التهاب القصيبات الهوائية
التهاب القصيبات الهوائية ( Bronchiolitis ) هو التهاب رئوي شائع عند الأطفال الصغار والرضع ، ينتج عنه الإصابة بألم حاد والتهاب واحتقان في الممرات الهوائية الصغيرة ( القصيبات ) الموجودة في الرئة . يحدث التهاب القصيبات الهوائية بسبب العدوى الفيروسية وعادةً ما يكون وقت ذروة انتشار التهاب القصيبات الهوائية خلال أشهر الشتاء . ويبدأ التهاب القصيبات بأعراض مشابهة لنزلات البرد ، ولكنها تتطور بعد ذلك إلى السعال والصفير وأحيانًا صعوبات التنفس . يمكن أن تستمر أعراض التهاب القصيبات من عدة أيام إلى أسابيع . ويتحسن معظم الأطفال بالرعاية في المنزل وربما تتطلب نسبة صغيرة منهم الدخول الى المستشفى . والتهاب القصيبات هو التهاب شائع في الجهاز التنفسي السفلي يصيب الرضع والأطفال الصغار دون سن الثانية . وتعد معظم حالات الإصابة خفيفة وتنتهي في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع دون الحاجة إلى العلاج على الرغم من أن بعض الأطفال يعانون من أعراض حادة ويحتاجون إلى الخضوع الى العلاج في المستشفى . تتشابه الأعراض المبكرة لالتهاب القصيبات مع أعراض نزلات البرد مثل سيلان الأنف والسعال . وتظهر أعراض أخرى عادةً خلال الأيام القليلة اللاحقة لالتقاط العدوى بما في ذلك :
- ارتفاع طفيف في درجة الحرارة ( الحمى ).
- السعال الجاف والمستمر.
- مواجهة بعض الصعوبات في الرضاعة.
- التنفس السريع أو المزعج ( الصفير ).
ما هي أسباب الإصابة بالتهاب القصيبات الهوائية ؟
يحدث التهاب القصيبات دائمًا بسبب عدوى فيروسية ناتجة عن فيروس يُعرف باسم الفيروس المخلوي التنفسي ( RSV ) ، والذي ينتشر من خلال قطرات صغيرة من السائل من سعال أو عطس شخص مصاب.تسبب العدوى إصابة والتهاب أصغر الممرات الهوائية في الرئتين ( القصيبات ) . تقلل الالتهاب من كمية الهواء التي تدخل الرئتين ، مما يجعل التنفس صعبًا. يحدث التهاب القصيبات عندما يصيب الفيروس القصيبات وهي أصغر الممرات الهوائية في رئتيك . العدوى تجعل القصيبات تنتفخ وتصبح ملتهبة. يتجمع المخاط في هذه الممرات الهوائية مما يجعل من الصعب على الهواء التدفق بحرية داخل وخارج الرئتين . تحدث معظم حالات التهاب القصيبات بسبب الفيروس المخلوي التنفسي RSV هو فيروس شائع يصيب كل طفل بعمر سنتين تقريبًا . تحدث فاشيات عدوى الفيروس المخلوي التنفسي كل شتاء ، ويمكن أن يصاب الأفراد بالعدوى مرة أخرى حيث لا يبدو أن العدوى السابقة تسبب مناعة دائمة . يمكن أن يحدث التهاب القصيبات أيضًا بسبب فيروسات أخرى بما في ذلك تلك التي تسبب الأنفلونزا أو نزلات البرد . وتنتشر الفيروسات التي تسبب التهاب القصيبات بسهولة حيث يمكنك الإصابة بها من خلال قطرات في الهواء عندما يسعل شخص مريض أو يعطس أو يتحدث . يمكنك أيضًا الحصول عليها عن طريق لمس الأشياء المشتركة مثل الأواني أو المناشف أو الألعاب ثم لمس عينيك أو أنفك أو فمك.
ما هي أعراض الإصابة بالتهاب القصيبات الهوائية ؟
يعاني معظم الأطفال المصابين بالتهاب القصيبات من أعراض خفيفة ويتعافون في غضون 2 إلى 3 أسابيع ، ولكن من المهم البحث عن علامات المشاكل الأكثر خطورة مثل صعوبات التنفس . تميل الأعراض المبكرة لالتهاب القصيبات إلى الظهور في غضون أيام قليلة من الإصابة . وعادة ما تكون مشابهة لنزلات البرد مثل انسداد أو سيلان الأنف والسعال وارتفاع طفيف في درجة الحرارة ( الحمى ) . عادة ما تزداد الأعراض سوءًا خلال الأيام القليلة المقبلة قبل أن تتحسن تدريجيًا . وخلال هذا الوقت قد يصاب طفلك ببعض الأعراض التالية :
- السعال الجاف الخشن والمستمر.
- التنفس السريع أو المزعج (الصفير).
- فترات توقف قصيرة في التنفس.
- التقليل من الرضاعة وعملية الإخراج.
- القيء بعد الرضاعة.
متى يتوجب عليك الحصول على المشورة الطبية ؟
إذا كان من الصعب جعل طفلك يأكل أو يشرب وأصبح تنفسه أو تنفسها أسرع أو مجهدًا ، فاتصل بطبيب طفلك. هذا مهم بشكل خاص إذا كان عمر طفلك أقل من 12 أسبوعًا أو لديه عوامل خطر أخرى للإصابة بالتهاب القصيبات بما في ذلك الولادة المبكرة أو حالة القلب أو الرئة . تُعد العلامات والأعراض التالية أسبابًا للحصول على رعاية طبية فورية :
- أصوات الصفير المسموعة : ترتفع أصوات التنفس في حال الإصابة بالتهاب القصيبات.
- التنفس بسرعة كبيرة : أكثر من 60 نفسًا في الدقيقة ( تسارع النفس ) وبشكل سطحي.
- صعوبة في التنفس : فتبدو الضلوع وكأنها تمتص إلى الداخل عندما يتنفس الرضيع.
- الخمول والتعب : عادة ما يظهر الطفل بمظهر متعب وخامل وبطئ طوال الوقت.
- العجز عن شرب ما يكفي من السوائل : أو التنفس بسرعة كبيرة جدًا لتناول الطعام .
- زرقة الجلد : أي تحول الجلد إلى اللون الأزرق وخاصة الشفتين والأظافر ( الزرقة )
ليست هناك حاجة إلى المشورة الطبية إذا كان طفلك يعاني من أعراض خفيفة تشبه البرد ويتعافى منها بشكل جيد . حيث يمكنك في هذة الحالة رعاية طفلك في المنزل . لكن راجع طبيبك إذا كنت قلقًا بشأن طفلك أو في الحالات التالية :
- في حال تعثرت عملية الإخراج عند الطفل لمدة تزيد عن 12 ساعة.
- في حال كان الطفل يتنفس بسرعة كبيرة جدا.
- في حال بدا الطفل متعبًا جدًا أو سريع الانفعال أو غير قادر عل الحركة.
- في حال كان لديك درجة حرارة عالية مستمرة تبلغ 38 درجة مئوية أو أعلى.
- في حال كان الطفل لا يتغذى بشكل طبيعي ( أو في حال تناول أقل من نصف الكمية المعتادة خلال الوجبتين أو الثلاث رضعات الأخيرة ).
من المهم بشكل خاص الحصول على استشارة طبية إذا كان عمر طفلك أقل من 12 أسبوعًا أو إذا كان يعاني من حالة صحية أساسية مثل أمراض القلب أو الرئة الخلقية ( الموجودة منذ الولادة ) . في حين أنه من غير المعتاد أن يحتاج الأطفال إلى علاج في المستشفى من التهاب القصيبات ، الا أنه يمكن أن تسوء الأعراض بسرعة كبيرة . في الحالات التالية يجب أن تتصل برقم الطوارئ واطلب سيارة الإسعاف :
- في حال كان يعاني طفلك من صعوبة في التنفس أو إرهاق من محاولة التنفس ( قد ترى العضلات تحت ضلوعه تنقبض بشدة مع كل نفس أو تسمع صوت الشخير مع كل محاولة تنفس أو قد يكون شاحبًا ومتعرقًا ).
- في حال لاحظت طفلك يتنفس بسرعة كبيرة.
- في حال كنت غير قادر على إيقاظ طفلك أو شعرت برغبته في النوم لأوقات طويلة.
- في حال توقف تنفس طفلك لفترة طويلة أو كان هناك فترات توقف متكررة في تنفسه.
- في حال أصبح جلد طفلك شاحبًا جدًا أو أزرق اللون ، أو تحولت شفتيه ولسانه إلى اللون الأزرق.
كيف تنتشر عدوى التهاب القصيبات الهوائية ؟
تنتشر الفيروسات المسببة لالتهاب القصيبات عندما يسعل أو يعطس الشخص المصاب . يمكن استنشاق قطرات صغيرة من السائل مباشرة من الهواء أو التقاطها من سطح تراكمت عليه مثل لعبة أو طاولة . على سبيل المثال يمكن أن يُصاب طفلك بالعدوى بعد لمس لعبة بها الفيروس ثم لمس عينيه أو فمه أو أنفه . كما يمكن أن يعيش RSV على السطح لمدة تصل إلى 24 ساعة . يومكن أن يظل الطفل المصاب معديًا لمدة تصل إلى 3 أسابيع حتى بعد اختفاء الأعراض.
كيف يؤثر التهابات القصيبات الهوائية على الرئتين ؟
بمجرد إصابتك بالعدوى يدخل الفيروس إلى الجهاز التنفسي من خلال القصبة الهوائية ويشق طريقه إلى أصغر الممرات الهوائية في الرئتين ( القصيبات ) . تتسبب العدوى في التهاب القصبات الهوائية وتورمها وزيادة الإفرازات المخاطية . يمكن أن تؤدي الافرازات المخاطية والقصيبات المتورمة إلى سد الشعب الهوائية مما قد يجعل عملية التنفس أمرا صعبًا وشاقا . ونظرًا لأن الرضع والأطفال الصغار لديهم مجاري هوائية صغيرة متخلفة فإنهم يصبحون أكثر عرضة للإصابة بالتهاب القصيبات.
كيف يتم تشخيص التهاب القصبات الهوائية ؟
من الضروري أن تراجع طبيبك إذا كان طفلك يعاني من أعراض التهاب القصيبات . يعتمد التشخيص عادةً على الأعراض وفحص تنفس طفلك . قد يسأل طبيبك عما إذا كان طفلك يعاني من سيلان الأنف أو السعال أو ارتفاع درجة الحرارة وإلى متى . سيساعد هذا في تأكيد ما إذا كان لديهم أعراض التهاب القصيبات وسوف يستمعون إلى تنفس طفلك باستخدام سماعة الطبيب للتحقق من وجود أي طقطقة أو صفير عالي النبرة بينما يتنفس طفلك ويخرج . إذا لم يتغذى طفلك جيدًا أو كان يتقيأ فقد يبحث طبيبك أيضًا عن علامات الصابة بالجفاف . وتشمل هذة العلامات ما يلي :
- اليافوخ الغائر ( وهو البقعة اللينة في أعلى الرأس ) عند الأطفال.
- جفاف الفم ومحيطه وجفاف جلد الوجة والجسم.
- الشعور بالنعاس والإعياء طوال الوقت.
- قلة عدد مرات الإخراج لدى الطفل
قد يوصي الطبيب بدخول طفلك إلى المستشفى إذا لم يتغذى بشكل صحيح وكان يعاني من الجفاف أو كان يعاني من مشاكل في التنفس . لا يلزم إجراء مزيد من الاختبارات لالتهاب القصيبات عادة . ولكن نظرًا لأن بعض الحالات تسبب أعراضًا مشابهة لالتهاب القصيبات مثل التليف الكيسي والربو فقد يلزم إجراء المزيد من الاختبارات . إذا لم يكن سبب أعراض طفلك واضحًا أو إذا كان لدى طفلك علامات التهاب القصيبات الحاد ، فقد يوصي طبيبك بإجراء مزيد من الاختبارات في المستشفى للمساعدة في تأكيد التشخيص . هذة الاختبارات قد تشمل ما يلي :
- اختبار عينة من المخاط : حيث يتم فحص عينة من المخاط من أنف طفلك لتحديد نوع الفيروس المسبب لالتهاب القصيبات.
- اختبارات البول أو الدم : يساعد أخذ عينات من الدم والبول في تشخيص الإصابة بالتهاب القصيبات الهوائية لدى طفلك.
- مقياس التأكسج النبضي : ( Pulse oximetry ) حيث يتم وضع جهاز صغير بإصبع طفلك لقياس نسبة الأكسجين في دمه.
ما هو علاج التهاب القصيبات الهوائية عند الأطفال ؟
لا يوجد دواء لقتل الفيروس المسبب لالتهاب القصيبات ولكن يمكن المساعدة في تخفيف حدة الأعراض ورعاية معظم الأطفال في المنزل بنفس الطريقة التي تعالج بها الزكام . تأكد من حصول طفلك على كمية كافية من السوائل لتجنب الجفاف . يمكنك إعطاء الرضع باراسيتامول أو إيبوبروفين لخفض درجة حرارتهم إذا كانت الحمى تزعجهم . سيحتاج حوالي 2 إلى 3٪ من الأطفال الذين يصابون بالتهاب القصيبات خلال السنة الأولى من العمر إلى دخول المستشفى لأنهم قد يصابون بأعراض أكثر خطورة مثل صعوبات التنفس . ويعد هذا العرض أكثر شيوعًا عند الأطفال الخدج ( المولودين قبل الأسبوع 37 من الحمل ) وأولئك الذين يولدون بمشاكل في القلب أو الرئة . في معظم الحالات يكون التهاب القصيبات خفيفًا ويتحسن خلال 2 إلى 3 أسابيع دون الحاجة إلى العلاج . لكن يظل عدد قليل من الأطفال يعانون من بعض الأعراض بعد 4 أسابيع . وفي حالات قليلة تكون العدوى شديدة بما يكفي لتتطلب العلاج في المستشفى . وتشمل العلاجات المتوافرة لإلتهاب القصيبات الهوائية ما يلي :
- أولا – العلاج في المنزل :
إذا كنت تعتني بطفلك في المنزل فتحقق منه بانتظام وخاصة طوال فترة الليل . اتصل بطبيبك العام أو بالخدمة الصحية المتوفرة في مدينتك خارج ساعات العمل إذا ساءت حالتة طفلك واسأل عن متى يجب عليك استدعاء سيارة الإسعاف . لا يوجد دواء يمكن أن يقتل الفيروس المسبب لالتهاب القصيبات ولكن يجب أن تكون قادرًا على تخفيف الأعراض الخفيفة وجعل طفلك يشعر بالارتياح . لتجنب انتشار العدوى إلى الأطفال الآخرين أخرج طفلك من الحضانة أو الرعاية النهارية واعتني به في المنزل حتى تتحسن الأعراض لديه . وقد تفيدك النصائح التالية في جعل طفلك أكثر راحة أثناء فترة تعافيه :
- حافظ على طفلك في وضع مستقيم : إن إبقاء طفلك في وضع مستقيم قد يسهل عليه التنفس مما قد يساعده أثناء الرضاعة الطبيعية.
- تأكد من أن طفلك يشرب الكثير من السوائل : إذا كان طفلك يرضع صناعيا فحاول إعطائه وجبات أصغر بشكل متكرر . قد يمنع بعض الماء الإضافي أو عصير الفاكهة من الإصابة بالجفاف.
- لا تدخن في المنزل : قد يؤدي استنشاق دخان السجائر أو غيرها من منتجات التبغ إلى تفاقم أعراض طفلك ، لذا تجنب التدخين بالقرب من طفلك . يمكن أن يؤثر التدخين السلبي على بطانة الممرات الهوائية لطفلك مما قد يجعلها أقل مقاومة للعدوى . قد يساعد إبعاد الدخان عن طفلك أيضًا في منع نوبات التهاب القصيبات المستقبلية.
- تخفيف الحمى : إذا كان طفلك يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة ( الحمى ) تزعجه فيمكنك استخدام الباراسيتامول أو الأيبوبروفين حسب عمره . هذة الأدوية متوفرة في الصيدليات بدون وصفة طبية . كما يمكن إعطاء الأطفال والرضع الباراسيتامول لعلاج الألم أو الحمى إذا تجاوزوا الشهرين من العمر . يمكن إعطاء الإيبوبروفين للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 أشهر أو أكثر والذين لا يقل وزنهم عن 5 كجم ( 11 رطلاً ) . اتبع دائمًا نشرة التعليمات الدوائية عند إعطاء طفلك الدواء.
- لا تستخدم كمادات الماء البارد للأطفال دون سن 16 عامًا : لا تحاولي خفض درجة حرارة طفلك المرتفعة عن طريق استخدام الإسفنج بالماء البارد أو التقليل من ملابسه.
- محلول الأنف الملحي : يتوافر محلول الأنف الملحي ( المياه المالحة ) في الصيدليات بدون وصفة طبية . وقد يساعد وضع بضع قطرات من المحلول الملحي داخل أنف طفلك قبل أن يرضع على تخفيف انسداد الأنف . اتبع دائمًا نشرة التعليمات الدوائية أو استشر الصيدلي قبل استخدام قطرات الأنف المالحة.
- ثانيا – العلاج في المستشفى :
يحتاج بعض الأطفال المصابين بالتهاب القصيبات إلى دخول المستشفى . عادة ما يكون هذا ضروريًا إذا لم يحصلوا على ما يكفي من الأكسجين في دمهم لأنهم يواجهون صعوبة في التنفس أو إذا كانوا لا يأكلون أو يشربون ما يكفي . يصبح الأطفال أكثر عرضة لخطر دخول المستشفى إذا ولدوا قبل الأوان ( قبل الأسبوع 37 من الحمل ) أو إذا كان لديهم مشكلة صحية أساسية . وبمجرد وصول الطفل إلى المستشفى سيتم مراقبة طفلك عن كثب ، واعتمادًا على شدة حالته قد يكون لديه عدد من خيارات العلاجات المختلفة . وتشمل هذة الخيارات ما يلي :
- الأكسجين الإضافي : سيُقاس مستوى الأكسجين في دم طفلك بمقياس التأكسج النبضي ( Pulse oximetry ) وهو عبارة عن مشبك صغير أو مشبك متصل بإصبع كفي طفلك أو أصابع قدميه . ينقل هذا الجهاز الضوء عبر جلد الطفل والذي يستخدمه المستشعر لاكتشاف كمية الأكسجين في دمه . إذا كان طفلك بحاجة إلى مزيد من الأكسجين فيمكن إعطاؤه من خلال أنابيب رفيعة في أنفه أو قناع يوضع على وجهه . إذا لم يتم اختباره بالفعل فقد يتم جمع عينة من مخاط طفلك واختبارها ( عمل مزرعة ) لمعرفة الفيروس الذي يسبب التهاب القصيبات . سيؤكد هذا ما إذا كان الفيروس المخلوي التنفسي ( RSV ) هو المسؤول عن العدوى أم لا . وفي حال ما إذا كان طفلك مصابًا بفيروس RSV فسوف فسيحتاج إلى إبعاده عن الأطفال الآخرين في المستشفى غير المصابين بالفيروس لمنع انتشار العدوى التنفسية الى غيره.
- التغذية أو الرضاعة : إذا كان طفلك يعاني من مشكلة في الرضاعة فقد يتم إعطاؤه السوائل أو الحليب من خلال أنبوب التغذية ( الأنبوب الأنفي المعدي ) . هذا أنبوب بلاستيكي رفيع يدخل في فم طفلك أو أنفه وينزل إلى معدته . إذا كان طفلك لا يستطيع استخدام السوائل الأنفية المعوية أو كان معرضًا لخطر الإصابة بفشل الجهاز التنفسي ، فقد يتم إعطاؤه السوائل مباشرة عن طريق الوريد.
- شفاط الأنف : لا يتم استخدام شفاط الأنف بشكل روتيني بالنسبة للأطفال المصابين بالتهاب القصيبات . ولكن قد يوصى به في حال ما إذا كان أنف طفلك مسدودًا ويعاني من صعوبة في التنفس . وفي هذة الحالة سيتم إدخال أنبوب بلاستيكي صغير في أنفه لامتصاص المخاط.
- مغادرة المستشفى : سيحتاج معظم الأطفال المصابين بالتهاب القصيبات والذين يدخلون المستشفى إلى البقاء هناك لبضعة أيام . وسيتمكن طفلك من مغادرة المستشفى والعودة إلى المنزل عندما تستقر حالته . سيحدث هذا عندما تصبح نسبة الأكسجين في الدم لديهم طبيعية دون الحاجة إلى مزيد من المساعدة الطبية ، ويكونون قادرين على تناول معظم وجباتهم الطبيعية والحفاظ عليها.
- ابحث عن علاجات أخرى : تم اختبار العديد من الأدوية لمعرفة ما إذا كانت تفيد الأطفال المصابين بالتهاب القصيبات ولكن معظمها ثبت أن له تأثير ضئيل أو معدوم . فعلى سبيل المثال لا ينصح باستخدام المضادات الحيوية والكورتيكوستيرويدات لعلاج التهاب القصيبات . تشير الأبحاث أيضًا إلى أن العلاج الطبيعي للصدر حيث تُستخدم الحركات الجسدية أو تقنيات التنفس لتخفيف الأعراض لا يفيد كثيرا في علاج هذة الحالة.
ما هي مضاعفات مرض التهابات القصيبات ؟
معظم حالات التهاب القصيبات ليست خطيرة ولكن في بعض الأحيان يمكن أن تكون الأعراض مقلقة للغاية . عادة ما تكون الأعراض في أسوأ حالاتها بين اليوم الثالث واليوم الخامس وعادة ما يتحسن السعال في غضون 3 أسابيع . إذا أصيب طفلك بمضاعفات نتيجة مرض التهاب القصيبات الهوائية فمن المحتمل جدا أنه سيحتاج إلى نقله لتلقي العلاج في المستشفى . تشمل المضاعفات المحتملة لالتهاب القصيبات ما يلي :
- زرقة الجسم : أي ظهور بقعة زرقاء على الجلد كنتيجة لنقص الأكسجين.
- الجفاف : ويحدث عندما ينخفض محتوى الماء الطبيعي في الجسم.
- التعب : التعب الشديد والإعياء ونقص الطاقة.
- الفشل التنفسي الحاد : وهو عدم القدرة على التنفس دون مساعدة.
- الالتهاب الرئوي : في حالات نادرة يمكن أن يصاحب التهاب القصيبات عدوى بكتيرية في الرئة تسمى الالتهاب الرئوي ، لذا سيلزم علاج الالتهاب الرئوي بشكل منفصل . اتصل بطبيبك على الفور في حالة حدوث أي من هذه المضاعفات . في بعض الحالات ( على سبيل المثال إذا كان طفلك يعاني من صعوبات شديدة في التنفس ) فستحتاج إلى طلب سيارة إسعاف حتى يمكن نقل طفلك إلى المستشفى.
من هم الأطفال الأكثر عرضة لخطر الإصابة ؟
يوجد حوالي 1 من بين 3 أطفال حول العالم يصابون بالتهاب القصيبات خلال السنة الأولى من حياتهم . يصيب التهابات القصيبات الهوائية بشكل شائع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و 6 أشهر . وبحلول سن الثانية يصاب جميع الأطفال تقريبًا بفيروس RSV وما يصل إلى نصفهم يصابون بالتهاب القصيبات . ينتشر التهاب القصيبات بشكل أكبر خلال فصل الشتاء ( من نوفمبر إلى مارس ) . ومن الممكن الإصابة بالتهاب القصيبات أكثر من مرة خلال نفس الموسم . لذا فإن التهاب القصيبات شائع جدًا عند الرضع وعادة ما يكون خفيفًا وغير خطر . لكن هناك عدة أشياء من شأنها أن تزيد من احتمالية إصابة الطفل بالعدوى . وتشمل هذة الأشياء ما يلي :
- الرضاعة الطبيعية لمدة تقل عن شهرين أو عدم الرضاعة الطبيعية على الإطلاق.
- التعرض للدخان ( على سبيل المثال : إذا كان الوالدان يدخنان ) وهو ما يطلق عليه التدخين السلبي.
- وجود إخوة أو أخوات يذهبون إلى المدرسة أو الحضانة لأنهم أكثر عرضة للإصابة بالفيروس ونقله.
- تشيع الإصابة بالتهابالقصيبات في حال كان الطفل في مرحلة عمرية أقل من الشهرين.
- تزيد فرص الإصابة في حال إصابة الطفل بأمراض القلب الخلقية.
- كما يمكن أن تزيد فرص الإصابة في حالة الولادة المبكرة ( قبل الأسبوع 37 من الحمل ).
- الإصابة بمرض الرئة الخداجي المزمن ( عندما تسبب إصابة الرئتين مشاكل تنفسية طويلة الأمد عند الأطفال المبتسرين ).
وعلى الرغم من ندرة المضاعفات الخطيرة الا أنه يتم إدخال حوالي 45000 طفل مصاب بالتهاب القصيبات إلى المستشفى في إنجلترا كل عام لمزيد من المراقبة أو العلاج . إذا وُلد طفلك بمشكلة صحية مثل أمراض القلب أو الرئة فهناك خطر متزايد من حدوث مضاعفات من التهاب القصيبات . قد تكون أعراضهم أكثر حدة وتحدث بسرعة كبيرة وقد تؤدي العدوى أيضًا إلى تفاقم أي أعراض للمشكلة الصحية الأساسية لطفلك .
ما هي الآثار طويلة المدى لالتهاب القصيبات ؟
لا يسبب التهاب القصيبات عادة مشاكل تنفسية طويلة الأمد ولكنه يمكن أن يتلف خلايا الشعب الهوائية لطفلك . يمكن أن يستمر هذا الضرر لمدة 3 إلى 4 أشهر عند بعض الأطفال مما يتسبب في استمرار صوت الصفير والسعال بشكل يؤثر ويتسبب في ظهور بعض أمراض الجهاز التنفسي الأخرى في وقت لاحق من الحياة ، قد يكون هناك ارتباط بين التهاب القصيبات وتطور أمراض الجهاز التنفسي مثل الربو في وقت لاحق من الحياة لكن الرابط يظل غير مفهوم تمامًا حتى الآن . ليس من الواضح ما إذا كان التهاب القصيبات عند الرضع يزيد من خطر إصابتك بالربو لاحقا أو ما إذا كانت هناك عوامل بيئية أو وراثية ( عوامل جينية ) تسبب التهاب القصيبات والربو . إذا كان طفلك يعاني من نوبات متكررة من التهاب القصيبات فقد يزداد خطر الإصابة بالربو لاحقًا في الحياة.
ما هي أهم أساليب الوقاية من التهاب القصيبات عند الأطفال ؟
يعد الفيروس المسبب لالتهاب القصيبات شائعًا جدًا وينتشر بسهولة لذلك من المستحيل منعه تمامًا . ولكن قد يمكنك تقليل احتمالية إصابة طفلك بالعدوى أو نشرها من خلال الإجراءات التالية :
- التوقف عن التدخين.
- غسل أو مسح الألعاب والأسطح بانتظام.
- غسل وتجفيف أواني الأكل بعد الاستخدام.
- تغطية أنف وفم طفلك عند السعال أو العطس.
- لا تدخن حول طفلك ولا تدع الآخرين يدخنون من حوله.
- إبقاء الأطفال المصابين في المنزل حتى تتحسن أعراضهم.
- اطلب من أي شخص يتعامل مع طفلك مثل قريب أو مربية أن يغسل يديه أولاً.
- قم بغسل يديك ويدي طفلك بشكل متكرر خاصة بعد لمس أنفه أو فمه أو بعد الرضاعة.
- يتعرض الأطفال الذين يستنشقون الدخان بشكل سلبي لخطر متزايد للإصابة بالتهاب القصيبات.
- استخدام المناديل الورقية التي تستخدم لمرة واحدة بدلاً من المناديل القماشية والتخلص منها بمجرد استخدامها.
- إبعاد الأطفال حديثي الولادة عن الأشخاص المصابين بنزلات البرد أو الأنفلونزا خاصة خلال الشهرين الأولين من العمر أو إذا ولدوا قبل الأوان ( قبل الأسبوع 37 من الحمل ).
كيف نمنع التهاب القصيبات عند الأطفال المعرضين للخطر :
قد يتمكن الأطفال المعرضون لخطر الإصابة بالتهاب القصيبات الحاد من أخذ حقن الأجسام المضادة شهريًا خلال فصل الشتاء ( من نوفمبر إلى مارس ) . الأطفال الذين يعتبرون في خطر كبير هم :
- في حال ولد الطفل قبل الأوان
- في حال ولد الطفل بمشكلة في القلب أو الرئة
- في حال ولد الطفل مع نقص المناعة ( ضعف جهاز المناعة )
قد تساعد الحقن في الحد من شدة التهاب القصيبات إذا أصيب طفلك بالعدوى . لكنها يمكن أن تكون باهظة الثمن وليست متوفرة دائمًا في هيئات التأمين الصحي الحكومية . حدث إلى طبيبك إذا كنت تعتقد أن طفلك معرض لخطر متزايد للإصابة بالتهاب القصيبات الحاد.
تعليقات