اضطراب ما بعد الصدمة | أعراض الإصابة وطرق العلاج
اضطراب ما بعد الصدمة(PTSD) : هو حالة طبية خطيرة عادةً ما تحدث بعد مرور الشخص بصدمة معينة خلال حياته، أو في حال شهد الشخص حدثًا مؤلمًا، أو مرعبًا تعرّض من خلاله لضرر جسدي خطير، أو شعر بالتهديد. تشمل الأمثلة على الأشياء التي يمكن أن تسبب اضطراب ما بعد الصدمة الاعتداء الجنسي أو الجسدي، وكذلك الموت غير المتوقع لشخص عزيز، أو الإصابة في حادث أو حرب أو كارثة طبيعية. كما يمكن أن تُصاب عائلات الضحايا باضطراب ما بعد الصدمة مثلهم مثل أفراد الطوارئ وعمال الإنقاذ. عادةً ما يكون لدى معظم الأشخاص الذين تعرضوا لحدث صادم ردود أفعال شائعة قد تشمل الصدمة، والغضب، والعصبية، والخوف، وحتى الشعور بالذنب، وبالنسبة لمعظم الناس فإن ردود الفعل هذه تختفي بمرور الوقت، وبالنسبة لشخص مصاب باضطراب ما بعد الصدمة، تستمر هذه المشاعر في التطور بل وربما قد تزداد، وتصبح قوية جدًا بحيث تمنع الشخص من ممارسة حياته كما هو متوقع. يعاني الأشخاص المصابون باضطراب ما بعد الصدمة من أعراض لمدة تزيد عن شهر، وقد لا يمكنهم أداء وظائفهم كما كان الحال قبل وقوع الحدث الذي تسبب في اصابتهم باضطراب ما بعد الصدمة.
محتويات المقال:
- ما أعراض اضطراب ما بعد الصدمة؟
- كيف يتم تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة؟
- متى يتوجب عليك زيارة الطبيب؟
- ما علاج اضطراب ما بعد الصدمة؟
- ما اضطراب ما بعد الصدمة للأطفال؟
- ما مضاعفات الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة؟
- ما محفزات الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة؟
- ما أسباب الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة؟
- ما العلاقة بين اضطراب ما بعد الصدمة والقيادة؟
- ما طرق الوقاية من اضطراب ما بعد الصدمة المعقد؟
- ما اضطراب ما بعد الصدمة المعقد؟
- ما أعراض اضطراب ما بعد الصدمة المعقد؟
- ما أهم أساليب طرق التأقلم والدعم؟
- كيف تقوم بالتحضير لموعدك مع الطبيب؟
ما أعراض الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة؟
يمكن أن يكون لأعراض اضطراب ما بعد الصدمة ( PTSD ) تأثير كبير على حياتك اليومية. في معظم الحالات تظهر الأعراض عادةً خلال الشهر الأول بعد الإصابة بحدث صادم، ولكن في عدد قليل من الحالات قد يكون هناك تأخير لشهور أو حتى لسنوات قبل أن تبدأ الأعراض في الظهور، ويعاني بعض الأشخاص المصابين باضطراب ما بعد الصدمة من فترات طويلة تكون فيها أعراضهم أقل وضوحًا، تليها فترات تسوء فيها الأعراض بشكل واضح, بينما يعاني الأشخاص الآخرون من أعراض حادة مستمرة. يمكن أن تختلف الأعراض المحددة لاضطراب ما بعد الصدمة اختلافًا كبيرًا بين الأفراد، ولكنها عمومًا تندرج تحت ما يلي:
- أولـًا:- استعادة التجربة الصادمة:
استعادة التجربة الصادمة هي أحد أكثر أعراض اضطراب ما بعد الصدمة شيوعًا. يحدث هذا عندما يسترجع الشخص الحدث الصادم بشكل لا إرادي على هيئة:
- المشاعر أو الأحاسيس المتكررة والمؤلمة والضيق العاطفي الشديد.
- الآلام الجسدية المسببة الإعياء والتعرق والشعور بالغثيان، أو الإرتعاش.
- استعادة الذكريات المؤلمة المتكررة، وغير المرغوب فيها للحدث الصادم.
- الأحلام المزعجة أو الكوابيس حول الحدث الصادم.
بعض الناس يصبح لديهم أفكار سلبية مستمرة حول تجربتهم الصادمة السابقة، ويظلون يسألون أنفسهم بشكل متكرر أسئلة تمنعهم من التأقلم مع الحدث، فعلى سبيل المثال: قد يتساءلون باستمرار عن سبب وقوع الكارثة لهم، وما إذا كان بإمكانهم فعل أي شيء ما لوقفه؛ مما قد يؤدي إلى الشعور بالذنب أو الخجل.
- ثانيًا:- الفتور العاطفي:
محاولة تجنب تذكر الحدث الصادم هو عرض رئيسي آخر لاضطراب ما بعد الصدمة، وهذا ما يعني -عادةً- تجنب بعض الأشخاص أو الأماكن التي تذكرك بالصدمة، أو تجنب التحدث إلى أي شخص آخر عن تجربتك. يحاول العديد من الأشخاص المصابين باضطراب ما بعد الصدمة التخلص من ذكريات الحدث الصادم بعيدًا عن أذهانهم، وغالبًا ما يشتتون انتباههم بالعمل أو بممارسة الهوايات، كما يحاول بعض الناس التعامل مع مشاعرهم بتجربة عدم الشعور بأي شيء على الإطلاق وهو ما يُعرف بالفتور العاطفي، وبناءً على ذلك يمكن أن يؤدي هذا إلى عزل الشخص لنفسه وانسحابه، وقد يتخلى أيضًا عن ممارسة الأنشطة التي كان يستمتع بها.
- ثالثـًا:- فرط التوتر والقلق:
قد يكون الشخص المصاب باضطراب ما بعد الصدمة قلقًا جدًا ويجد صعوبة في الاسترخاء، وقد يكون كذلك على دراية دائمة بمشاعرهم المضطربة والقلقة. تُعرف هذه الحالة الذهنية بفرط التوتر وغالبًا ما يؤدي فرط التوتر إلى:
- الهياج العصبي.
- نوبات الغضب الشديد.
- مشكلات النوم(الأرق).
- صعوبات التركيز.
كما يعاني العديد من الأشخاص المصابين باضطراب ما بعد الصدمة أيضًا من عدد من المشكلات الأخرى، بما في ذلك:
- مشاكل الصحة العقلية الأخرى: مثل: الاكتئاب، أو القلق، أو الرهاب.
- السلوك المضر بالنفس أو المدمر: مثل: تعاطي المخدرات، أو تعاطي الكحول.
- أعراض جسدية أخرى: مثل: الصداع، والدوخة، وآلام الصدر والمعدة.
- المشاكل الإجتماعية: يؤدي اضطراب ما بعد الصدمة أحيانًا إلى مشكلات متعلقة بالعمل، والتأثير على العلاقات العاطفية.
- رابعًا:- الانعزال عن الآخرين:
قد تشمل أعراض الإنعزال ما يلي:
- محاولة تجنب التفكير، أو الحديث عن الحدث الصادم.
- تجنب الأماكن، أو الأنشطة، أو الأشخاص التي تذكرك بالحدث الصادم.
- خامسًا:- التغيرات السلبية في التفكير والمزاج:
قد تشمل أعراض التغيرات السلبية في التفكير والمزاج ما يلي:
- الأفكار السلبية عن نفسك، أو عن الآخرين، أو العالم.
- اليأس من المستقبل، وفقدان الشغف والأمل في الحياة.
- مشكلات الذاكرة، بما في ذلك: عدم تذكر الجوانب المهمة للحدث الصادم.
- صعوبة الحفاظ على العلاقات العائلية، والصداقات المقربة.
- الشعور برغبة الانفصال والبعد عن العائلة والأصدقاء.
- فقدان الشغف تجاه الأنشطة التي تستمتع بها عادة.
- صعوبة الإحساس بالمشاعر الإيجابية.
- الشعور بالفتور العاطفي.
- سادسًا:- التغييرات في ردود الفعل الجسدية، والعاطفية:
قد تشمل أعراض التغيرات في ردود الفعل الجسدية والعاطفية ( وتسمى أيضًا أعراض الاستثارة ) ما يلي:
- الفزع أو الخوف بسهولة.
- الاحتراس الدائم والمبالغ فيه تجاه الخطر.
- السلوك المؤذي للنفس، مثل: الافراط في الشرب، أو القيادة بسرعة كبيرة.
- مواجهة بعض المشكلات أثناء النوم.
- صعوبات التركيز والذاكرة.
- العصبية، أو نوبات الغضب، أو السلوك العدواني.
- الشعور الغامر بالذنب أو الأسف.
- سابعًا:- أعراض الأطفال:
بالنسبة للأطفال بعمر 6 سنوات أو أقل ، قد تشمل العلامات والأعراض أيضًا:
- إعادة تمثيل الحدث الصادم، أو جوانب الحدث الصادم أثناء اللعب مع باقي الأطفال.
- الأحلام المخيفة بشكل عام؛ والتي قد تتضمن أو لا تتضمن جوانب من الحدث الصادم.
يمكن أن تختلف أعراض اضطراب ما بعد الصدمة في شدتها بمرور الوقت. وقد يكون لديك المزيد من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة عندما تكون متوترًا بشكل عام، أو عندما تصادف تذكيرًا بما مررت به في الماضي.
كيف يتم تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة؟
لتشخيص اضطراب ما بعد الصدمة، من المرجح أن يقوم طبيبك بما يلي:
- قم بإجراء فحص جسدي؛ للتحقق من وجود مشكلات طبية قد تكون سببًا لأعراضك.
- قم بإجراء تقييم نفسي؛ يتضمن مناقشة العلامات والأعراض التي تعاني منها، والحدث أو الأحداث التي أدت إليها.
- استخدم المعايير الواردة في الدليل التشخيصي، والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5) الذي نشرته الجمعية الأمريكية للطب النفسي.
يتطلب تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة التعرض لحدث يتضمن تهديدًا فعليًا، أو محتملًا بالموت أو العنف أو الإصابة الخطيرة، كما يمكن أن يحدث تعرضك بطريقة أو أكثر من هذه الطرق:
- في حال قد واجهت الحدث الصادم بشكل مباشر.
- في حال قد شاهدت شخصيًا الحدث الصادم الذي حدث للآخرين.
- في حال قد علمت أن شخصًا قريبًا منك قد تعرض للتهديد من الحدث الصادم.
- في حال تعرضت مرارًا وتكرارًا لتفاصيل ذهنية مصورة للأحداث الصادمة.
عادةً ما تكون مصابًا باضطراب ما بعد الصدمة في حال ما إذا استمرت المشكلات التي تواجهها بعد الحدث الصادم لأكثر من شهر، وتسببت في مشاكل كبيرة خاصةً إذا ما أعاقت قدرتك على العمل في البيئات الاجتماعية والعملية، وأثرت سلبًا على حياتك الاجتماعية.
متى يتوجب عليك زيارة الطبيب؟
إذا كانت لديك أفكار ومشاعر مزعجة بشأن حدث صادم واستمرت هذه الأعراض لفترة تزيد عن شهر كامل، أو إذا كانت هذه الأعراض شديدة، أو إذا كنت تشعر أنك تواجه مشكلة في إعادة السيطرة على حياتك؛ فتحدث إلى طبيبك، أو أخصائي الصحة النفسية الخاص بك, كما يمكن أن يساعد الحصول على العلاج في أسرع وقت ممكن في منع تفاقم أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، فإذا كنت أنت أو أيّ شخص تعرفه لديه أفكار انتحارية؛ فاحصل على المساعدة فورًا من خلال واحد أو أكثر من هذه المقترحات:
- تواصل مع شيخ أو شخص ما ذو صفة دينية.
- تواصل مع صديق مقرب أو أحد أفراد أسرتك المقربين.
- اتصل برقم الخط الساخن الخاص بالانتحار، أو الطوارئ.
- حدد موعدًا مع طبيبك، أو أخصائي الصحة النفسية الخاص بك.
وإذا كنت تعتقد أنك قد تؤذي نفسك أو تحاول الانتحار؛ فاتصل برقم الطوارئ المحلي على الفور من أجل الحصول على المساعدة، أما إذا كنت تعرف شخصًا معرضًا لخطر محاولة الانتحار، أو قام بمحاولة انتحار بالفعل؛ فتأكد من البقاء مع هذا الشخص لمدة أطول من أجل الحفاظ على سلامته، وفي حال ما إذا كان بإمكانك أن تصطحب الشخص إلى أقرب غرفة طوارئ في المستشفى بأمان فلا تتردد في القيام بهذا.
ما علاج اضطراب ما بعد الصدمة؟
يمكن أن يساعدك علاج اضطراب ما بعد الصدمة في استعادة الشعور بالسيطرة على حياتك، وعادةً ما يكون العلاج الأساسي هو العلاج النفسي، ولكن يمكن أن تشمل خطة العلاج كذلك العلاج بالأدوية. يمكن أن يساعد الجمع بين هذه العلاجات في تحسين الأعراض من خلال القيام بما يلي:
- تعلم مهارات لمعالجة الأعراض الخاصة بك.
- مساعدتك على التفكير بشكل أفضل لنفسك، والآخرين، والعالم.
- تعلم طرق التأقلم في حال ما إذا ظهرت أيّ أعراض مرة أخرى.
غالبًا ما ترتبط معالجة المشكلات الأخرى بالتجارب الصادمة، مثل: الاكتئاب، أو القلق، أو تناول الكحول، أو المخدرات, لست مضطرًا لمحاولة التعامل مع اضطراب ما بعد الصدمة بمفردك بل من الضروري عليك الحصول على المساعدة من قبل طبيبك، أو المقربين منك.
- أولـًا:- الانتظار اليقظ:
إذا كانت لديك أعراض خفيفة من اضطراب ما بعد الصدمة، أو كانت لديك أعراض لمدة تقل عن 4 أسابيع؛ فقد يوصى باتباع نهج يسمى الانتظار اليقظ. يتضمن الانتظار اليقظ مراقبة الأعراض بعناية لمعرفة ما إذا كانت تتحسن أو تزداد سوءًا. أحيانًا يكون شخصان من كل ثلاثة أشخاص يعانون من مشكلات بعد تجربة صادمة يتحسنون في غضون أسابيع قليلة دون علاج أو أي تدخل طبي. إذا كان طبيبك يوصى بالانتظار اليقظ فيجب أن يكون لديك موعد متابعة في غضون شهر واحد.
- ثانيًا:- العلاج النفسي:
يمكن استخدام عدة أنواع من العلاج النفسي والتي تسمى أيضًا (العلاج بالكلام), وتستخدم لعلاج الأطفال والبالغين المصابين باضطراب ما بعد الصدمة. تتضمن بعض أنواع العلاج النفسي المستخدمة في علاج اضطراب ما بعد الصدمة ما يلي:
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يساعدك العلاج السلوكي المعرفي وهو نوع من العلاج بالكلام للتعرف على طرق التفكير (الأنماط المعرفية) التي تجعلك عالقًا في الحدث الصادم وغير قادر على تجاوزه, على سبيل المثال: يهدف العلاج الى تصحيح بعض المعتقدات السلبية عن نفسك وتحجيم المخاوف التي لديك بشأن حدوث أشياء صادمة مرة أخرى، وبالنسبة لاضطراب ما بعد الصدمة فإنه غالبًا ما يستخدم العلاج المعرفي جنبًا إلى جنب مع العلاج بالتعرض.
- العلاج بالتعرض: يساعدك هذا العلاج السلوكي على مواجهة المواقف والذكريات التي تجدها مخيفة بأمان؛ حتى تتمكن من تعلم التعامل معها بشكل فعال. يمكن أن يكون العلاج بالتعرض(Exposure Therapy) مفيدًا بشكل خاص للذكريات الماضية والكوابيس، ويعتمد هذا النوع من العلاج على استخدام أحد أساليب برامج الواقع الافتراضي التي تسمح لك بإعادة الدخول إلى المكان الذي تعرضت فيه للصدمة.
- معالجة الصدمة النفسية بالحركة الثنائية للعين (EMDR): معالجة الصدمة النفسية بالحركة الثنائية للعين (EMDR) هو علاج جديد نسبيًا تم اكتشافه لتقليل أعراض اضطراب ما بعد الصدمة, وعادةً ما يتم إجراء حركات العين عن طريق اتباع حركة إصبع المعالج الخاص بك جنبا الى جنب مع تذكر الحادث الصادم. قد تتضمن الطرق الأخرى قيام المعالج بالنقر بإصبعه أو تشغيل نغمة ما. ليس من الواضح بالضبط كيف يعمل الـ EMDR، لكنه قد يساعدك على تغيير الطريقة السلبية التي تفكر بها بشأن تجربة مؤلمة.
- العلاج الجماعي: يجد بعض الناس أنه من المفيد التحدث عن تجاربهم مع أشخاص آخرين يعانون أيضًا من اضطراب ما بعد الصدمة. يمكن أن يساعدك العلاج الجماعي في إيجاد طرق للتحكم في الأعراض، وفهم الحالة الصحية بشكل عام. هناك أيضًا عدد من الجمعيات الخيرية التي تقدم المشورة ومجموعات الدعم لإضطراب ما بعد الصدمة.
يمكن أن يساعدك الطبيب على تطوير مهارات تحسين حالتك لمساعدتك على التعامل بشكل أفضل مع المواقف العصيبة والتعامل مع التوتر في حياتك. يمكن أن تساعدك كل هذة الأساليب في السيطرة على الخوف الدائم بعد المرور بحدث صادم. يمكنك أنت وأخصائي الصحة النفسية الخاص بك مناقشة نوع العلاج، أو مجموعة العلاجات التي قد تلبي احتياجاتك بشكل أفضل، ويمكنك تجربة العلاج الفردي أو العلاج الجماعي أو كليهما، كما يمكن أن يوفر العلاج الجماعي طريقة للتواصل مع الآخرين الذين يمرون بتجارب مماثلة.
- ثالثـًا:- العلاج الدوائي:
يمكن أن تساعد عدة أنواع من الأدوية في تحسين أعراض اضطراب ما بعد الصدمة:
- مضادات الاكتئاب: يمكن أن تساعد هذه الأدوية في علاج أعراض الاكتئاب والقلق، كما يمكنهم أيضًا المساعدة في تحسين مشاكل النوم والتركيز. تمت الموافقة على أدوية تثبيط امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRI) مثل: سيرترالين وباروكستين من قبل إدارة الغذاء والدواء ( FDA ) لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة.
- الأدوية المضادة للقلق: يمكن أن تخفف هذه الأدوية من القلق الشديد والمشاكل ذات الصلة بحالتك. بعض الأدوية المضادة للقلق تنطوي على احتمالية إساءة الاستخدام من قبل المرضى؛ لذلك يتم استخدامها بشكل عام لفترة قصيرة فقط.
- برازوسين: أشارت العديد من الدراسات إلى أن البرازوسين (Minipress) قد يقلل الكوابيس لدى بعض الأشخاص المصابين باضطراب ما بعد الصدمة، لكن يجب على الأفراد الذين يفكرون في استخدام البرازوسين التحدث مع الطبيب ؛ لتحديد ما إذا كانت حالتهم الخاصة تستحق تجربة هذا الدواء أم لا.
يمكنك أنت وطبيبك العمل معًا لاكتشاف أفضل دواء يناسب حالتك الصحية مع أقل آثار جانبية؛ فقد تلاحظ تحسنًا في مزاجك وبعض الأعراض الأخرى في غضون أسابيع قليلة من بدء العلاج؛ أخبر طبيبك عن أي آثار جانبية أو مشاكل مع الأدوية، كما قد تحتاج إلى تجربة أكثر من دواء، أو مجموعة من الأدوية، أو قد يحتاج طبيبك إلى تعديل جرعتك أو جدول الأدوية قبل العثور على الدواء المناسب لك.
- رابعًا:- علاج الأطفال والشباب:
يوصى عادةً باستخدام العلاج المعرفي السلوكي الذي يركز على الصدمات للأطفال والشباب المصابين باضطراب ما بعد الصدمة. يتضمن هذا عادةً دورة من 6 إلى 12 جلسة تم تكييفها لتناسب عمر الطفل، وظروفه، ومستوى نموه. عند الاقتضاء قد يشمل العلاج التشاور مع أسرة الطفل وإشراكها قد يُعرض على الأطفال الذين لا يستجيبون للعلاج المعرفي السلوكي الذي يركز على الصدمات علاج يسمى بـEMDR.
ما اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال؟
يمكن أن يؤثر اضطراب ما بعد الصدمة على الأطفال كما هو الحال في البالغين، كما يمكن أن يعاني الأطفال المصابون باضطراب ما بعد الصدمة من أعراض مشابهة لأعراض البالغين، مثل: صعوبة النوم والكوابيس المزعجة، وكما هو الحال مع البالغين فقد يفقد الأطفال المصابون باضطراب ما بعد الصدمة أيضًا الاهتمام بالأنشطة التي اعتادوا الاستمتاع بها، وقد تظهر عليهم أعراض جسدية، مثل: الصداع وآلام المعدة، وكذك قد تشمل الأعراض الأخرى التي قد تلاحظها عند الأطفال المصابين باضطراب ما بعد الصدمة ما يلي:
- ظهور بعض مشاكل السلوك.
- ظهور المضاعفات المتعلقة بالحدث الصادم.
- إعادة تمثيل الحدث الصادم مرارًا وتكرارًا من خلال لعبهم.
ما مضاعفات الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة؟
يمكن لاضطراب ما بعد الصدمة أن يعطل حياتك كلها (وظيفتك، وعلاقاتك، وصحتك، واستمتاعك بالأنشطة اليومية)، فقد تؤدي الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة أيضًا إلى زيادة خطر الإصابة بمشاكل الصحة النفسية الأخرى، مثل:
- الاكتئاب و القلق.
- تعاطي المخدرات أو الكحوليات.
- اضطرابات الأكل.
- الأفكار والميول الانتحارية.
ما محفزات الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة؟
ليس من المفهوم تمامًا سبب إصابة بعض الأشخاص بهذه الحالة بينما لا يصاب بها الآخرون. يمكن أن يُصاب الأشخاص من جميع الأعمار باضطراب ما بعد الصدمة، ومع ذلك فقد تجعلك بعض العوامل أكثر عرضة للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة، مثل:
- المعاناة من صدمة شديدة أو طويلة الأمد.
- التعرض لصدمات أخرى في وقت مبكر من الحياة، مثل: إساءة معاملة الأطفال.
- الحصول على وظيفة تزيد من خطر تعرضك للأحداث الصادمة، مثل: الأفراد العسكريين.
- الإصابة بمشكلات نفسية أخرى، مثل: القلق، أو الاكتئاب والوسواس القهري.
- تعاطي المخدرات، والإفراط في تناول الكحول.
- فقدان الدعم الجيد من قبل العائلة والأصدقاء.
- وجود أقارب بالدم يعانون من مشكلات نفسية، بما في ذلك: القلق أو الإكتئاب.
ما أسباب الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة؟
على الرغم من عدم وضوح سبب إصابة الأشخاص باضطراب ما بعد الصدمة بالضبط ، فقد تم اقتراح عدد من الأسباب المحتملة وتشمل ما يلي :
- أولـًا:- الرغبة في البقاء:
وهي أحد أسباب اضطراب ما بعد الصدمة، وتحدث نتيجة لآلية غريزية تهدف إلى مساعدتك على النجاة من هذا الحادث المؤلم، وتعويد النفس على التعامل مع المزيد من التجارب المؤلمة الأخرى، على سبيل المثال: قد تجبرك ذكريات الماضي لدى العديد من الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة على التفكير في الحدث بالتفصيل؛ حتى تكون مستعدًا بشكل أفضل إذا حدث وتكرر مرة أخرى، وقد يتطور الشعور بأنك “على حافة الهاوية” (فرط اليأس)؛ لمساعدتك على الاستجابة بسرعة في أزمة أخرى، ولكن في حين أن هذه الاستجابات قد تهدف إلى مساعدتك على البقاء على قيد الحياة، إلا أنها في الواقع غير مفيدة للغاية في الواقع؛ لأنك لا تستطيع التعامل مع التجربة الصادمة والمضي قدمًا فيها.
- ثانيًا:- مستويات عالية من الأدرينالين:
أظهرت الدراسات أن الأشخاص المصابين باضطراب ما بعد الصدمة لديهم مستويات غير طبيعية من هرمونات التوتر، وعادةً عندما يكون الجسم في خطر ينتج الجسم هرمونات التوتر، مثل: الأدرينالين؛ لتحفيز رد فعل في الجسم، ويساعد رد الفعل هذا والمعروف غالبًا باسم رد فعل “القتال أو الهروب” على إماتة الحواس والألم، وقد وجد أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة يستمرون في إنتاج كميات كبيرة من هرمونات القتال أو الهروب حتى في حالة عدم وجود خطر. يُعتقد أن هذا قد يكون مسؤولًا عن المشاعر المخدرة وفرط النشاط التي يعاني منها بعض الأشخاص المصابين باضطراب ما بعد الصدمة.
- ثالثـًا:- التغييرات في الدماغ:
في الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة تظهر أجزاء من الدماغ تشارك في المعالجة العاطفية مختلفة في فحوصات الدماغ، ويُعرف جزء من الدماغ المسؤول عن الذاكرة والعواطف باسم الحُصين . في الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة يبدو الحُصين أصغر في الحجم، ويُعتقد أن التغييرات في هذا الجزء من الدماغ قد تكون مرتبطة بالخوف، والقلق، ومشاكل الذاكرة، والذكريات الماضية، كما قد يمنع الحصين المعطل عمل ذكريات الماضي والكوابيس التي تتم معالجتها بشكل صحيح؛ لذلك لا يقل القلق الذي تولده بمرور الوقت.
- رابعًا:- العوامل البيئية:
وهي عادةً ما تشمل ما يلي:
- الحوادث الخطيرة، والمؤلمة.
- الاعتداء الجسدي، أو الجنسي.
- الإساءة، بما في ذلك: إساءة المعاملة أثناء الطفولة، أو العنف المنزلي.
- التعرض لأحداث صادمة في العمل، أو الدراسة.
- المشاكل الصحية الخطيرة، مثل: دخول العناية المركزة.
- تجارب الولادة المؤلمة، مثل: فقدان طفل (الإجهاض).
- مشكلات الحرب، والنزاعات، والتهجير القهري.
- التعرض للاعتقال، والتعذيب.
عادةً ما ينشأ اضطراب ما بعد الصدمة لدى حوالي1من كل3 أشخاص الذين تعرضوا لصدمة شديدة.
ما العلاقة بين اضطراب ما بعد الصدمة والقيادة؟
قد يؤثر اضطراب ما بعد الصدمة ( PTSD ) على قدرتك على القيادة بأمان؛ لذا يجب عليك إبلاغ وكالة ترخيص القيادة والسيارات عن حالتك الصحية من أجل إعطاءك التوجيهات اللازمة.
ما طرق الوقاية من اضطراب ما بعد الصدمة المعقد؟
بعد النجاة من حدث صادم يعاني العديد من الأشخاص في البداية من أعراض تشبه اضطراب ما بعد الصدمة، مثل: عدم القدرة على التوقف عن التفكير فيما حدث, وكذلك الخوف، والقلق، والغضب، والاكتئاب، والشعور بالذنب؛ وكلها ردود أفعال شائعة للصدمة. ومع ذلك فإن غالبية الأشخاص المعرضين للصدمة لا يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة على المدى الطويل. قد يؤدي الحصول على المساعدة والدعم في الوقت المناسب إلى منع هذه الأعراض من التفاقم والتطور إلى اضطراب ما بعد الصدمة، وقد يعني هذا اللجوء إلى العائلة والأصدقاء الذين سيستمعون إليك، ويقدمون لك الشعور بالراحة، كما قد يعني ذلك أيضا ضرورة البحث عن متخصص في الصحة العقلية؛ للحصول على دورة علاجية قصيرة المدى، كما يجد بعض الناس أيضًا أنه من المفيد اللجوء إلى أحد الرموز الدينية، مثل: الشيخ في المسجد وما إلى ذلك. قد يساعد الدعم من الآخرين أيضًا في منعك من اللجوء إلى أساليب التأقلم غير الصحية، مثل: إساءة استخدام الكحول، أو المخدرات.
ما اضطراب ما بعد الصدمة المعقد؟
يمكن تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة المعقد عند البالغين أو الأطفال الذين عانوا مرارًا وتكرارًا من أحداث مؤلمة، مثل: العنف، أو الاهمال، أو سوء المعاملة. يُعتقد أن اضطراب ما بعد الصدمة المعقد يكون أكثر حدة في الحالات التالية:
- في حال ما إذا وقعت الأحداث الصادمة في وقت مبكر من الحياة.
- في حال ما إذا كان سبب الصدمة من قبل أحد الوالدين، أو أفراد الأسرة.
- في حال ما إذا تعرض الشخص للصدمة لفترة طويلة من حياته.
- في حال ما إذا كان الشخص بمفرده أثناء التعرض للحدث الصادم.
- في حال إذا كان هناك اتصال مع الشخص المتسبب في الصدمة.
ونظرًا لأن الأمر قد يستغرق سنوات حتى يتم التعرف على أعراض اضطراب ما بعد الصدمة المعقد؛ فإن نمو الطفل وتطور سلوكه وثقته بنفسه يمكن أن يتغير مع تقدمه في السن. وقد يفقد البالغون المصابون باضطراب ما بعد الصدمة المعقد ثقتهم في الناس، ويشعرون بالانفصال عن الآخرين.
ما أعراض اضطراب ما بعد الصدمة المعقد؟
تتشابه أعراض اضطراب ما بعد الصدمة المعقد مع أعراض اضطراب ما بعد الصدمة الخفيف، فهي قد تشمل:
- الإحساس بمشاعر الخجل، أو الذنب.
- مواجهة صعوبة في السيطرة على عواطفك.
- المعاناه من فترات فقدان الانتباه والتركيز (التشتت).
- الأعراض الجسدية، مثل: الصداع، والدوخة، وآلام الصدر والمعدة.
- الرغبة في عزل نفسك عن الأصدقاء والعائلة.
- مواجهة صعوبات العلاقات العاطفية.
- الاتجاه الى السلوك الخطير، مثل: إيذاء النفس، أو تعاطي المخدرات.
- الميول أو الأفكار انتحارية.
ما أهم أساليب التأقلم والدعم؟
إذا كنت تعاني من الاضطراب، والاجهاد، والمشكلات الأخرى الناجمة عن حدث صادم تؤثر على حياتك؛ فاستشر طبيبك، أو أخصائي الصحة النفسية الخاص بك. يمكنك أيضًا اتخاذ هذه الإجراءات بينما تستمر في علاج اضطراب ما بعد الصدمة:
- اتبع خطة العلاج الخاصة بك: على الرغم من أن الشعور بفوائد العلاج أو الأدوية قد يستغرق بعض الوقت، إلا أن الاستمرار في العلاج أمر ضروري من أجل الشعور بالتحسن؛ لذا ذكّر نفسك أن هذا الهدف قد يستغرق وقتًا أطول، وسيساعدك اتباع خطة العلاج الخاصة بك، والتواصل بشكل روتيني مع أخصائي الصحة النفسية على المضي قدمًا.
- تعرف على اضطراب ما بعد الصدمة: يمكن أن تساعدك هذه المعرفة على فهم ما تشعر به، ومن ثم يمكنك تطوير استراتيجيات التأقلم؛ لمساعدتك على التعايش بفعالية.
- اعتني بنفسك: احصل على قسطٍ كافٍ من الراحة، واتبع نظامًا غذائيًا صحيًا، ومارس الرياضة، وخذ وقتًا للاسترخاء، وحاول التقليل من الكافيين والنيكوتين، أو تجنبهما؛ حيث أنهما قد يؤديان إلى تفاقم القلق.
- احذر الكحول والمخدرات: إن اللجوء إلى الكحول أو المخدرات لتخدير مشاعرك ليس أمرًا صحيًا، على الرغم من أنه قد يكون طريقة مغرية للتكيف مع الصدمة التي مررت بها؛ يمكن أن يؤدي هذا الأمر إلى المزيد من المشكلات في المستقبل، كما أنه قد يتداخل مع العلاجات الفعالة؛ فيمنع الشفاء الحقيقي
- كسر حلقة القلق: عندما تشعر بالقلق والاضطراب؛ قم بالمشي السريع، أو قم بممارسة هواية تحبها من أجل استعادة التركيز.
- ابق على اتصال: اقضِ وقتًا مع أشخاص داعمين ومهتمين لك، مثل: (العائلة، أو الأصدقاء، أو الشيوخ، أو غيرهم). لست مضطرًا للتحدث عما حدث إذا كنت لا تريد ذلك، مجرد مشاركة الوقت مع أحبائك يمكن أن يوفر لك العلاج والراحة.
- انضم لمجموعة دعم: اطلب من أخصائي الصحة النفسية الخاص بك المساعدة في العثور على مجموعة دعم، أو اتصل بمنظمات الخدمة الإجتماعية، أو ابحث عن مجموعات الدعم القريبة منك في دليل على الانترنت.
- تعرف على اضطراب ما بعد الصدمة: يمكن أن يساعدك ذلك في فهم ما يمر به الشخص العزيز عليك.
- لا تترك نفسك فريسة للعزلة: تذكر دائما بأن العزلة لا تعالج مشكلاتك وإنما قد تزيد من حالتك الصحية سوءًا؛ لذلك فإن الاندماج وسط محيطك من شأنه أن يساعدك.
- شجع على المشاركة: خطط للمشاركة في الأنشطة مع العائلة والأصدقاء، احتفل بالأحداث الجيدة، وكن على تواصل دائم مع مَن تحبهم
- طلب المساعدة -إذا كنت في حاجة إليها-: إذا كنت تواجه صعوبة في التأقلم تحدث مع طبيبك؛ قد يحيلك إلى معالج يمكنه مساعدتك في التغلب على التوتر.
- ابق آمنًا: خطط لمكان آمن لك ولأطفالك إذا كنت تشعر بالقلق، أو بأنك مهدد بشكل من أشكال العنف أو الإساءة
كيف تقوم بالتحضير لموعدك مع الطبيب؟
إذا كنت تعتقد أنك مصاب باضطراب ما بعد الصدمة؛ فحدد موعدًا مع طبيبك، أو أخصائي الصحة النفسية. اصطحب معك أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء الموثوق بهم إن أمكن، ففي بعض الأحيان قد يكون من الصعب تذكر جميع المعلومات المقدمة لك، وقبل موعدك ضع قائمة بما يلي:
- أيّ أعراض كنت تعانيها، ومدتها.
- المعلومات الشخصية الرئيسة.
- الأشياء التي توقفت عن فعلها أو تتجنبها بسبب إجهادك.
- تاريخك الطبي؛ بما في ذلك حالات الصحة البدنية، أو النفسية الأخرى التي تمّ تشخيصك بها.
- الأسئلة التي يجب طرحها؛ حتى تتمكن من تحقيق أقصى استفادة من موعدك.
قد تتضمن بعض الأسئلة الأساسية التي يجب طرحها على طبيبك، أو أخصائي الصحة النفسية ما يلي:
- ما الذي تعتقد أنه يسبب أعراضي؟
- هل هناك أسباب أخرى محتملة؟
- كيف سيتم تشخيص حالتي؟
- هل حالتي محتمل أن تكون مؤقتة أم طويلة الأمد؟
- ما العلاجات التي توصي بها؟
للمزيد حول اضطراب ما بعد الصدمة يمكنك الاطلاع على:
دمتم أصحاء
تعليقات