الحُمَّى الصفراء | الأسباب وطرق العلاج والوقاية
محتويات المقال
- ما الحُمَّى الصفراء؟
- ما أعراض الحُمَّى الصفراء؟
- ما أسباب الإصابة بالحُمَّى الصفراء؟
- مَنْ المُعَرَّضون لخطر الإصابة بالحُمَّى الصفراء؟
- ما مضاعفات الحُمَّى الصفراء؟
- كيفية تشخيص الإصابة بالحُمَّى الصفراء.
- ما علاج الحُمَّى الصفراء؟
- ما سبل الوقاية من الحُمَّى الصفراء؟
ما الحُمَّى الصفراء؟
الحُمَّى الصفراء هي عدوى فيروسية خطيرة شبيهة بالإنفلونزا، تنتشر عن طريق إحدى سُلالات البعوض Aedes aegyptis, وتنتقل أيضا عن طريق فيروس زيكا وحُمَّى الضنك، كما أنها تتميز بارتفاع درجة الحرارة واليرقان، وسُمّي المرض بالحمى الصفراء؛ بسبب اصفرار الجلد والعينين، ونلاحظ أن المرض ينتشر بشكل كبير في بعض المناطق الاستوائية من أفريقيا، وأمريكا الجنوبية، ومناطق البحر الكاريبي، وجدير بالذكر أنه لا يوجد علاج له، لكن يُمكن منع الإصابة به.
وبحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية فإنه في عام 2013 كان هناك عدد من الحالات المُصابة -بشدة- بالحُمَّى الصفراء، ووصل عددها إلى 84 ألف إصابة, وكان هناك عدد من الوفيات يتراوح بين 29 ألف و60 ألف حالة وفاة، ونجد أن 90% من الحالات كانت في أفريقيا.
ما أعراض الحُمَّى الصفراء؟
تتطور أعراض الحُمَّى الصفراء سريعًا, حيث يبدأ ظهورها خلال من3 إلى 6 أيام بعد انتقال العدوى، وتتشابه الأعراض الأولى مع أعراض فيروس الانفلونزا, وتتضمن الأعراض الأولى ما يلي:
- الصداع.
- آلام العضلات.
- آلام المفاصل.
- الرعشة.
- الحُمَّى.
الأعراض الحادة
تستمر هذه المرحلة حتى 3 أو 4 أيام, وتتضمن الأعراض الشائعة ما يلي:
- الصداع.
- آلام العضلات.
- آلام المفاصل.
- الحُمَّى.
- احمرار الوجه.
- فقدان الشهية.
- آلام الظهر.
- الارتجاف.
بعد انتهاء تلك المرحلة؛ فإن الأعراض تبدأ بالاختفاء، ويتعافى كثير من الناس -من الحُمَّى الصفراء- بعد تلك المرحلة, إلا أن البعض الآخر تظهر عليهم نسخة أكثر خطورة من تلك المرحلة، وهي:
المرحلة السامة
تختفي الأعراض التي مررت بها في المرحلة الحادة حتى 24 ساعة, ولكن يُمكن أن تعود الأعراض بجانب أعراض أخرى أكثر خطورةمثل:
- قلة التبول.
- آلام في البطن.
- القيء (قد يصاحبه دم).
- مشكلات في نظم القلب.
- الفشل الكلوي.
- الفشل الكبدي.
- اليرقان.
- نوبات تشنج.
- الخرف.
- النزف من خلال الأنف, والفم, والعينين.
عادةً ما تؤدي تلك المرحلة إلى الوفاة خلال 7 إلى 10 أيام من ظهور تلك الأعراض, ولكن 15% فقط من المصابين بالحُمَّى الصفراء يمرون بتلك المرحلة، وجدير بالذكر أنه لا يحدث أي ضرر بالأعضاء عند المتعافين, وتبقى لديهم مناعة دائمة من المرض.
ما أسباب الإصابة بالحُمَّى الصفراء؟
يتسبب فيروس الحُمَّى الصفراء، أو (الفيروس المصفر Flavivirus) في الإصابة بالحُمَّى الصفراء, وتنتقل عندما تلدغك بعوضةٌ مصابة به، كما أن البعوضة تُصاب بالفيروس عندما تلدغ إنسان، أو قرد مصاب بالفيروس, ثم ينتقل الفيروس إلى مجرى الدم بالبعوضة قبل أن يستقر بغددها اللعابية، وجدير بالذكر أنه لا يُمكن للمرض أن ينتقل من شخصٍ لآخر مباشرةً.
يستقر البعوض في المناطق الحارة، والاستوائية الرطبة، وبطبيعة الحال يُمكن أن يحدث وباءًا نتيجة الاتصال المستمر بين البشر، والبعوض المصاب، خاصةً في المناطق حيث لا يوجد تطعيم ضد الحُمَّى الصفراء على نطاق صغير.
يٌعتَقد أن الفيروس المصفر منتشر بين القردة، التي تعيش في قمم الأشجار بالغابات الموجودة في أجزاء عديدة من أفريقيا وأمريكا، ويمكن أن يتعرض أي شخص -مُسافر لتلك المناطق- للإصابة بالعدوى، ويجب على المسافرين التأكد مما إذا كانت تلك الجهات التي سيزورونها تستلزم أخذ اللقاح أم لا، ويُؤخذ لقاح الحُمَّى الصفراء قبل السفر بأسبوعين أو 10 أيام؛ إذ أنه يُوفِّر مناعة فعّالة ضد المرض.
مَنْ المُعَرَّضون لخطر الإصابة بالحُمَّى الصفراء؟
يتعرض كل من: الأشخاص الذين يعيشون بتلك المناطق, والذين لم يتلقوا اللقاح لخطر الإصابة بالحمى الصفراء، وتُشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن هناك 200 ألف حالة تُصاب سنويًا بالحُمَّى الصفراء، وتحدث الإصابات في حوالي 32 دولة في أفريقيا, منها: رواندا, وسيراليون, و13 دولة في أمريكا اللاتينية، مثل: بوليفيا, والبرازيل, وكولومبيا, وإكوادور, وبيرو، ويُمكن لأي شخص أن يُصاب بفيروس الحُمَّى الصفراء, ولكن كبار السن هم أكثر المُعرَّضون للإصابة بشدة.
ما مضاعفات الحُمَّى الصفراء؟
قد تُؤدى الحُمَّى الصفراء إلى الوفاة عند 20% أو 50% من الحالات التي تظهر عندها أعراض شديدة، وتتضمن المضاعفات التي تحدث في المرحلة السامة للحُمَّى الصفراء: الفشل الكلوي، والكبدي, والخرف, والغيبوبة، وجدير بالذكر أنه يتعافى الأشخاص الذين نجوا من العدوى على مدار عدة أسابيع، أو أشهر, وبدون ضرر بالأعضاء، وفي أثناء هذه الفترة رُبَّما يمر الشخص بالتعب، والإجهاد، واليرقان، وتتضمن المضاعفات الأخرى الإصابة بعدوى بكتيرية، مثل: الالتهاب الرئوي، أو عدوى بالدم.
كيفية تشخيص الإصابة بالحُمَّى الصفراء
يجب زيارة الطبيب فورًا إذا كنت قد سافرت مؤخرًا إلى المناطق التي تنتشر بها الإصابة, وظهرت عليك أعراض شبيهة بالإنفلونزا، ويسألك الطبيب عن الأعراض التي كنت تمر بها إذا اشتبه الطبيبُ في إصابتك بالحُمَّى الصفراء في أثناء سفرك, ويطلب منك القيام باختبارٍ للدم؛ فتُحلَّل عينة الدم الخاصة بك للتأكد من وجود الفيروس، أو الأجسام المضادة التي تهاجمه.
يُعد اختبار الدم ضروريًا؛ نظرًا لأن هناك عدة أمراض تظهر لها نفس الأعراض, مثل:
- حمى الضنك.
- الملاريا.
- التسمم.
- حمى التيفود.
- التهاب الكبد الفيروسي.
يُمكن لاختبار الدم أيضًا أن يكشف عن نقص كريات الدم الحمراء، أو عن أي إشارة لوجود العدوى، وأحد هذه الاختبارات: اختبار الإليزا ELISA، أو ما يُعرَف بالمقايسة الامتصاصية المناعية للإنزيم المرتبط, واختبار تفاعل البوليميريز المتسلسل PCR، وتستغرق النتائج عدة أيام لتظهر.
ما علاج الحُمَّى الصفراء؟
لا يوجد علاج مُحدد للحُمَّى الصفراء، ولكن يتضمن العلاج السيطرة على الأعراض، وتحفيز المناعة على محاربة العدوى عن طريق:
- الحصول على القدر الكافي من السوائل, ويُمكن تلقيّها عن طريق الأوردة,
- الحصول على الأكسجين.
- الحفاظ على ضغط دم صحي.
- نقل الدم.
- غسيل الكلى في حال الإصابة بالفشل الكلوي.
- تلقي العلاج من أجل العدوى التي قد تظهر بجانب الحُمَّى الصفراء.
يجب على المرضى ألا يتناولون الأسبرين، أو مضادات الالتهاب غير الاستيرودية، نظرًا لخطورة حدوث نزيف؛ هناك دراسة نُشرت في مجلة PLOS Neglectef Tropical Diseases في عام 2014, أشارت إلى أن التغيرات في خلايا الدم الحمراء يُمكن أن تكون إنذارًا مبكرًا للإصابة بأعراض خطيرة للحمى الصفراء, ويقول العلماء أن ذلك يُمكن أن يُؤدي إلى تشخيص، وعلاج أفضل.
إذا كنت مُصابًا بالحُمَّى الصفراء؛ فإن طبيبك على الأغلب سينصحك بالبقاء في المنزل، بعيدًا عن مصادر وجود البعوض, ولكي تتجنب نقل المرض للآخرين، وبمجرد إصابتك بالحُمَّى الصفراء؛ فإنك ستكون محصنًا من المرض مدى الحياة.
ما سبل الوقاية من الحُمَّى الصفراء؟
يُعدّ اللقاح هو الطريقة الوحيدة لمنع الإصابة بالحُمَّى الصفراء، يُعطى لقاح الحُمَّى الصفراء في جرعة واحدة، كما أنه يحتوي على نسخة حيّة مستضعفة من الفيروس، والتي تُساعد الجسم على تكوين المناعة ضده، ويُعد لقاح الحمى الصفراء 17D من بين أكثر اللقاحات فاعلية على الإطلاق؛ فإن الجرعة الواحدة منه تستمر فاعليتها مدى الحياة.
يؤكد مركز السيطرة على الأمراض CDC على وجوب تلقي اللقاح للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 9 أشهر و59 عاما، ويعيشون أو يسافرون إلى المناطق التي يزداد فيها خطر الإصابة، فإذا كنت تخطط للسفر خارج البلاد تأكد من معرفة ما إذا كنت تحتاج لتلقي اللقاح، من خلال موقع مركز السيطرة على الأمراض.
يجب على الفئات التالية ألا تتلقى اللقاح :
- الأشخاص الذين يُعانون من حساسية شديدة تجاه البيض, وبروتين الدجاج, أو الجيلاتين.
- الرضّع تحت سن 6 أشهر.
- من هم فوق 60 عامًا إلا في حالة الضروري في المناطق المنتشرة بها الفيروس.
- النساء المرضعات, والحوامل إلا إذا كان خطر الإصابة لا يُمكن تجنبه.
- الأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية HIV, ومرض الإيدز أو أي حالات مَرَضيّة تُضعف المناعة.
- الذين يتلقون العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي.
- الذين سيخضعون لزراعة نخاغ العظام.
- المصابون بأمراض التهابية مزمنة مثل التهاب المفاصل الروماتيدي.
إذا كنت قد تجاوزت 60 عاما, وتفكر في السفر إلى مناطق يمكن أن يتواجد بها الفيروس, فيجب أن تتناقش مع طبيبك حول أخذك للقاح، أما إذا كنت مسافرًا مع طفل رضيع عمره بين 6 و8 أشهر، أو إذا كنتِ مرضعة؛ فيجب إما تأجيل السفر لتلك المناطق قدر الإمكان, أو التحدث مع الطبيب حول أخذ اللقاح.
يُعد اللقاح آمنا بدرجة كبيرة, وقد تظهر بعض الآثار الجانبية المؤقتة منه,مثل:
- صداع خفيف.
- ألم بالعضلات.
- تعب وإجهاد.
- ارتفاع طفيف في درجة الحرارة.
غالبًا ما تختفي الأعراض الجانبية للقاح خلال أسبوعين، وبطبيعة الحال فإن بعد 30 يومًا من أخذ اللقاح فإن 99% من الأشخاص الذين تلقوه يُصبح لديهم حماية كاملة، إلا أن هناك آثار جانبية من النادر حدوثها للقاح، مثل: التسبب بمشاكل في الدماغ، أو الأعراض الأخرى التي قد تهدد الحياة, ويمكن أن تؤثر على:
- من هم فوق 60 عامًا.
- أصحاب المناعة الضعيفة.
- الأشخاص الذين تم اسئصال الغدة التيموسية عندهم، أو المصابين باضطراب متعلق بالغدة التيموسية.
احصل على المشورة الطبية إذا شعُرت بالمرض بعد عدة أيام أو أسابيع من تلقيك لقاح الحمى الصفراء.
الحماية من البعوض
لتقليل التعرض للبعوض,ينصح الخبراء بالتالي :
- تجنب الأنشطة الخارجية في أوقات الفجر, والغسق وبداية المساء قدر الإمكان؛ حيث ينتشر البعوض بشدة في تلك الأوقات.
- تغطية الجلد قدر الإمكان عن طريق ارتداء قمصان ذات أكمام طويلة, وسروايل, والبنطال الطويل في المناطق التي ينتشر بها البعوض.
- إذا كنت خارج المنزل؛ يُفضّل البقاء في مناطق بها أنظمة للتهوية وتغطية جيدة.
- يُمكن وضْع طارد البعوض الذي يحتوي على مادة البيرميثرين على الملابس، والأحذية ومعدات التخييم وشبكات السرائر, لكن لا تضعها على جلدك.
توفر بعض المنتجات التي تحتوي على مادة DEET، أو البيكاريدين حماية لوقت أطول من البعوض مقارنة بمنتجات أخرى، وكلما زاد التركيز طالت مدة الحماية، ويجب ألا تضع مادة DEET على أيدي الأطفال الصغار، أو الرضع تحت سن شهرين، وبدلًا من ذلك قم بتغطية عرباتهم بالشبكة -التي تحمي من البعوض- خارج المنزل.
يقول مركز السيطرة على الأورام أن: زيت نخيل الليمون Oil of lemon eucalyptus يوفر نفس الحماية التي توفرها مادة DEET عند استخدامه بنفس التركيز، ولكن لا يُعد مناسبًا للأطفال تحت سن ثلاث سنوات.
يمكنكم الاطلاع أيضا على:
المصدر: Healthline / NHS
تعليقات