الالتهاب الخلالي للمثانة | متلازمة المثانة المؤلمة

يعد الالتهاب الخلالي للمثانة واحدًا من مجموعة الأمراض التي تعرف باسم متلازمة ألم المثانة؛ وهي حالة مرضية مزمنة تسبب ضغط وألم داخل المثانة، كذلك ألم في الحوض.
وفي هذا المقال سنتعرف عزيزي القارئ على هذه الحالة، وهل يمكن أن تحدث بدون عدوى بكتيرية في مجرى البول؟ وما طرق العلاج بالأدوية أو الأعشاب؟
محتويات المقال:
ما التهاب المثانة الخلالي؟
تتكون المثانة من كيس عضلي مجوف، يتجمع فيه البول الذي سبق تركيزه بواسطة الكليتين من فضلات الجسم حتى يتسع ليضغط على الأعصاب المتصلة به وتسمى أعصاب الحوض؛ لينبه الدماغ إلى الحاجة للتبول.
لكن في هذه الحالة المرضية تتداخل هذه الإشارات العصبية حيث يشعر المريض بالحاجة إلى التبول بشكل متكرر ولكن بكميات أقل من المعتاد، ويعتبر التهاب المثانة الخلالي أو التخللي واحد من الأمرض المزمنة الأكثر شيوعًا بين النساء من الرجال.
ما أعراض التهاب المثانة الخلالي؟
تتباين الأعراض بشكل كبير بين المرضى، كما قد تختلف أيضًا بالنسبة للمريض الواحد حيث يتحول من عدم وجود أعراض إلى تفاقمها بمرور الزمن بسبب الضرر الواقع على الجدار المبطن للمثانة، وقد يحصل المريض على فترات من التعافي من حين لآخر كما قد تسوء الأعراض أحيانًا كنتيجة لبعض المحفزات، مثل: الحيض، والجلوس لفترات طويلة، والتوتر الناتج عن قلة النوم بسبب الاستيقاظ أكثر من مرة خلال الليل للتبول، والتمارين الرياضية، والنشاط الجنسي. قد تتشابه أعراض هذا المرض مع أعراض عدوى مجرى البول البكتيرية المزمنة، ولكن لا يشترط حدوث أحدهما مع الآخر أو نتيجة للآخر، ورغم ذلك إذا حدثت عدوى بكتيرية قد تسوء أعراض التهاب المثانة التخللي بشكل كبير، ويمكننا تلخيص أعراضه فيما يلي:
- ألم في الحوض، أو بين المهبل والشرج في النساء.
- ألم بين كيس الصفن والشرج في الرجال.
- حاجة ملحة للتبول بشكل مفاجئ ومتكرر.
- ألم مزمن في منطقة الحوض.
- إخراج كميات بول قليلة بشكل متكرر خلال الليل والنهار قد تصل إلى 60 مرة في اليوم.
- ألم عند امتلاء المثانة بالبول وزواله عند التبول.
- ألم أثناء الجماع.
ما الذي يسبب التهاب المثانة التخللي؟
إنه من غير المعلوم ماذا يسبب التهاب المثانة التخللي بالتحديد؛ ولكن قد تساهم العديد من العوامل في حدوث الإصابة، سنتناولها في الفقرة التالية.
يعتقد أن أشهر سبب للإصابة هو خلل في الجدار المبطن للمثانة حيث يحتوي البول على مواد قد تكون سامة يجب طردها خارج الجسم فقد تتسرب بعض هذه المواد إلى جدار المثانة مسببة تهيجه، وإحساس بالألم، وعدم الإرتياح المصاحبين لهذا المرض، كذلك قد تساهم بعض العوامل الأخرى كأسباب مناعية، أو وراثية، أو حدوث حساسية، أو عدوى؛ ولكن هذه العوامل غير محتملة ولم يتم استقصاؤها بشكل جيد بعد.
ما العوامل التي تزيد من خطر الإصابة؟
يزداد خطر الإصابة بالتهاب المثانة الخلالي عند توافر العوامل التالية:
- النوع: يشيع حدوث التهاب المثانة بين النساء أكثر منه بين الرجال.
- العمر: يتفق كثير من المرضى الذين يتم تشخيصهم في كونهم في الثلاثينيات من أعمارهم أو أكثر.
- الإصابة باضطراب ألم مزمن كمتلازمة القولون المتهيج أو ما يعرف بالقولون العصبي، أو الألم الليفي العضلي.
كيف يتم التشخيص؟
يتم تشخيص هذه الحالة المرضية بالاعتماد على اتجاه إكلينيكي بشكل أساسي حيث يجمع الطبيب المعالج بعض البيانات من المريض كمتابعة كمية الماء المستهلكة خلال اليوم، وكميات البول التي يخرجها المريض، وحيث أنه لا يوجد اختبار محدد أومادة يمكن قياسها لمعرفة هل المريض يعاني من هذه الحالة أو لا، وأيضًا بسبب التشابه الكبير بين أعراض هذه الحالة مع الكثير من الأمراض الأخرى كعدوى مجرى البول البكتيرية وتضخم البروستاتا الحميد عند الرجال؛ يتم القيام بالكثير من الفحوصات الإكلينيكية والمعملية؛ لاستبعاد الأمراض الأخرى، مثل:
- فحص الحوض: حيث يفحص الطبيب المعالج الأعضاء التناسلية الخارجة، ومن المحتمل أيضًا أن يفحص الشرج، والأعضاء الداخلية كذلك.
- تنظير المثانة بواسطة كاميرا؛ ليتأكد فيها الطبيب من سلامة جدار المثانة الداخلي.
- تحليل البول؛ لاستبعاد عدوى بكتيرية.

كيف يتم علاج التهاب المثانة الخلالي؟
لا يوجد علاج محدد للشفاء التام من التهاب المثانة الخلالي، كما أن علاج مريض واحد قد لا يتناسب مع آخر؛ لذلك فإن الهدف من استخدام العلاجات المختلفة هو التقليل من الشعور بالألم ورفع جودة الحياة، كذلك يجب التنبيه ألا يستخدم المريض العلاجات من تلقاء نفسه بدون استشارة الطبيب المعالج والقيام بالفحوصات اللازمة، ومن هذه العلاجات ما يلي:
تغيير النظام الغذائي
يستجيب الكثير من المرضى عند التزامهم بنظام غذائي محدد حيث وجد أن أعراض كثير منهم تسوء عند تناول أطعمة أو مشروبات معينة، مثل: الكحول، والكافيين، والشوكولاتة، والمشروبات الغازية، وعصير البرتقال، والطماطم؛ فعليك عزيزي القارئ تجنب ما قد تجده يسبب لك الألم أو تفاقم في الأعراض.
- حافظ على قسط يومي من الرياضات البدنية الخفيفة: كالمشي، وركوب الدراجة، واليوجا التي تساعد على تخفيف الألم وتقلل من التوتر.
- العلاج الطبيعي: بواسطة مختصين قد يخفف أيضا من الألم.
- الأدوية: كمسكنات الألم، مثل: الأيبوبرفين -اسأل الطبيب المعالج أو الصيدلي عن الجرعة المناسبة لك-.
مضادات الاكتئاب، مثل: الأميترايبتالين
مضادات الهيستامين يعتقد أن لها دور في تقليل الحاجة للتبول، وعدد مرات التبول.
دواء إلمينور (Elminor®)
حيثُ يحتوي على المادة الفعالة بنتوسان بولي سلفات الصوديوم، وهو الدواء الوحيد المصرح به من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج التهاب المثانة التخللي، وعلى الرغم من أن طريقة عمله غير معروفة بعد، لكن يعتقد أنه يساعد على استعادة الجدار الداخلي للمثانة، فقد تمر مدة من شهرين إلى أربعة أشهر حتى الشعور بزوال الألم، ومدة لا تقل عن ستة أشهر حتى يظهر تأثير عدد مرات التبول.
كذلك يجب على المريض قبل البدء في العلاج الخضوع لفحص كامل للعين وخلال فترة العلاج أيضا، حيث وجد أن بعض أمراض العينة العضلية قد يتسبب فيها البنتوسان، كما قد يقترح عليك طبيبك القيام بعملية جراحية لاستئصال الجزء المصاب من المثانة أو تمديدها أو إضافة بالون بداخلها؛ لتكبير حجمها قليلًا.
هل يمكن العلاج بالأعشاب؟
أشارت دراسة إلى أن استخدام شاي مكون من: القرانيا، والجاردينيا، والرحمانية، ونبات البسرواليا، والراوند، ونبات الظيون مرتان يوميا لمدة ستة أيام في الأسبوع لمدة ثلاث أشهر، ثم مرة يوميا بعد ذلك خفف الألم لأكثر من نصف المرضى المشاركين في الدراسة وأقل من الثلث حظوا بتأثير ملحوظ في خلال ثلاثة أشهر.
وختامًا عزيزي القارئ فإنه كما بينا أن مرض التهاب المثانة الخلالي سببه غير معلوم بالتحديد، كما أن طرق علاجه ليست محددة أيضًا؛ لذا يجب عليك التواصل مع طبيبك في حالة شعورك بألم مستمر في الحوض، أو ملاحظتك لتغيّر عادتك اليومية في عدد مرات التبول أو كمية البول، كما تعرفنا أيضا على بعض الطرق المشهورة التي قد تساعد في تخفيف الألم، ومحاولة ضبط عادة التبول عند المرضى، كما نود تذكيرك بالالتزام بالعادات الصحية في المأكولات والمشروبات، والحرص على ممارسة الرياضة بشكل دوري.
مُقترحات القراءة
- التهابات المثانة | الأنواع والأسباب والعلاج
- حصوات المثانة | الأسباب والعلاج
- حصوات الكلى | الأعراض والعلاج
تعليقات