fbpx

البزل القطني | متى يستدعي القيام به؟

   البزل القطني أو ما يسمى -أيضًا- بالبزل الشوكي: وهو إجراء يستخدم لتشخيص أو علاج بعض الحالات الصحية، خلال هذا الإجراء يقوم الطبيب بإدخال إبرة مجوفة في المسافة المحيطة بالعمود الشوكي أسفل الظهر (حيز تحت العنكبوتية)؛ لسحب السائل النخاغي الشوكي، أو لحقن دواء.

   السائل النخاعي الشوكي: هو سائل محيط بالمخ والحبل الشوكي، يُصنع السائل النخاعي باستمرار ويعاد امتصاصه في المخ، ويتكون من خلايا, ومياه, وبروتينات, وسكريات, ومواد أخرى ضرورية للحفاظ على التوازن بالجهاز العصبي.

سنتعرف في المقال التالي على الموضوعات التالية:

  1. متى تستدعي الحاجة لعمل البزل القطني؟
  2. ما مخاطر البزل القطني؟
  3. كيف أستعد للبزل القطني؟
  4. ماذا يحدث أثناء البزل القطني؟
  5. ماذا يحدث بعد الانتهاء من البزل القطني؟
  6. نتائج البزل القطني.
البزل القطني
  • متى تستدعي الحاجة للعمل البزل القطني؟

   توجد عدة أسباب تستدعي القيام بالبزل القطني, ويعتبر أخذ عينة من السائل النخاعي الشوكي لتحليلها السبب الأساس لتشخيص عدة أمراض، فيُستخدم السائل النخاعي الشوكي في تحاليل خلايا الدم البيضاء, والبروتينات, والسكريات، كما يتم -أيضًا- فحص لون ونقاء السائل؛ للتأكد من عدم وجود بكتيريا, أو فيروسات, أو أي خلايا غير طبيعية، وقد تؤخذ كمية زائدة -أيضًا- من بعض الأشخاص في حال وجود إنتاج زائد للسائل النخاعي أو قلة امتصاصه.

 يساعد البزل القطني في تشخيص العديد من الأمراض والاضطرابات, مثل:

  • التهاب الأعشية السحائيةوهو التهاب في الأغشية المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي، وفي العادة ينتج التهاب الأغشية السحاية عن الإصابة بعدوى بكتيرية, أو فيروسية, أو فطرية.
  • التهاب الدماغالذي عادةً ما يكون ناتجًا عن الإصابة بفيروس ما.
  • بعض أنواع السرطانات: التي يكون الدماغ والحبل الشوكي جزءًا منها.
  • النزيف: في المنطقة ما بين المخ والأنسجة التي تغطيه.
  • متلازمة رايوهو مرض خطير يسبب مشاكل كبيرة بالمخ والأعضاء الأخرى, وبالرغم من عدم وضوح السبب المحدد لمتلازمة راي, إلا أنها على الأغلب ترتبط بتناول الأطفال للأسبرين؛ لذلك يُنصح حاليًا بتجنب إعطاء الأسبرين للأطفال في حال مرضهم, إلا إذا وصفه مختص الرعاية الصحية.
  • التهاب النخاع المستعرض: وهو التهاب بالحبل الشوكي أو نخاع العظام.
  • الزهري العصبي: وهو من مراحل مرض الزهري, وينتج عن غزو البكتيريا للجهاز العصبي المركزي.
  • متلازمة جيلان باريه: وهي اضطراب ينتج عن مهاجمة الجهاز المناعي أحد أجزاء الجهاز العصبي.
  • الصداع مجهول السبب: قد يستعدي القيام بالبزل القطني لتشخيص أمراض التهابية محددة التي تسبب الصداع, بعد التقييم والقيام بالفحوصات التصويرية.
  • الأمراض المزيلة للميلانين: وهي أمراض تهاجم الغطاء الحامي المحيط بألياف الخلايا العصبية. فعلى سبيل المثال: مرض التصلب المتعدد, أو اعتلال الأعصاب المتعدد المزيل للميالين الحاد.
  • الورم الكاذب المخي (ارتفاع ضغط الدم داخل القحف مجهول السبب): في تلك الحالة يرتفع ضغط الدم بالحيز تحت العنكبوتية بدون سبب واضح، فيتم القيام بالبزل القطني فقط بعد التقييم, والانتهاء من الاختبارت التصويرية.
  • استسقاء الدماغ سَوِي الضغط: وهي حالة ناردة تتسبب في حال حدوثها بفقدان التحكم بالبول, ومشاكل بالذاكرة, والمشية غير المستقرة، فيتم اللجوء للبزل القطني؛ لرؤية ارتفاع ضغط السائل النخاعي الشوكي من عدمه.

   وبالإضافة إلى ما ذُكر فإنه يمكن استخدام البزل القطني لقياس ضغط السائل النخاعي الشوكي، ويستخدم الأطباء أنبوبة خاصة تسمى بالمانوميتر؛ لقياس الضغط أثناء البزل القطني،ويمكن استخدام البزل القطني -أيضًا- لحقن دواء مباشرةً للحبل الشوكي, مثل:

  • التخدير قبل الجراحة.
  • أشعة الصبغة, كما في حالات تصوير النخاع.
  • حقن المواد المشعة لتكوين صور تشخيصية لتدفق السائل.
  • أدوية العلاج الكيميائي لعلاج السرطان.

قد توجد هناك أسباب أخرى سيوصي الطبيب من أجلها بالقيام بالبزل القطني.

التهاب الغشية السحائية
  • ما مخاطر البزل القطني؟

 قد تظهر بعض المضاعفات الناتجة عن البزل القطني؛ نظرًا لكونه إجراءًا يتضمن الحبل الشوكي والمخ، وتتضمن المضاعفات المحتملة:

  • تسرب كمية قليلة من السائل النخاعي الشوكي من مكان دخول الإبرة: يمكن لذلك أن يسبب نوبات من الصداع بعد الإجراء، وفي حال استمرار هذا التسرب تزداد حدة الصداع.
  • قد يزداد خطر الإصابة بالعدوى: نظرًا لدخول الإبرة عبر سطح الجلد ما يمهد ذلك طريقًا لدخول البكتيريا للجسم.
  • شعور بالخدر والتنميل لفترة قصيرة بالساقين, وألم أسفل الظهر.
  • زيادة خطر حدوث نزيف في القناة الشوكية.

   كما قد توجد هناك عدة مخاطر أخرى حسب الحالة الصحية التي تمر بها، فتأكد من مناقشة أية مخاوف مع الطبيب قبل بدء الإجراء.

  • كيف أستعد للبزل القطني؟

   إذا كنت ستخضع للبزل القطني في إحدى المستشفيات فإنه سيتواصل معك إما أخصائي الأعصاب, أو ممرض متخصص بالأشعة عبر الهاتف قبل الإجراء بيومين أو ثلاثة؛ لمناقشة خطوات الإجراء معك, والإجابة عن أية أسئلة لديك، ويجب عليك إبلاغ الطبيب إذا:

  • كنت تتناول المضادات الحيويةقد تتضطر للانتظار لفترة إذا كنت تتبع برنامجًا للمضادات الحيوية لعلاج العدوى بالدم، وإذا كانت العدوى نشطة عندك أو تعاني من الحمى فحينها يُعاد جدولة الإجراء.
  • كان لديك تحسس تجاه التخدير الموضعي.
  • كانت هناك أي فرص لحدوث حمل.
  • كنت تتناول الأدوية المميعة للدم: لعلاج جلطات الدم.

   أما إذا كنتِ حامل أو تشتبهين في حدوث حمل فيجب مناقشة الطبيب حول وضع جدول مناسب للاختبار, والخيارات الأخرى المتاحة.

   وبالنسبة للملابس فربما يُطلب منك ارتداء ملابس المستشفى، وربما -أيضًا- يتم القيام بالإجراء أثناء ارتدائك لملابسك المعتادة في المنزل؛ ولذلك حاول ارتداء ملابس مريحة, وانزع أي اكسسوارات أو أقراط واتركها بالمنزل، أما بالنسبة للطعام والشراب فإنه يجب عليك شرب كمية وفيرة من السوائل خاصةً المياه والعصائر قبل يومين من الإجراء إذا لم تكن هناك حالة طبية أخرى لا تسمح لك بفعل ذلك بأمان، فإذا لم تكن متأكدًا حول ذلك فاتصل بفريق الرعاية الصحية الخاص بك.

   كما يجب عليك -أيضًا- ألا تتناول أي شيء قبل 3 ساعات من الإجراء، ويمكنك شرب السوائل، وتناول الأدوية المعتادة ما عدا الأدوية التي نصحك الطبيب بالتوقف عنها خلال التخطيط للإجراء, مثل: الأدوية المميعة للدم، كما يفضل كتابة قائمة بالأدوية الخاصة بك, ومسببات الحساسية لديك.

   ويجب أن يتواجد شخص معك لكي يصطحبك إلى المنزل بعد الإجراء, ويعتبر ذلك مهمًا لراحتك وسلامتك، ويجب عليك القدوم قبل الإجراء بساعةٍ على الأقل للفحص السريع وتحضريك للإجراء، ويجب التنويه على أنه لن تتمكن من القيادة لمدة 24 ساعة بعد الإجراء، فإذا كنت ستستقل سيارة أجرة أو إحدى وسائل المواصلات العامة فيجب أن يصطحبك أحد أصدقائك أو أفراد عائلتك.

الاستعداد للبزل القطني
  • ماذا يحدث خلال الإجراء؟

   في بعض الأحيان قد يتم القيام بالبزل القطني كجزء من الرعاية خارج المستشفى, أو قد يكون من إحدى سبل المتابعة خلال مكوثك بالمستشفى، وتختلف التجهيزات والإجراءات بناء على حالتك الصحية والممارسات الطبية للطبيب، وبشكل عام فإن البزل القطني يتم القيام به كالآتي:

  • سيُطلب منك نزع أي ملابس, أو مجوهرات, أو أي أشياء يمكن لها أن تعوق الإجراء.
  • سيوَفر لك رداء المستشفى.
  • سيتم تذكيرك بتفريغ مثانتك قبل الإجراء.
  • خلال البزل القطني ربما تستلقي على طاولة الاختبار على أحد جانبيك مع رفع الركبتين نحو البطن, وتقريب الذقن من الصدر, أو قد تستلقي على حالة طاولة الاختبار مع ضم ذراعيك حول طاولة أخرى موجهة أمامك، وفي كلا الحالتين يساعد ذلك على تقوس الظهر؛ مما يساعد على توسيع المسافة بين الفقرات.
  • بعد ذلك يتم وضع محلول مطهر على ظهرك ومسحه بمنشفة معقمة، ويرتدي الطبيب قفاذات طبية بالفعل أثناء ذلك.
  • سيقوم الطبيب بتخدير المنطقة المقصودة باستخدام التخدير الموضعي، ويمكن لإبرة الحقنة أن تؤلم لعدة ثواني لكنها تجعل البزل القطني أقل ألمًا.
  • يتم إدخال الإبرة المجوفة عبر المنطقة المخدرة من الجلد وإلى المسافة بين الفقرات حيث يتواجد السائل النخاعي الشوكي، ستشعر ببعض الضغط أثناء إدخال الإبرة، وعليك أن تبقى ثابتًا خلال لحظة إدخال الإبرة.
  • سيبدأ السائل النخاعي الشوكي بالخروج من الإبرة بكميات قليلة, ويتم تجميع كمية منه بأنبوبة الاختبار.
  • إذا احتاج الطبيب لحقن دواء بالحبل الشوكي فسيتم إعطائه عبر نفس الإبرة بعد تجميع السائل النخاعي الشوكي.
  • بعد انتهاء الإجراء يتم إزالة الإبرة, وتوضع ضمادة على مكان الحقن، ثم تُرسل أنبوبة الاختبار إلى المعمل للتحليل.
  • أخبر طبيبك في حال شعورك بالخدر, أو التنميل, أو الصداع, أو الدوار الذي قد تشعر به أثناء الإجراء.

   يمكن ألا تشعر بالراحة خلال الإجراء؛ لذلك سيستخدم الطبيب كل وسائل الراحة الممكنة لإتمام الإجراء في أسرع وقت, ولتقليل الألم بالنسبة لك.

  • ماذا يحدث بعد البزل القطني؟

   لتقليل فرص الشعور بالصداع فإنه سيطلب منك الانتقال من جانب إلى آخر مع عدم رفع الرأس، فإذا احتجت للتبول يمكن أن تتبول بوعاء مخصص لذلك خلال هذا الوقت الذي تحتاج فيه لعدم التحرك لفترة، كما سيطلب منك -أيضًا- شرب كمية إضافية من السوائل؛ للحفاظ على التروية بعد الإجراء, حيث يساعد ذلك على استبدال السائل النخاعي الشوكي الذي سٌحب أثناء البزل القطني, ولتقليل فرص الصداع.

   بعد التعافي قد يتم تسريحك وتذهب للمنزل أو ربما تؤخذ لإحدى غرف المستشفى، فإذا ذهبت للمنزل فعلى الأغلب سينصحك الطبيب بالراحة لباقي اليوم، فبمجرد عودتك إلى المنزل يجب مراقبة وضعكواجعل الطبيب مطلعًا على أية تغييرات غير معتادة مثل:

  • الشعور بالخدر والتنميل بالساقين.
  • نزول دم أو الشعور بالألم مكان الحقن.
  • عدم القدرة على التبول.
  • نوبات الصداع.
  • ارتفاع درجة الحرارة.
  • الشعور بالألم عند النظر للضوء الساطع.
  • تورم بالظهر مستمر لعدة أيام ويزداد سوءًا.

   إذا استمر الصداع لعدة أيام بعد الإجراء أو أثناء تغيير وضعيتك فاتصل بالطبيب، فقد يطلب منك -أيضًا- عدم القيام بأنشطتك المعتادة خلال 24 ساعة من الإجراء، وسيمدّك الفريق الطبي ببعض التعليمات الخاصة حول ما يجب أن تفعله بعد البزل القطني. كما يمكنك أخذ مسكن، مثل: الباراسيتامول؛ للراحة من الصداع.

الاستعداد للبزل القطني
  • نتائج البزل القطني:

 بعد إرسال عينات السائل النخاعي إلى المعمل, يفحص أخصائي المعمل عدة أشياء خلال تعامله مع العينةوتتضمن:

  • المظهر العام: في الحالات الطبيعية يكون السائل النخاعي صافيًا وعديم اللون، فإذا كان معكرًا, أو به لون أصفر أو وردي فإن ذلك ربما يشير إلى وجود نزيف، بينما في حال تلونه بالأخضر فإنه ربما يشير إلى وجود عدوى أو البيليروبين.
  • البروتينات: يشير ارتفاع نسب مجموع البروتينات عن 45 مجم/ ديسيلتر إلى الإصابة بالعدوى, أو حالة التهابية أخرى، وتختلف قيم القياسات من منشأة طبية لأخرى.
  • خلايا الدم البيضاء: يحتوي السائل النخاعي الشوكي على 5 خلايا من خلايا الدم البيضاء لكل ميكرولتر، وتشير زيادة عدد خلايا الدم البيضاء إلى الإصابة بالعدوى, وتختلف قيم القياسات كذلك من منشأة طبية لأخرى.
  • السكر: يشير انخفاض نسبة السكر في السائل النخاعي إلى الإصابة بالعدوى أو حالة صحية أخرى.
  • الكائنات الدقيقة: يشير وجود كائنات، مثل: البكتيريا, والفيروسات, والفطريات, أو أي كائنات أخرى إلى الإصابة بالعدوى.
  • خلايا سرطانية: يشير وجود خلايا غير معتادة بالسائل النخاعي, مثل: خلايا الأورام, أو خلايا الدم غير الناضجة إلى الإصابة بنوع محدد من السرطان.

   تكون نتائج المعمل مرفقة ببعض المعلومات الأخرى, مثل: ضغط السائل النحاعي الشوكي, وذلك لتساعد على التشخيص المناسب، وسيعطيك الطبيب نتائج الاختبار خلال أيام قليلة, وقد تستغرق فترة أطول، أيضًا يمكنك السؤال حول الفترة المتوقعة للتلقى نتائج الاختبار، وعليك تدوين أية أسئلة ترغب في طرحها على الطبيب أو الممرض, ولا تتردد في طرح أيّ سؤال يراودك خلال الزيارات، وقد تتضمن الأسئلة:

  • ما الخطوة التالية بعد ظهور نتائج الاختبار؟
  • ما أنواع المتابعة التي يجب أن أتوقعها؟
  • هل هناك أية عوامل تشير إلى تأثر نتائج الاختبار؟
  • هل سأحتاج لإعادة الاختبار لاحقًا؟

يمكنك الاطلاع أيضًا على:

المصادر: NHS MayoclinicHopkinsmedicine

تعليقات