fbpx

اضطرابات الأكل


ما هي «اضطرابات الأكل-Eating Disorders»؟

اضطرابات الأكل؛ فقدان الشهية والشره المرضي هي حالات خطيرة للغاية، ذات معدل وفيات أعلى من أي مرض نفسي آخر! فهي تتعلق بسلوكيات تناول الطعام المستمرة والمتكررة والتي تؤثر سلبًا على الصحة الجسدية والنفسية والحياتية للمرضى.

كما أنها غالبًا ما تحدث في سنوات المراهقة حين نكون في أضعف حالاتنا سريعي التأثر بالثقافات السامة وأفكار المجتمع الضارة عن الجمال وشكل الجسم المثالي، بدءًا من مانحي الرعاية للأطفال من الآباء والمعلمين إلى الأصدقاء والزملاء وصانعي الأفلام ولوحات الإعلانات في الشوارع: كن أنحف تكن سعيدًا ومحبوبًا وناجحًا، كن مثل المشاهير الذين تحبهم كثيرآً؛ ألا ترى كيف يبدون مثيرين ومحبوبين، ألا تريد أن تكون مثلهم؟

لكن الصمت على هذه الثقافة السامة صار يكلفنا نفسًا كل ٦٥ دقيقة! ضحية لإحدى اضطرابات الأكل التي تبدأ لدى الأطفال -خصوصًا الفتيات- من عمر إثنى عشر عامًا.

فمن علّم طفلة ما زالت في طور النمو أن جسدها بشعًا ويجب أن يبدو بشكل محدد سلفًا لترضي أشخاص لا تعرفهم، فتبدأ في ممارسة الحمية قبل أن تعرف ماهية الطعام الصحي وما هو حق جسدها عليها!

كما يمكن أن تطور اضطرابات الأكل في أعمار متأخرة حتى الخمسين، والذكور من أقل السكان تشخيصًا باضطرابات الأكل، على الأغلب بسبب الخجل من الاعتراف بما يفترض -خطأ- أنه اضطراب يصيب النساء فقط، ولهذا السبب فإن عدد الرجال الذين يعانون من اضطرابات الأكل ربما تكون أعلى بكثير من الاحصائيات.

كما أن الذكور من أقل السكان تشخيصًا باضطرابات الأكل؛ بسبب الخجل

تتضمن معظم اضطرابات الأكل التركيز بشكل مكثف على وزن وشكل الجسم مما يؤدي إلى سلوكيات الأكل الخطيرة التي يمكنها أن تؤثر على قدرة الجسم على الحصول على التغذية الكافية، فتؤذي القلب والجهاز الهضمي والعظام والأسنان والفم وتؤدي إلى أمراض أخرى عديدة.

أهم أنواع المرض

1- «فقدان الشهية العصبي-Anorexia Nervosa»
image_transcoder.php?o=bx_froala_image&h=1388&dpx=1&t=1605301408

فقدان الشهية العصبي هو اضطراب في تناول الطعام، يستخدم الأشخاص الذين يعانون منه جهودًا مكثفة للتحكم في وزنهم وشكلهم، والتي تتداخل غالبًا مع الأنشطة الصحية والحيوية، ويتميز المصابون به:

  • بوزن جسم منخفض بشكل غير طبيعي (يحدث التشخيص بعد فقدان 15% من وزن الجسم).
  • خوف مرضي من زيادة الوزن.
  • إدراك مشوه للوزن أو الشكل.

عند الإصابة بفقدان الشهية يحد المريض من السعرات الحرارية بشكل مفرط أو يستخدم طرقًا أخرى لفقدان الوزن مثل: الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية أو استخدام أدوية مسهلة أو أدوات مساعدة للحمية الغذائية أو القيء بعد تناول الطعام. يمكن أن تسبب الجهود المبذولة لتقليل الوزن مشاكل صحية حادة تصل أحيانًا إلى الموت جوعًاً.

  • مخاطر المرض

قد يسبب فقدان الشهية العصبي الأعراض الآتية:

  • توقف الحيض لدى النساء.
  • هشاشة أو لين العظام بسبب فقدان الكالسيوم.
  • فقدان أو ضعف الشعر والأظافر مما يؤدي إلى تساقطه أو تكسّرهم.
  • جفاف الجلد أو اصفراره.
  • فقر الدم وضعف العضلات، بما في ذلك عضلة القلب.
  • الإمساك الشديد.
  • انخفاض ضغط الدم، تباطؤ التنفس والنبض.
  • انخفاض درجة حرارة الجسم الداخلية، مما يؤدي إلى شعور الشخص بالبرد طوال الوقت.
  • الاكتئاب والخمول.

2- «الشره المرضي العصبي-Bulimia Nervosa»

image_transcoder.php?o=bx_froala_image&h=1389&dpx=1&t=1605357685

الشره المرضي العصبي هو اضطراب غذائي خطير يحتمل أن يهدد الحياة، ويعاني المصابون به من نوبات تسمى «bingeing and purging-الشره والتطهر» والتي تنطوي على شعور بفقدان التحكم في تناول الطعام، نتيجة تقييد تناول الطعام خلال اليوم مما يؤدي إلى نوبات الشراهة/الأكل المفرط ثم التطهر.

خلال هذه النوبات،  عادة ما يأكل المصاب كمية كبيرة من الطعام في وقت قصير، ثم يحاول التخلص من السعرات الحرارية الزائدة بطريقة غير صحية؛ بسبب الشعور بالذنب والخجل والخوف الشديد من زيادة الوزن. تطهر المريض هي المرحلة التي يضطر فيها المصاب إلى التقيؤ أو ممارسة الكثير من الرياضة أو استخدام وسائل أخرى مثل المسهلات للتخلص من السعرات الحرارية،  ويعاني المصابين بالشره المرضي من:

  • الانشغال المبالغ فيه بوزن وشكل الجسم.
  • الحكم على أنفسهم بشدة والغرق في اللوم الشخصي.
  • تصور مشوه لعيوبهم الشخصية التي يصورونها بأنفسهم.
  • تكون أوزانهم على الأغلب طبيعية أو أكثر من الطبيعي بشكل طفيف.

كثير من الناس لا يعرفون متى يصاب أحد أفراد العائلة أو صديق بالشره المرضي العصبي لأن المرضى دائمًا ما يُخفون الأعراض، ونظرًا لأنهم لا يحققون مرادهم من النحافة بشكل كبير فإن سلوكياتهم قد لا يلاحظها المقربون منهم،  لكن الشره المرضي العصبي لديه أعراض يجب أن نلاحظها:

  • التهاب وحرقة الحلق بشكل مزمن.
  • تتضخم الغدد اللعابية في الرقبة وتحت الفك؛ غالبًا ما يصبح الخدين والوجه منتفخين مما يعطي مظهر يشبه وجه السنجاب.
  • تسوس مينا الأسنان نتيجة التعرض لأحماض المعدة.
  • القيء المستمر يسبب اضطراب ارتجاع المريء.
  • يفرط بعض المرضى في التطهر بتعاطي الملينات، وهو ما يسبب التهيج ومشاكل الأمعاء.
  • يفرط بعض المرضى في استخدام مدرات البول (حبوب الماء) والتي تسبب مشاكل في الكلى.
  • الجفاف الشديد من تقليل بعض المرضى لشرب السوائل.
  • مخاطر المرض

الشره المرضي يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات نادرة ولكن قاتلة بما في ذلك:

  • «دموع المريء -esophageal tears»
  • «تمزق في المعدة -gastric rupture»
  • «خلل في ضربات القلب -cardiac arrhythmias».

3- «اضطراب الأكل بنهم-Binge-eating disorder»
image_transcoder.php?o=bx_froala_image&h=1390&dpx=1&t=1605359322

الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الأكل يعانون من نوبات من الأكل الشره، حيث يستهلكون كميات كبيرة جدًا من الطعام في فترة وجيزة ويشعرون بأنهم فقدوا السيطرة أثناء الشراهة. على عكس الأشخاص الذين يعانون من الشره المرضي العصبي؛ فإنهم لا يحاولون التخلص من الطعام عن طريق التسبب في القيء أو استخدام ممارسات أخرى غير آمنة مثل الصيام أو الحبوب الملينة.

تتضمن اضطرابات الشراهة عند تناول الطعام الإفراط في تناول الطعام خلال فترة زمنية قصيرة وبشكل سري (على الأقل مرة واحدة في الأسبوع لمدة ثلاثة أشهر) بالإضافة إلى عدم التحكم في الأكل  فهي ترتبط بثلاثة أو أكثر مما يلي:

  • الأكل بسرعة أكبر من المعتاد
  • الأكل حتى بعد الشعور بالشبع التام
  • تناول كميات كبيرة من الطعام عندما لا تشعر بالجوع الجسدي
  • تناول الطعام منفردًا بسبب الشعور بالحرج
  • قد يشعر المريض بالاشمئزاز من نفسه، والاكتئاب أو الذنب بعد الأكل
  • الشعور بقلق واضطراب كبير بعد الأكل
  • مخاطر المرض
  • السمنة المفرطة.
  • السكري.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • أمراض القلب والأوعية الدموية.

في كثير من الحالات، تصاحب اضطرابات الأكل اضطرابات نفسية أخرى مثل:

  • القلق- anxiety.
  • الذعر -panic.
  • اضطراب الوسواس القهري -obsessive compulsive disorder.
  • مشاكل تعاطي الكحول والمخدرات.

وتشير أدلة جديدة إلى أن الوراثة قد تلعب دورًا في سبب إصابة بعض الأشخاص باضطرابات الأكل، ولكن هذه الاضطرابات تصيب أيضًا العديد من الأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ عائلي سابق. ودون علاج الأعراض النفسية والجسدية لهذه الاضطرابات يمكن أن تؤدي إلى سوء التغذية ومشاكل في القلب وغيرها من الأمراض القاتلة.

ومع ذلك فإن الرعاية الطبية المناسبة تمكّن أولئك الذين يعانون من اضطرابات الأكل من استئناف عادات الأكل الصحية والعودة إلى صحة نفسية وجسدية أفضل.

العلاج
image_transcoder.php?o=bx_froala_image&h=1391&dpx=1&t=1605359393

يَتضمن علاج اضطراب الشهية عامة اتباع أسلوب الفريق الشهية. يَضم الفريق عادة مقدمي الرعاية الأساسية، ومقدمي رعاية الصحة النفسية واختصاصيي النُّظم الغذائية — وجميعهم من ذوي الخبرة في علاج اضطرابات الأكل.

يَعتمد العلاج على النوع المحدد لاضطراب الأكل. ولكن بشكل عام، يَشمل عادة العلاج النفسي، والتثقيف الغذائي وتناوُل الأدوية. إذا كانت حياتك معرضة للخطر، فقد تحتاج إلى دخول المستشفى فورًا.

نمط غذائي صحي

وبصرف النظر عن وزنك، يمكن أن يشترك أعضاء فريقك معك لوضع خطة تساعدك على ممارسة عادات أكل صحية.

العلاج النفسي

يمكن أن يساعدك العلاج النفسي، المسمى أيضًا العلاج بالحوار، في تعلم كيفية استبدال العادات غير الصحية بعادات صحية. قد يشمل هذا:

  • العلاج القائم على العائلة(FBT). العلاج القائم على العائلة هو علاج قائم على الأدلة للأطفال والمراهقين الذين يعانون من اضطرابات الأكل. تشارك الأسرة في التأكد من أن الطفل أو أي فرد آخر من أفراد الأسرة يتبع طرق الأكل الصحي ولديه وزن صحي.
  • العلاج المعرفي السلوكي (CBT). يستخدم العلاج المعرفي السلوكي بشكل شائع في علاج اضطرابات الأكل، خاصةً لعلاج مرض الشَّرَه المرَضي واضطراب نهم الطعام. يتم تعليمك كيفية مراقبة وتحسين عاداتك الغذائية ومزاجك، وتطوير مهارات حل المشكلات، واستكشاف طرق صحية للتعامل مع المواقف العصيبة.

الأدوية

لا يمكن أن تعالج الأدوية اضطرابات الأكل. إلا أنه يمكن أن تساعدك بعض الأدوية في التحكم في إسراف تناول الطعام أو الإفراغ بالمسهلات أو إدارة الانشغال بالطعام والنظام الغذائي المفرط. قد تساعدك الأدوية مثل الأدوية المضادة للاكتئاب والمضادة للقلق في تخفيف أعراض الاكتئاب أو القلق، والتي تكون غالبًا مرتبطة باضطرابات الأكل.


دخول المستشفى

إذا كنت مصابًا بمشكلات صحية خطيرة، مثل فقدان الشهية العصبي الذي ينتج عنه سوء تغذية حاد، فقد يُوصيك طبيبك بالدخول إلى المستشفى. بعض العيادات متخصصة في علاج الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشهية. قد يُقدِّم البعض برامج يومية، بدلًا من الدخول إلى المستشفى وقضاء أوقات كاملة. قد تُوفِّر البرامج المتخصصة لاضطرابات الأكل مزيدًا من العلاجات المكثفة على مدى فترات زمنية أطول.

الطب البديل

الطب البديل هو استخدام المدخل غير التقليدي بدلاً من الطب التقليدي. الطب التكميلي أو التكاملي هو مدخل غير تقليدي يستخدم بمصاحبة الطب التقليدي.

عادة عندما يتجه الأشخاص إلى الطب البديل أو التكميلي يكون ذلك لتحسين صحتهم. لكن المكملات الغذائية والمنتجات العشبية المصممة لدعم الشهية أو المساعدة على فقدان الوزن قد تكون غير آمنة وتستخدم بشكل خطأ من الأشخاص المصابين باضطرابات الشهية. مثل هذه المنتجات قد يكون لها تفاعلات خطيرة محتملة مع أدوية أخرى.

لا تحتاج مكملات إنقاص الوزن والمكملات الغذائية الأخرى إلى موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لطرحها في السوق. تحتفظ هيئة الغذاء والدواء الأمريكية بقائمة على الإنترنت لمنتجات فقدان الوزن الملوثة، البعض منها يمكنه التسبب في ضرر خطير مثل عدم انتظام نبض القلب وزيادة ضغط الدم والسكتة وحتى الموت.

تحدث مع طبيبك قبل تجربة أي من الطب البديل أو المكمل. طبيعي لا يعني دائمًا آمن. يمكن أن يساعدك طبيبك على فهم المخاطر والفوائد المحتملة قبل تجربة علاج معين.

تقليل الضغط والشعور بالقلق
image_transcoder.php?o=bx_froala_image&h=1393&dpx=1&t=1605359694

بعض العلاجات والأساليب التكميلية قد تُساعد في تقليل الضغط والاضطراب، والتشجيع على الاسترخاء، وزيادة الإحساس بالعافية لدى الأشخاص الذين لديهم اضطرابات الأكل. ومن أمثلتها:

  • الوخز بالإبر
  • التدليك
  • اليوجا
  • التأمُّل

التأقلم والدعم

من الصعب التغلب على اضطراب الأكل عندما تتلقي الرسائل المختلطة من قِبَل وسائل الإعلام والثقافة، وربما من عائلتك أو أصدقائك. سواء أكنت أنت أو شخص عزيز عليك مصابًا باضطراب الأكل، اسأل طبيبك أو اختصاصي الصحة العقلية للحصول على المشورة بشأن كيفية التأقلم والدعم العاطفي.

تَعَلُّم استراتيجيات المواجهة الفعَّالة، والحصول على الدعم الذي تحتاجه من العائلة والأصدقاء أمر حيوي لنجاح العلاج.


المصادر

تعليقات