fbpx

العلاقة بين كورونا والحمل | بين المخاوف والتساؤلات!


   إذا كنتِ حاملًا أو تخططين للحمل أو ترضعين؛ فقد يكون لديكِ العديد من المخاوف والتساؤلات حول أعراض فيروس كورونا والحمل، ومدى احتمالية إصابتك بـالكورونا خلال أشهر الحمل، ومدى أمان أدوية علاج كورونا على الحمل، بالإضافة إلى تأثير فيروس كورونا على الرضاعة، وكيفية التعامل مع الرضيع في حالة إصابتك به، وهل لقاح كورونا فعًال وآمن على الأم والجنين في الحمل و في أثناء الرضاعة؟ ومدى التأثير على صحة الجنين ومصير الحمل عامةً.. إذًا فهذا المقال لكِ سيدتي. 

محتويات المقال:

  1. ما المراد بكوفيد 19 أو كورونا؟
  2. أعراض كورونا والحمل.
  3. نصائح للحامل عند شعورها بأحد أعراض كورونا.
  4. أدوية كورونا والحمل.
  5. النصائح الأساسية للحامل عند حدوث وباء كورونا.
  6. لقاح فيروس كورونا والحمل.  
  7. كيف تتعامل الأم المصابة بفيروس كورونا مع المولود الجديد؟
  8. كيفية تعامل الحامل مع أطفالها (الأكبر سنـًّا في مراحل الدراسة المختلفة) في أثناء حدوث الوباء.
  • ما المراد بكوفيد 19 أو كورونا؟
فيروس كورونا

   هو وباء ظهر حديثًا حول العالم في أوائل القرن العشرين يسببه فيروس كورونا الذي ينتمي إلى عائلة الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي، ويُعد هذا الفيروس من الفيروسات سريعة الانتشار؛، حيث بدأ كوباء في الصين ثم انتشر في جميع أنحاء العالم. 

   تبدأ أعراضه في الظهور في غضون 14 يومًا من التقاط العدوى، وتتدرج أعراضه من مجموعة أعراض شائعة ،منها: ارتفاع في درجة حرارة الجسم، وكحة مستمرة، وآلام شديدة في الجسم، بجانب فقدان حاستي التذوق والشم، حتى تصل أحيانًا إلى الشعور بآلام في العضلات، وألم في الصدر، والتقيؤ، والإسهال في بعض الأحيان، وتزداد شدة الأعراض وخطورة المرض في حالات كبار السن خاصةً المصابون بأمراض مزمنة، مثل: سكر الدم، والضغط، وعند الحوامل.

  • أعراض كورونا والحمل:

   أشارت بعض الأبحاث أن حوالي ثلثي الحوامل المصابات بعدوى كورونا لا تظهر عليهن الأعراض واضحة؛ وإنما تظهر بأعراض تشبه دور البرد أو الإنفلونزا الخفيفة فقط، ولكن هناك نسبة ضئيلة من الحوامل تظهر عليهن الأعراض واضحة، وتتطور أحيانًا إلي حدوث مضاعفات شديدة، مثل:الجلطات الدموية، أو احتمالية حدوث الولادة المبكرة. 

أعراض كورونا الشائعة فى جميع المصابين:

  1. ارتفاع درجة الحرارة.
  2. كحة مستمرة.
  3. فقدان حاسة الشم والتذوق. 
  4. آلام منتشرة في الجسم.
  5. ألم في العضلات.
  6. الإسهال والقيء في بعض الأحيان.

أعراض كورونا والحمل:

   يعتمد ظهور أعراض ومضاعفات فيروس الكورونا على الحامل بمدى تدهور الحالة الصحية للأم الناتجة عن الأعراض الأساسية، وتقدّم عمر الحمل ،ووقت إصابة الأم بالفيروس ،ومن أهم مضاعفات كورونا في أثناء الحمل ما يلي:

  1. حدوث تسمم الحمل.
  2. تضاعف نسبة حدوث الولادة المبكرة.
  3. زيادة الحاجة إلى الولادة القيصرية.
  4. تضاعف نسبة ولادة طفل غير مكتمل النمو ووفاته في بعض الأحيان.
  5. زيادة حدة الأعراض فى الحوامل المصابات بالأمراض المزمنة، مثل: داء السكري أو ضغط الدم والاضطرار إلى اللجوء للمستشفى؛ لتلقي عناية خاصة.

 التأثير المباشر على الجنين أو الرضيع للأم المصابة بفيروس الكورونا:

تأثير كورونا على الرضيع

   لا توجد أبحاث كافية توضح مُعدل نقل الفيروس من الأم إلى الجنين في أثناء الحمل، وأيضًا أثناء الولادة أو الرضاعة; حيث أن الأبحاث القليلة حول فيروس كورونا والحمل، كذلك تلك الأبحاث التي أُجريت على الأطفال المولودين من أمهاتٍ مصابة، كما أشارت الدراسات إلى أن واحد من كل خمسين طفل قد ينتقل إليه الفيروس (طبقًا لبحث تم إجراؤه في المملكة المتحدة) وهي نسبة ضئيلة جدًا لا يمكن الحكم من خلالها، وإنما الآثار الجانبية التي ثبت حصرها على الأجنة كانت مرتبطة بحدوث ولادة مبكرة، وهي كما يلي: 

  • إذا حدث للأم بعض المضاعفات (حالة واحدة من كل خمس حالات مصابة بالكورونا في الثلث الأخير من الحمل يحدث لها مضاعفات)؛ أدت هذه المضاعفات إلى ولادة مبكرة (قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل)؛ فإن الطفل قد يولد بصحة غير جيدة أو غير مكتمل النمو.
  • حالات الولادة المبكرة غالبًا ما يدخل الطفل إلى الحضانة وقد يدخل العناية المركزة، ولكن في معظم الحالات تتحسن حالة الطفل ويصبح طبيعيًا.
  • ن صائح للحامل عند شعورها بأحد أعراض كورونا:

 عند الشعور بأحد أعراض عدوى الكورونا السابقة يجب اتباع الآتي: 

  1. اتباع احتياطات التباعد الاجتماعي، والعزل المنزلي للمصابة إلى حين الذهاب للطبيب.
  2. الذهاب للطبيب مباشرةً لعمل التحاليل والأشعة اللازمة، والمتابعة، أيضًا بدء علاج ارتفاع درجة الحرارة، والكحة، ..وغيرها؛ لتجنب مضاعفات فيروس كورونا والحمل.
  3. إذا تطورت الأعراض، مثل: ضيق التنفس، والإحساس بالتعب الشديد يجب التوجه مباشرةً إلى المستشفى.
  4. لابد من مراقبة نبض الجنين، و انقباضات الرحم باستمرار بُناءً على عمر الحمل.
  • أدوية كورونا والحمل:
أدوية كورونا والحمل

   إن المعلومات الموجودة حتى الآن عن تأثير أدوية علاج كورونا على النساء الحوامل المصابات بفيروس كورونا غير كاملة؛ حيث أن نظام المناعة يتغير في أثناء الحمل عن المعروف لدى الأطباء؛ لذلك يصعب توقع رد الفعل المناعي للحامل ولكننا سوف نذكر الأدوية المستخدمة في بروتوكول علاج فيروس كورونا، ومدى سلامتها وفاعليتها بالنسبة للحوامل وفي فترة ما بعد الولادة مباشرةً، وهي كالآتي: 

1) مضادات الفيروسات:

A) لوبينافير / ريتونافير (Lopinavir\ ritonavir):

   يُستخدم هذا الدواء على نطاق واسع في أثناء الحمل، وبُناءً على البيانات المتعلقة بسلامة وفعالية استخدامه لدى النساء الحوامل فإنه لم يلاحَظ أيّ تشوهات جنينية أو ولادة مبكرة، وقد ساعد استخدامهما على تقليل خطر الإصابة بمتلازمة ضيق التنفس الحاد أو الوفاة للبالغين نتيجة لفيروس كورونا.

   يجب ألا تتجاوز مدة استخدامه 10 أيام من العلاج، وبشكلٍ مثاليّ في أول 7-10 أيام من الإصابة (عندما تحدث مرحلة الذروة لتكاثر الفيروس)؛ وذلك لتجنب الآثار الجانبية الخطيرة له، وتتمثل بعض الآثار الجانبية الشائعة في الآتي: الغثيان، والقيء، والإسهال، وآلام البطن، وفقدان الشهية، والتهاب المعدة، والأرق، والقلق.

B) ريمديسفير (Remdesivir):

   كشفت العديد من الدراسات عن سلامة تناوله في أثناء الحمل حيث أنه لا يُسبب أيّ آثار ضارة على الأجنة، وهو دواء جديد يُعطى في الوريد كمضاد للفيروسات، وظهر أنه فعّال في الحالات الخفيفة إلى الشديدة من مرضى كورونا، بالإضافة إلى مساعدته في تقليل أمراض الرئة؛ لأنه يساعد في الحد من تكاثر الفيروس، أما الآثار الجانبية المحتملة تتمثل في: اضطراب في الجهاز الهضمي، والتسمم الكبدي والكلوي حال استخدامه لفترات طويلة.

2) المضادات الحيوية:

   لا تُستخدم المضادات الحيوية لعلاج فيروس كورونا في ذاته حيث أنه مرض فيروسي ولا يُعالج بالمضادات الحيوية؛ وإنما تُستخدم لتجنب الإصابة بالتهاب رئوي مُركب (فيروسي وبكتيري)، ويمكن إدخالها في بروتوكول العلاج حسب شدة الأعراض، كما يُنصح بإعطاء مضاد حيوي واسع المدى؛ لتغطية جميع أنواع البكتيريا، ومن أمثلة المضادات الحيوية المستخدمة في بروتوكول علاج فيروس كورونا والآمنة في أثناء الحمل ما يلي:

 1)  الماكروليدات(macrolides) :

   تعد الماكروليدات خاصةً الاريثروميسين (erythromycin) من المضادات الحيوية التي يشيع استخدامها  في حالات الالتهاب الرئوي المعدي، وأمراض الرئة، فهو يُعد أفضلها، كما أنه يؤخذ بالفم أو الوريد، ومناسب أيضًا للمرأة الحامل، ويجب الحذر من استعمال الماكروليدات مع مرضى الفشل الكبدي، وقد يتسبب في حدوث بعض الآثار الجانبية  الشائعة، مثل: آلام البطن، والإسهال، والغثيان، والقيء.

2)  سيفترياكسون(Ceftriaxone):

   يؤخذ في الوريد إذا كان المريض يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة (اشتباه وجود عدوى بكتيرية).

3)  أموكسيسيلين(amoxicillin) :

   هو مضاد حيوي ينتمي لمجموعة مضادات حيوية تسمى البيتا لاكتام(beta-lactams)، ويُستخدم أيضًا في بروتوكول علاج فيروس كورونا.

 ملحوظة هامة :  جميع المضادات الحيوية السابقة تعدّ آمنة في الحمل لكن لابد من استخدامها تحت إشراف الطبيب.

3) مضادات الجلطات:

   تؤخذ نتيجة لزيادة احتمال خطر الإصابة بتجلط الدم لدى النساء الحوامل المصابات بفيروس كورونا؛ لذلك أُدرجت مضادات التجلط في بروتوكول علاج كورونا والحمل، وهي:

           1. الهيبارين منخفض الوزن الجزيئي(Low Molecular Weight Heparin):

   يُعطى الهيبارين منخفض الوزن الجزيئي (LMWH) كجرعة وقائية ضمن بروتوكول علاج فيروس الكورونا في أثناء الحمل كمضاد للجلطات ما لم يكن من المتوقع الولادة في غضون 12 ساعة.

   أما إذا كانت المرأة الحامل قريبة من موعد الولادة فمن المفضّل -عمومًا- استخدام نوع آخر من الهيبارين يسمى “الهيبارين غير المجزأ” بدلًا من LMWH نظرًا لأن خصائصه القابلة للعكس بسهولة. 

           2. الأسبرين: (Asprin):

     لا توجد أيضًا أدلة كافية على دور جرعة منخفضة من الأسبرين في الوقاية من الجلطات أو العوامل المضادة للفيروسات.

4) كلوروكين وهيدروكسي كلوروكوين Chloroquine and) hydroxychloroquine):

   هي أدوية تُؤخذ بالفم، وتستخدم أساسًا لعلاج الملاريا وبعض أمراض المناعة الذاتية، ولقد أثبتت التجارب أن لهما دور هام في علاج الأمراض الفيروسية، بالإضافة إلى أنه يمكن استخدام الهيدروكسي كلورين في أثناء الرضاعة الطبيعية والحمل، وبالرغم من عبوره للمشيمة إلا أن ليس له أيّ تأثير ضار على الأجنة، أمَّا من حيث انتقاله للرضع فهو لا يتعدى 2 ٪ فقط من الجرعة التي تتناولها الأم؛ لذا فهو يُعد آمنًا في أثناء الحمل والرضاعة. 

 ملحوظة هامة:   هذه الأدوية يجب استخدامها تحت إشراف الطبيب؛ لأنها قد تؤدي لمضاعفات كثيرة عند الإفراط منها.

   لم يعد يُنصح باستخدام هذه الأدوية لعلاج الكورونا من قِبل هيئة الدواء؛ إذ أن الفوائد المعروفة والمحتملة لم تعد تفوق المخاطر.

  • النصائح الأساسية للحامل عند حدوث وباء كورونا:

 إليك بعض النصائح الأساسية لكِ.. سيدتي الحامل عند حدوث الوباء، وهي:

  • تلقي لقاح الكورونا بالجرعة الصحيحة: هو أفضل وسيلة لحماية الأم والطفل.
  • الحامل التي لم تتناول المصل أو لم تأخذ الجرعات كاملة خاصةً في الثلث الأخير من الحمل: لابد أن تتبع إجراءات السلامة، والتباعد الاجتماعي، وتجنب الأماكن المغلقة، ..وغيرها من الإجراءات الاحترازية قدر الإمكان؛ لتفادي حدوث العدوى.
  • تناول فيتامين د: خاصةً أن بعض الأبحاث أثبتت أن الأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين د أكثر عرضةً للإصابة بكورونا.
  • تناول الغذاء الصحي، والفوليك أسيد، وشرب الماء بشكلٍ منتظم، وممارسة المشي، والتمارين الخاصة بالحوامل؛ لرفع المناعة، وتجنب حدوث الجلطات.

لقاح فيروس كورونا والحمل:

لقاح كورونا والحمل

   يُعد لقاح الكورونا هو أفضل حماية للحامل وجنينها؛ إذ أثبتت الدراسات أن الأجسام المضادة التي تتكون عند الأم تصل إلى الجنين؛ لذلك إليكِ بعض التعليمات الهامة، وهي:

  • يؤخذ اللقاح على جرعتين في أوقات منفصلة، ولابد من إكمال الجرعات.
  • يسمح للنساء الحوامل بأخذ اللقاح من عمر 18 عام وأكثر.
  • اللقاح آمن على المرضعات، ويمكن استكمال الرضاعة عند أخذه بدون مشكلة.
  • اللقاح آمن لمن تخطط للحمل، ولا توجد أي أبحاث تدلّ على أن اللقاح يؤثر علي الخصوبة.
  • كيف تتعامل الأم المصابة بفيروس كورونا مع المولود الجديد؟
تعامل الام مع المولود الجديد

   بالرغم من أن الأبحاث الموجودة حتى الآن أوضحت أن نسبة انتقال عدوى كوفيد 19 من الأم للمولود ضعيفة جدًا إلَّا أنه يجب أخذ بعض الاحتياطات في حالة مكوث الطفل مع الأم في نفس الغرفة بالمستشفى، وهي كما يلي:

  • يجب على الأم المصابة غسل اليدين بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل قبل حمل الطفل، وارتداء الكمامة عند الاقتراب من الطفل.
  • يمكن للأم إرضاع الطفل؛ حيث ذكرت الأبحاث -حتى الآن- أن فيروس كورونا لا ينتقل من خلال لبن الأم.
  • يجب على الأم أيضًا تقليل مدة الاحتكاك بالطفل قدر الإمكان حتى يكتمل شفاء الأم، وتنتهي فترة العزل الصحي لها (تستغرق فترة العزل المنزلي حوالي 10 أيام من بداية ظهور الأعراض).
  • لابد من اتباع احتياطات السلامة في المنزل أيضًا، مثل: التعقيم، وغسل اليدين، ومراعاة تقليل الاقتراب من الطفل قدر الإمكان، وإذا لم تتوفر المساعدة من شخص تلقي الجرعات الكاملة من مصل كورونا.
  • يجب عزل الطفل تمامًا عن الأشخاص الآخرين (خاصةً أولئك الذين لم يتلقوا اللقاح)؛ لتجنب نقل أيّ عدوى للطفل من شخصٍ حامل للعدوى أو مُصاب.

   أخيرًا..  يجب على الأم متابعة الطفل باستمرار؛ لمراقبة ظهور أيّ أعراض على الطفل، مثل: الحمى أو الكحة.

  • كيفية تعامل الحامل مع أطفالها (الأكبر سنـًا في مراحل الدراسة  المختلفة) في أثناء حدوث الوباء:
تعامل الحامل مع الأطفال

 إليك بعض النصائح للأم في أثناء جائحة كورونا، وهي:

  1. يذهب الأطفال الصغار إلى مدارسهم بانتظام دون مشكلة.
  2. مراعاة التباعد الاجتماعي بين الحامل والمدرسين، وأولياء الأمور الآخرين (حوالي 2 متر) في أثناء توصيل الأطفال إلى المدرسة، ومراعاة ارتداء الكمامة
  1. عدم دخول الأم الحامل إلى مباني المدرسة قدر الإمكان، وتسليم الأطفال للمسئولين بالخارج.
  2. إتباع إجراءات السلامة، مثل: غسل اليدين، واستخدام معقم اليدين لها ولأطفالها، والتعقيم المستمر لأدواتهم. 

    ختامًا..  ليس هناك داعي للذعر عند التعرض لفيروس كورونا مع الحمل، وإنما يجب فقط اتباع احتياطات السلامة من حيث تطبيق التباعد الاجتماعي والتعقيم، وتلقي اللقاح بجرعة كاملة؛ لتجنب الإصابة بفيروس كورونا أو مضاعفاته في أثناء الحمل أو بعده.

اقرأ أيضًا: 

المصادر:   frontiersin   |  onlinelibrary.wiley

Responses