التهاب لسان المزمار | الأسباب والعلاج
هل تساءلت يومًا.. لماذا نبلع الطعام دون أن يدخل بمجرى التنفس؟ يحدث ذلك نتيجة وجود لسان المزمار؛ وهو عضو صغير يقع خلف اللسان وأعلى الحلق حيث عند عملية البلع يقوم بسد فتحة القصبة الهوائية؛ لكي يعبر الطعام بأمان إلى الجهاز الهضمي، ومنع دخوله لمجرى التنفس، ويُصاب بعض الأشخاص بالتهاب لسان المزمار مماقد يؤثر على تنفسهم مع حدوث التهاب شديد بالحلق.
سنتعرف في المقال التالي على الموضوعات الآتية:
- ما التهاب لسان المزمار؟
- ما أعراض التهاب لسان المزمار؟
- ما أسباب الإصابة بالتهاب لسان المزمار؟
- ما محفزات الإصابة بالتهاب لسان المزمار؟
- ما المضاعفات المحتملة لالتهاب لسان المزمار؟
- كيف يتم تشخيص الإصابة بالتهاب لسان المزمار؟
- ما علاج التهاب لسان المزمار؟
- ما سبل الوقاية من التهاب لسان المزمار؟
- ما التهاب لسان المزمار؟
التهاب المزمار هو عبارة عن تورم وانتفاح بلسان المزمار نتيجة إصابة الحلق، وهو حالة قد تهدد حياة المصاب به، كما يمكن لالتهاب لسان المزمار أن يؤثر على أي شخصٍ مهما كان سنه، ولكنه يشيع أكثر عند الرجال.
يمكن لعدة أشياء أن تسبب الإصابة بالتهاب لسان المزمار، أبرزها: الحروق نتيجة المشروبات الساخنة، والإصابة المباشرة للحلق، كذلك العدوى، بينما يعتبر السبب الأكثر شيوعًا لإصابة الأطفال بالتهاب لسان المزمار هو عدوى المستدمية النزلية من النوع ب Hib، وهي نفس البكتيريا المسببة للالتهاب الرئوي، والتهاب الأغشية السحائية، والعدوى بالدم.
- ما أعراض التهاب لسان المزمار؟
عند الإصابة بالتهاب لسان المزمار فإن الأعراض التي تظهر هي نفسها بغض النظر عن مصدر الإصابة، لكن ربما تختلف قليلًا عند الأطفال مقارنة بالبالغين، كما يمكن أن تظهر الأعراض عند الأطفال في غضون ساعات قليلة، بينما عند البالغين فإنها عادة تظهر بمعدل بطئ على مدار أيام، و تتضمن الأعراض الشائعة لالتهاب لسان المزمار عند الأطفال:
- الحمى الشديدة.
- خفة الأعراض عند الانحناء للأمام، أو الجلوس قائمًا.
- التهاب الحلق.
- صوت أجش.
- سيلان اللعاب.
- صعوبة البلع.
- الشعور بالألم عند البلع.
- الشعور بعدم الراحة.
- التنفس عن طريق الفم.
تتضمن الأعراض الشائعة عند البالغين:
- الحمى.
- صعوبة التنفس.
- صعوبة البلع.
- صوت مكتوم، أو خشن.
- خروج صوت مع التنفس.
- التهاب شديد بالحلق.
- عدم القدرة على التقاط الأنفاس.
في حال عدم علاج التهاب لسان المزمار فإنه قد يؤدي إلى سدّ مجرى التنفس كليًا؛ وينتج عن ذلك زرقة لون الجلد بفعل نقص الأكسجين، كما تعتبر تلك حالة طارئة تستدعي التدخل الطبي الفوري، فإذا كنت تشك بإصابتك بالتهاب لسان المزمار فاسعى إلى المشورة الطبية، وفي حال إصابة طفلك بالتهاب لسان المزمار يجب الاتصال بالطوارئ، وخلال انتظارك للإسعاف يجب ألا تحاول فحص حلق طفلك، أو وضع أي شيء داخل فمه، أو تجعله يستلقي على ظهره حيث أن ذلك ربما يؤدي إلى تفاقم الأعراض، ومن المهم -أيضًا- البقاء هادئًا، وعدم الشعور بالذعر أو التوتر، وعلى الرغم من أن التهاب لسان المزمار يهدد حياة المصاب به إذا انسد مجرى التنفس إلا أن معظم الحالات تتعافى تمامًا مع التدخل، وتقديم العلاج المناسب.
- ما أسباب التهاب لسان المزمار؟
عادةً ما ينتج التهاب لسان المزمار عن الإصابة بالمستدمية النزلية من النوع ب Hib وهي نفس نوع البكتيريا المسببة للالتهاب الرئوي، والتهاب الأغشية السحائية، فتنتقل تلك البكتيريا -أيضًا- بنفس طريقة انتقال البرد أي عن طريق رذاذ اللعاب، أو المخاط المنتشر في الهواء حيث تٌحمل البكتيريا عليهما عند السعال أو العطس.
يمكن أن يصاب الشخص -أيضًا- نتيجة لمس سطح ملوث عليه رذاد شخص مصاب، قد تتضمن الأسباب الأخرى للإصابة بالتهاب لسان المزمار:
- العدوي البكتيرية من مصادر أخرى غير المستدمية النزلية، مثل: بكتيريا المكورات الرئوية.
- العدوى الفطرية خاصة تلك التي تصيب ذوي المناعة الضعيفة.
- العدوى الفيروسية، مثل: فيروس الجدري المائي، والهربس البسيط المسبب للقروح الباردة.
- إصابة الحلق إما عن طريق صدمة مباشرة، أو شرب مشروب شديد السخونة.
- التدخين خاصة الماريجوانا، والكوكايين، والمخدرات الأخرى.
- الحروق الكيميائية.
- بلع جسم غريب.
- الآثار الجانبية لأمراض أخرى، أو العلاج الكيميائي.
- ما محفزات الإصابة بالتهاب لسان المزمار؟
يمكن لأي شخص أن يصاب بالتهاب لسان المزمار، لكن توجد هناك عدة عوامل أو محفزات تزيد من فرص الإصابة به:
السن:
ترتفع فرص إصابة الأطفال في سن أصغر من 12 شهرًا بالتهاب لسان المزمار؛ وذلك بسبب أنهم لم يكملوا سلسلة التطعيمات ضد البكتيريا المستدمية النزلية من النوع ب، وعامةً يُصاب به الأطفال بين سن 2 و6 أعوام، أما بالنسبة للبالغين تزداد فرص إصابة مَن يتجاوزون سن 85 عامًا، بالإضافة -أيضًا- إلى أن الأطفال الذين يعيشون في دول لا توفر لقاحات، أو مَن يصعب عليهم القدوم لأخذها يتعرضون لخطر الإصابة، كما تزداد -أيضًا- فرص إصابة الأطفال الذين يرفض آباؤهم عدم إعطائهم لقاح المستدمية النزلية.
الجنس:
يتعرض الذكور أكثر للإصابة بالتهاب لسان المزمار مقارنةً بالنساء، ولكن لا يُعرف سبب لذلك.
البيئة:
إذا كنت تعيش أو تعمل مع عدد كبير من الناس فمن المحتمل أن تلتقط الجراثيم من الآخرين وتٌصاب بالعدوى، كما قد تزيد -أيضًا- البيئات المزدحمة، مثل: المدارس، ومراكز رعاية الأطفال مِن تعرض الطفل لكل أنواع عدوى الجهاز التنفسي.
أصحاب المناعة الضعيفة:
يمكن لضعف المناعة أن يصعب من قدرة الجسم على مجابهة العدوى؛ فيسهل ضعف المناعة من الإصابة بالتهاب لسان المزمار، وقد وُجد -أيضًا- أن مرض السكري يعتبر أحد العوامل المحفزة للإصابة عند البالغين.
- ما مضاعفات التهاب لسان المزمار؟
يمكن لالتهاب لسان المزمار أن يسبب بعض المضاعفات، وتتضمن:
- الفشل التنفسي : عند تورم لسان المزمار فإن مجرى الهواء يضيق، وربما ننسد بأكمله؛ مما يؤدي ذلك إلى حدوث الفشل التنفسي، وهي حالة تهدد حياة المرض حيث تهبط نسب الأكسجين في الدم بمعدل خطير مع ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون.
- انتشار العدوى: في بعض الأحيان يمكن للعدوى المسببة للإصابة بالتهاب لسان المزمار أن تنتشر لأجزاء أخرى بالدم؛ والتسبب بأمراض أخرى، مثل: الالتهاب الرئوي، والتهاب الأغشية السحائية، وتسمم الدم.
- كيف يتم تشخيص التهاب لسان المزمار؟
تتضمن الاختبارات المستخدمة في تشخيص التهاب لسان المزمار:
- منظار الحلق: وهو عبارة عن أنبوبة مرنة مثبت بها مصدر للضوء وكاميرا؛ لفحص الحلق.
- مسحة الحلق: لفحص وجود بكتيريا أو فيروسات.
- تحاليل الدم : لفحص تعداد خلايا الدم البيضاء (يشير كثرة تعداد خلايا الدم البيضاء إلى أن جهاز المناعة يحارب العدوى)، ولإيجاد أي بكتيريا أو فيروسات في الدم.
- الأشعة المقطعية المحوسبة: لتحديد درجة التورم، ولرؤية أي جسم غريب قد يتواجد بالحلق.
من المهم -أيضًا- للطبيب فحص المرض بدقة نتيجة لتشابه العديد من الأعراض لكل من التهاب لسان المزمار والخناق؛ وذلك من أجل توفير العلاج المناسب، وعلى عكس الخناق الذي يظهر بشكلٍ أساسي خلال أشهر الشتاء فإن التهاب لسان المزمار لا يأتي في وقتٍ معينٍ من العام.
- ما علاج التهاب لسان المزمار؟
إذا اعتقد الطبيب أنك مصاب بالتهاب لسان المزمار فإن أول خيار علاجي يتضمن مراقبة نسب الأكسجين، وحماية مجرى التنفس، فإذا كانت نسبة الأكسجين بالدم قليلة فمن المحتمل أن توصل بأنبوبة للأكسجين، وربما يمدك الطبيب أيضًا بإحدى العلاجات الآتية:
- المحاليل الوريدية: من أجل التغذية والتروية إلى أن تستعيد قدرتك على البلع.
- المضادات الحيوية : لعلاج أي عدوى بكتيرية معروفة أو مشتبه بها.
- مضادات للالتهاب: مثل: الستيرويدات القشرية؛ لتخفيف التورم في الحلق.
قد تحتاج الحالات الأشد إلى ثقب القصبة الهوائية؛ وهو إجراء جراحي طفيف حيث يقوم الطبيب بعمل شقٍ صغيرٍ بين حلقان القصبة الهوائية، ثم تُدخل أنبوبة للتنفس مباشرةً عبر الرقبة لتصل إلى مجرى التنفس؛ فيسمح ذلك بتبادل الأكسجين ومنع الفشل التنفسي.
يمكن اللجوء إلى بضع الغشاء الحلقي الدرقي كمنفذ أخير حيث يتم خلاله عمل شق، أو إدخال إبرة بالقصبة الهوائي أسفل تفاحة آدم؛ يلجأ الأطباء لذلك في الحالات الحرجة؛ فيسمح ذلك بعبور الهواء إلى الرئتين.
- ما طرق الوقاية من التهاب لسان المزمار؟
لقاح المستدمية النزلية من النوع ب:
يعتبر اللقاح خيارًا فعالًا لمنع الإصابة بالتهاب المزمار الناتج عن عدوى المستدمية النزلية من النوع ب، وعلى الأغلب يتبقى الأطفال اللقاح في ثلاث أو أربع جرعات:
- في سن شهرين.
- في سن 4 أشهر.
- في سن 6 أشهر: وذلك في حال تلقي الطفل لأربعة جرعات.
- في سن 12 إلى 15 شهر.
بشكلٍ عام لا يٌعطى اللقاح للأطفال فوق سن 5 سنوات أو البالغين؛ لأنهم أقل عرضةً للإصابة بعدوى المستدمية النزلية من النوع ب، لكن يوصي مركز السيطرة على الأمراض بعدم إعطاء اللقاح للأطفال والبالغين ذوي المناعة الضعيفة؛ نتيجة للأسباب الآتية:
- فقر الدم المنجلي.
- مرض الإيدز الناتج عن فيروس نقص المناعة البشرية.
- استئصال الطحال.
- العلاج الكيميائي.
- الأدوية المثبطة للمناعة؛ لمنع رفض العضو المزروع، أو في حال زراعة نخاع العظام.
الآثار الجانبية للقاح:
- رد فعل تحسسي : يجب التدخل الطبي الفوري إذا حدث ردّ فعل تحسسي تجاه اللقاح، وبالرغم من ندرته إلا أنه في حال وجود حساسية تجاه اللقاح فإنها تظهر على هيئة صعوبة في التنفس، وصوت الصفير، والشعور بالضعف، وزيادة ضربات القلب، والشعور بالدوار خلال دقائق أو ساعات من أخذ الجرعة.
- بعض الآثار الجانبية الخفيفة : تتضمن تلك الآثار احمرار مكان الحقن، وسخونته، أو تورمه، والحمى.
إجراءات وقائية أخرى:
لا يتوافر اللقاح في جميع دول العالم؛ لذلك يجب اتباع بعض النصائح للوقاية من الإصابة بالتهاب لسان المزمار، مثل:
- عدم مشاركة الأعراض الشخصية.
- غسل اليدين بانتظام.
- استخدام معقم الكحول، أو الصابون.
- تجنب إصابة الحلق عن طريق شرب المشروبات الساخنة، أو التدخين.
- غط فمك وأنفك أثناء العطس، أو السعال.
وختامًا.. فإنه في حال أنك تشك بإصابتك بلسان المزمار فيجب السعي للمشورة الطبية؛ لأنه مع العلاج المبكر فأنت تحمي نفسك من تفاقم المرض، وظهور أعراض شديدة.
يمكنك الاطلاع أيضًًا على:
المصادر: NHS – Mayoclinic – healthline – Clevelandclinic
تعليقات