية من أعراض حتى يتقدم المرض، وتشمل أعراض ARLD:

  • الغثيان.
  • فقدان الشهية.
  • اليرقان.
  • التعب.
  • عدم ارتياح في البطن.
  • زيادة العطش.
  • تورم في الساقين والبطن.
  • فقدان الوزن.
  • سواد أو تفتيح البشرة.
  • حمرة اليدين أو القدمين.
  • حركات الأمعاء الداكنة.
  • الإغماء.
  • إثارة غير عادية.
  • تقلب المزاج.
  • الالتباس.
  • نزيف اللثة.
  • تضخم الثدي (عند الرجال).

   كما قد تظهر أعراض أمراض الكبد الكجولية في كثير من الأحيان بعد الإفراط في الشرب.

  • ما عوامل خطر الإصابة بأمراض الكبد الكحولية؟

   يزداد خطر إصابتك بـأمراض الكبد الكحولية إذا:

  • كان لديك تاريخ عائلي من ARLD.
  • تتناول الكحول بنهم.
  • لديك سوء تغذية.
  • النساء اللائي يستهلكن كميات كبيرة من الكحول، ويعانين -أيضًا- من زيادة الوزن لديهن فرصة أكبر للإصابة بأمراض الكبد المزمنة، ومع ذلك فإن السمنة هي -أيضًا- عامل خطر بالنسبة للرجال.
  • تزيد الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي سي من المخاطر، كما قد يواجه الشخص الذي يستهلك الكحول بانتظام ويعاني أي نوع من أنواع التهاب الكبد فرصة أكبر للإصابة بأمراض الكبد، ويزيد التهاب الكبد الوبائي سي -أيضًا- خطر الإصابة بسرطان الكبد.
  • يمكن أن تؤثر التغيُّرات الجينية على المخاطر، فإذا كان الشخص يعاني تغيُّرات في الملامح الجينية لأنزيمات معينة التي تُعد مفتاح استقلاب الكحول، مثل: ADH و ALDH وCYP4502E1 فسيكون لديهم فرصة أكبر للإصابة بمرض الكبد الكحولي.
  • كيفية تشخيص أمراض الكبد الكحولية:
أمراض الكبد الكحولية

    أمراض الكبد الكحولية ليست هي المرض الوحيد الذي قد يسبب تلف الكبد، وسيرغب طبيبك في اختبار صحة الكبد لاستبعاد الأمراض الأخرى؛ لذا قد يطلب طبيبك:

  1. تعداد الدم الكامل (CBC).
  2. اختبار وظائف الكبد.
  3. التصوير المقطعي المحوسب للبطن (CT).
  4. الموجات فوق الصوتية في البطن.
  5. خزعة الكبد.

   تشتمل اختبارات وظائف الكبد على اختبار إنزيمات الكبد، وتحدد هذه الاختبارات مستويات ثلاثة إنزيمات في الكبد:

  1. جاما جلوتاميل ترانسفيراز (GGT).
  2. ناقلة أمين الأسبارتات (AST).
  3. ألانين أمينوترانسفيراز (ALT).

   من المحتمل أن يكون لديك ARLD إذا كان مستوى AST الخاص بك أعلى مرتين من مستوى ALT الخاص بك، ووفقًا للمعهد الوطني لإدمان الكحول فإن هذه النتيجة موجودة في أكثر من 80 بالمائة من مرضى ARLD.

  • ما علاج أمراض الكبد الكحولية؟

   إذا كنت مصابًا بمرض الكبد الكحولي (ARLD)، فإن الخطوة الأولى الحاسمة هي الامتناع تمامًا عن تناول الكحول، حيث سيؤدي الاستهلاك المستمر إلى مزيد من تطور المرض، وستتحسن جميع الاضطرابات المرتبطة بالكحول مع التوقف عن الشرب، وأيضًا يشمل العلاج مجموعة من الخطوات، وهي:

  1. علاج الانسحاب من الكحول.
  2. الدعم الغذائي.
  3. زراعة الكبد بالنقل.

1. علاج الانسحاب من الكحول:

   أهم خطوة لبدء علاج أمراض الكبد الكحولية (ARLD) هو الإقلاع عن الشرب تمامًا، ولكن نظرًا لأن الجسم أصبح معتمدًا على الكحول فإن التوقف المفاجئ للكحول قد يسبب أعراض انسحاب مؤلمة.

عند دخولك المستشفى مصابًا بالتهاب الكبد الكحولي الحاد، فستتضمن خطة العلاج الخاصة بك علاجًا لانسحاب الكحول، ويسبب الانسحاب مجموعة واسعة من الأعراض منها:

  • القلق.
  • التعب.
  • تقلب المزاج.
  • رطوبة الجلد أو التعرق.
  • اتساع حدقة العين.
  • صداع الرأس.
  • القيء والغثيان.
  • الهياج الشديد أو الارتباك.

   في المستشفى سيراقب ضغط الدم، ودرجة الحرارة، ومعدل ضربات القلب، وسوف تتلقى سوائل وريدية (IV)، وأدوية، وربما مهدئ حتى اكتمال الانسحاب.

2. الدعم الغذائي:

   إذا كان لديك ARLD فقد تكون مصابًا أيضًا بسوء التغذية، وقد يمنعك فقدان الشهية، والغثيان من تناول ما يكفي من العناصر الغذائية، ويُعد توفير السعرات الحرارية الكافية مع المكملات الغذائية أمرًا بالغ الأهمية لشفاء التهاب الكبد وشفاءه.

   أما في الحالات الشديدة فقد تحتاج إلى علاج معوي، وسيدخل طبيبك أنبوب تغذية بسيط في معدتك من أجل تزويد جسمك بالعناصر الغذائية الضرورية.

3. زراعة الكبد:

   قد تتدهور حالتك الصحية في الحالات الشديدة وتتطور إلى فشل الكبد، وفي هذه المرحلة يكون زرع الكبد هو العلاج الوحيد، وتُعد معدلات البقاء على قيد الحياة بعد زرع الكبد أعلى من المرضى الذين تلقوا العلاج الطبي (كورتيكوستيرويد) وحده، وتتطلب مراكز الزرع عادةً التزامًا واضحًا.

4. الفيتامينات المتعددة:

   عادةً ما تكون مستويات فيتامين ب المركب منخفضة لدى الأشخاص الذين يشربون بكثرة، وهذا النقص يمكن أن يسبب فقر الدم أو سوء التغذية.

ملحوظة: من المهم ملاحظة أن تناول فيتامين أ والكحول معًا يمكن أن يكون مميتًا؛ لذا فقط الأشخاص الذين توقفوا عن الشرب يمكنهم تناول هذه المكملات، وللعلم لن تعالج المكملات أمراض الكبد، لكنها يمكن أن تمنع المضاعفات، مثل: سوء التغذية.

  • مضاعفات أمراض الكبد الكحولية:
أمراض الكبد الكحولية

   قد تشمل مضاعفات ARLD ما يلي:

  • تندب الكبد الدائم، وفقدان الوظيفة.
  • نزيف دوالي المريء (تضخم الأوردة في المريء، ويتطور عند الأشخاص المصابين بأمراض الكبد).
  • ارتفاع ضغط الدم في الأوعية الدموية للكبد (ارتفاع ضغط الدم البابي).
  • فقدان وظائف المخ بسبب تراكم السموم في الدم (اعتلال الدماغ الكبدي).
  • تراكم السوائل في البطن (الاستسقاء) مع الفشل الكلوي المصاحب.
  • سرطان الكبد.
  • زيادة التعرض للعدوى.

   أخيرًا عزيزي القارئ قد يمكنك التعافي من أمراض الكبد الكحولية فقط عند توقفك عن تناول الكحول، بالإضافة إلى تغيُّر نظامك الغذائي، وتناول المكملات المناسبة؛ لذا اطمئن لم يفت الأوان بعد! تحدث إلى طبيبك إذا كان لديك مشكلة مع تناول الكحول، أو معرض لخطر الإصابة بأمراض الكبد الكحولية؛ فسوف يَدُّلك على برامج تساعدك على التوقف عن تناول الكحول، وتحسين صحة الكبد.

قد يهمك أيضًا:

المراجع: .nhs | healthline

تعليقات