fbpx

الاستسقاء الدماغي | الأسباب والأعراض

   الاستسقاء الدماغي هو تراكم السوائل في التجاويف (البُطيْنَات) بصورة عميقة داخل الدماغ، وتُزيد السوائل الزائدة من حجم البُطيْنَات ويضع ضغطًا على الدماغ، وعادةً يتدفق السائل الدماغي النخاعي عبر البطينات ويغسل الدماغ والعمود الفقري، ولكن الضغط المفرط من السائل الدماغي النخاعي -المرتبط بالاستسقاء الدماغي- يُمكنه إتلاف أنسجة الدماغ، والتسبب في حدوث مجموعة من الإعاقات في وظيفة الدماغ.

يُمكن أن يحدث الاستسقاء الدماغي في أي عمر، ولكنه يحدث بشكل متكرر بين الأطفال، والكبار الذين يبلغون من العمر 60 عامًا وأكبر،  ولا بد من الإشارة إلى أن العلاج الجراحي للاستقساء الدماغي قد يستعيد مستويات السائل الدماغي النخاعي في الدماغ والاحتفاظ به، ولكن أحيانًا يُطلب الكثير من العلاجات المختلفة للتحكم بالأعراض، أو الإعاقات الوظيفية الناتجة عن الاستسقاء الدماغي.

محتويات المقال:

  • أعراض الاستسقاء الدماغي.
  • أسباب الاستسقاء الدماغي.
  • عوامل الخطر.
  • تشخيص الاستسقاء الدماغي.
  • علاج الاستسقاء الدماغي.

أعراض الاستسقاء الدماغي

   تختلف علامات وأعراض استسقاء الدماغ نوعًا ما حسب عمر بداية الإصابة، أولًا: الرُضَّع:

تتضمن العلامات والأعراض الشائعة للاستسقاء الدماغي لدى الرُضَّع ما يلي:

   1-تغيُّرات في الرأس:

  • رأس كبيرة على غير العادة.
  • زيادة سريعة في حجم الرأس.
  • انتفاخ الأماكن الرخوة، أو تشنجها أعلى الرأس.

2-العلامات والأعراض الجسدية:

  • القيء.
  • النعاس.
  • التهيج.
  • التغذية السيئة.
  • النوبات.
  • عيون ثابتة إلى الأسفل (علامة غروب الشمس).
  • العجز في توتر العضلات وقوتها.
  • استجابة ضعيفة للمسّ.
  • ضعف النمو.

ثانيًا: الأطفال الصغار أو الأطفال الأكبر سنًا:

   بين الأطفال الصغار والأطفال الأكبر سنًا، قد تتضمن العلامات والأعراض ما يلي:

1-العلامات والأعراض الجسدية:

2-تغيرات سلوكية ومعرفية:

  • التهيج.
  • تغير في الشخصية.
  • انخفاض الأداء الدراسي.
  • تأخر في مهارات مكتسبة سابقًا، أو وجود صعوبات بها، مثل: المشي أو التحدث.

ثالثًا: الشباب والبالغون متوسطو العمر:

   تتضمن العلامات والأعراض الشائعة في هذه الفئة العمرية ما يلي:

  • الصداع.
  • الخمول.
  • فقدان التنسيق أو الاتزان.
  • فقدان التحكم في المثانة أو التبول المتكرر المُلِّح.
  • ضعف الرؤية.
  • انخفاض في الذاكرة والتركيز ومهارات التفكير الأخرى التي من شأنها أن تؤثر على الأداء الوظيفي.

رابعًا: البالغون الأكبر سنًا:

   من بين البالغين الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا أو أكثر، تُعد العلامات والأعراض الأكثر شيوعًا للاستسقاء الدماغي:

  • فقدان التحكم في المثانة، أو التبول المتكرر المُلِّح.
  • فقدان الذاكرة.
  • الفقدان التدريجي لمهارات التفكير، أو الاستدلال الأخرى.
  • صعوبة في المشي، وغالبًا ما توصف بالمشية المتعرجة أو الشعور بأن القدم عالقة.
  • سوء التنسيق أو التوازن.


أسباب الاستسقاء الدماغي

   أسباب استسقاء الرأس (السوائل الزائدة في الدماغ) غير مفهومة جيدًا، البعض يعتقد أن استسقاء الرأس الموجود عند الولادة (استسقاء الرأس الخِلْقي) قد يكون نتيجة لعيبٍ في الدماغ يحد من تدفق السائل النخاعي (CSF)، وغالبًا ينتج استسقاء الرأس الذي يصيب البالغين والأطفال (استسقاء الرأس المكتسب) عن مرض، أو إصابة تؤثر على الدماغ، كما أنه قد يكون استسقاء الرأس الذي يُصيب كبار السن (استسقاء الضغط الطبيعي) ناتجًا أيضًا عن عدوى أو مرض أو إصابة، ولكن في كثيرٍ من الحالات لا يتضح سبب هذه الحالة.

استسقاء الرأس منذ الولادة

   يُمكن أن يحدث استسقاء الرأس عند الولادة (استسقاء الرأس الخلقي) بسبب ظروف صحية معينة، مثل: السنسنة المشقوقة، ويُمكن أن يحدث أيضًا عند الأطفال المولودين قبل الأوان قبل الأسبوع 37 من الحمل، وفي بعض الحلات يُعاني بعض الأطفال المبتسرين من نزيف في الدماغ، والذي يُمكن أن يمنع تدفق السائل النخاعي ويسبب استسقاء الرأس، وجدير بالذكر أنه في كثير من حالات استسقاء الرأس الخِلْقي، يكون السبب غير معروف.

تشمل الأسباب المحتملة الأخرى لاستسقاء الرأس الخلقي ما يلي:

  • طفرة في الكروموسوم X، ويُعرف هذا باسم استسقاء الرأس المرتبط بـ X.
  • اضطرابات وراثية نادرة ، مثل: تشوه داندي والكر.
  • الخراجات العنكبوتية، وهي أكياس مملوءة بالسوائل تقع بين الدماغ، أو النخاع الشوكي والغشاء العنكبوتي.

استسقاء الرأس الذي يتطور عند الأطفال والبالغين

   عادةً ما يكون استسقاء الرأس الذي يصيب الأطفال، والبالغين (استسقاء الرأس المكتسب) نتيجة إصابة أو مرض، وتشمل الأسباب المحتملة لاستسقاء الرأس المكتسب ما يلي:

  • نزيف داخل الدماغ، على سبيل المثال: إذا تسرَّب الدم فوق سطح الدماغ (نزيف تحت العنكبوتية).
  • جلطات دموية في الدماغ (تجلط وريدي).
  • التهاب السحايا: عدوى تُصيب الأغشية المحيطة بالمخ والنخاع الشوكي.
  • أورام المخ.
  • إصابة بالرأس.
  • السكتة الدماغية.

يُولد بعض الأشخاص بممرات ضيقة في دماغهم تقيد تدفق السائل الدماغي النخاعي، ولكن لا تُسبب أي أعراض إلا بعد سنوات.

استسقاء الرأس عند كبار السن

   يُمكن أن يُصاب كبار السن أحيانًا باستسقاء الضغط الطبيعي (NPH) بعد إصابة في الدماغ، أو نزيف في الدماغ أو عدوى، ولكن غالبًا ما يكون سبب حدوث استسقاء الضغط الطبيعي غير واضح، قد يكون استسقاء الضغط الطبيعي مرتبط بحالات صحية أساسية أخرى تؤثر على التدفق الطبيعي للدم، على سبيل المثال: مرض السكري أو أمراض القلب، أو ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم.

عوامل الخطر

   في العديد من الحالات يكون الحدث الرئيسي لحدوث الاستسقاء الدماغي غير معروف، ومع ذلك يُمكن أن تُساهم عدد من المشكلات الصحية، أو مشكلات في النمو في الإصابة بالاستسقاء الدماغي أو تحفيزه.

حديثو الولادة

   قد يظهر الاستسقاء الدماغي عند الولادة (الخِلْقي)، أو بعد الولادة مباشرةً بسببٍ مما يلي:

  • النمو غير الطبيعي للجهاز العصبي المركزي الذي يمكن أن يعوق تدفق السائل الدماغي النخاعي.
  • النزيف داخل البطينين، هو تضاعف محتمل للولادة المبكرة.
  • عدوى الرحم خلال الحمل، مثل الحصبة الألمانية أو مرض الزهري، الذي قد يُسبب التهابًا في أنسجة دماغ الجنين.

العوامل المساهمة الأخرى

تتضمن العوامل الأخرى التي قد تساهم في حدوث الاستسقاء الدماغي بين أي مجموعة عمرية ما يلي:

  • آفات أو أورام الدماغ، أو الحبل الشوكي.
  • عدوى الجهاز العصبي المركزي، مثل: التهاب السحايا البكتيري أو النكاف.
  • النزيف في الدماغ نتيجة للسكتة أو إصابات الرأس.
  • الإصابات الرضحية الأخرى في الدماغ.

تشخيص الاستسقاء الدماغي

   عادةً ما يعتمد تشخيص استسقاء الدماغ على:

  • ردودك على الطبيب بخصوص العلامات والأعراض.
  • فحص بدني عام.
  • فحص عصبي.
  • اختبارات تصوير الدماغ.

الفحص العصبي

   سيعتمد نوع الفحص العصبي على عمر الشخص، قد يطرح طبيب الأعصاب أسئلة ويُجري فحوصات بسيطة نسبيًا في المكتب؛ ليُقيِّم حالة العضلات وحركتها، وصحتها وإلى أي مدى تعمل الحواس.

تصوير الدماغ

   يُمكن أن تُساعد اختبارات التصوير في تشخيص استسقاء الدماغ، وتحديد الأسباب الكامنة وراء الأعراض. وتتضمن هذه الاختبارات ما يلي:

  • التصوير فوق الصوتي: غالبًا ما يُستخدم التصوير فوق الصوتي، والذي يستخدم الموجات الصوتية عالية التردد لإنتاج الصور؛ لإجراء تقييم أوليّ للرضع، وذلك لأنه إجراء بسيط ومنخفض المخاطر نسبيا،  ثم يُوضع جهاز التصوير فوق الصوتي على البقعة الرخوة (اليافوخ) أعلى رأس الطفل، قد يكشف التصوير فوق الصوتي أيضًا عن استسقاء الدماغ قبل الولادة عند استخدامه خلال الفحوصات الروتينية خلال الحمل.
  • يُستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) موجات الراديو وحقلًا مغناطيسيًّا؛ لإنتاج صور ثلاثية الأبعاد أو مقطعية مفصلة للدماغ، مع العلم أن هذا الاختبار غير مؤلم، ولكن يُحدث ضوضاء، ويتطلب الاستلقاء دون حركة، وجدير بالذكر أنه يُمكن أن تكشف فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي عن الإصابة بتضخم بالبُطيْنات الناجم عن السوائل الدماغية الزائدة، كما يُمكن استخدامها لتحديد الأسباب الكامنة وراء استسقاء الدماغ، أو غيرها من الحالات التي تسهم في الأعراض، كما أنه قد يحتاج الأطفال إلى تسكين خفيف لإجراء بعض فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي، ومع ذلك تسْتخدم بعض المستشفيات إصدارًا سريعًا جدا من التصوير بالرنين المغناطيسي والذي لا يتطلب تسكينًا في العموم.
  • التصوير بالأشعة المقطعية (CT): هو تقنية أشعة سينية متخصصة، يمكنها إنتاج صور مقطعية للدماغ، علمًا بأن المسح غير مؤلم وسريع، ولكن هذا الاختبار يتطلب أيضًا الاستلقاء دون حركة لذلك عادةً ما يتلقى الطفل مسكِّنًا خفيفًا، علمًا بأنه من ضمن عيوب التصوير بالأشعة المقطعية إنتاج صور أقل تفصيلًا من التصوير بالرنين المغناطيسي، والتعرُّض لكمية صغيرة من الإشعاع، وعادةً ما يُستخدم التصوير بالأشعة المقطعية لفحوصات استسقاء الدماغ في الفحوصات الطارئة فقط.

علاج الاستسقاء الدماغي

   يُمكن استخدام عملية جراحية واحدة من ضمن اثنتين لعلاج الاستسقاء الدماغي، التحويلة:

تُعد أكثر طرق علاج الاستسقاء الدماغي شيوعًا هي: الإدخال الجراحي لنظام تصريف، يُدعى (تحويلة).، وتتكون التحويلة من أنبوب طويل مرن به صمام يُبقي سائل الدماغ متدفقًا في الاتجاه الصحيح، وبالمعدل الملائم، كما أنه يُوضع أحد طرفي الأنبوب -غالبًا- في أحد بطيني الدماغ، ويُشق للأنبوب طريق من تحت الجلد إلى جزء آخر بالجسم، حيث يُمكن امتصاص السائل الدماغي النخاعي الزائد بصورة أسهل (كالبطن أو أحد حجرات القلب)، كما يحتاج الأشخاص المصابون باستسقاء الدماغ عادةً إلى نظام تحويلة لبقية حياتهم، كما تتطلب حالتهم المراقبة بانتظام.

تنظير فغر البطين الثالث

   يُعد تنظير فغر البطين الثالث إجراءً جراحيًا يُستخدم لبعض الأشخاص في الإجراء، ويُستخدم الجراح كاميرا فيديو صغيرة للحصول على رؤية مباشرة داخل الدماغ، ثم يُجري الجراح ثقبًا في أسفل أحد البطينين أو بينهما؛ لتمكين السائل الدماغي النخاعي من التدفق إلى الدماغ.

مضاعفات الجراحة

   من الممكن  أن ينتج عن الإجراءات الجراحية مضاعفات، ويُمكن لنظام التحويلة أن يُوقف استنزاف السائل الدماغي النخاعي، أو سوء تنظيم الصرف بسبب الأعطال الميكانيكية أو الانسداد أو حالات العدوى، وتشمل مضاعفات فغر البطين النزيف والإصابة بالعدوى، كما أنه يلزم في حالة حدوث أي إخفاق، الرعاية الفورية أو تعديلات جراحية أو تدخلات أخرى، وقد تتضمن علامات المشكلات وأعراضها ما يلي:

  • الحُمّى.
  • التهيج.
  • النعاس.
  • الغثيان أو القيء.
  • الصداع.
  • مشكلات بالرؤية.
  • احمرار الجلد أو الشعور بألم، أو وخز به على طول مسار أنبوب التحويلة.
  • ألم في البطن عندما يكون صمام التحويلة في البطن.
  • معاودة الإصابة بأي أعراض لاستسقاء الدماغ الأولي.

علاجات أخرى

   قد يحتاج بعض الأشخاص المصابين بالاستسقاء الدماغي -ولا سيما الأطفال- إلى علاج إضافي وفقًا لشدة مضاعفات الاستسقاء الدماغي على المدى الطويل، وقد يتضمن فريق رعاية الأطفال ما يلي:

  1. طبيب أطفال أو أخصائي طب فيزيائي، يُشرف على خطة العلاج والرعاية الطبية.
  2. طبيب أعصاب للأطفال متخصص في تشخيص الاضطرابات العصبية لدى الأطفال، وعلاجها.
  3. أخصائي علاج مهني متخصص في علاج تطوير المهارات اليومية.
  4. أخصائي علاج تطوري متخصص في العلاج؛ لمساعدة طفلك في تطوير السلوكيات الملائمة لعمره والمهارات الاجتماعية، والمهارات الشخصية.
  5. مقدم رعاية صحة نفسية، مثل: الطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي.
  6. أخصائي اجتماعي يُساعد العائلة على خدمات الوصول، والتخطيط للانتقال في الرعاية.
  7. أخصائي تثقيف المرضى من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذي يعالج صعوبات التعلم، ويحدد الاحتياجات التعليمية والموارد التعليمية الملائمة.

قد يحتاج البالغون الذين يُعانون مضاعفات أكثر شدة أيضًا إلى خدمات أخصائي العلاج المهني، أو الأخصائيين الاجتماعيين، أو أخصائي رعاية الخرف أو غيرهم من الأخصائيين الطبيين.

المصدر:

تعليقات