اضطراب الشخصية الاجتنابية | ماذا تعرف عن العزلة المرضية؟
قد يُرعبك الاسم عند سماعه للوهلة الأولى ولكن عزيري القارئ عند متابعة قراءة هذه المقال ستعلم أن اضطراب الشخصية الاجتنابية قد تتشابه أعراضه مع أنواع أخرى من الاضطرابات أو قد يترافق معها مثل اضطراب الشخصية البارنوية واضطراب الشخصية الانطوائية واضطراب الشخصية الانعزالية وغيرها، وقد تستطيع أن تتألف معه بطرق معينة، وستنصدم من كثرة تكرار هذه الحالات في المجتمع ولكن مثلها مثل أي اضطراب أخر له مراحل وأعراض وطرق علاج.
محتوى المقال:
- ما اضطراب الشخصية الاجتنابية؟ وما الحالات التي تترافق معه؟
- أعراض وعلاج اضطراب الشخصية الاجتنابية؟
- هل تتوافق الشخصية الاجتنابية مع الزواج؟
- ما اختبار اضطراب الشخصية الاجتنابية؟
ما اضطراب الشخصية الاجتنابية؟ وما الحالات التي تترافق معه؟
يتميز هذا النمط من الاضطراب بشعور الفرد بقيود اجتماعية شديدة وعجز وحساسية شديدة من التعليقات السلبية والرفض، وكما لاحظنا الأعراض أشد من اعتبارها نوع من أنواع الخجل أو الانطوائية، إضافةً إلى أنه يسبب مشاكل ملموسة تعيق القدرة على التواصل مع الأخرين والاحتفاظ بالعلاقات اليومية، وكما ذكرنا هنالك حوالي 1% من السكان لديهم اضطراب الشخصية الاجتنابية، ولكن من الأمور الهامة التي يجدر الانتباه لها ترافق هذه الحالة مع اضطرابات الصحة النفسية الأخرى، وبالطبع يختلف العلاج باختلاف الحالة والظروف المحيطة بها، وأشيع الحالات التي تترافق مع اضطراب الشخصية الاجتنابية:
- الرهاب الاجتماعي وفي هذه الحالة يعاني الفرد من القلق الشديد والوعي الذاتي في المواقف الاجتماعية الشائعة.
- اضطراب الشخصية التابعة وفي هذه الحالة يعاني الفرد من الاعتماد الشديد على الأخرين لأخذ القرارات عنه وإعطائه نصائح.
- اضطراب الشخصية الحدية وفي هذه الحالة يعاني الفرد من صعوبات عديدة متضمنة التواصل مع الأخرين والسلوك والمزاج والصورة الشخصية.
وتتشارك أعراض اضطراب الشخصية الاجتنابية مع أعراض حالات أخرى وخاصة حالة الرهاب الاجتماعي العام، وبسبب هذا يسهل الخلط بين الاضطرابات المتعددة، لذلك قد يستغرق مسؤول الرعاية الصحية وقتًا طويلًا من أجل تشخيص الحالة تشخيصًا دقيقًا واختيار العلاج الأنسب لهذه الحالة.
ما أعراض وعلاج اضطراب الشخصية الاجتنابية؟
تتضمن أعراض اضطراب الشخصية الاجتنابية مجموعة متنوعة من السلوكيات، نذكر منها:
- تجنب الذهاب إلى العمل والتواصل مع الأخرين والنشاطات المدرسية وذلك خوفًا من التعليقات السلبية أو الرفض “فيشعر الفرد عادةً بأنه غير مرحب به في النشاطات الاجتماعية حتى ولو كان ذلك غير صحيحًا، وذلك لأن الأفراد الذين لديهم هذا النوع من الاضطراب يعانون من عدم تحمل التعليقات السلبية ويتخيلون أنفسهم أدنى من الأخرين”.
- عدم الشعور بالرغبة في الانخراط مع الأخرين إلا إن شعر الفرد بأنه محبوب.
- التراجع عن العلاقات بسبب الخوف من التعرض إلى السخرية أو الإذلال.
- هيمنة الخوف من التعرض للسخرية أو الرفض في المواقف الاجتماعية على أفكاره.
- التراجع أو التجنب الكامل للتواصل مع الأخرين وذلك بسبب شعور الفرد بالعجز.
- الانخفاض في تقدير الذات.
- العزلة الذاتية.
ففي المواقف التي تتطلب تواصل يعاني الفرد الذي لديه اضطراب الشخصية الاجتنابية من الخوف من التكلم وذلك خوفًا من أن يقول شيئًا خاطئًا أو الاحمرار أو التلعثم أو في حالات أخرى قد يتعرض لموقف محرجوفي بعض الحالات يستمر الشخص فترةً زمنية يدرس الأشخاص من حوله بحثًا عن دلالة على رفضه، وذلك يجعله يشعر بعدم الراحة وبأنه غير ملائم اجتماعيًا، وبالرغم من الوعي الذاتي، يشعر الفرد عند تعرضه إلى تعليقات سلبية أو تعليقات حول خجله الشديد بأنه يُرفض أو غير محبذ به، والآن بعد التوسع في الأعراض ننتقل إلى طرق العلاج المختلفة وهي:
يُعد العلاج النفسي من أكثر العلاجات فعالية مع حالة اضطراب الشخصية الاجتنابية، وقد يلجئ المعالج النفسي إلى استخدام العلاج النفسي الديناميكي أو العلاج السلوكي المعرفي، والهدف الأساسي من العلاج هو مساعدة الفرد على تحديد الأفكار غير الواعية التي يشعر بها عن نفسه وحول نظرات الأخرين إليه، وبالطبع ذلك سيحسن من علاقاته مع الأخرين وخصوصًا في العمل، وسنتعرف بالتفصيل على كل نوع من أنواع العلاجات المطبقة:
1- العلاج النفسي الديناميكي:
هو شكل من أشكال العلاج بالكلام، فهو يساعد الفرد على معرفة أفكاره غير الواعية ومدى تأثير خبراته السابقة على تصرفاته الحالية، ويساعده أيضًا في فحص ومعالجة مشكلات وآلام الماضي، وذلك بدوره يساعده في انطلاقة جديدة صحية أكثر وأفكار جيدة عن نفسه وعن الأخرين، فهذا النوع من العلاج ينتج عنه أثار ونتائج تستمر طويلًا حتى بعد انتهاء العلاج كاملًا.
2- العلاج السلوكي المعرفي:
وهو شكل أخر من أشكال العلاج بالكلام، فهنا يساعد المعالج الفرد على استبدال الأفكار والمعتقدات السابقة غير الصحية، ويشجع الفرد على فحص ومعالجة أفكاره ومعتقداته لمعرفة إن وجد لها أي قاعدة أو أساس، وهذا النوع من العلاج يساعد على تطوير طريق التفكير ويوجه الفرد نحو أفكار صحية أكثر.
3- الأدوية:
في بعض الحالات قد يلجئ المعالج إلى وصف مضادات الاكتئاب وذلك بحال تزامن اضطراب الشخصية الاجتنابية مع القلق أو الاكتئاب.
هل تتفق الشخصية الاجتنابية مع الزواج؟
كما قلنا سابقًا يسبب اضطراب الشخصية الاجتنابية الخوف من الرفض وذلك في الغالب يجعل من الصعب التواصل مع الأخرين، والهروب من تشكيل صداقات إلا في حال شعور الفرد بقبول الأخر له وإعجابه به، والمشكلة تكمن أنه في حال انخراطه بعلاقة سيعاني الفرد من رهاب مشاركة المعلومات الشخصية مع الأخرين أو التعبير عن مشاعره وبالتالي ذلك يجعل من الصعب الحفاظ على علاقة عاطفية أو صداقة مقربة.
وعادةً تكثر حالات الانعزال عند الأطفال والمراهقين، ولكن بالرغم من ذلك لا يمكن تشخيص اضطراب الشخصية الاجتنابية في مرحلة الطفولة، لأن الخجل الشديد والخوف من الغرباء والارتباك الاجتماعي أو الحساسية المفرطة من التعليقات السلبية تكثر بشكل طبيعي في مرحلة الطفولة والمراهقة، ولا تقلق عزيزي القارئ فمسؤول الرعاية الصحية يعلم كيفية الوصول إلى معرفة الأعراض والتشخيص الدقيق للحالة واقتراح حلول علاجية ملائمة.
ما اختبار اضطراب الشخصية الاجتنابية؟
وقد يُشاع على وسائل التواصل الاجتماعي وجود اختبار لتعرف من خلاله شخصيتك وتحدد وجود أي اضطراب بها ولكن عزيزي القارئ هنالك أشخاص مختصين في هذه الأمور وهو الطبيب النفسي والمعالج النفسي، لذلك لا تنجر وراء خزعبلات وسائل التواصل الاجتماعي لأن آلاف الأشخاص يقومون بهذه الاختبارات والنتائج محدودة بينما الطبيب يشخص حالتك بتمعن وبإجراء اختبارات عديدة وأحاديث مطولة وبالتالي التشخيص خاص بك وبحالتك، وبالطبع لم يدرس الطبيب كل هذه السنين ليُحل مكانه اختبار على وسائل التواصل الاجتماعي.
وبالنهاية علينا دائمًا أن نكون علاقة وطيدة مع أنفسنا ومع أحبائنا لنكون على دراية فورية بأي اضطراب قد يصيبنا أوتبدل في شخصيتنا أو شخصية أحبائنا وذلك بمراقبة وجود أي عزلة غير مبررة أو الرفض الدائم للانخراط بالنشاطات الجماعية وأي من الأعراض سابقة الذكر فقد يظهر اضطراب الشخصية الاجتنابية أو أي اضطراب أخر من الاضطرابات المذكورة سابقًا، وتذكر عزيزي القارئ دائمًا أن صحتك النفسية والجسدية من الأمور الهامة والتي من الضروري مراقبتها بشكلٍ دائمٍ والانتباه إلى أن الصحة النفسية تنعكس على الصحة العامة وأسلوب حياتك ولا ضرر في العلاج النفسي أو حتى التكلم مع المعالجين النفسين فقد يشعرك بالراحة.
لذلك راقب نفسك دائمًا ومن تحبهم وعندما تشعر بأي خلل أو وضع غير مألوف عليك مراجعة الطبيب المتخصص، أتمنى عزيزي القارئ أن ينال المقال إعجابك ونلتقي في المقال القادم.
المصدر: Healthline | Webmed
كما يمكنك الاطلاع على:
تعليقات