fbpx

استعمال دواء مشتق من الستيرويدات في علاج اكتئاب ما بعد الولادة

يعتقد بحث جديد بقيادة علماء الأعصاب في كلية الطب بجامعة تافتس أن هناك تأثير مضاد للاكتئاب لمادة ألوبريجنانولون، وهو نوع من الستيرويدات النشطة عصبيًا يستخدم علاجيًا لعلاج اكتئاب ما بعد الولادة.  

اعتمد هذا البحث جزئيًا على العمل الذي قام به عالم الأعصاب في جامعة تافتس Tufts، د. جيمي ماجواير، باحث ما بعد الدكتوراه، حيث حدد دور الستيرويدات المشتقة من الدماغ في التحكم في المزاج في نماذج القوارض أثناء الحمل وبعده. طورت شركة Sage Therapeutics مادة بريكسانولون brexanolone، وهي صيغتها الخاصة لمادة الاستيرويدات العصبية المنتجة طبيعيًا والتي تسمى ألوبريجنانولون allopregnanolone

في التجارب السريرية، أظهر العلاج بالتنقيط الوريدي لمادة بريكسانولون لمدة 60 ساعة انخفاضًا كبيرًا وتحسنًا ملحوظًا في أعراض اكتئاب ما بعد الولادة في غضون 60 ساعة، واستمرت آثاره لمدة تصل إلى 30 يومًا. في مارس 2019، حصل دواء بريكسانولون على أول ترخيص من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA لعلاج اكتئاب ما بعد الولادة لدى البالغين.

في دراسة نُشرت مؤخرًا على الإنترنت، قام د.ماجواير وباحثون من Tufts and Sage بدراسة تأثيرمادة ألوبريجنانولون كعلاج فردي في الفئران، لفهم كيف يمكن للمركب إحداث تأثيرات طويلة الأمد على الحالة المزاجية للفئران في علاج اكتئاب ما بعد الوضع.

قال د. ماجواير كبير المؤلفين، وأستاذ كينيث وجوان جي ويلنر في كلية تافتس للطب: “لقد أدهشنا حقًا التأثيرات المستمرة المضادة للاكتئاب لمادة الدواء في التجارب السريرية، والتي استمرت لفترة أطول بعد العلاج. إن فهم العلاقة المحتملة بين ألوبريجنانولون وحالة الشبكة العصبية في مناطق الدماغ المتعلقة بالحالة المزاجية، لن يفيد فقط في تحديد كيفية إحداث هذا المركب لتلك التأثيرات مثل مضادات الاكتئاب لفترات طويلة ؛ولكن أيضًا يمكن أن يفسر طبيعة النوبات للعديد من اضطرابات المزاج.

image_transcoder.php?o=bx_froala_image&h=6318&dpx=1&t=1629577061اقرأ أيضًا : تضاعف خطر اكتئاب ما بعد الولادة أثناء فترة الحظر بسبب كورونا

تحدث التذبذبات عندما تستثار خلايا الدماغ معًا في إيقاع أو تردد معين، وتمثل هذا التذبذبات شبكة من الاتصالات المحلية وطويلة المدى في الدماغ. الترددات المحددة للتذبذبات في الدماغ لها صلة بحالات سلوكية مختلفة، مثل النوم والاستيقاظ. ومع ذلك، في الاضطرابات العصبية والنفسية مثل الاكتئاب وكرب ما بعد الصدمة، يمكن أن تضطرب التذبذبات في مناطق مثل اللوزة القاعدية الوحشية؛ مما قد يؤدي إلى ظهور أعراض نفسية. في الدراسة الحالية، وجد الباحثون تغييرات طويلة المدى في حالة الشبكة العصبية في اللوزة القاعدية الوحشية بعد الضغط النفسي المزمن، وهو عامل خطر رئيسي للأمراض النفسية.

من خلال تسجيل تذبذبات الدماغ لدى البشر والقوارض، وجد الباحثون أن الدواء يمكن أن يغير التذبذبات في اللوزة القاعدية الوحشية لتعكس حالة صحية أكثر. أظهروا أيضًا أن التأثير المباشر للدواء في اللوزة القاعدية الوحشية يمكن أن يحسن السلوك لدى الفئران، مما يشير إلى أن هذه المنطقة هي موقع التأثير اللحظي للدواء بالإضافة إلى التغيرات طويلة المدى في الدماغ والحالات السلوكية.

قال د.ماغواير: “قد توفر نتائجنا إطارًا مهمًا لفهم دور التذبذبات والحالات السلوكية المرتبطة بها، على الرغم من أنه قد يكون هناك العديد من الآليات المتضمنة في تغيير حالة شبكة الأعصاب الدماغية، إذا كان تغيير التذبذبات في الدماغ يمكن أن يؤدي إلى تغييرات طويلة الأمد في السلوك، فإن كلاهما يضيف إلى فهمنا للدماغ وقد يكون استراتيجية جديدة لعلاج الأمراض النفسية السلوكية بالعقاقير.”

المصدر 

تعليقات