fbpx

اللثة السوداء | أسبابها، وطرق توريدها

   لاشك أن الابتسامة هي أول ما يظهر من الشخص عند الحديث معه؛ لذا كان توريد اللثة من الأمور المهمة التي اتجهت إليها الأنظار في عالم الطب عامةً؛ وعالم طب التجميل خاصةً.. فما توريد اللثة؟ وماذا يعالج؟ وهل يمثل خطورة على صحة الفم والأسنان؟هذا ما سنناقشه في هذا المقال مع معلومات هامة عن طرق توريد اللثة، وعلاج اللثة السوداء.

محتويات المقال

ما توريد اللثة؟

   هو إجراء علاجي لتصحيح لون اللثة السوداء الناتج عن زيادة التصبغ، وقد يتم ذلك بطرق جراحية أو طرق غير جراحية.

ما اللون الطبيعي للثة؟

   يعتمد لون اللثة على عدة عوامل، أهمها: عدد وحجم الأوعية الدموية، وسمك الطبقة الخارجية، والميلانين، ويرتبط لون اللثة -غالبًا- بدرجة لون الجلد ومدى تصبغه، فيتراوح اللون الطبيعي للثة من الوردي إلى الأحمر، وقد يكون بُنيًّا أو أسودًا بصورة طبيعية. 

ما سبب ظهور اللون الأسود في اللثة؟

   يرجع ظهور اللون الأسود إلى عدة عوامل؛ بعضها يتعلق بالعرق، والبعض الآخر يتعلق بالعادات الخاطئة، أو بأمراض أخرى، وهنا سوف نلخص أهم أسباب تؤدي إلى ظهور اللون الأسود، وبالتالي فسوف تحتاج إلى إجراء عملية توريد اللثة.

1/ تصبغ اللثة الفسيولوجي (العرقي)

   يتأثر توزيع الميلانين في اللثة بتغيير البيئة المحيطة، حيث ينتشر زيادة الميلانين في العديد من دول أفريقيا، وآسيا، ودول البحر الأبيض المتوسط، حيث يتواجد الميلانين بصورة أكبر عند أصحاب البشرة الداكنة والشعر الداكن، وهو أكثر حماية من الضوء.

هذا النوع من الصبغ مرتبط بالعرق ولا يوجد له أعراض كما أنه لا يحتاج إلى علاج، وقد يكون في صورة بقع أو يشمل جزءًا فقط من اللثة، مثل: الحليمات اللثوية. 

اللثة السوداء

2/ تصبغ اللثة المرضي

   وهذا يحدث نتيجة لعدة عوامل؛ إما أمراض مناعة، أو أورام، أو عادات صحية خاطئة كالتدخين، ..وغيره.

• أمراض الغدد الصماء، مثل: مرض أديسون

   يؤثر مرض أديسون على الغدة الكظرية؛ وهو مرض مناعي يجعل الجسم يهاجم الغدد؛ مما يسبب قلة في إفراز الهرمونات، فيؤدي إلى عدة أعراض، منها: التعب، وفقدان الوزن، والعطش الزائد عن الطبيعي، كما يؤدي على قلة الشهية، وضعف العضلات، لكن في مراحل المرض المتقدمة يحدث زيادة في تصبغ اللثة والشفاه؛ مما يطلق عليه فرط التصبغ، وهنا يجب التنويه على أنه ليس فقط اللثة والشفاه اللذان يتأثران بل مرض أديسون يؤثر أيضًا على الجلد في أماكن مختلفة من الجسم فنلاحظ بقع على الركبتين، والمفاصل، وراحة اليد، وأماكن الندوب.

يعتبر التصبغ ليس العرض الأخطر لأن مرض أديسون هو مرض مناعي خطير، والإهمال في علاجه يؤدي إلى مضاعفات خطيرة جدًّا تعرف بأزمة الغدة الكظرية؛ وهي حالة طارئة؛ لذا يجب متابعته وتناول العلاج بانتظام.

التدخين

   يؤدي التدخين إلى زيادة صبغات اللثة فيما يعرف بتصبغ المدخن، ويرجع هذا التصبغ إلى أن النيكوتين يؤثر على الخلايا الصبغية التي تصنع الميلانين، ويؤدي إلى إفراز كميات من الميلانين تزيد كثيرًا عن المعتاد، ولهذا السبب نجد عند كثير من المدخنيين تصبغات بنية أو سوداء قد تكون في أجواء من اللثة على شكل بقع أو تشمل الجزء الداخل من الفم كاملًا، وأحيانًا تصيب الجزء السفلي من الفم، وقد وجدت الأبحاث علاقة وثيقة بين الإقلاع عن التدخين وبين تحسن لون اللثة واختفاء البقع الداكنة.

• الدواء

  هناك بعض الأدوية التي لها أعراض جانبية تؤدي إلى تصبغ اللثة باللون البني، مثل: دواء المينوسيكلين الذي يعالج حب الشباب وبعض أنواع العدوى الأخرى، وعند ظهور أي من هذه البقع أثناء تناول الدواء ينصح بالرجوع إلى الطبيب المعالج وتناول علاج بديل. 

• وشم الأملغم

   يحدث كمضاعفة جانبية لحشوات الأسنان المستخدم بها مادة الأملغم حيث يتسرب إلى اللثة، ويعطي اللون الداكن في صورة بقعة رمادية أو سوداء أو زرقاء تحت جلد اللثة، وهي لا تحتاج إلى علاج لعدم خطورتها، كما لا تستلزم إعادة الحشو مرة أخرى.

• التهاب اللثة التقرحي الناخر الحاد

   هو عدوى في اللثة تعرف باسم الفم الخندق، وتؤدي إلى الحمى وآلام اللثة ورائحة فم كريهة للغاية، وهي تحدث بسبب تضاعف نمو البكتيريا في اللثة بسبب إهمال العناية بالفم والأسنان أو اعتماد نظام غذائي غير صحي أو الإجهاد، ومن بين هذه الأعراض قد تظهر تلك التصبغات على حواف اللثة مع زيادة اللعاب والرائحة الكريهة، ويكون علاج التهاب اللثة فعالًا في حالة الإسراع إلى الطبيب الذي يقوم بتنظيف الفم والأسنان، ووصف الأدوية المطلوبة التي قد تشمل: المضادات الحيوية، وغسول للعناية بصحة الفم.

• متلازمة بوتز جيغرز

   هذه المتلازمة تعتبر حالة وراثية تزيد من خطر الإصابة بالسرطان، من أعراضها الأولية: ظهور نمش أو بقع زرقاء أو بنية  داخل الفم أو على الجلد؛ خاصةً اليدين والقدمين، كما يصاحب هذه الأعراض النزيف وانسداد الأمعاء الذي يظهر غالبًا في مرحلة الطفولة. 

• ساركوما كابوزي

  هو الورم الخبيث الأكثر شيوعًا والمرتبط بمرض نقص المناعة البشرية (الإيدز)، ولأنه يصل لكل جزء من الجسم فهو قد يصيب الفم؛ خاصةً اللثة.

ما علاج سواد اللثة؟

   يعتمد علاج لون اللثة السوداء أو ما يعرف بتوريد اللثة على السبب الكامن وراء هذا اللون، ويمكن تلخيص أنواع العلاج والحصول على لثة وردية بمظهر جميل في عدة طرق: 

• الجراحة بالمشرط

   تعتبر هذه الطريقة الأكثر شيوعًا والاقتصادية أيضًا، حيث تتم إزالة التصبغات مع الطبقة الخارجية اللثة باستخدام المشرط الجراحي، فتعطي نتائج جيدة جدًّا، ولكن لا زالت خطورة النزيف موجودة وإعادة التصبغ؛ لذلك يجب الحرص بعد هذه العملية وتغطية المكان لمدة من 7 إلى 10 أيام.

• طريقة التآكل

   هذه طريقة أقل عدائية يتم استخدام سنفرة ماسية صغيرة الحجم على شكل كرة قدم، تتحرك بسرعة عالية لتعرية الجزء الخارجي والمصاب من اللثة، وتأخذ العملية ما يقرب من الساعة وتتميز بنتائج رائعة، لكن قد يعاني المريض من ألم أو نزيف ما بعد العملية.

• الجراحة الكهربائية

   يتم استخدام طاقة كهربية عالية التردد، تمر من خلال النسيج المصاب، فتؤدي إلى تبخر الماء، وبالتالي قطع الأنسجة أو تخثرها، وتتميز هذه العملية بأنها أقل في النزيف، وتحكم أكبر بمقدار القطع، لكنها تحتاج إلى المزيد من الاحترافية في التعامل.

• الليزر

اللثة السوداء

   يعد علاج اللثة السوداء باستخدام الليزر هو الطريق الأحدث والأكثر فعالية ويُحدث نتائج ممتازة، حيث يتميز بقصر وقت العملية، وقلة الألم المصاحبة لها، وزيادة معدل التعافي، لكن على الجانب الآخر تقف التكلفة والاحترافية عائقًا حتى الآن عند العديد من الأشخاص، ويتم خلالها استخدام أنواع مختلفة من الليزر، مثل: ليزر ثاني أكسيد الكربون، وليزر النيوديوم والإربيوم والصمام الثنائي.

• الطرق الكيميائية

   يتم فيها استخدام خليط من الفينول والكحول الذي يسبب ضرر للأنسجة الرخوة وتآكل اللثة مع زيادة الألم، هذا الخليط يؤدي إلى حرق طبقة من اللثة مع إزالة التصبغات.

أسئلة شائعة حول توريد اللثة

• هل اللثة السوداء مضرة؟

   لا، ليست مضرة في كل الحالات فكما سبق وذكرنا أن لها أسباب كثيرة، كما يختلف مدى ضررها حسب العوامل التي أدت إلى تكوين اللثة السوداء.

• هل توريد اللثة مضر؟

  لا، توريد اللثة ليس مضر، لكن يجب الذهاب إلى طبيب متخصص، واختيار طريقة العلاج المناسبة لكل حالة.

• هل تعود اللثة السوداء بعد توريد اللثة؟

   قد يحدث ذلك في حالة استمرار السبب المؤدي إلى سواد اللثة، مثل: التدخين أو بعض الأمراض؛ لذا يراعي الالتزام بكافة تعليمات الطبيب؛ للحصول على نتائج مستمرة. 

 وفي النهاية؛ نود أن نشير إلى أن توريد اللثة عملية اختيارية كما أنها ليست حرجة، فقد يقوم بعملها مَن يشعر بحاجة إلى ذلك، وقد يتقبل الإنسان طبيعته خاصةً إذا كان السبب عرقي فيتعايش معها، وما دام الأمر ليس خطيرًا فهو لا يؤثر على صحة الإنسان العامة، ويبقى الجمال والذوق العام لكل شخص هو الحكم الأخير.

مقترحات القراءة

Responses