اكتئاب ما بعد الولادة | الأسباب والعلاج
يمكن أن تؤدي ولادة الطفل إلى مزيج من المشاعر الغامرة التي تتراوح ما بين شغف الأمومة والإثارة والفرح إلى الخوف والقلق. ولكن أن تؤدي الولادة أيضًا إلى شيء أكثر خطورة وهو الإكتئاب أو ما يسمى بإكتئاب ما بعد الولادة (Postnatal Depression). تعاني معظم الأمهات الجدد من حالة اكتئاب ما بعد الولادة ، والتي تشمل عادةً تقلبات المزاج ونوبات البكاء والقلق وصعوبة النوم. وعادة ما تبدأ أعراض اكتئاب ما بعد الولادة في الظهور في غضون أول يومين إلى ثلاثة أيام بعد الولادة ، وقد تستمر لمدة تصل إلى أسبوعين. لكن بعض الأمهات الجدد يعانين من شكل أكثر حدة وربما طويل الأمد من الاكتئاب الذي يعرف باسم اكتئاب ما بعد الولادة. وفي أحيان نادرة قد يتحول الاكتئاب لاضطراب مزاجي شديد يسمى ذهان ما بعد الولادة. من الضروري أن تكون على دراية بأن اكتئاب ما بعد الولادة ليس عيبًا في الشخصية أو ضعفًا بل هو في بعض الأحيان مجرد أحد المضاعفات الناتجة عن عملية الولادة , إذا كنتِ تعانين من اكتئاب ما بعد الولادة ، يمكن أن يساعدك العلاج الدوائي في تقليل الأعراض الخاصة بك ومساعدتك على العودة للحياة الطبيعية مع طفلك.
جدول المحتويات
- ما هي أعراض اكتئاب ما بعد الولادة؟
- متى يتوجب عليك زيارة الطبيب؟
- ما هي أسباب الاصابة باكتئاب ما بعد الولادة؟
- ما هي محفزات الاصابة باكتئاب ما بعد الولادة؟
- ما هي مضاعفات الاصابة باكتئاب ما بعد الولادة؟
- ما هي أهم طرق الوقاية من اكتئاب ما بعد الولادة؟
- كيف يتم تشخيص الاصابة باكتئاب ما بعد الولادة؟
- ما هو علاج اكتئاب ما بعد الولادة؟
- هل اكتئاب ما بعد الولادة وراثي؟
- هل أدوية اكتئاب ما بعد الولادة تؤثر على الطفل؟
- هل يمكن الاكتفاء على العلاج السلوكي فقط عند الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة؟
- ما هو نمط الحياة والعلاجات المنزلية ؟
- كيف تقوم بالتحضير لموعدك مع الطبيب؟
- ماذا تتوقع من طبيبك؟
ما هي أعراض اكتئاب ما بعد الولادة؟
يمكن أن يؤثر اكتئاب ما بعد الولادة على النساء بطرق مختلفة. كما يمكن أن تبدأ الأعراض في أي وقت في السنة الأولى بعد الولادة وقد تتطور بشكل مفاجئ أو تدريجي. تشعر العديد من النساء بالإحباط أو البكاء أو القلق في الأسبوع الأول بعد الولادة . وهو غالبًا ما يسمى هذا “حزن الحمل” وهو حدث شائع جدًا لدرجة أنه يعتبر أمرًا طبيعيًا. عادة لا يستمر “حزن الحمل” لأكثر من أسبوعين بعد الولادة. إذا استمرت الأعراض لفترة أطول أو بدأت في وقت متأخر من الولادة , فقد يدل هذا على أنك تعانين من اكتئاب ما بعد الولادة. تشمل الأعراض الرئيسية ما يلي:
- الشعور الدائم بالحزن وسوء مزاج
- فقدان الاهتمام بالعالم من حولك وعدم الاستمتاع بالأشياء التي كانت تمنحك المتعة
- قلة الطاقة والشعور بالتعب طوال الوقت
- صعوبة في النوم ليلاً والشعور بالنعاس أثناء النهار
- الشعور بأنك غير قادرة على رعاية طفلك
- مشاكل التركيز واتخاذ القرارات
- فقدان الشهية أو زيادة الشهية ( اضطرابات الأكل )
- الشعور بالغضب أو الانفعال أو اللامبالاة الشديدة
- الشعور بالذنب واليأس ولوم الذات طوال الوقت
- صعوبة الارتباط بطفلك مع الشعور باللامبالاة وعدم الشعور بالتمتع بصحبتهم
- الأفكار مخيفة حول إيذاء طفلك والتي بالرغم من كونها مخيفة الا أنها تظل مجرد مخاوف
- التفكير في الانتحار وإيذاء النفس طوال الوقت
يمكن أن تؤثر هذة الأعراض على حياتك اليومية وعلاقاتك مع طفلك وعائلتك وأصدقائك. إذا كنت تعتقدين أنك مصابة بالاكتئاب ، فتحدثي إلى طبيبك في أقرب وقت ممكن حتى تتمكنين من الوصول إلى الدعم الذي تحتاجينه. احذري من اهمال حالتك الطبية أو السكوت عنها على أمل أن تحل مشكلتك. يمكن أن تستمر المشكلة لأشهر أو سنوات إذا لم يتم فعل شيء لعلاجها والتعامل معها. كما يمكن أن يصاب الآباء كذلك بالاكتئاب بعد ولادة الطفل. لذلك من الضروري عليك طلب المساعدة إذا كان هذا يؤثر عليك.
- اكتشاف الأعراض في الآخرين:
يمكن أن يتطور اكتئاب ما بعد الولادة تدريجيًا وقد يكون من الصعب التعرف عليه في البداية . قد يتجنب بعض الآباء التحدث إلى العائلة والأصدقاء حول ما يشعرون به لأنهم قلقون من أن يتم الحكم عليهم بسبب عدم التأقلم أو عدم الظهور بسعادة . وتشمل العلامات التي يجب على العائلة والأصدقاء التعرف عليها في الآباء الجدد ما يلي:
- البكاء كثيرًا بدون سبب واضح
- مواجهة صعوبة في الارتباط بأطفالهم واللعب معهم ، والاعتناء بهم فقط من باب الواجب
- الانسحاب من العلاقات الاجتماعية والتواصل مع الآخرين
- التحدث بشكل سلبي طوال الوقت واظهار مشاعر اليأس
- إهمال الآباء لأنفسهم ، مثل عدم القيام بغسل ملابسهم أو تغييرها
- فقدان الإحساس بمرور الوقت أو تعاقب الأيام
- فقدان الآباء لروح الدعابة والشعور بالضجر الدائم
- القلق باستمرار بشأن وجود خطب ما مع طفلهم
إذا كنت تعتقد أن شخصًا ما تعرفه مصاب بالاكتئاب ، فشجعه على التحدث عن مشاعره معك أو مع صديق أو طبيب.
- الحالات الصحية الأخرى ذات الصلة:
بالإضافة إلى اكتئاب ما بعد الولادة ، يمكن أن تتطور عدد من حالات الصحة النفسية الأخرى بعد الولادة . وتشمل ما يلي :
- اضطرابات القلق: بما في ذلك اضطراب القلق العام ( GAD ) والقلق الاجتماعي واضطراب ما بعد الصدمة ( PTSD ) واضطراب الهلع.
- اضطراب الوسواس القهري(OCD): ويتمثل اضطراب الوسواس القهري في الأفكار أو الصور غير المرغوب فيها التي تطرأ على عقل الشخص بشكل متكرر مما يسبب له القلق ويؤدي إلى سلوكيات متكررة وغير مرغوب بها.
- ذهان ما بعد الولادة: وهو مزيج من الأعراض الشبيهة بالاضطراب ثنائي القطب (الشعور بالإكتئاب في لحظة ما والسعادة الشديدة في اليوم التالي) ، والأوهام (وهي الإعتقاد بأشياء من الواضح أنها غير صحيحة وغير منطقية) والهلوسة (وهي رؤية وسماع أشياء ليست موجودة بالفعل).
تحدثي إلى طبيبك أو الزائر الصحي إذا كنت تعتقدين أنك قد أصبت باضطراب القلق أو الوسواس القهري. اتصل بطبيبك على الفور إذا كنت تعتقد أنك أو أي شخص تعرفه قد تكون مصابة بذهان ما بعد الولادة ، وإذا كنت تعتقد أن هناك خطر حدوث ضرر فوري فاتصل واطلب سيارة إسعاف.
متى يتوجب عليك زيارة الطبيب؟
إذا شعرت بالاكتئاب بعد ولادة طفلك فقد تكونين مترددًة أو محرجة في الاعتراف بذلك. ولكن إذا كنتِ تعانين من أي أعراض لاكتئاب ما بعد الولادة فاتصلي بطبيبك وحددي موعدًا عاجلا معه. وإذا كانت لديك أعراض تشير إلى احتمالية إصابتك بذهان ما بعد الولادة فاطلبي المساعدة فورًا من قبل طبيبك. من المهم الاتصال بطبيبك في أقرب وقت ممكن إذا كانت علامات وأعراض الاكتئاب تحتوي على أي من هذة النقاط:
- الأعراض لا تتلاشى بعد أسبوعين
- في حال كانت الأعراض تزداد سوءًا
- الأعراض تجعل من الصعب عليك رعاية طفلك
- الأعراض تجعل من الصعب القيام بالمهام اليومية
- في حالة أن يخطر ببالك أفكار إيذاء نفسك أو طفلك
- في حال إذا كانت لديك أفكار انتحارية
إذا راودتك في أي وقت أفكار لإيذاء نفسك أو طفلك ، فاطلبي المساعدة فورًا من زوجك أو أحبائك في رعاية طفلك. قد لا يدرك الأشخاص المصابون بالاكتئاب أنهم مكتئبون أو يعترفون بذلك وقد لا يكونون على دراية بعلامات وأعراض الإكتئاب. إذا كنت تشك في أن صديقك أو أحد أفراد أسرتك مصاب باكتئاب ما بعد الولادة أو أنه مصاب بذهان ما بعد الولادة ، فساعده في طلب العناية الطبية على الفور. لا تنتظر على أمل أن تتحسن الأعراض بمفردها.
ما هي أسباب الاصابة باكتئاب ما بعد الولادة؟
لا يوجد سبب واحد لاكتئاب ما بعد الولادة ، ولكن المشاكل الجسدية والعاطفية قد تلعب دورًا هاما في الإصابة. تشمل أسباب الإصابة ما يلي:
- التغيرات الفيزيائية: قد يساهم الإنخفاض الكبير في الهرمونات (الإستروجين والبروجسترون) في جسمك بعد عملية الولادة في الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة. وقد تنخفض أيضًا الهرمونات الأخرى التي تنتجها الغدة الدرقية بشكل حاد , مما قد يجعلك تشعر بالتعب والركود والاكتئاب.
- المشاكل العاطفية: في حال حَرمت من النوم لفترات طويلة فقد تواجه مشكلة في التعامل حتى مع المشكلات اليومية البسيطة نتيجة الشعور بالإرهاق . وقد تصبحين نتيجة لذلك قلقةً بشأن قدرتك على رعاية المولود الجديد. قد تشعرين كذلك بأنك أقل جاذبية أو قد تتصارع مع إحساسك بهويتك أو تشعرين أنك فقدت السيطرة على حياتك. يمكن لأي من هذة المشكلات أن تساهم في اكتئاب ما بعد الولادة.
ما هي محفزات الاصابة باكتئاب ما بعد الولادة؟
يمكن لأي أم جديدة أن تعاني من اكتئاب ما بعد الولادة ليس بعد ولادة الطفل الاول فقط وانما يمكنها الإصابة بها بعد ولادة أي طفل. ومع ذلك فقد تزداد مخاطرك في الحالات التالية:
- في حال كان لديك تاريخ من الاكتئاب سواء أثناء الحمل أو في أوقات أخرى
- في حال كنت تعانين من اضطراب ثنائي القطب
- في حال عانيتِ من اكتئاب ما بعد الولادة بعد حمل سابق
- في حال كان أحد أفراد عائلتك يعاني من الاكتئاب أو اضطرابات مزاجية أخرى
- في حال مررت بأحداث مؤلمة خلال العام الماضي مثل مضاعفات الحمل أو المرض أو فقدان الوظيفة
- في حال كان يعاني طفلك من مشاكل صحية أو احتياجات خاصة أخرى
- في حال كان لديك توأمان أو ثلاثة توائم أو ولادات متعددة أخرى
- في حال كنت تعانين من صعوبة في الرضاعة الطبيعية
- في حال كنت تواجه مشاكل في علاقتك مع زوجك أو أي شخص مهم آخر
- في حال كان لديك مشاكل مالية
- في حال كان الحمل غير مخطط له أو غير مرغوب فيه
ما هي مضاعفات الاصابة باكتئاب ما بعد الولادة؟
إذا تُرك اكتئاب ما بعد الولادة دون علاج ، فقد يعيق المرض الترابط بين الأم والطفل وقد يسبب مشاكل عائلية أخرى. تشمل:
- للأمهات: يمكن أن يستمر اكتئاب ما بعد الولادة غير المعالج لأشهر أو أكثر ، ويتحول أحيانًا إلى اضطراب اكتئابي مزمن. وحتى عند علاجه فقد يزيد اكتئاب ما بعد الولادة من خطر تعرض المرأة لنوبات الاكتئاب الشديد في المستقبل.
- للآباء: يمكن أن يكون لاكتئاب ما بعد الولادة تأثير مضاعف ، مما يتسبب في إجهاد عاطفي لكل شخص قريب من المولود الجديد . وعندما تصاب الأم الجديدة بالاكتئاب ، قد يزداد أيضًا خطر الإصابة بالاكتئاب لدى والد الطفل. لذلك فالآباء الجدد معرضون بالفعل لخطر متزايد للاصابة بالاكتئاب.
- للأطفال: أطفال الأمهات اللاتي يعانين من اكتئاب ما بعد الولادة غير المعالج هم أكثر عرضة للإصابة بمشكلات عاطفية وسلوكية ، مثل صعوبات النوم والأكل والبكاء المفرط والتأخر في تطور اللغة.
ما هي أهم طرق الوقاية من اكتئاب ما بعد الولادة؟
إذا كان قد سبق أن أصبت بالإكتئاب (وخاصة اكتئاب ما بعد الولادة) فمن الضروري أن تخبري طبيبك إذا كنت تخططين للحمل أو بمجرد اكتشافك أنك حامل. تشمل طرق الوقاية ما يلي:
- خلال فترة الحمل: يمكن لطبيبك مراقبتك عن كثب بحثًا عن علامات وأعراض الإكتئاب. في بعض الأحيان يمكن السيطرة على الإكتئاب الخفيف من خلال مجموعات الدعم أو الاستشارة أو العلاجات الأخرى. وفي حالات أخرى قد يوصى طبيبك باستخدام مضادات الاكتئاب حتى أثناء الحمل.
- بعد ولادة طفلك: قد يوصي طبيبك بإجراء فحص مبكر بعد الولادة للكشف عن علامات وأعراض اكتئاب ما بعد الولادة. حيث أنه كلما تم اكتشافه مبكرًا كلما أصبح من الممكن أن يبدأ العلاج والقضاء عليه مبكرًا. إذا كان لديك تاريخ من اكتئاب ما بعد الولادة فقد يوصي طبيبك بعلاج مضادات الإكتئاب أو علاج نفسي بعد الولادة مباشرة.
كيف يتم تشخيص الاصابة باكتئاب ما بعد الولادة؟
سيتحدث طبيبك عادة معك عن مشاعرك وأفكارك وصحتك العقلية للتمييز بين حالة اكتئاب الحمل قصيرة المدى بعد الولادة وبين الأشكال الأكثر حدة من الإكتئاب. لا تحرجي من حلبتك الصحية , فاكتئاب ما بعد الولادة أمر شائع. اعرضي أعراضك على طبيبك حتى يمكن وضع خطة علاج مفيدة لك. وكجزء من تقييمك قد يقوم طبيبك بما يلي:
- فحص الإكتئاب الذي قد يتضمن قيامك بملء استبيان عبارة عن عدد من الأسئلة التي تساعد في التشخيص.
- طلب إجراء اختبارات الدم لتحديد ما إذا كان خمول الغدة الدرقية يساهم في ظهور العلامات والأعراض.
- طلب إجراء اختبارات أخرى إذا لزم الأمر لاستبعاد الأسباب الأخرى لأعراضك.
ما هو علاج اكتئاب ما بعد الولادة؟
يختلف وقت العلاج والشفاء اعتمادًا على شدة الاكتئاب واحتياجاتك الفردية. إذا كنت تعاني من خمول في الغدة الدرقية أو من مرض أساسي فقد يعالج طبيبك هذة الحالات أو يحيلك إلى الاختصاصي المناسب. قد يحيلك طبيبك أيضًا إلى الطبيب النفسي , يشمل العلاج ما يلي:
- أولا – علاج حزن الحمل:
عادة ما يتلاشى حزن الحمل من تلقاء نفسه في غضون بضعة أيام إلى أسبوع إلى أسبوعين . وفي هذة الأثناء:
- احصلي على أكبر قدر ممكن من الراحة.
- اقبلي المساعدة من العائلة والأصدقاء.
- تواصلي مع الأمهات الأخريات.
- خصصي وقتًا للاعتناء بنفسك.
- تجنبي تناول الكحوليات نهائيًا.
- ثانيا – علاج اكتئاب ما بعد الولادة:
غالبًا ما يُعالج اكتئاب ما بعد الولادة بالعلاج النفسي (يُسمى أيضًا العلاج بالكلام أو استشارات الصحة النفسية) ، أو بالأدوية أو بكليهما. وتشمل أنواع العلاج ما يلي:
- العلاج النفسي: قد يساعدك التحدث عن مخاوفك مع الطبيب النفسي أو غيره من متخصصي الصحة التفسية . ومن خلال العلاج يمكنك إيجاد طرق أفضل للتعامل مع مشاعرك وحل المشكلات وتحديد الأهداف الواقعية والاستجابة للمواقف بطريقة إيجابية . وفي بعض الأحيان يساعد الدور الأسري في تحسين فعالية العلاج النفسي.
- مضادات الاكتئاب: قد يوصي طبيبك بمضادات الإكتئاب. لكن إذا كنت ترضعين رضاعة طبيعية فإن أي دواء تتناوله سيدخل إلى حليب الثدي. ومع ذلك يمكن استخدام معظم مضادات الاكتئاب أثناء الرضاعة الطبيعية بالرغم من احتمالية وجود خطر ضئيل من الآثار الجانبية لطفلك. تناقشي مع طبيبك لتقييم المخاطر والفوائد المحتملة لمضادات الاكتئاب المحددة.
عادة ما تتحسن أعراض اكتئاب ما بعد الولادة مع العلاج المناسب. وفي بعض الحالات من الممكن أن يستمر اكتئاب ما بعد الولادة ليصبح اكتئابًا مزمنًا. من المهم مواصلة العلاج بعد أن تبدأ في الشعور بالتحسن. فقد يؤدي إيقاف العلاج مبكرًا إلى حدوث انتكاس في حالتك الصحية.
- ثالثا – علاج ذهان ما بعد الولادة:
يتطلب ذهان ما بعد الولادة علاجًا فوريًا والذي عادة ما يتم في المستشفى . قد يشمل العلاج ما يلي :
- العلاج الدوائي : قد يتطلب العلاج الدوائي مجموعة من الأدوية ( مثل الأدوية المضادة للذهان ومثبتات الحالة المزاجية والبنزوديازيبين ) للسيطرة على العلامات والأعراض.
- العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT) : إذا كان اكتئاب ما بعد الولادة شديدًا وتعانين من ذهان ما بعد الولادة ، فقد يوصى باستخدام العلاج بالصدمات الكهربائية إذا لم تستجب الأعراض للأدوية. العلاج بالصدمات الكهربائية هو إجراء يتم فيه تمرير تيارات كهربائية صغيرة عبر الدماغ مما يؤدي عمداً إلى حدوث نوبة قصيرة . كما أن العلاج بالصدمات الكهربائية قد يسبب تغيرات في كيمياء الدماغ يمكن أن تقلل من أعراض الذهان والاكتئاب ، خاصةً عندما تكون العلاجات الأخرى غير ناجحة.
يمكن أن يتحدى علاج ذهان ما بعد الولادة قدرة الأم على الرضاعة الطبيعية . وفي الوقت ذاته قد يؤدي الانفصال عن الطفل إلى صعوبة الرضاعة الطبيعية ، ولا يوصى باستخدام بعض الأدوية المستخدمة لعلاج ذهان ما بعد الولادة للنساء المرضعات. وإذا كنتِ تعانين من ذهان ما بعد الولادة فيمكن لطبيبك مساعدتك في التغلب على هذة التحديات.
#image_title
هل اكتئاب ما بعد الولادة وراثي؟
لا يوجد أي دليل على أن اكتئاب ما بعد الولادة وراثي، لكن يمكن أن تلعب الظروف البيئة والاجتماعية دورًا في الإصابة ببعض الأمراض النفسية، لكن ليس من الضروري إذا كانت الأم قد عانت من اكتئاب ما بعد الولادة سابقًا أن تعاني بناتها في المستقبل.
هل أدوية اكتئاب ما بعد الولادة تؤثر على الطفل؟
يعتمد التأثير على الطفل على نوع الدواء المستخدم، وأغلب الأدوية المستخدمة في علاج اكتئاب ما بعد الولادة لا يوجد دليل حتى الآن على أنها مضرة للطفل وتسبب له أذى، ويحدد الطبيب العلاج الدوائي بناءً على احتياج الأم للدواء أم لا حتى لا تؤثر أعراض اكتئاب ما بعد الولادة على رعاية الأم لطفلها؛ إذ يرى أغلب الأطباء أن تأثير اكتئاب ما بعد الولادة على الأم والطفل أكثر من تأثير الدواء على الطفل؛ لعدم قدرة الأم خلال هذه الفترة على رعاية الطفل ورضاعته، كذلك لا تستطيع الأم رضاعة الطفل ورعايته في حالة عدم علاج الأم من اكتئاب ما بعد الولادة ويعتمد الطفل على تناول اللبن الصناعي، وكذلك قد يؤدي خطر اكتئاب ما بعد الولادة إلى إصابة الطفل أو التخلص منه بسبب حالة الأم النفسية.
هل يمكن الاكتفاء على العلاج السلوكي فقط عند الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة؟
يحدد الطبيب الاكتفاء بالعلاج السلوكي أم لا طبقًا للأعراض التي تعانيها الأم؛ إذ يعتمد العلاج السلوكي على الشخص الذي يقدم العلاج، إذ يلعب دورًا هامًا في نجاح العلاج، كذلك يُعد العلاج الدوائي أفضل من العلاج السلوكي لضمان فاعليته في تخفيف أعراض اكتئاب ما بعد الولادة.
ما هو نمط الحياة والعلاجات المنزلية ؟
بالإضافة إلى العلاج الاحترافي ، يمكنك القيام ببعض الأشياء لنفسك والتي تعتمد على خطة العلاج الخاصة بك والتي من شأنها أن تساعد على التعافي بسرعة. وتشمل:
- مارسي أسلوب حياة صحي: قومي بإدراج النشاط البدني ضمن قائمتك ، مثل المشي مع طفلك وأشكال أخرى من التمارين في روتينك اليومي. حاولي الحصول على قسط كافٍ من الراحة . وتناول الأطعمة الصحية وتجنبي الكحول.
- لا تحاولي أن تكوني ” أمًا خارقة “: اقبلي المساعدة من الآخرين عند عرضها , واسألي أحبائك عما إذا كان بإمكانهم المساعدة في رعاية الطفل والقيام بمهام مثل الأعمال المنزلية والطهي والتسوق.
- خصصي وقتا لنفسك: خذي بعض الوقت لنفسك وخصصيه للنمزه خارج المنزل مثلا . قومي بأشياء تستمتعين بها ، مثل الهوايات أو الترفيه. يمكنك أيضًا تخصيص بعض الوقت لقضائه بمفردك مع زوجك أو أصدقائك , تذكري أن الاعتناء بطفلك يشمل الاعتناء بنفسك.
- تجنبي العزلة: تحدثي مع زوجك وعائلتك وأصدقائك حول مشاعرك واسألي الأمهات الأخريات عن تجاربهن. قد يساعدك كسر العزلة على الشعور بأنك قد استعدت طيعتك مرة أخرى.
- اطلبي المساعدة: حاولي الانفتاح على الأشخاص المقربين منك وأخبريهم أنك بحاجة إلى المساعدة. وفي الوقت الذي يقوم فيه أحد المقربين بالاهتمام بطفلك قد يصبح بإمكانك النوم أو أخذ قيلولة أو ربما يمكنك مشاهدة فيلم أو الالتقاء مع اصدقائك لتناول القهوة.
- اطلبي دعم الأصدقاء: قد تستفيدين أيضًا من طلب المساعدة في مهارات الأبوة والأمومة والتي يمكن أن تشمل النصائح لتحسين نوم طفلك وتهدئة الانزعاج والبكاء.
- احرصي على تناول الأطعمة الصحية: تناول وجبات صحية ومنتظمة والحرص على عدم البقاء لفترات طويلة دون تناول الطعام.
- مارسي التمارين الرياضية: ممارسة الرياضة بانتظام قد تساهم كثيرا في تحسين مزاجك.
كيف تقوم بالتحضير لموعدك مع الطبيب؟
عادة ما يتم موعدك الأول مع الطبيب العام والذي قد يحيلك إلى أخصائي الصحة النفسية الذي يمكنه وضع خطة العلاج المناسبة لك. قد ترغبين في العثور على أحد أفراد العائلة أو صديق موثوق به للانضمام إليك ومساعدتك على تذكر جميع المعلومات التي تمت مناقشتها. وقبل موعدك مع الطبيب من المهم أن تضعي قائمة بما يلي:
- أي أعراض كنت تعاني منها ومدتة ظهور هذة الأعراض
- جميع مشاكلك الطبية بما في ذلك الأمراض الجسدية أو اضطرابات الصحة العقلية مثل الاكتئاب
- جميع الأدوية التي تتناولينها بما في ذلك الأدوية التي تُصرف بوصفة طبية والأدوية التي تُصرف دون وصفة طبية
- كافة الأسئلة التي ترغبين في طرحها على طبيبك , وتتضمن الأسئلة التي يجب طرحها على طبيبك ما يلي:
- ما هو تشخيصي ؟
- ما هي العلاجات التي من المحتمل أن تساعدني ؟
- ما هي الآثار الجانبية المحتملة للعلاجات التي تقترحها ؟
- متى تتوقع تحسن الأعراض التي أعانيها مع العلاج ؟
- هل الدواء الذي تصفه لي آمن لتناوله أثناء الرضاعة الطبيعية ؟
- كم من الوقت سأحتاج إلى العلاج ؟
- ما هي التغييرات في نمط الحياة التي يمكن أن تساعدني في تقليل الأعراض ؟
- كم مرة يجب أن تتم رؤيتي للطبيب والمتابعة معه ؟
- هل أنا في خطر متزايد للإصابة بمشاكل نفسية أخرى ؟
- هل أنا مُعرض لخطر تكرار هذة الحالة إذا كان لدي طفل آخر ؟
- هل هناك أي طريقة لمنع تكرار الإصابة إذا أنجبت طفلًا آخر ؟
ماذا تتوقع من طبيبك؟
قد يسألك الطبيب أو أخصائي الصحة النفسية الذي يقابلك بشأن احتمال الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة:
- ما هي أعراضك ومتى بدأت ؟
- هل تتحسن أعراضك أم تسوء بمرور الوقت ؟
- هل تؤثر أعراضك على قدرتك على رعاية طفلك ؟
- هل تشعرين بالارتباط بطفلك كما كنت تتوقعين ؟
- هل تستطيع النوم عندما تسنح لك الفرصة ؟
- هل تلاحظين تغيرات في شهيتك تجاه الطعام ؟
- كم مرة تقولين إنك تشعرين بالقلق أو الانفعال أو الغضب ؟
- هل راودتك أي أفكار لإيذاء نفسك أو طفلك ؟
- ما مقدار الدعم الذي تحظين به في رعاية طفلك ؟
- هل هناك ضغوط كبيرة أخرى في حياتك مثل المشاكل المالية أو العلاقات ؟
- هل تم تشخيصك بأي حالات طبية أخرى ؟
- هل سبق أن تم تشخيصك بأي حالة صحية نفسية مثل الاكتئاب أو الاضطراب ثنائي القطب ؟
سيطرح الطبيب العام أو أخصائي الصحة النفسية أسئلة إضافية بناءً على ردودك وأعراضك واحتياجاتك. سيساعدك التحضير للأسئلة وتوقعها على تحقيق أقصى استفادة من وقت موعدك.
تعليقات