الغرغرينا | الأعراض والأسباب والعلاج
الغرغرينا تمثل موت أجزاء من الأنسجة الجسمية نتيجة نقص تدفق الدم أو إصابة بعدوى بكتيرية خطيرة. تنتشر هذه الحالة غالبًا في الذراعين والساقين، بما فيها أصابع الأقدام واليدين، وقد تظهر أيضًا في العضلات والأعضاء الداخلية كالمرارة. الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مرافقة مثل مرض السكري أو تصلب الشرايين أكثر عُرضة للإصابة بها. يشمل علاج الغرغرينا إجراء جراحي لاستعادة تدفق الدم وإزالة الأنسجة المتضررة، إضافة إلى استخدام المضادات الحيوية والعلاج بالأكسجين عالي الضغط. يزداد احتمال الشفاء بشكل كبير عند الكشف المبكر عن الحالة والبدء السريع في العلاج.
سوف نتعرف في هذا المقال على:
- ما أعراض الإصابة بالغرغرينا؟
- متى يتوجب عليك زيارة الطبيب؟
- ما أسباب الإصابة بالغرغرينا؟
- ما أنواع عدوى الغرغرينا؟
- ما محفزات الإصابة بالغرغرينا؟
- ما مضاعفات الإصابة بالغرغرينا؟
- ما سبل الوقاية من الغرغرينا؟
- كيف يتم تشخيص الإصابة بالغرغرينا؟
- ما علاج الغرغرينا؟
- كيف تقوم بالتحضير لموعدك مع الطبيب؟
- ماذا تتوقع من طبيبك؟
ما أعراض الإصابة بالغرغرينا؟
عندما تؤثر الغرغرينا على جلدك، فقد تشمل العلامات والأعراض ما يلي:
- تغيرات في لون الجلد تتراوح بين الشاحب والأزرق أو الأرجواني والأسود والبرونزي والأحمر حسب نوع الغرغرينا.
- التورم والالتهاب.
- وجود بثور وقروح.
- ألم شديد يليه شعور بالخدر.
- إفرازات كريهة الرائحة من القروح.
- الجلد الرقيق واللامع.
- الجلد البارد أو الرطب عند اللمس.
- في حال الغرغرينا التي تؤثر على الأنسجة الداخلية مثل الغرغرينا الغازية أو الداخلية، قد تظهر حمى خفيفة وشعور بالتوعك
أما إذا انتشرت الجراثيم التي تسببت في الغرغرينا في جسمك؛ فقد تحدث صدمة إنتانية، وتتضمن علامات الصدمة الإنتانية وأعراضها ما يلي:
- الحمى.
- الارتباك.
- سرعة دقات القلب.
- الدوخة، والدوار.
- ضيق التنفس.
- ضغط الدم المنخفض.
متى يتوجب عليك زيارة الطبيب؟
الغرغرينا هي حالة طبية خطيرة تحتاج إلى علاج طارئ؛ لذا اتصل بطبيبك على الفور إذا كنت تعاني من ألم مستمر، وغير مبرر في أي منطقة من جسمك، مصحوبًا بواحدة، أو أكثر من العلامات والأعراض التالية:
- الحمى المستمرة.
- تغيّرات الجلد، بما في ذلك تغير اللون.
- خروج إفرازات كريهة الرائحة تتسرب من القرحة.
- الألم مفاجئ في موقع جراحة، أو صدمة حديثة.
- البشرة الشاحبة، والصلبة، والباردة، والخدرة.
ما أسباب الإصابة بالغرغرينا؟
تشمل أسباب الغرغرينا ما يلي:
- نقص إمداد الدم: يوفر دمك الأكسجين، والمواد المغذية لجسمك، كما أنه يزود جهازك المناعي بالأجسام المضادة ؛لدرء العدوى، وبدون إمدادات الدم المناسبة لا يمكن لخلاياك البقاء على قيد الحياة، وقد تتحلل أنسجتك.
- العدوى: يمكن أن تسبب العدوى البكتيرية غير المعالجة الغرغرينا.
- الإصابات: يمكن أن تسبب جروح الطلقات النارية، أو الإصابات الناتجة عن حوادث السيارات جروحًا مفتوحة؛ تسمح للبكتيريا بالدخول إلى الجسم، إذا أصابت البكتيريا الأنسجة، وظلت دون علاج، فيمكن أن تحدث الغرغرينا.
ما أنواع عدوى الغرغرينا؟
- الغرغرينا الجافة: يظهر الجلد الجاف والمتقشر بلون بني مائل إلى الأزرق أو الأرجواني أو الأسود، ويحدث غالبًا لدى مرضى السكري وأمراض الأوعية الدموية مثل تصلب الشرايين.
- الغرغرينا الرطبة: تشير إلى الغرغرينا التي تحمل عدوى بكتيرية، مصحوبة بتورم وتقرحات ومظهر رطب. غالبًا تحدث بعد حروق شديدة أو لدى مرضى السكري بشكل غير مقصود، وتتطلب عادة علاجًا فوريًا لأنها تنتشر بسرعة وتشكل خطرًا على الحياة.
- الغرغرينا الغازية: تؤثر عادة في الأنسجة العميقة، وتبدأ بجلد طبيعي قبل أن يتحول لونه إلى رمادي أو أحمر أرجواني، مع ظهور فقاعات وصوت طقطقة عند الضغط، تحدث بسبب عدوى بكتيريا تسمى Clostridium perfringens وتكون مهددة للحياة.
- الغرغرينا الداخلية: تصيب أعضاء مثل الأمعاء أو المرارة وتحدث عادة نتيجة انسداد تدفق الدم، وتكون مميتة إذا لم يتم علاجها.
- الغرغرينا الفورنييه: تؤثر في الأعضاء التناسلية وتشكل خطرًا في منطقة الأعضاء التناسلية والمسالك البولية.
- الغرغرينا ميليني: نوع نادر ينشأ كمضاعفات للجراحة وقد يظهر آفات جلدية مؤلمة بعد فترة من الجراحة.
ما محفزات الإصابة بالغرغرينا؟
هناك عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة بالغرغرينا، وتشمل هذه العوامل ما يلي:
- داء السكري: نقص إنتاج الأنسولين أو مقاومة الجسم له يرفع مستويات السكر في الدم، مما يتسبب في تلف الأوعية الدموية وانخفاض تدفق الدم إلى مناطق مختلفة من الجسم.
- مرض الأوعية الدموية: تصلب وتضيق الشرايين والجلطات الدموية يحدثان منع تدفق الدم إلى مناطق محددة من الجسم.
- الإصابة الشديدة أو الجراحة: يزيد من خطر الإصابة بالغرغرينا، خاصة لأولئك الذين يعانون من ضعف تدفق الدم.
- التدخين: يزيد من عرضة الشخص للإصابة بالغرغرينا.
- البدانة: يمكن أن يضغط الوزن الزائد على الشرايين ويزيد خطر الإصابة بالعدوى وتأخير الشفاء.
- الضعف المناعي: يؤدي إلى ضعف المقاومة ضد العدوى بما في ذلك الغرغرينا.
- الأدوية المحقونة: بعض الأدوية المحقونة قد تسبب عدوى بالبكتيريا المسببة للغرغرينا.
- مضاعفات فيروس كورونا: هناك تقارير قليلة عن احتمالية الإصابة بالغرغرينا بعد مشاكل تخثر الدم المرتبطة بالفيروس، ولكن هذا يحتاج لمزيد من البحث للتأكد من الارتباط.
ما مضاعفات الإصابة بالغرغرينا؟
يمكن أن تؤدي الغرغرينا إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يتم علاجها على الفور، كما يمكن أن تنتشر البكتيريا بسرعة إلى الأنسجة والأعضاء الأخرى، وقد تحتاج إلى إزالة (بتر) جزء من الجسم؛ لإنقاذ حياتك، كما يمكن أن تؤدي إزالة الأنسجة المصابة إلى حدوث ندبات، أو الحاجة إلى جراحة ترميمية.
ما سبل الوقاية من الغرغرينا؟
فيما يلي بعض الاقتراحات؛ لمساعدتك على تقليل خطر الإصابة بالغرغرينا:
- علاج مرض السكري: إذا كنت مصابًا بداء السكري فتأكد من فحص يديك، وقدميك يوميًا بحثًا عن الجروح، والقروح، وعلامات العدوى، مثل :الاحمرار، أو التورم. اطلب من طبيبك فحص يديك، وقدميك مرة واحدة على الأقل في السنة، وحاول الحفاظ على السيطرة على مستويات السكر في الدم.
- فقدان الوزن: إن الوزن الزائد لا يعرضك لخطر الإصابة بمرض السكري فحسب، بل يؤدي أيضًا إلى الضغط على الشرايين؛ مما يقيد تدفق الدم، ويعرضك لخطر العدوى، ويبطئ التئام الجروح.
- توقف عن تناول التبغ: يمكن أن يؤدي الاستخدام المزمن لمنتجات التبغ إلى تلف الأوعية الدموية.
- حاول منع الإلتهابات: اغسل أي جروح مفتوحة بصابون خفيف وماء، وحاول إبقائها نظيفة وجافة؛ حتى تلتئم.
- احترس عندما تنخفض درجة الحرارة: إذا لاحظت أي منطقة من بشرتك أصبحت شاحبة، وقاسية، وباردة، وخدرة بعد التعرض الطويل لدرجات الحرارة الباردة فاتصل بطبيبك.
كيف يتم تشخيص الغرغرينا؟
تشمل الاختبارات المستخدمة؛ للمساعدة في تشخيص الغرغرينا ما يلي:
- تحاليل الدم: عادةً ما يكون ارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء بشكل غير طبيعي علامة على الإصابة بالغرغرينا، وقد يطلب طبيبك أيضًا إجراء اختبارات الدم؛ للبحث عن وجود بكتيريا معينة ،أو جراثيم أخرى.
- زراعة السوائل، أو الأنسجة: قد تُفحص اختبارات السائل من البثور الموجودة على جلدك بحثًا عن البكتيريا التي يمكن أن تسبب الغرغرينا، كما قد ينظر طبيبك إلى عينة من الأنسجة تحت المجهر بحثًا عن علامات موت الخلايا.
- اختبارات التصوير: يمكن أن تُظهر الأشعة السينية، والتصوير المقطعي المحوسب، والتصوير بالرنين المغناطيسي الأعضاء، والأوعية الدموية، والعظام، كما يمكن لطبيبك استخدام نتائج هذه الاختبارات؛ لتحديد مدى انتشار الغرغرينا في جميع أنحاء الجسم.
- الجراحة: يمكن إجراء الجراحة؛ لإلقاء نظرة أفضل داخل الجسم، ومعرفة كمية الأنسجة المصابة.
ما علاج الغرغرينا؟
لا يمكن حفظ الأنسجة التي تضررت بسبب الغرغرينا، ولكن يمكن اتخاذ خطوات؛ لمنع تفاقم الغرغرينا، وكلما حصلت على العلاج بشكل أسرع، كلما كانت فرصتك في الشفاء أفضل، وقد يشمل علاج الغرغرينا الأدوية، أو الجراحة، أو العلاج بالأكسجين عالي الضغط، أو مزيجًا من هذه العلاجات اعتمادًا على شدة حالتك، وتشمل العلاجات المتاحة مايلي:
أولـًا:- العلاج الدوائي:
تُعطى الأدوية التي تُعالج عدوى بكتيرية (المضادات الحيوية) عن طريق الوريد، أو تؤخذ عن طريق الفم، كما يمكن إعطاء مسكنات الألم؛ لتخفيف انزعاجك.
ثانيًا:- الجراحة، أو الإجراءات الأخرى:
اعتمادًا على نوع الغرغرينا التي تعاني منها وشدتها، قد تحتاج إلى أكثر من عملية جراحية، وتشمل جراحة الغرغرينا ما يلي:
- التدبير الجراحي: تُجرى هذه العملية الجراحية لإزالة الأنسجة المصابة ووقف انتشار العدوى. يمكن للطبيب أيضًا إصلاح الأوعية الدموية أو تحسين تدفق الدم بالمنطقة المصابة، بالإضافة إلى وصف مضادات حيوية للتخلص من العدوى.
- البتر: في حالات الغرغرينا الشديدة، قد يتطلب الجزء المتضرر من الجسم – مثل أصابع القدم أو اليد أو أي جزء آخر – عملية استئصال جراحي (البتر). ومن الممكن بعد ذلك توفير بديل صناعي.
- ترقيع الجلد (الجراحة الترميمية): أحيانًا يكون من الضروري جراحيًا إصلاح الجلد التالف أو تحسين مظهر الندبات المرتبطة بالغرغرينا. يُجرى ذلك بواسطة زراعة جلدية، حيث يقوم الطبيب بنقل جلد سليم من منطقة أخرى في جسمك – غالبًا ما يكون غير مرئي – ويوضع بعناية على المنطقة المتضررة. يُثبت الجلد المزروع في مكانه بإحكام وغالبًا لا يمكن إجراء زرع الجلد إلا إذا توفرت كمية كافية من الدم في المنطقة.
ثالثًا:- العلاج بالأكسجين عالي الضغط:
يتم علاج الغرغرينا باستخدام أكسجين عالي الضغط داخل غرفة مضغوطة مملوءة بالأكسجين النقي. يتم زيادة الضغط ببطء داخل الحجرة ليصل إلى ما يقرب من 2.5 مرة الضغط الجوي العادي. هذا التعرض الآمن لضغط عالٍ مع الأكسجين يعمل على تثبيط نمو البكتيريا في الأنسجة التي تعاني من نقص الأكسجين، كما يعزز عملية شفاء الجروح بفاعلية أكبر. عادةً ما يستمر علاج الغرغرينا حوالي 90 دقيقة، وقد تتطلب جلسات علاجية متكررة – ربما ثلاث مرات في اليوم – لحين اختفاء العدوى.
يمكنك أيضًا الإطلاع على:
المصدر: Mayo Clinic
تعليقات