العلاقة بين الرياضة والصحة النفسية
في ظل ضغوط الحياة وكثرة الانشغالات يتعرض كلٌ منا إلى ضغوط نفسية، كما أن تزاحم الأولويات قد ينسينا أن نعطي لجسدنا شيء من المساعدة كممارسة الرياضة مثلًا؛ التي لها دور كبير في تخفيف تلك الضغوط والمحافظة على الصحة الجسدية و النفسية -أيضًا-؛ لذلك عزيزي القارئ نقدم لك هذا المقال تشجيعًا منّا لك لتصبح الرياضة من أساسيات نمط حياتك.
محتويات المقال:
- هل الرياضة تحسِّن الحالة النفسية؟
- تأثير الرياضة على الصحة النفسية لدى النساء
- ما علاقة الرياضة بالتوتر؟
- كيف تؤثر الرياضة على الدماغ ؟
- تأثير الرياضة الجماعية على الصحة النفسية
هل الرياضة تحسِّن الحالة النفسية؟
لطالما عرفت الرياضة بتحسين الصحة الجسدية و تقوية العضلات، لكن قد تستمتع بممارسة الرياضة لأنه يمكنك قضاء بعض الوقت مع أصدقائك أو ربما تحب الرياضة لأنها تحافظ على لياقتك وتمنحك الرشاقة التي ترغب بها.
من جانب آخر فإن ممارسة الرياضة تساعدك في التخلص من المشاعر السلبية التي تتعرض لها، مثلًا: عندما تشعر بالإحباط فإنك تفضل الجلوس وعدم الانخراط بالعالم الخارجي في حين أن هذا التصرف يزيد من مشكلتك النفسية، في المقابل عندما تقرر المشي أو الجري فإنك ستخرج من حالة الانغلاق، وبعد ربع ساعة -فقط- سيطلق جسمك الهرمونات التي ستحسّن من حالتك المزاجية، و في حال ما إذا قررت أن تجعل الرياضة ضمن نمط حياتك فأنك ستلاحظ ما يلي:-
- التقليل من شعور القلق والاكتئاب والتوتر؛ و ذلك لاستمرار تحفيز هرمونات الراحة والسعادة.
- تحسين جودة النوم الذي غالبًا ما كان يعرقله التوتر!
- زيادة التفاعل الاجتماعي؛ لأنك سترى أماكن وأشخاص جدد، ومن ثم ستتبادل التحية والحديث معهم.
- زيادة التركيز والانتباه؛ وذلك لتأثير الرياضة على صحة دماغك.
- زيادة الثقة بالنفس؛ وذلك عندما تواظب على ممارسة التمارين وتحقق هدفك الذي تسعى له.
تأثير الرياضة على الصحة النفسية لدى النساء
كثيرًا ما تفكر النساء في مظهرها الخارجي، فتسعى للوصول إلى الجسم المثالي لتكون جميلة و جذابة، وتشير الدراسات إلى أن أغلب المصابين بالسمنة يعانون من الاكتئاب، هذا ما يجعل الرياضة حلًا لتلك المشكلتين حيث ستعمل على حرق الدهون الزائدة في الجسم وبالتالي الوصول إلى القوام المرغوب به؛ مما سيزيد من الشعور بالرضا والسعادة.
على صعيد آخر تعاني معظم النساء بما يسمى “اكتئاب الدورة الشهرية “؛ و هو الاكتئاب الناتج عن تغيّر مستويات الهرمونات فترة الدورة الشهرية؛ لذلك يمكن التخفيف من ذلك بممارسة التمارين الخفيفة كالمشي حيث أفادت الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد أن” التمارين يمكن أن تساعد في تقليل مشاعر الاكتئاب؛ لذلك قد تساعد الرياضة على تحسين الحالة المزاجية عندما يكون لدى المرأة مشاعر الحزن أو التهيج أو الغضب خلال فترة الحيض”.
ما علاقة الرياضة بالتوتر؟
مع السباق الزمني الذي نعيشه يكاد أن يكون التوتر مرافقنا -أغلب الأحيان- تاركًا آثاره السلبية الخفية والظاهرة، فحوالي 75٪ إلى 90٪ من زيارات الطبيب للأمراض مرتبطة بالتوتر، و للحد من ذلك فإن ممارسة التمارين الرياضية ستعمل على إفراز هرمون “الإندورفين” الذي يخفف الألم والتوتر، و أيضًا تقلل من مستويات هرمونات التوتر، مثل: الكورتيزون والأدرينالين، ومن جانب آخر سوف تعزز إنتاج “الدوبامين” الهرمون الذي يجعلك تشعر بالرضا والسعادة، هذا وأظهرت الدراسات أن ممارسة الرياضة لمدة 20 إلى 30 دقيقة يوميًا يمكن أن تجعل الناس يشعرون بالهدوء، ويستمر هذا الهدوء عدة ساعات بعد التمرين.
كيف تؤثر الرياضة على الدماغ ؟
تؤثر الرياضة على أعضاء الجسم كافةً، بما في ذلك: الدماغ، ووفقًا لأستاذة العلوم العصبية وعلم النفس في جامعة نيويورك “ويندي سوزوكي” وجدت أن التمرين هو أحد أكثر الأشياء التحويلية التي يمكنك القيام بها لتحسين القدرات المعرفية، تشمل هذه القدرات المعرفية: التعلم، والتفكير، والذاكرة، والتركيز، والتفكير، وكلها يمكن أن تساعد المرء على أن يصبح أكثر ذكاء ويعيش لفترة أطول ، كما أنه وفقًا للدراسات العلمية فإنفي كل مرة يتحرك فيها الجسم يطلق الجسم عددًا من الهرمونات المفيدة في الدماغ، مثل: الدوبامين، والنورأدرينالين، والسيروتونين، وهذه المواد تعمل على تقليل القلق والاكتئاب.
تقول “ويندي”: إن الشخص بحاجة لـ 10 و30 دقيقة من التمارين البدنية يوميًا؛ ليتحسن مزاجه على الفور.
تأثير الرياضة الجماعية على الصحة النفسية
ثبتت دراسة أمريكية أجريت عام 2021 على 70 ألف طالب في المدرسة الثانوية أن الرياضات الجماعية قد تكون أكثر دعمًا للصحة النفسية من الرياضات الفردية، فالمشاركة في الألعاب الرياضية في جماعة لها تأثير أكبر على الصحة النفسية من الرياضات الفردية، كما وجد باحثون في أستراليا أن النساء اللواتي يلعبن التنس وكرة الشبكة في النوادي يتمتعن بصحة نفسية أفضل من أولئك اللائي يمارسن الرياضة بمفردهن، كذلك أثبتت دراسة أجريت على الرياضيين المراهقين أن أولئك الذين مارسوا الرياضات الفردية أكثر عرضة للإصابة بالقلق والاكتئاب؛ وقد يكون السبب أن أولئك الذين يمارسون الرياضات الجماعية غالبًا ما يلعبون من أجل المتعة.
أفضل 5 رياضات تحسّن صحتك النفسية
1- السباحة
السباحة هي أكثر الرياضات فعالية على الصحة النفسية؛ فالسباحة لمدة ساعة أو ساعتين مرتين أو 3 مرات في الأسبوع تساعد على انخفاض مستويات التوتر، ورفع المزاج، وانخفاض حالات الاكتئاب والقلق، وتحسين أنماط النوم، فربع ساعة تقضينها في العوم كفيلة بأن تجدد لك نشاطك العقلي وتعزز صحتك النفسية.
2- المشي
رياضة المشي واحدة من الرياضات الهوائية التي تعزز من صحتك النفسية إلى جانب كونها مهمة لرشاقة الجسم وحيويته، وتحسين دورته الدموية، وتعزيز صحة القلب، فالمشي -أيضًا- يقلل من التوتر والقلق والإرهاق، ويطلق الإندورفين الذي يجعلك تشعر بالسعادة.
كما أثبتت الأبحاث أن 15 دقيقة من المشي المتواصل في الطبيعة الواسعة كافية لتحسين حالتك المزاجية، وخفض توترك؛ فاحرص على ممارسة رياضة المشي يوميًّا.
3- تمارين بيلاتس “pilates”
تسمى تمارين بيلاتس بهذا الاسم نسبة إلى اسم مبتكرها “جوزيف بيلاتس“ الذي طور هذه التدريبات في مطلع تسعينيات القرن العشرين، وتساعد هذه التمارين على استخدام عضلات البطن، وأسفل الظهر، والوركين، والفخذين، كما تساعد هذه الرياضة على الحد من الإجهاد والتوتر وتحقق الاسترخاء من خلال التركيز على التنفس والاسترخاء.
4- اليوجا
اليوجا رياضة روحانية يندمج فيها الجسم والعقل سويًا، فهي تركز على التنفس وتساعد على الشعور بالهدوء والاسترخاء إضافة الى زيادة القوة والمرونة والتوازن الجسدي، كذلك تزيد اليوجا -أيضًا- من الوعي بالجسم، إضافة إلى دورها في تخفيف التوتر والإجهاد، وتقوية الانتباه والتركيز، وتهدئة الجهاز العصبي.
5- ركوب الدراجة
يعدّ ركوب الدراجة أكثر من مجرد تمرين بدني! بالتأكيد إنه لمن الممتع قيادتك للدراجة في مدينة واسعة، أو أحد الشوارع الهادئة وأنت تستمتع بمواجهة الرياح لك، فقد أثبتت الأبحاث العلمية أن لركوب الدراجة دورًا هامًا في تحويل القلق والتوتر إلى هدوء وسعادة؛ فهذه الرياضة من معززات الصحة النفسية، إضافة إلى أنها تحافظ على حيوية جسمك، كما تحسّن من دورته الدموية.
وفي الختام عزيزي القارئ .. لو فكرت يومًا بدخول النادي وسألت أحد الرياضيين القدامى فيه عن سبب استمراره فلن يكون غريبًا إن اتفق الجميع على كونها سببًا رئيسًا في سعادته، ورفع طاقته ونشاطه اليومي، فإن كنت تبحث عن راحتك وسعادتك فعليك بممارسة الرياضة ولو لـ 10 دقائق فقط من يومك.
للمزيد من الاطلاع
- الحمل و الرياضة
- ممارسة الرياضة في أثناء الصيام | بين خسارة الوزن و كمال الأجسام
- هل يُغني التستوستيرون عن ممارسة الرياضة؟
المصادر
تعليقات