fbpx

الضُّمورُ الجهازي المُتَعدِّد | اضطرابات الدماغ، والحبل الشوكي، والأعصاب

قد لا تصادفنا رؤية حالات الضمور الجهازي المتعدد (MSA) كثيرًا حيث أنه مرض نادر الحدوث، لكنه من أخطر الأمراض على الأشخاص المعرضين للإصابة به هم كبار السن، فهو ناجم عن إصابة الجهاز العصبي حيث يتسبب في حدوث ضمور تدريجي للخلايا العصبية، والتي تؤثر بطبيعة الحال على الحركة والتوازن، وتيّبس العضلات، والأهم الجهاز العصبي اللاإرادي المتحكم في العديد من وظائف الجسم، سنعرفها فيما يلي.

محتويات المقال:

ما طبيعة الضمور الجهازي المتعدد؟

هو مرض نادر يتسبب في إعاقة عمل عدة أنظمة في الدماغ، من أهمها: أنظمة التحكم في الحركة، وحدوث خلل في تناسق الحركات والتوازن، بالإضافة إلى إصابة الجهاز العصبي اللاإرادي وتأثيره على وظائفة الحيوية؛ ومنها: التحكم في الضغط الدموي، ودور المثانة، والوظيفة الجنسية، كما أنه يظهر في صورة تصلّب العضلات وتيّبسها.

كان يسمى سابقًا بمتلازمة شاي-دريغر أو الضمور الزيتوني الجسري المخيخي أو التنكّس المخططي السودائي، ورغم ذلك قد يظن البعض أن الضمور الجهازي المتعدد هو نفسه داء باركنسون (الشلل الرعاش)؛ لتشابهه في بطء الحركة وتصلب العضلات وقلة التحكم في الاتزان، لكن اضطراب الضمور الجهازي المتعدد مختلف، وفيما يلي سنتعرف على نوعي الضمور الجهازي المتعدد.

ما أنواع الضمور الجهازي المتعدد؟

يوجد نوعان من الضمور الجهازي المتعدد، ويعتمد تحديد النوع على الأعراض التي تظهر عند تشخيص الحالة، وهما: النوع الباركنسوني، والنوع المخيخي، وسنتعرف عليهما فيما يلي:-

  1. نوع مرض باركنسون (MSA-P): يعد هذا النوع الأكثر شيوعًا من الضمور الجهازي المتعدد، حيث تتشابه مؤشرات المرض وأعراضه مع مؤشرات وأعراض مرض باركنسون، مثل:
  • تصلب العضلات.
  • إيجاد صعوبة في ثني الذراعين والساقين.
  • حدوث بطء في الحركة.
  • تكرار حدوث حالات الرعاش في وضعيات الراحة أو عند تحريك الذراعين والساقين.
  • حدوث ضعف في الصوت.
  • حدوث خلل في وضعية الجسم والتوازن.

ويعتمد الأطباء في التفرقة بين مرض باركنسون والضمور الجهازي المتعدد على دواء ليفودوبا/ levodopa، حيث يستخدم قي علاج داء باركنسون، بالإضافة إلى التصوير بالرنين المغناطيسي، وأداء اختبارات الوظيفة اللاإرادية.

2. النوع المخيخي (MSA-C): هنا تكمن مؤشرات المرض والأعراض الرئيسة له في مشاكل تناسق العضلات والخلل بها لكن ثمة أعراض أخرى، منها:

  • حدوث خلل في الحركة والتناسق كالمشية غير المتزنة، وفقدان التوازن بشكلٍ عام.
  • صعوبة التلفظ وتداخل الكلام أو بطئه مع تغيير طريقة الكلام.
  • ظهور بعض الاضطرابات البصرية، مثل: مشكلة عدم وضوح الرؤية، وازدواجها في بعض الأحيان، وإيجاد صعوبة التركيز بعينيك.
  • إيجاد صعوبة في عمليتيّ البلع والمضغ.
الضمور الجهازي

إذًا.. ما أعراض الضمور الجهازي المتعدد؟

عادةً ما تبدأ أعراض الضمور الجهازي المتعدد في عمر يتراوح بين 50 و60 عامًا، لكن يجب الأخذ في الاعتبار أنها يمكن أن تبدأ في أي وقت بعد سن الثلاثين.

وعلى الرغم من وجود الكثير من المؤشرات المختلفة لمرض الضمور الجهازي المتعدد وتشابهه مع أعراض ومؤشرات أمراض أخرى، إلا أنه لن يعاني الشخص المصاب منها جميعًا، ومن أهم أعراض الضمور الجهازي المتعدد:-

  1. مشاكل المثانة: غالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون بمرض الضمور العضلي المتعدد من واحد أو أكثر من عرض من الأعراض التالية:
  • استمرار الشعور بالحاجة للتبول، وكثرة التبول.
  • فقدان التحكم في المثانة.
  • فقدان القدرة على تفريغ المثانة بشكلٍ صحيح.
  1. حدوث مشاكل وضعف في الانتصاب عند الرجال، وفقدان الرغبة الجنسية.
  2. تكرار انخفاض ضغط الدم الوضعي في حالة الوقوف أو التغيير المفاجئ للوضعية، مع ازدياد الشعور بالدوار والإغماء، فعادةً ما تضيق الأوعية الدموية بسرعة ويتسارع معدل ضربات القلب قليلًا لمنع ضغط الدم من الانخفاض ولتقليل تدفق الدم إلى المخ في الحالة الطبيعية، لكن مع اضطراب الضمور الجهازي المتعدد لا يعمل هذا النظام على نحوٍ صحيح، وتفقد التحكم في هذه الوظيفة.
  3. حدوث مشاكل في التنسيق وخلل في التوازن والكلام، حيث يتضرر جزء من الدماغ وهو المخيخ، وهو ما يجعل الشخص غير متوازن وغير مستقر عند المشي، بالإضافة إلى تعسر الكلام حيث تُعرف هذه المشاكل مجتمعة باسم الرنح المخيخي.
  4. بطء الحركة والشعور بالتصلب: عادةً ما يظهر على الأشخاص المصابين بالضمور الجهازي المتعدد بطء الحركة والمشي المتثاقل، والخطوات الصغيرة، بالإضافة إلى تشنجات عضلية مؤلمة مع تيّبس وتوتر العضلات؛ مما يجعل القيام بالمهام اليومية أمر عسير، بناءً عليه قد يكون لدى الأشخاص المصابين بالضمور العضلي المتعدد أعراض أخرى، مثل:
  • وجود آلام في الرقبة والكتف.
  • الإمساك.
  • إيجاد برودة في اليدين والقدمين.
  • حدوث مشاكل في السيطرة على العرق؛ كانخفاض إفراز العرق، وبالتالي عدم تحمل الحرارة، وضعف التحكم في درجة حرارة الجسم.
  • حدوث مشاكل في السيطرة على الضحك أو البكاء.
  • وجود ضعف عام في العضلات في الجسم والأطراف.
  • حدوث كوابيس ومشاكل في النوم، كالأرق، وتململ الساقين.
  • تكرار التنفس الصاخب الغير منتظم والتنهد غير المقصود.
  • تأثر الصوت حيث يكون ضعيف وهادئ.
  • حدوث مشاكل في البلع والمضغ.
  • صعوبة الرؤية وعدم وضوحها.
  • التأثير على الصحة النفسية، ومن أبرزها: الاكتئاب.

قد تتفاقم أعراض الضمور الجهازي المتعدد ولا تهدأ الأعراض بل تزداد ويزداد معها صعوبة أداء المهام اليومية، وقد يتسائل البعض عن مدى خطورة الضمور الجهازي المتعدد فهو مميت ولكن ليس بشكلٍ مباشر حيث يعيش المرضى غالبًا لمدة تتراوح بين 7 و10 أعوام بعد بدء ظهور الأعراض.

ومع ذلك يختلف معدل البقاء على قيد الحياة لدى الأشخاص المصابين بالضمور الجهازي المتعدد اختلافًا كبيرًا، وتحدث الوفاة عادةً بسبب مشكلات في الجهاز التنفسي، أو جلطات دموية في الرئة، أو حدوث عدوى.

ما أسباب الضمور الجهازي المتعدد؟

عادةً ما تكون أسباب الضمور الجهازي المتعدد غير معروفة، وحتى الآن لا يوجد دليل على أنه مرض موروث، ويظهر الضمور الجهازي المتعدد على شكل انكماش وتلف في أجزاء من الدماغ؛ خاصةً المخيخ، والعقد القاعدية، وجذع الدماغ، وبالتالي تؤثر على وظائف الجسم اللاإرادية والحركة.

عند فحص أنسجة الدماغ التالفة تحت المجهر وجدوا أن الخلايا العصبية تحتوي على كمية غير طبيعية من بروتين يسمى ألفا-ساينوكلين، كما تشير الأبحاث إلى تراكم هذا البروتين بكثرة عند الإصابة بالضمور الجهازي المتعدد.

ما علاج الضمور الجهازي المتعدد؟

حتى الآن لا يوجد علاج شافٍ للضمور الجهازي المتعدد، كما لا توجد طريقة لإبطاء تقدم الأعراض، لكن تُعالج مؤشرات وأعراض المرض؛ للتخفيف من حدة التعب، والحفاظ على الوظائف الحيوية للجسم، فقد يُوصيك الطبيب لعلاج بعض الأعراض كما يلي:

  • أدوية لرفع ضغط الدم: يمكن أن يساعد دواء فلودروكورتيزون كورتيكوستيرويد وغيره من الأدوية إلى زيادة ضغط الدم، من خلال مساعدة الجسد على حبس كمية أكبر من الماء والملح.
  • يمكن لدواء البيريدوستيغمين (ميستينون) رفع ضغط دمك عند الوقوف دون زيادة ضغط دمك أثناء الاستلقاء.
  • أدوية لتخفيف المؤشرات والأعراض الشبيهة بمؤشرات مرض باركنسون وأعراضه: يمكن استخدام بعض الأدوية المستخدمة في علاج مرض باركنسون، مثل: دواء كاربيدوبا المركّبSinemet، وRytary،.. وغيرهما؛ لتخفيف الأعراض الشبيهة بمؤشرات مرض باركنسون وأعراضه، مثل: تيبّس العضلات، ومشكلات التوازن الحركة، كما تساهم أيضًا في تحسين الصحة العامة.
  • ومع ذلك فليس كل المصابين بالضمور الجهازي المتعدد يستجيبون لأدوية مرض باركنسون، فقد تقل فعالية هذه الأدوية بعد بضع سنوات.
  • أدوية العجز الجنسي: حيث يمكن علاجه بتناول العديد من الأدوية، مثل: سيلدنافيل المُخصصة لعلاج ضعف الانتصاب، لكن يجب الانتباه أنه من الممكن أن تخفض ضغط الدم -أيضًا-.
  • اتخاذ خطوات للتحكم في صعوبة البلع والتنفس: إذا كنت تواجه صعوبة فجرب تناوُل أطعمة أكثر ليونة، لكن إذا ازدادت صعوبة البلع أو التنفس فقد تحتاج إلى إدخال أنبوب تغذية، أو تنفس جراحيًا، أو قد تفكر في حال الضمور الجهازي المتعدد المتقدمة في استخدام الأنبوب المعدي؛ لتوصيل الطعام إلى معدتك مباشرة.
  • العناية بالمثانة: إذا كانت لديك مشاكل في التحكم في المثانة فقد تساعدك الأدوية في المراحل الأولية، لكن في حالة تطور المرض قد تحتاج إلى إدخال أنبوب مرِن (قِسطار)؛ ليتيح تفريغ المثانة.
  • العلاج الطبيعي: حيث يمكن أن يساعد العلاج الطبيعي في الحفاظ على القدرة الحركية والعضلية -قدر المستطاع- مع تقدم الأعراض، وقد يساعدك اختصاصي اضطرابات النطق واللغة في تحسين النطق والحفاظ عليه.

وختاماً، فإن الإصابة بالضمور الجهازي المتعدد نادراً ما تحدث وتتشابه أعراضه مع أعراض داء باركنسون (الشلل الرعاش) وقد عرفنا نوعي الضمور الجهازي المتعدد؛ فمنها الباركنسوني ومنها المخيخي، مع العلم أنه لا نعرف الأسباب المباشرة لحدوث الضمور الجهازي المتعدد ولا نعرف أيضاً علاج محدد له، ولكن نفعل ما بوسعنا بعلاج الأعراض ومؤشرات المرض؛ كعلاج مشاكل الحركة بالعلاج الطبيعي، وعلاج خلل الكلام والنطق بأخصائي اللغة، وعلاج ضغط الدم والعجز الجنسي بالأدوية وغيرها من توصيات الأطباء، ودائماً ما نسأل الله لنا ولكم السلامة.

مقترحات القراءة

  1. هل الإمساك يسبب ارتفاع ضغط الدم
  2. الإسعافات الأولية للجلطة | كيف يمكننا إنقاذ أحبتنا بعد فوات الأوان

تعليقات