الحمى القرمزيَّة
محتويات المقال:
- نظرة عامة
- متي ينبغي طلب المشورة الطبية؟
- كيفية انتشار العدوي
- الأشخاص المُحتمل إصابتهم بالعدوي
- علاج الحمي القرمزية
- الوقاية من النتشار العدوي
- مضاعفات الحمي القرمزية
الحمى القرمزيَّةهي عدوى جرثومية تُسبِّب ظهورَ طفح جلدي ذي لون وردي أو أحمر مُميّز.
العَرَضُ المميّز للحمَّى القرمزية هو ظهورُ طفحٍ جلدي منتشر، بلون أحمر وردي، ذي ملمس خشِن. قد يبدأ هذا الطفحُ بالظهور في منطقة واحدة من الجسم، إلاَّ أنَّه سرعان ما ينتشر إلى أجزاء عديدة منه، مثل الأذنين والرقبة والصدر. كما قد يكون هذا الطفحُ حاكّاً.
تتضمَّن الأعراضُ الأخرى للحمَّى القرمزية ارتفاعاً في درجة الحرارة، واحمراراً في الوجه، وتورُّماً واحمراراً في اللسان.
غالباً ما تظهر أعراضُ الحمَّى القرمزية في غضون يومين إلى خمسة أيَّام بعدَ التعرُّض للعدوى. وللعلم، فإنَّ المريضَ يُصبح ناقلاً للعدوى قبلَ ظهور أعراض المرض عليه.
من جهةٍ أخرى، قد يُطلق على الحمَّى القرمزية اسم القِرْمِزِيَّة أو اسكارلاتينا Scarlatina، وهو الاسمُ الذي يُشير غالباً إلى الشكل الخفيف من المرض.
غالباً ما يحدث المرضُ عقبَ الإصابة بالتهاب حلق أو عدوى جلدية (القَوْباء) ناجمة عن سُلالات خاصَّة من الجراثيم العِقدِيَّة.
متى ينبغي طلب المشورة الطبِّية:
ينبغي على المريض زيارة الطبيب فورَ الاشتباه بإصابته بالحمَّى القرمزية، كما ينبغي على الوالدين القيام بذلك أيضاً عندَ الاشتباه بإصابة طفلهما بالحمَّى القرمزية.غالباً ما يتمكَّن الطبيبُ من تشخيص الحالة بمجرَّد معاينة العلامات المميِّزة للطفح الجلدي والأعراض الأخرى. ولكنَّه، بغية التأكُّد من ذلك، سيقوم بأخذ عيِّنة من مؤخَّرة الحلق وإرسالها إلى المختبر كي يُصارَ إلى فحصها وتأكيد التشخيص.
لا يوجد دليلٌ علمي يشير إلى أنَّ إصابةَ الأم الحامل بالحمَّى القرمزية ستعرِّض جنينَها للخطر. ولكن ينبغي على الأم في المراحل الأخيرة من الحمل أن تُبلغ الطبيبَ إذا ما خالطت أحداً مُصاباً بالحمَّى القرمزية.
كيفية انتشار العدوى:
تُعدُّ الحمَّى القرمزية مرضاً شديد العدوى، ويمكن انتقالُ العدوى به من خلال:
- استنشاق الجراثيم الموجودة في قطيرات اللعاب المحمولة في الهواء، والمنبعثة من سعال أو عطاس شخص مصاب.
- مخالطة شخص مصاب بعدوى جلدية بالجراثيم العِقدِية.
مشاركة شخص مصاب بالثياب أو المناشف أو أغطية السرير أو الحمام.
كما يمكن أن تنتقلَ العدوى من شخصٍ يحمل الجراثيمَ في حلقه أو على بشرته إلى شخص سليم، دون أن تكونَ الأعراضُ باديةً عليه.
الأشخاص المُحتمَل إصابتهم بالمرض:
يمكن لأيِّ شخص أن يلتقطَ العدوى بالحمَّى القرمزية، إلاَّ أنها تُصيب الأطفالَ الذين تتراوح أعمارُهم بين سنتين إلى ثماني سنوات عادة. وبما أنَّ الحمَّى القرمزية مُعدِية جداً، فمن المحتمل أن تُصيبَ شخصاً على تماس بشخصٍ آخر يعاني من التهاب في الحلق أو عدوى جلدية بالمكوَّرات العُقدية، كما أنَّها قد تُصيب شخصاً يعيش في بيئة مزدحمة، كما في دُور رعاية الأطفال.
تُشير الإحصائيَّاتُ إلى أنَّ ما بين 2000 إلى 4000 حالة حمَّى قرمزية تُشخَّص سنوياً في المملكة المتحدة وحدها.
لا تظهر على المُصاب أيَّةُ أعراض للحمَّى القرمزية ما لم يتعرَّض للذيفان الذي تُنتجه الجراثيم العِقدية. وتكتسب أجسامُ معظم الأطفال، الذين تجاوزوا العاشرة من العمر، مناعةً تجاه ذيفانات الجراثيم العِقدية.
من المُمكن أن يُصابَ الشخصُ بالحمَّى القرمزية لأكثر من مرَّة، ولكنَّ ذلك نادرٌ عموماً.
علاج الحمّى القرمزية:
دَرَجَت الحمَّى القرمزية على أن تكونَ مرضاً خطيراً جداً، إلاَّ أنَّ مُعظمَ الحالات المُشخَّصة في أيامنا هذه تكون خفيفة. ويعود ذلك إلى سهولة علاجها بواسطة المُضادَّات الحيوية. يجب على المريض أن يتناولَ الدواءَ لمدة عشرة أيَّام، وأن يستمرَّ في ذلك حتَّى وإن تعافى قبلَ إتمام فترة العلاج، حيث إنَّ مُعظمَ المرضى يتماثلون للشفاء بعدَ أربعة أو خمسة أيَّام من البدء بالعلاج.
إنَّ إكمالَ خطَّة العلاج بنجاح يُقلِّل كثيراً من احتمالات حدوث المضاعفات لاحقاً. ولكن مع ذلك، يبقى هناك احتمالٌ ضئيلٌ لانتشار العدوى إلى أجزاء أخرى من الجسم، مثل الأذن والجيوب والرئتين.
الوقاية من انتشار العدوى:
إذا أُصِيبَ الطفلُ بالحمَّى القرمزية، فيجب منعُه من الذهاب إلى المدرسة، أو اختلاطه بأيّ شخص قبل أن يبدأ برنامجاً علاجياً بالمضادَّات الحيوية، وأن يمضي على البدء به 24 ساعة على الأقل.
ينبغي التخلُّصُ مباشرةً من جميع المناديل التي سَعَل أو عَطَس فيها المُصابُ بالحمى القرمزية، أو غسلها مباشرةً إن كانت مُصنَّعة من القماش. كما ينبغي غسلُ اليدين جيِّداً بالماء والصابون في حال التماس مع أيٍّ من ذلك.
ينبغي تجنُّبُ مشاركة أدوات الطعام أو الأكواب أو الثياب أو أغطية الأسرّة أو المناشف أو الحمَّامات مع أيِّ شخص مصاب بالحمَّى القرمزية.
أعراض الإصابة بالحمى القرمزية:
تظهر أعراضُ الحمى القرمزية في غضون يومين إلى خمسة أيام من الإصابة بالعدوى.
يبدأ المرضُ غالباً بالتهاب في الحلق، وصداع، وارتفاع في درجة الحرارة، ثم يظهر الطفحُ الجلدي بعد فترة تتراوح بين 12 إلى 48 ساعة من ذلك.
- الطفح الجلدي
تُعدُّ البُقعُ الحمراء أولى علامات ظهور الطفح، وهي لا تلبث أن تتحوَّلَ إلى اندفاع جلدي بلون أحمر وردي، خشن الملمس، لتبدو مثلَ حرق الشمس.
غالباً ما يبدأ الطفحُ في مكان ما، ثم سُرعان ما ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، كالأذنين والرقبة والصدر والمرافق وباطن الفخذين والعجان، وقد يكون حاكّاً.
من النادر أن ينتشرَ الطفحُ إلى الوجه. ولكن قد تصبح الوجنتان مُحمرَّتين، مع شحوب المنطقة حول الفم. ومن جهة أخرى، عندَ الضغط على منطقة الطفح بواسطة قطعة زجاج، فإنه سيتحوَّل إلى اللون الأبيض.
غالباً ما يتلاشى الطفحُ بعد حوالي أسبوع، ولكن قد تتقشَّر بشرة الجلد (على اليدين والقدمين غالباً) بعدَ عدة أسابيع من ذلك.
في الحالات الأقل شدَّة من الحمى القرمزية، والتي تُسمى أحياناً باسم اسكارلاتينا، قد يكون الطفحُ هو العرض الوحيد للإصابة.
- الأعراض الأخرى:
تتضمَّن الأعراضُ الأخرى كلاً مما يلي:
- تورُّم العقد اللمفية في الرقبة.
- فقدان الشهية للطعام.
- الغثيان أو القيء.
- تشكُّل خطوط حمراء في طيّات الجسم، مثل الإبطين، وقد تدوم عدَّةَ أيام بعد زوال الطفح الجلدي.
- تشكُّل طبقة بيضاء على سطح اللسان، لا تلبث أن تتقشَّرَ بعد بضعة أيام، تاركةً اللسان مُحمرّاً ومُتورّماً (يُعرف ذلك بلسان الفراولة).
- شعور عام بالإعياء
متى ينبغي طلب المشورة الطبية؟
ينبغي على الأبوين طلب المشورة الطبِّية لطفلهما بأقصى سرعة في حال الاشتباه بإصابته بالحمى القرمزية.
- الحُماق (جدري الماء) والحمى القرمزية:
إذا كان الطفلُ مُصاباً بالجديري المائي، وظهرت لديه أعراضٌ مشابهة لأعراض الحمى القرمزية، فقد يعني ذلك أنَّه أصيب بعدوى جرثومية ثانوية.
في هذه الحالة، ينبغي على الأبوين طلب الرعاية الطبية الفورية للطفل، وذلك للحدِّ من خطر إصابة الطفل بالمزيد من المضاعفات.
علاج الحمى القرمزية:
على الرغم من أنَّ معظمَ حالات الحمَّى القرمزية تتعافى في غضون أسبوع من دون أي علاج، إلاَّ أنه من الضروري تقديم العلاج للمريض، وذلك لأنَّ العلاجَ يُقلّل من الفترة التي يكون فيها المصابُ قادراً على نقل العدوى، ويُسرّع شفاءَ الحالة، ويُقلّل من المضاعفات الناجمة عن الحمَّى القرمزية.
في حال استخدام العلاج، فيمكن شفاءُ المريض في غضون أربعة إلى خمسة أيَّام، كما يمكن له العودة إلى المدرسة أو العمل بعد 24 ساعة من بدء تناول العلاج.
أمَّا في حال عدم استخدام العلاج، فقد يبقى المريضُ ناقلاً للعدوى لمدة تتراوح بين أسبوعين إلى خمسة أسابيع.
- المُضادَّات الحيوية:
تُعالج الحمَّى القرمزية بالمضادَّات الحيوية لمدة 10 أيام. وغالباً ما يكون المضادُّ الحيوي المُختَار هو أقراص البنسلين، وقد يُستخدَم شرابُ البنسلين للأطفال الأصغر سناً. أمَّا بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من التحسُّس للبنسلين، فيمكن اختيارُ الإريثرومَيسين كبديل للبنسلين.
تزول الحمَّى بشكل اعتيادي في غضون 24 ساعة بعدَ البدء بتناول المضادَّات الحيوية، كما تختفي بقيةُ الأعراض في غضون بضعة أيام تتلو ذلك. ولكن من الضروري جداً إكمال البرنامج العلاجي حتَّى النهاية للتأكُّد من زوال العدوى بشكل تام.
ينبغي على المريض ملازمة المنزل لمدَّة لا تقل عن 24 ساعة بعدَ البدء بتناول الدواء.
- العناية الذاتية في المنزل:
يمكن للمريض أن يُعزِّزَ من شفاء الكثير من أعراض الحمى القرمزية عن طريق اتباع بضع خطوات بسيطة للغاية، مثل:
شرب كمِّيات وافرة من السوائل، وتناول طعام طري في حال كان يعاني من ألمٍ في حلقه.
تناول أقراص الباراسيتامول لخفض درجة الحرارة المرتفعة.
استخدام غُسول الكالامين أو الأقراص المُضادَّة للهيستامين لتسكين أعراض الحكَّة.
مضاعفات الحمى القرمزية:
لا تُسبِّب مُعظمُ حالات الحمى القرمزية أيّة مُضاعَفات، وخاصَّة إذا جرى علاجُ الحالة بشكل صحيح.
ولكن مع ذلك، يبقى هناك احتمالٌ ضئيلٌ للإصابة ببعض المُضاعَفات في المراحل المُبكرة من الإصابة، مثل:
- الإصابة بعدوى أذنية.
- حدوث خُراج في الحلق (تجمّع مؤلم للقيح)
- الإصابة بالتهاب الجيوب.
- الإصابة بذات الرئة (التهاب الرئة).
- الإصابة بالتهاب السحايا (التهاب الغشاء المُغلِّف للدماغ والنخاع الشوكي).
كما أنَّ هناك مُضاعَفات أخرى نادرة جداً قد تحدث في المراحل المتأخِّرة من الإصابة، مثل:
- الإصابة بالحمَّى الروماتيزمية، والتي تسبِّب ألماً في المفاصل والصدر وضيقاً في التنفُّس.
- الإصابة بالتهاب كُبيبات الكلى (التهاب في البنى التشريحية الدقيقة داخل الكلية).
- الضرر الكبدي.
- الإصابة بالتهاب العظم والنقي.
- الإصابة بتسمُّم الدم.
- الإصابة بالتهاب اللفافة الناخِر Necrotizing Fasciitis.
الإصابة بمتلازمة الصدمة السّمّيّة (عدوى جرثومية نادرة، ولكنها مُهدِّدة للحياة).
قد يكون المريضُ مُصاباً بإحدى هذه المُضاعَفات إذا شعر بأعراض شديدة من التوعُّك أو الألم أو الصداع أو الغثيان أو الإقياء. ولذلك، ينبغي على المريض استشارة الطبيب فوراً إذا ظهرت أي من هذه الأعراض في غضون الأسابيع القليلة التي تعقب زوالَ العدوى الرئيسية.
هل من الممكن أن يُصاب المريض بالحمى القرمزية مرة ثانية؟
إنَّ إصابةَ الشخص بالحمَّى القرمزية لمرة واحدة في حياته تُكسبه مناعةً دائمة تجاه هذا المرض، إلاَّ أنه يمكن في حالات نادرة أن تتكرَّرَ إصابةُ الشخص نفسه بالحمى القرمزية لأكثر من مرَّة.
للمزيد من المعلومات يمكنكم الاطلاع علي:
تعليقات