fbpx

ارتفاع هرمون الكورتيزول | الأعراض والأسباب

بينما أنتَ تشعر بتوتر أثناء أداء الاختبارات أو ضغط في العمل فإن جسمك يفرز هرمون الكورتيزول؛ وهو هرمون التوتر في جسمك حيث أنه يعمل مع أجزاء معينة من عقلك؛ للتحكم في حالتك المزاجية، ودوافعك، وخوفك.
لكن هل تعلم أن التوتر المزمن وارتفاع هرمون الكورتيزول يضع حياتك في خطر؟ في هذا المقال -عزيزي القارئ- سنستعرض أسباب وأعراض ارتفاع الكورتيزول، كذلك نعرض لك العلاج المناسب لجعل جسمك صحي آمن.

محتويات المقال

ما الكورتيزول؟

الكورتيزول هو هرمون الستيرويد يتم تصنيعه من الكوليسترول، ويتم تصنيعه في طبقة zona fasciculata من القشرة الكظرية حيث ينظم محور ما تحت المهاد -الغدة النخامية- الكظرية إنتاج وإفراز الكورتيزول.
يعمل الهرمون القشري الكظري (ACTH) المنطلق من الغدة النخامية الأمامية على زيادة مستقبلات LDL وزيادة نشاط cholesterol desmolase الذي يحول الكوليسترول إلى pregnenolone وهي خطوة أساسية في تخليق الكورتيزول، فغالبية الكورتيكوسترويدات النشطة تكون مرتبطة إما بالكورتيكورتيكويد (CBG) أو الألبومين، ويتم تحويل الشكل غير النشط إلى شكله النشط بواسطة (11-beta-HSD1) في معظم الأنسجة، بينما يعطل 11-beta-HSD2 الكورتيزول مرة أخرى إلى الكورتيزون في الكلى.

ما فوائد هرمون الكورتيزول؟

على الرغم من أن الكورتيزول معروف على نطاق واسع بهرمون التوتر في الجسم، إلا أن له مجموعة متنوعة من التأثيرات على وظائف مختلفة في جميع أنحاء الجسم، علي سبيل المثال:
1. الاستجابة المناعية:
الجلوكوكورتيكويد له عدد من الإجراءات في الجهاز المناعي، على سبيل المثال: تحفز موت الخلايا التائية البرونفولامية، وتثبط إنتاج الأجسام المضادة للخلايا البائية، كما تقلل من هجرة العدلات أثناء الالتهاب.
2. استجابة للإجهاد stress:
يستجيب جسم الإنسان باستمرار للضغوط الداخلية والخارجية، فيعالج الجسم المعلومات المُجهِدة ويظهر استجابة اعتمادًا على درجة التهديد، ويتم تقسيم الجهاز العصبي اللاإرادي للجسم إلى: الجهاز العصبي السيمبثاوي (SNS)، والجهاز العصبي الباراسيمبثاوي (PNS)، أما في أوقات التوتر يتم تنشيط SNS؛ وهي المسؤولة عن استجابة القتال أو الهروب والتي تسبب سلسلة من الاستجابات الهرمونية والفسيولوجية، وينشط المهاد لاحقًا SNS، كما تطلق الغدد الكظرية موجة من الكاتيكولامين، مثل: الإبينفرين، كذلك ينتج عن ذلك آثار، مثل: زيادة معدل ضربات القلب، ومعدل التنفس، ومع استمرار الجسم في إدراك المحفزات على أنها تهديد ينشط ما تحت المهاد محور HPA، كما يتم إطلاق الكورتيزول من قشرة الكظرية، فيسمح للجسم بالاستمرار في حالة تأهب قصوى.

3. توازن الجلوكوز والبروتين:
يؤدي وجود الكورتيزول إلى زيادة توافر الجلوكوز في الدم للدماغ، فيعمل الكورتيزول على الكبد، والعضلات، والأنسجة الدهنية، والبنكرياس، في الكبد تزيد مستويات الكورتيزول العالية من تخليق الجلوكوز، وتقلل من تخليق الجليكوجين.

ما أسباب ارتفاع الكورتيزول؟

يتفاعل مهاد الدماغ مع الغدد المختلفة في أجسامنا لتنظيم مستويات الهرمونات، فعندما يتعلق الأمر بالكورتيزول يُعرف هذا باسم محور تحت المهاد -الغدة النخامية- الكظرية، وعندما تكون مستويات الكورتيزول منخفضة يطلق ما تحت المهاد المصدر الموثوق به الهرمون المطلق للكورتيكوتروفين (CRH) والذي يؤدي إلى إطلاق الغدة النخامية الأمامية لهرمون القشرة الكظرية (ACTH)، ثم يتسبب ACTH في إطلاق الغدة الكظرية المزيد من الكورتيزول،
وهناك أسباب مختلفة لإطلاق الغدة الكظرية الكثير من الكورتيزول، منها:
1. الإجهاد stress
يؤدي الإجهاد إلى مجموعة من الإشارات داخل الجسم من الهرمونات والأعصاب، تتسبب هذه الإشارات في إطلاق الغدد الكظرية للهرمونات، بما في ذلك: الأدرينالين، والكورتيزول، وتصبح النتيجة هي زيادة معدل ضربات القلب والطاقة كجزء من استجابة القتال أو الهروب؛ إنها طريقة جسمك لإعداد نفسه لمواقف خطرة أو ضارة محتملة،
ويساعد الكورتيزول -أيضًا- في الحد من أي وظائف ليست ضرورية في حالة القتال أو الهروب، وبمجرد مرور التهديد تعود هرموناتك إلى مستوياتها المعتادة، وتعود وظائف الجسم إلى مستويات نموذجية، لكن عندما تكون تحت ضغط مستمر فإن هذه الاستجابة لا تتوقف دائمًا.
يمكن أن يؤثر التعرض طويل الأمد للكورتيزول وهرمونات التوتر الأخرى سلبًا على جميع عمليات الجسم تقريبًا، كما يمكن أن يزيد هذا من خطر الإصابة بمشاكل صحية أخرى، مثل: أمراض القلب، ومشاكل الرئة، والسمنة، والقلق، والاكتئاب.

2. مشاكل الغدة النخامية
تقع الغدة النخامية في قاعدة دماغك، ويشير الناس -أحيانًا- إلى المصدر الموثوق به على أنه «الغدة الرئيسة»؛ لأنه يراقب ويساعد في التحكم في العديد من وظائف الجسم عن طريق إطلاق الهرمونات، كما يمكن أن تتسبب مشاكل الغدة النخامية في انخفاض أو زيادة إنتاج الهرمونات، بما في ذلك: ACTH؛ مما يؤدي بعد ذلك إلى إطلاق الغدد الكظرية لمزيد من الكورتيزول، وتشمل حالات الغدة النخامية التي يمكن أن تسبب مستويات عالية من الكورتيزول ما يلي:

  • فرط نشاط الغدة النخامية (الغدة النخامية المفرطة النشاط).
  • أورام الغدة النخامية الحميدة، بما في ذلك: الأورام الغدية.
  • أورام الغدة النخامية السرطانية.

3. أورام الغدة الكظرية

توجد الغدد الكظرية فوق كل كلية، كذلك يمكن أن تكون أورام الغدة الكظرية حميدة (غير سرطانية) أو خبيثة (سرطانية)، وتختلف في أحجامها، ويمكن لكلا النوعين إفراز مستويات عالية من الهرمونات، بما في ذلك: الكورتيزول،
وبالإضافة إلى ذلك فإذا كان الورم كبيرًا بما يكفي للضغط على الأعضاء المجاورة فقد تلاحظ ألمًا أو شعورًا بالامتلاء في بطنك، وعادةً ما تكون أورام الكظرية حميدة، كما أنها توجد في حوالي 1 من كل 10 أشخاص.

كورتيزول

4. الآثار الجانبية للأدوية
يمكن أن تسبب بعض الأدوية زيادة في مستويات الكورتيزول، على سبيل المثال: بعض الدراسات لاحظت المصدر الموثوق به من وجود صلة بين موانع الحمل الفموية ومستويات الكورتيزول في الدم، كما يمكن أن تسبب أدوية الكورتيكوستيرويد المستخدمة لعلاج الربو، والتهاب المفاصل، وبعض أنواع السرطان، ..وغيرها من الحالات، كذلك ارتفاع مستويات الكورتيزول عند تناولها بجرعاتٍ عالية أو لفترةٍ طويلة من الزمن، وتشمل الكورتيكوستيرويدات الموصوفة بشكل شائع ما يلي:

  1. بريدنيزون (دلتاسون، وبريدنيكوت، ورايوس).
  2. الكورتيزون (أسيتات الكورتون).
  3. Methylprednisolone
  4. dexamethasone

قد يساعد العثور على الجرعة المناسبة وتناول الكورتيكوستيرويدات كما هو موصوف للعلاج في تقليل مخاطر الإصابة بمستويات عالية من الكورتيزول.

ما أعراض ارتفاع هرمون الكورتيزول؟

الكورتيزول مهم جدًا لجسمك ـكما ذكرنا سابقًا- لكن هل تعلم عزيزي القارئ.. ماذا يحدث عند ارتفاع هرمون الكورتيزول في جسمك؟ إن ارتفاع الكورتيزول يمكن أن يسبب عدة أعراض في جميع أنحاء جسمك، لكن يمكن أن تختلف الأعراض اعتمادًا على سبب زيادة مستويات الكورتيزول لديك، وتشمل العلامات والأعراض العامة للكثير من الكورتيزول ما يلي:

  1. زيادة الوزن -في الغالب حول الجزء الأوسط-.
  2. ضعف العضلات.
  3. حب الشباب.
  4. احمرار الوجه.
  5. صعوبة تركيز.
  6. صداع.
  7. متلازمة كوشينغ (Cushing’s syndrome).

في حالات نادرة يمكن أن تؤدي مستويات الكورتيزول المرتفعة جدًا إلى الإصابة بهذا المرض، ويمكن أن تختلف أعراض متلازمة كوشينغ اعتمادًا على مستوى الكورتيزول، لكن هناك أعراض شائعة لمتلازمة كوشينغ:

  • زيادة الوزن في الجذع بأذرع وأرجل رقيقة.
  • زيادة الوزن في الوجه: وهذا يسمى -أحيانًا- وجه القمر.
  • كتلة دهنية بين الكتفين: قد يشار إلى هذا باسم سنام الجاموس.
  • علامات تمدد وردية أو أرجوانية على المعدة، والوركين، والفخذين، والثديين، وتحت الإبط.
  • جلد رقيق ضعيف يصاب بكدمات بسهولة.
  • التئام بطيء للجروح.
  • حب الشباب.

كذلك قد تعاني النساء المصابات بمتلازمة كوشينغ من الأعراض الآتية:

  1. شعر كثيف داكن على الوجه، والجسم.
  2. عدم انتظام الدورة الشهرية.

كيف يتم تشخيص ارتفاع الكورتيزول؟

من البديهي بالنسبة لك كمريض ارتفاع الكورتيزول أن تتساءل بالإضافة إلى هذه الأعراض الظاهرة.. كيف أعرف أني أعاني من ارتفاع الكورتيزول؟
هناك اختبار يُسمى اختبار الكورتيزول (cortisol test) من خلاله تتمكن من معرفة نسبة الكورتيزول في جسمك..
ما الذي يمكن أن يعرضه اختبار الكورتيزول؟ إلى جانب فحص متلازمة كوشينغ ومرض أديسون يمكن للاختبارات فحص الأمراض الأخرى التي تؤثر على الغدة النخامية والغدة الكظرية، وقد يوضح الاختبار -أيضًا- ما إذا كنت تحت ضغط شديد أو لا، وعلى الرغم من أن اختبار الكورتيزول يتم في الغالب عن طريق سحب الدم، كما يمكنك أيضًا التحقق من مستويات الكورتيزول عن طريق عينات البول أو اللعاب.

اختبار الكورتيزول في الدم cortisol blood test

يسمى هذا الاختبار -أحيانًا- اختبار الكورتيزول في المصل، وغالبًا ما يتم ذلك مرتين في نفس اليوم؛ مرة في الصباح، ومرة أخرى في وقت لاحق من بعد الظهر -حوالي الساعة 4 مساءً-، ذلك لأن مستويات الكورتيزول تتغير كثيرًا على مدار اليوم، والاختبار نفسه بسيط حيث تستخدم الممرضة أو فني المختبر إبرة لأخذ عينة دم من وريد في ذراعك،
وستظهر نتائجك مستوى الكورتيزول في دمك وقت الاختبار، كما سيخبرك طبيبك عما إذا كانت نسبتك في المعدل الطبيعي أو ارتفعت أو انخفضت.

اختبار الكورتيزول في اللعاب cortisol saliva test

تُظهر الدراسات أن اختبار اللعاب دقيق بنسبة 90٪ في تشخيص متلازمة كوشينغ، وسيعطيك طبيبك عدة، كما سيخبرك عن الوقت للقيام بالمجموعة، على الأرجح ستفعل ذلك في الليل قبل أن تذهب إلى الفراش؛ ذلك لأن مستويات الكورتيزول تميل إلى أن تكون أدنى بين الساعة 11 مساءً ومنتصف الليل، كذلك يمكن أن يشير ارتفاع مستوى الكورتيزول بالقرب من منتصف الليل إلى حدوث اضطراب.
كذلك يجب أن تأتي المجموعة مع مسحة وأنبوب للتخزين بالإضافة إلى التعليمات، وعادةً سيُطلب منك عدم تناول الطعام أو الشرب أو تنظيف أسنانك بالفرشاة لمدة 30 دقيقة قبل الاختبار، ثم ستقوم بلف المسحة في فمك لمدة 2 دقائق لجمع البصاق وإعادة المسحة إلى الأنبوب، ثم إعادتها إلى المختبر.

اختبار الكورتيزول في اللعاب cortisol urine test

قد يأمر طبيبك بذلك لاختبار ما يسمى بالكورتيزول «الحر»، هذا يعني أن الكورتيزول غير مرتبط ببروتين مثل مقياس اختبارات الدم، فإذا وصف طبيبك اختبار البول فسوف تحتاج إلى تقديم عينة على مدار 24 ساعة، وسيعطيك طبيبك أو تقني المختبر تعليمات حول موعد بدء الاختبار، وكيفية جمع عينة البول وتخزينها، كما سيعطيك -أيضًا- حاوية لتخزين عينة البول.
يتضمن الاختبار جمع كل ما لديك من البول على مدار 24 ساعة في حاوية واحدة، وستخزن الحاوية في ثلاجة أو مبرد بالثلج بين المجموعات، ثم ستأخذ الحاوية إلى المختبر، ومن حين لآخر قد يطلب منك طبيبك جمع عينة واحدة من البول في الصباح بدلًا عن جمع 24 ساعة.

اختبار تحفيز ACTH

يتحقق هذا الاختبار من مدى استجابة الغدد الكظرية للهرمون القشري الكظري (ACTH)، ويتم إنتاج هذا الهرمون في الغدة النخامية، كما يحفز الغدد الكظرية على إطلاق الكورتيزول، وعادةً ما يتم إجراء اختبار ACTH جنبًا إلى جنب مع اختبار الكورتيزول عندما يعتقد طبيبك أنك قد تعاني من مشكلة في الغدة الكظرية بسبب انخفاض مستويات الكورتيزول في جسمك، والآن إليك كيفية عمل الاختبار:

  • يتم سحب عينة دم.
  • ثم تحصل على جرعة من هرمون ACTH الاصطناعي.
  • بعد 30 أو 60 دقيقة (اعتمادًا على مقدار ACTH الذي تحصل عليه) يتم سحب دمك مرة أخرى.
  • يتم فحص مستوى الكورتيزول من خلال المختبر.

نصائح للتخلص من ارتفاع هرمون الكورتيزول

إذا كنت تعاني من أعراض ارتفاع هرمون الكورتيزول فبالتأكيد أنت تتساءل.. كيف أتخلص من ارتفاع هرمون الكورتيزول؟ قد تساعدك هذه الطرق في خفض معدل الكورتيزول لديك بشكل طبيعي:

  • الحصول علي القدر المناسب من النوم.
  • مارس الرياضة بانتظام.
  • عدم التعرض للضغط قدر الإمكان.
  • تناول طعام صحي وبعض المكملات الغذائية، مثل. زيت السمك الذي يحتوي علي أوميجا ٣.
  • تنفس بشكل عميق: وهي طريقة للتخلص من الضغط حيث يساعد التنفس بهذه الطريقة على الحد من إفراز الكورتيزول.
  • الحد من تناول المشروبات التي تحتوي علي كافيين.

ما علاج ارتفاع هرمون الكورتيزول؟

يختلف علاج ارتفاع هرمون الكورتيزول على حسب سبب زيادة الهرمون، فمن الممكن أن يكون العلاج
جراحيًا إذا كان هناك ورم في الغدة الكظرية أو الغدة النخامية، أما إذا كان السبب تناول الأدوية التي تحتوي على الكورتيزول فلابد من عدم تناولها أو الحد منها، لكن هل يوجد دواء لخفض الكورتيزول؟ نعم، هناك بعض الأدوية يمكن أن تتحكم في إنتاج الغدة الكظرية الكورتيزول، وهي على سبيل المثال:

  • Ketoconazole
  • Osilodrostat
  • Levoketoconazole (Recorlev)
  • Metyrapone (Metopirone)
  • Mifepristone (korlym, Mifepryx)

في النهاية عزيزي القارئ؛ إذا كنت من هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من أعراض ارتفاع هرمون الكورتيزول فيتوجب عليك زيارة طبيب مختص وعمل التحاليل المطلوبة؛ للتأكد من نسبة الكورتيزول لديك، كذلك عليك بتناول العلاج اللازم من قبل الطبيب؛ للوصول لنسبة الكورتيزول الطبيعية؛ لجعل جسدك صحي آمن، وآداء أنشطتك اليومية بشكلٍ سليم.

مقترحات القراءة:

  1. أضرار الكورتيزون على الجسم وآثاره الجانبية
  2. نصائح للتعامل مع لدغات الحشرات والثعابين
  3. التهاب اللفافة الأخمصية | الأعراض والأسباب
  4. الحمامي متعددة الأشكال | أسبابها وعلاجها

Responses