احذر تلك الأدوية أثناء الصيام | قد تفقدك سوائل الجسم وتعرضك للجفاف
قد يمثل استعمال الأدوية المعتادة لك خطراً على صحتك في رمضان، إذ تسبب بعض الأدوية تغييرات مختلفة في توازن حالة السوائل داخل جسمك.
قد تسبب لك بعض الأدوية فقد لسوائل الجسم عن طريق الإسهال أو القيء، و بعضها قد يقلل من شعورك بالعطش وحاجتك لشرب الماء ،وقد تسبب بعضها زيادة معدل التبول وكميات البول المخرجة.
لذا سنتعرف في مقالتنا أهم الادوية التي قد تمثل خطراً على صحتك أثناء الصيام في رمضان.
أدوية الملينات وعلاج الإمساك
تعد أدوية الملينات المختلفة مسبباً شائعاً في فقد المياه حيث يعمل بعضها على زيادة حركة الأمعاء لعلاج الإمساك والتي قد تصل إلى حد الإسهال.
تعمل بعض الملينات Osmotic laxatives على علاج الإمساك بطريقة أخرى ألا سحب المياه بالأسموزية لكي يسهل عملية الإخراج .
لذا قد يمثل الإفراط في استخدام الملينات أثناء رمضان خطراً للجفاف عن طريق الإسهال.
أدوية مدرات البول وعلاج ارتفاع ضغط الدم والفشل القلبي
أدوية مدرات البول هي أهم أدوية في بروتوكول علاج فشل القلب الاحتقاني، حيث يفشل القلب في قدرته على ضخ الدم بشكل طبيعي ويسبب في احتقان الدم في الجسم.
تستخدم أدوية مدرات البول في علاج ارتفاع ضغط الدم والفشل الكبدي وأمراض الكلى.
تتخلص تلك الأدوية من الماء الزائد عن حاجة الجسم عن طريق تسهيل عملية إخراجه مع الأملاح الزائدة من خلال الكلى في صورة بول .
لذا قد يؤثر ذلك على توازن مستوى السوائل و الأملاح مثل الصوديوم والبوتاسيوم في الجسم.
من أهم أدوية مدرات البول : مجموعة الثيازيد Thiazide Diuretics ومجموعة Loop Diuretics وتشمل ( Frusemide( Lasix، ومجموعة مدرات البول الموفرة للبوتاسيوم Potassium-sparing Diuretics
أدوية علاج الضغط المرتفع وأمراض القلب
هناك أدوية عديدة تعالج ارتفاع ضغط الدم وأمراض ضعف عضلة القلب
من ضمن تلك الأدوية :
أدوية مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين ACEIs مثل كابتوبريل Captopril، و إنالابريل Enalapril، و ليسينوبريل Lisinopril
أدوية حاصرات مستقبل الأنجيوتنسين ARBs مثل كانديسارتان Candesartan ، و لوسارتان Losartan، و فالسارتان Valsartan، و أولميسارتان Olmesartan .
كيف تسبب تلك الأدوية الجفاف :
1- فقد الماء والأملاح خلال عملية الإخراج البولي.
2- تثبيط الشعور بالعطش :
حيث وجد أن هناك ارتباط بين علاقة مادة رينين وأنجيوتنسين Renin-Angiotensin بالشعور بالعطش، لذا قد يقل شرب المريض للماء والسوائل ويعرضه بنسبة أكبر للجفاف.
3- مادة أولميسارتان وعلاقتها بخطر الاعتلال المعوي:
حيث وجد في 7 % من المرضى أن تعاطي تلك المادة تسبب اعتلال معوي وإسهال شديد يشبه الداء البطني سيلياك Celiac disease وقد تصل الشدة لحدوث فشل كلوي حاد.
علاج تضخم البروستاتا الحميد
تستخدم مادة سيلودوسين Silodosin في علاج تضخم البروستاتا الحميد .
قد يشتكي 10% من المرضى من إصابتهم بالإسهال كأثر جانبي لاستعمال هذا الدواء.
بالرغم أن شدة هذا الأثر الجانبي مازال جدلي لكن وجب الاحتياط مع استخدامه في الرجال المسنين لتجنب خطر نقص السوائل أثناء الصيام.
المضادات الحيوية وتأثيرها على فقد سوائل الجسم
يزيد خطر حدوث الإسهال مع استعمال المضادات الحيوية خاصة في كبار السن بنسبة قد تتراوح ما بين 2.1% وحتى 80% في مختلف الدراسات البحثية.
ويعتقد أنه قد تسبب المضادات الحيوية وحدها ما يقارب ربع نسب حالات الإسهال الناتجة عن تناول العقاقير.
ومازالت الآلية لحدوث هذا الأثر الجانبي مجهولة طبياً، ولكن يعتقد أن حدوث الإسهال في الأيام الأولى لتناول المضاد الحيوي ينتج عن ضرر يصيب بكتيريا الأمعاء النافعة جراء بعض الميكروبات المعوية منها كلوستريديوم ديفيسيل Clostridium difficile.
من أهم تلك المضادات الحيوية المسببة للإسهال :مركب أموكسسيللين مع حمض كلافيولينك Amoxicillin + Clavulinic acid.
يساعد البروبيوتيك Probiotic في علاج هذا النوع من الإسهال حيث تزيد من مناعة الأمعاء.
أدوية مضادات السرطان والأدوية مٌعدِلة المناعة
يعد الإسهال الناتج عن العلاج الكيماوى للسرطانات من أكثر الأعراض الجانبية التي يتعرض لها من 50 إلى 80 بالمئة من المرضى.
يعتقد أن سبب حدوث الإسهال هو التأثير السام لبعض العقاقير المستخدم على الجهاز الهضمي.
من أكثر العقاقير التي تشتهر بالتسبب في الإسهال هو دواء فلورويوراسيل fluorouracil ، وإيرينوتيكان irinotecan.
يزيد أيضاً حدوث القيء جراء تناول الأدوية المضادة للسرطان وقد يحتاج المريض لتناول فيتامين B6 للوقاية من القيء.
الأدوية المعدلة للمناعة Immunomodulating agents
من ضمن الأدوية المعدلة للمناعة ميكوفينولات موفيتل Mycophenolate mofetil ( Myfortic ) ، ويستخدم هذا العقار في تقليل خطر رفض العضو بعد زراعته بالجسم.
يرتبط حدوث إسهال باستعمال دواء ميكوفينولات موفيتل و يتوقف الإسهال تماماً بمجرد إيقاف تعاطي الدواء.
من الشائع أيضاً هذا الأثر الجانبي مع استعمال دواء مشابه وهو أزاثيوبرين azathioprine ، إذ يستخدم أيضاً لعلاج إلتهاب المفاصل الروماتويدي وفي علاجات زراعة الكلى.
عادة ما يتوقف الإسهال الناتج عن استعمال أزاثيوبرين بعد أسبوعين من إيقاف تعاطيه.
يؤدي الإسهال الناتج عن استعمال تلك الأدوية إلى هزال وجفاف المريض وقد يحتاج حينها إلى الحصول على التغذية الوريدية للتعافي.
أدوية علاج داء السكري من النوع الثاني
ميتفورمين الدواء الأول لعلاج داء السكري من النوع الثاني
يعد ميتفورمين Metformin من أهم العلاجات المفضلة لعلاج مرض السكري من النوع الثاني كما يستخدم أيضاً لعلاج متلازمة المبيض متعدد الكيسات PCOS ، ويستعمله بعض المرضى أيضاً في إنقاص الوزن الزائد وعلاج السمنة بإرشاد طبي.
بالرغم أنه من الأدوية الآمنة بشكل كبير، إلا أنه قد يسبب بعض الأعراض الجانبية بالجهاز الهضمي ومنها الغثيان والإسهال وعسر الهضم، في ما يقرب من 30 % من المرضى في بداية تناوله.
تفسير هذا الأثر الجانبي :
- أن له تأثير مشابه للسيروتونين على مستقبلات السيروتونين في الجهاز الهضمي.
- أن ميتفورمين يزيد من تركيز أملاح العصارة الصفراوية في الأمعاء ما يسبب سحب الماء بالتأثير الأسموزي.
- تعمل مادة ميتفورمين على تثبيط الشهية وهذا ما قد يؤثر على حصول المريض على محتوى الماء في الأطعمة.
هذا ما يجعله عامل خطورة في فترة الصيام خاصة للمرضى كبار السن، الذين قد يسبب فقدهم لتوازن سوائل أجسامهم ويعرضهم لخطر الجفاف واضطرابات الأملاح والتأثير على وظائف الكلى.
لذا قد يفضل الأطباء إجراء تعديل على دواء ميتفورمين في شهر رمضان بالآتي :
1- البدء بتناول جرعات منخفضة ثم زيادتها تدريجياً بناءاً على الأعراض الجانبية المذكورة.
2- اختيار تركيبات ذات الإفراز المنضبط CR-formulations إن وجدت، وهي تركيبات مصممة من الدواء يتم التحكم في إفراز المادة الفعالة بشكل منضبط حتى يقلل هذا الأثر الجانبي.
أدوية السكري الجديدة
تعد مجموعة مثبطات المساعد الثاني لنواقل الصوديوم والجلوكوز( SGLT2)، وتسمى أيضاً أدوية جليفلوزين gliflozin مثل : كاناجليفلوزين (canagliflozin)، داباجليفلوزين dapagliflozin، و إيمبجليفلوزين empagliflozin
تمنع تلك الأدوية إعادة امتصاص الجلوكوز من الدم داخل الكلى، وتزيد من معدل إخراجها من الكلى في البول.
هذا بالإضافة إلى تأثيرها في إدرار البول ما يزيد من خطورة الجفاف لدى مرضى السكري كبار السن.
سيكون من الخطير استخدام كلا الدوائين ميتفورمين وأدوية جليفلوزين سوياً أثناء رمضان دون متابعة لحالة توازن السوائل بالجسم.
دواء أبريميلاست علاج الصدفية اللويحية
يستخدم دواء أبريميلاست Apremilast في علاج حالات الصدفية اللويحية Plaque Psoriasis متوسطة وشديدة الدرجة ، إذ يقوم بتقليل الالتهاب الناتج عن المرض عن طريق استهداف إنزيم محدد.
من ضمن الأعراض الجانبية الشائعة لاستعمال دواء أبريميلاست، أنه يسبب إسهال شديد قد يحتاج حينها المريض الذهاب للمستشفى.
لذا قد يعاني الصائم الذي يستعمل هذا الدواء في أول أسبوعين من خطر الجفاف إذا ما أصيب بهذا الأثر الجانبي الشائع.
دواء ثيوفيللين وعلاج الأمراض التنفسية
يزيد استعمال دواء ثيوفيللين Theophylline في علاج أمراض الربو التهاب الشعب كموسع للشعب.
قد يسبب دواء ثيوفيللين تغيير في توازن سوائل الجسم عن طريق تحفيز الإسهال وزيادة معدل إخراج الماء من الكلى وزيادة التبول.
الأدوية النفسية وتأثيرها على سوائل الجسم
تعد الأدوية التي تعالج الأمراض النفسية والعصبية من أكثر الأدوية التي قد تسبب اضطراباً لمستوى سوائل الجسم.
العلاج الثنائي والثلاثي لمرضى الشلل الرعاش أو باركنسون
ويشمل المادة الأساسية وهي ليفودوبا levodopa بجانب مادتين إضافيتين هما : كاربيدوبا carbidopa أو بينسرازيد benserazide، و الأحدث الآن مع مادة توكالبون tocalpone أو إنتاكابون entacapone.
نادراً ما يسبب هذا العلاج أعراض جانبية ولكن قد ينتج عن تناوله إسهال في بعض المرضى بنسبة أكبر عندما يصبح مكوناً من الثلاث مواد معاً.
متلازمة الإفراز غير الملائم للهرمون المضاد لإدرار البول SIADH
يزيد إفراز الهرمون المضاد لإدرار البول من الجزء الخلفي للغدة النخامية عن حاجة الجسم للاحتفاظ بسوائله عند حالة الجفاف مثلاً.
يتسبب هذا الإفراز غير الملائم في نقص إخراج المريض للماء ما يؤدي لخفض مستوى الصوديوم في الدم وتخفف اسمولية الدم ونقص الشعور بالعطش.
من أشهر مسببات تلك المتلازمة هي بعض الأدوية النفسية مثل مضادات الاكتئاب مثبطات استرجاع السيروتونين الانتقائية SSRIs.
أدوية مضادات الذهان والمتلازمة الخبيثة لمضادات الذهان
المتلازمة الخبيثة لمضادات الذهان Neuroleptic malignant syndrome هي تفاعل غير متوقع لاستخدام مضادات مرض الذهان، ويتميز بحدوث أعراض حمى وتخشب عضلي واضطراب في درجة الوعي مع عدم ثبات للعلامات الحيوية، ما قد يعرض حياة المريض للخطر.
يفسر حدوث تلك المتلازمة مع استخدام أدوية مضادات الذهان بتأثير تلك العقاقير على مركز تنظيم حرارة الجسم بالمخ وتقليل الشعور بالعطش.
- لذا ينصح بأن يتوخى المرضى الحذر عند استعمال تلك الأدوية خاصة في موجات الحر الشديدة، حيث ينبغي أن يلازم المريض تناول كميات كبيرة من السوائل وتجنب التعرض للشمس والبقاء في غرفة مكيفة أو جيدة التهوية.
- قد يفضل الأطباء عدم صيام هؤلاء المرضى الذين بحاجة لتناول تلك العقاقير خاصة مرضى كبار السن.
- ربما يفضل طبيبك أن تغير دواءك إلى دواء آخر من مضادات الذهان غير التقليدية أو الجيل الثاني; مثل أولانزبين Olanzapine، حيث يقل خطر حدوث تلك المتلازمة.
دواء الليثيوم وعلاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبين
من أشهر الأدوية النفسية التي يصعب معها الصيام في شهر رمضان بشكل كبير.
تستخدم أملاح الليثيوم Lithium salts في علاج بعض الأمراض النفسية أهمها الاضطراب الوجداني ثنائي القطبين.
تسبب أملاح الليثيوم العديد من الأعراض الجانبية الشائعة والتي تتعارض مع الصيام بشكل كبير و هي :
- البُوال : وهي كثرة التبول وزيادة كمية البول
- العُطاش : الشعور بالعطش المستمر
- الإسهال ونقص الشهية
كل تلك الأعراض قد تساهم بشكل كبير في حالة نقص السوائل والتي قد تصعب الصيام على المريض.
- قد يزيد خطر تسمم الليثيوم Lithium Toxicity في حالة الجفاف ونقص الأملاح بالجسم حتى مع تناول الجرعة المعتادة، لذا ينصح هؤلاء المرضى بالاهتمام بتناول السوائل بشكل كافي أثناء الإفطار.
- يفضل استعمال تركيبات دوائية ممتدة المفعول من الليثيوم وتؤخذ الجرعة كاملة مرة واحد بعد الإفطار حتى يقلل تأثير الدواء الجانبي.
- وينبغي على المريض الاهتمام بتناول معدل كافي من الملح في الطعام حتى يتجنب خطر تسمم الليثيوم.
قد لا يتعارض صيامك مع تناول تلك العقاقير السابق ذكرها في مقالتنا إن إتبعت التعليمات لتجنب جفاف جسمك، ولكننا نحبذ أن تستشير الطبيب المعالج قبل أن تصوم شهر رمضان.
قد يهمك أيضاً :
- لأصحاب الأمراض المزمنة| نصائح هامة عن تناول الأدوية في رمضان
- مابين الإفطار والسحور/ تعرف على كيفية تنظيم الأدوية في رمضان؟
المراجع
تعليقات