أول نموذج ثلاثي الأبعاد للبنكرياس | هل يصبح هو الأمل لمرضى السرطان ؟
أول نموذج ثلاثي الأبعاد للبنكرياس | هل يصبح هو الأمل لمرضى السرطان ؟
وفقًا لجمعية السرطان الأمريكية، يُعتقد أن أكثر من 60 ألف بالغ في الولايات المتحدة سوف يُشخص بسرطان البنكرياس هذا العام، وإحصائياً سيظل ما لا يقل عن 10% على قيد الحياة بعد خمس سنوات من التشخيص. نظرًا لأن سرطان البنكرياس يظل كامناً داخل تجويف الجسم دون إظهار أية أعراض، وكثيرًا ما يتأخر تشخيصه حتى المرحلة المتقدمة التي تستدعي حينها التدخل الجراحي أو أحياناً ينتشر الورم في جميع أنحاء الجسم ويصبح الوضع أصعب.
تشير الأبحاث إلى أن الاكتشاف المبكر لأورام البنكرياس يمكنه أن يضاعف من معدلات البقاء على قيد الحياة أربع مرات ؛ ومع ذلك، لا توجد حتى الآن أي اختبارات موثوقة وصالحة للكشف المبكر عن سرطان البنكرياس.
نجح باحثون في معهد أبحاث السرطان في مركز (BIDMC) مؤخراً، في إنشاء أول نماذج عضوية ثلاثية الأبعاد (3D) للبنكرياس من الخلايا الجذعية البشرية . يشتمل هذا النموذج العضوي الأول من نوعه على كلٍ من البِنية العنيبية والقنوية للبنكرياس والتي لها دور رئيسي في معظم سرطانات البنكرياس .
ستلقي منصة البحث الجديدة ضوءًا جديدًا على منشأ وتطور سرطان البنكرياس بالإضافة إلى الكشف عن الوسائل المحتملة لاكتشاف علامات التشخيص المبكر ومتابعة المرض.
قالت د.سينثيل موثوسوامي ، مدير قسم علم أحياء الخلية في معهد أبحاث السرطان في BIDMC \”لقد اعتقدنا أنه إذا كانت لدينا طريقة لاستخدام خلايا البنكرياس البشرية لإعادة هندسة السرطان، فيمكننا البدء في فهم الخطوات الأولى في تطور هذا المرض، و يمكن أن يعمل هذا النموذج أيضًا كمنصة لاكتشاف المؤشرات الحيوية أو التغييرات المتعلقة بالمرض والقابلة للقياس، والتي نأمل استخدامها في العيادة لمتابعة نمو السرطان \”.
اقرأ أيضًا : نظام كيتو الغذائي يساعدك على حرق دهون البطن!
البنكرياس هو عضو يفرز الهرمونات ويتكون من قنوات وخلايا عنيبية وبنية هيكلية.
يعتقد الباحثون أن النوع الأكثر شيوعًا من سرطان البنكرياس ( سرطان القناة البنكرياسية الغدي ،أو PDAC) ينشأ من الخلايا المبطنة للهيكل العنيبي والقنوي. ومع ذلك، لم يتمكن العلماء إلى الآن من صنع تلك البنية البشرية المماثلة والحفاظ عليها بنجاح في المختبر ، الأمر الذي يتحدى قدرتهم على اختبار الفرضية داخل نموذج.
لإجبار الخلايا الجذعية على أن تصبح خلايا قنوية وخلايا عنيبية، تعاون د.لينغ هوانغ ، مدرس الطب في BIDMC مع معمل دوغ ميلتون بجامعة هارفارد واختبر بشكل منهجي مجموعات مختلفة من بيئة لنمو الخلية مستخدمة لفترات زمنية مختلفة. بعد عمل امتد لأكثر من خمس سنوات، نجح فيها الباحثون في إنشاء خلايا عنيبية بشرية في الوسط المختبري والحفاظ عليها لفترة كافية حتى يتمكنوا من استخدامها في التجارب.
قال د.موثوسوامي ، وهو أيضًا أستاذ مساعد بكلية الطب بجامعة هارفارد: \”إنها مثل وصفة طبخ – وصفة معقدة ليس لها سابقة، فقط عندما تستخدم جميع المكونات الصحيحة بالنسب الصحيحة وتقوم بها بالتسلسل الصحيح، تحصل على الخلايا لتصبح خلايا عنيبية.\”
بعد ذلك، استخدم د.هوانغ وزميله الباحث في BIDMC، سلالتين منفصلتين من عضويات الأقنية والعنيبة مصممة لتحمل طفرات جينية معروفة بأن لها صلة بسرطان البنكرياس. عندما زُرعت العضويات لاحقًا في الفئران، تصرفت السلالات المختلفة بطرق متميزة يمكن التنبؤ بها. على سبيل المثال، تسببت طفرة واحدة في زرع سبعة من كل 10 من الفئران بعضويات شبيهة بالعنيبة لتطوير تغيرات خلوية مماثلة لسرطان البنكرياس المبكر في البشر.
قال د.موثوسواني ، الذي شدد على أن الاستخدام المباشر لتقنية العضويات العنيبية هذه للمرضى المصابين بالسرطان اليوم قد يكون محدودًا \”إن فهم الآليات التي تنظم هذه الأحداث سيوفر رؤى مهمة حول نشأة سرطان البنكرياس، ا لفكرة هي معرفة ما إذا كان بإمكاننا تحديد المؤشرات الحيوية لإفادة المرضى في المستقبل، بما في ذلك عن طريق فحص الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بسرطان البنكرياس، حتى نتمكن من اكتشافه قبل فوات الأوان\”.
تعليقات