إلى أي درجة يؤثر التغير المناخي على صحة القلب ؟
أصبح التغير المناخي موضوعا متدوال النقاش في الأخبار بشكل كبير ؛ نظرا لتأثيره البيئي , لكن ما يدعو أيضا للنقاش حوله هو تأثيره على الصحة . وبما أننا نلاحظ حالات الإرتفاع الشديد في درجة الحرارة , و زيادة حدوث التغيرات فيها , فما هي المخاطر الصحية التي يمكن أن يراها الأطباء بوتيرة أكبر ؟
نشرت مؤخرا مجلة Nature Reviews Cardiology دراسة عن مخاطر التغيرات المناخية على القلب و الأوعية الدموية , حيث أشارت إلى وجود حاجة إلى إحداث تغيرات كبيرة من أجل صحة القلب و الأوعية الدموية للأجيال القادمة , و نوهت الدراسة أن الفئة أكثر عرضة لهذه المخاطر هم الأفراد البالغين الذين يعانون من أوضاع مادية و مجتمعية متدنية , و الذين يعانون من حالات تزيد من فرص الإصابة بأمراض القلب و الأوعية الدموية . و قد حدد الباحثون بعض الحالات التي يمكن للتغير المناخي أن يُسبب تأثيرا عليها .
احتشاء عضلة القلب
قام الباحثون بفحص البيانات المتعلقة بالإصابة باحتشاء عضلة القلب في فترتين زمنيتين مختلفتين و هما : من 1987 إلى 2000 و من 2001 إلى 2014 ؛ لرؤية تأثير الحرارة و البرودة على بدايات حدوث احتشاء القلب . في الفترة الأولى وجد الباحثون أن البرودة تحفز حدوثه . و في الفترة الثانية كان هناك ارتفاع ملحوظ في احتشاء عضلة القلب عند درجات الحرارة الأعلى من 18 درجة . و يعزي ذلك التغير إلى المصابين بالسكري النوع الثاني , و ارتفاع ضغط الدم حيث يزداد عندهم أيضا خطر الإصابة بأمراض القلب و الأوعية الدموية , والذي يعتقد الباحثون أنه يتفاقم عن طريق التعرض للحرارة التي يمكن أن تزداد عبر الزمن .
اقرأ المزيد : هل ينتقل فيروس كورونا من الأم إلى الجنين ؟
نقص التروية القلبية
طرحت الدراسة أيضا احتمالية تسبب الزيادة في درجات الحرارة في زيادة خطر الإصابة بالنقص الحاد في التروية القلبية , حيث يستطيع الضغط الفيسيولوجي الناتج عن الحرارة أن يغير درجة حرارة الجسم , و يرفع من معدل ضربات القلب , و ربما لا يستطيع الأشخاص المصابون بفشل في عضلة القلب تعويض الحاجة إلى رفع نشاط الدورة الدموية . يمكن أن يزداد خطر الإصابة بفشل مفاجئ في عضلة القلب عند الأشخاص الذين يعانون من بعض المشاكل المرتبطة بفشل عضلة القلب , عند تعرضهم لدرجات عالية من الحرارة .
زيادة التلوث الجوي و حرائق الغابات
يتسطيع التأثير البيئي للتغيرات المناخية أن يواكب المخاطر الصحية . واحدة من أكثر العوامل الاكثر تأثيرا للتغير المناخي هي زيادة شدة حرائق الغابات , مع زيادة لاحقة في التلوث الجوي . فالجسيمات الدقيقة في الهواء تم ربطها بمعدل الوفيات بسبب أمراض القلب , و يمكنها أن تتسبب في تفاقم الحالات المعرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب في درجات الحرارة العالية .
ينصح الباحثون في نهاية دراستهم الأطباء بتحذير المرضى بخصوص هذه المخاطر التي تتعلق بأمراض القلب أثناء نقاشهم معهم . و هذا أيضا يمكن أن يكون عاملا مهما في هذه الفترة مع ظهور وباء فيروس كورونا كوفيد-19 ؛ نظرا لتسببه في حدوث مشاكل في الجهاز التنفسي .
المصدر : كلينيكال أدفايزور
تعليقات