الهربس النطاقي (Shingles) | الأعراض والأسباب وطرق العلاج
يُعد الهربس النطاقي عدوى فيروسية تسبب طفحًا جلديًا مؤلمًا؛ يُسببه الفيروس النطاقي الحماقي (varicella-zoster virus)، وهو نفس الفيروس الذي يسبب جدري الماء (chickenpox)، فبعد الإصابة بالجدري المائي يكمن الفيروس بصورة غير نشطة في النسيج العصبي قرب الحبل الشوكي والدماغ، ثم قد ينشط الفيروس بعد سنوات مسببًا مرض الهربس النطاقي.
يمكن أن يصيب الهربس النطاقي الشخص في أي منطقة بالجسم، كما يظهر غالبًا على شريط من البثور يغطي الجسم الأيسر أو الأيمن من جذع الجسم، ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن واحد من ثلاثة أشخاص في الولايات المتحدة الأمريكية سيصاب بالهربس النطاقي خلال مرحلة من مراحل عمره، ويصيب هذا المرض الشخص مرةً واحدة في الحياة، كما يمكن أن يصاب بعض الأشخاص به مرتين لكنه أمر ليس شائع، وكذلك يُعرف الهربس النطاقي -أيضًا- باسم القوباء المنطقية أو الحزام الناري.
محتويات المقال:
- ما أسباب الإصابة بالهربس النطاقي؟
- ما محفزات الإصابة بالهربس النطاقي؟
- ما أعراض الهربس النطاقي (Shingles)؟
- ما مضاعفات مرض الهربس النطاقي؟
- متي يجب عليك زيارة الطبيب؟
- هل الهربس النطاقي معدي؟
- كيف يُشخص الطبيب مرض الهربس النطاقي؟
- كيفية علاج مرض الهربس النطاقي.
- علاج الهربس النطاقي بالأعشاب.
- العلاجات المنزلية التي يمكن اتباعها عند الإصابة بالحزام الناري.
- ما الأطعمة التي يجب أن أتجنبها أثناء إصابتي بالهربس النطاقي؟
- ما الأطعمة التي يجب تناولها أثناء الإصابة بالهربس النطاقي؟
- بعض النصائح المهمة لمرضى الهربس النطاقي.
- الوقاية من مرض الهربس النطاقي.
- ما أسباب الإصابة بالهربس النطاقي؟
عندما يُصاب الشخص بالجدري المائي في مراحل الطفولة يدخل الفيروس إلى الجهاز العصبي بعد التعافي من الجدري ويظل عدة سنوات، كما قد ينشط مجددًا وينتقل في خلال المسارات العصبية إلى الجلد فيسبب الإصابة بالهربس النطاقي، ولكن ليس كل من يصاب بالجدري المائي يصاب بالهربس النطاقي، فمازال سبب الإصابة غير معروف، ولكن قد يكون ذلك بسبب نقص المناعة ضد العدوى مع التقدم في العمر.
- ما محفزات الإصابة بمرض الهربس النطاقي الجلدي؟
يمكن لأي شخص أُصيب بجدري الماء أن يصاب بالهربس النطاقي، وقد أُصيب معظم البالغين بجدري الماء في أثناء طفولتهم قبل ظهور لقاح الأطفال الذي يقي الآن من جدري الماء، وتشمل العوامل التي تزيد خطر الإصابة بالهربس النطاقي ما يلي:
- العمر: يكثر الإصابة بالهربس النطاقي بين الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم الخمسين عامًا، ويزداد خطر الإصابة مع التقدم في العمر.
- الإصابة ببعض الأعراض: مثل: الأمراض التي تُضعف جهاز المناعة، مثل: السرطان، ومرض نقص المناعة البشرية (الإيدز).
- الخضوع للعلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي: يمكن أن يسبب كلًا منهما خفض مقاومة الجسم للأمراض، وتحفيز الإصابة بالهربس (الحزام الناري).
- تناول أدوية معينة: يمكن أن تؤدي الأدوية المخصصة للوقاية من رفض الجسم للأعضاء المزروعة إلى زيادة خطر الإصابة بالهربس النطاقي، مثل: الاستخدام طويل المدى للستيرويدات، مثل: بريدنيزون (Prednisone).
- ما أعراض الهربس النطاقي (Shingles)؟
عادةً ما يؤثر الهربس النطاقي الذي يُعرف -أيضًا- باسم الحزام الناري على جانب واحد من الجسم غالبًا ما يكون الخصر، أو الصدر، أو البطن، أو الظهر، وأيضًا يمكن أن تظهر الأعراض على الوجه، والعينين، والفم، والأذنين، كما يمكن أن يصيب بعض الأعضاء الداخلية. يُعد الألم أول عرض للهربس النطاقي، وقد يكون الألم شديدًا عند بعض الأشخاص بناءًا على موضع الألم، وتشمل الأعراض ومؤشرات المرض ما يلي:
- الألم أو الإحساس بالحرقة أو الوخز.
- طفح جلدي مؤلم يظهر بعد عدة أيام من الألم، ويتقشر عادةً في خلال 7 إلى 10 أيام، ثم يختفي تمامًا في خلال 2 إلى 4 أسابيع.
- حكة في المنطقة المصابة.
- تضخم الغدد الليمفاوية.
- بثور ممتلئة بالسوائل تنفتح، ثم تكون فوقها قشرة.
- الحمى.
- الصداع.
- اضطراب المعدة.
- حساسية من الضوء.
- التعب والإرهاق.
يمكن أن تُشخص الحالة بالخطأ على أنها أعراض مرتبطة بمشكلات في القلب، أو الرئتين، أو الكليتين، وقد يصاب بعض الأشخاص بالهربس النطاقي الجلدي بألم دون أن يصيبهم أي طفح جلدي.
- ما مضاعفات مرض الهربس النطاقي؟
تتضمن مضاعفات مرض الهربس النطاقي ما يلي:
الألم العصبي التالي للهربس:
قد يستمر ألم مرض الهربس لدى بعض الأشخاص مدة طويلة بعد زوال البثور وتعرف هذه الحالة باسم الألم العصبي التالي للهربس،فهي تحدث عند إرسال الألياف العصبية التالفة رسائل ألم متضاربة وشديدة من الجلد إلى الدماغ؛ لذا يُعرف -أيضًا- باسم الهربس العصبي.
فقدان البصر:
قد يسبب الهربس النطاقي التهاب مؤلمة داخل العين أو حولها؛ مما قد يسبب فقدان للرؤية.
مشكلات عصبية:
يمكن أن يسبب مرض الهربس النطاقي التهاب الدماغ، أو شلل الوجه، أو مشكلات في التوازن والسمع على حسب الأعصاب المصابة.
التهاب جلدية:
إذا لم تُعالج البثور بطريقة صحيحة فقد يسبب التهابات جلدية.
كذلك يوجد -أيضًا- بعض المضاعفات ولكنها نادرة الحدوث، مثل:
- مشكلات السمع.
- التهاب الدماغ.
- التهاب رئوي.
- الوفاة.
- متى يجب عليك زيارة الطبيب؟
يجب زيارة الطبيب إذا توقعت إصابتك بمرض الهربس النطاقي، وخاصةً في الحالات الآتية:
- إذا كان الطفح الجلدي منتشرًا ومؤلمًا.
- إذا كان الألم أو الطفح الجلدي قريبًا من العين: فإذا تُرك دون علاج فقد يؤدي إلى ضررٍ دائمٍ في العين (فقدان الرؤية).
- إذا كان العمر 60 عامًا أو أكثر: وذلك لأن حدوث المضاعفات يزيد مع تقدم العمر.
- إذا كنت مصابًا بضعف في جهاز المناعة أو أي من أفراد عائلتك.
- هل الهربس النطاقي معدي؟
يمكن لأي شخص مصاب بمرض الهربس النطاقي أن ينقل فيروس النطاقي الحُماقي لأي شخص آخر ليس لديه مناعة ضد جدري الماء، وتحدث العدوى عادةً من خلال الاتصال المباشر مع القروح المفتوحة الناتجة عن الهربس النطاقي، فعند حدوث العدوى يصاب الشخص بجدري الماء وليس الهربس النطاقي، وقد يكون جدري الماء خطيرًا لبعض الأشخاص.
يظل الشخص ناقلًا للعدوى إلى أن تختفي البثور؛ لذا يجب تجنب الاتصال الجسدي مع أي شخص لم يصاب بجدري الماء من قبل أو لم يتلق لقاح جدري الماء، خاصةً الحوامل، والأطفال، والأشخاص المصابين بضعف المناعة.
- كيف يُشخص الطبيب مرض الهربس النطاقي؟
يشخص الطبيب عادةً مرض الهربس النطاقي بناءًا على مكان الألم والطفح الجلدي والبثور الدالة على الإصابة بالفيروس، كما قد يسحب الطبيب -أيضًا- عينة من الأنسجة أو البثور؛ لفحصها في المعمل.
- كيفية علاج مرض الهربس النطاقي:
لا يمكن علاج الهربس نهائيًا، لكن العلاج بمضادات الفيروسات التي يصفها الطبيب يزيد سرعة التعافي ويقلل خطر حدوث المضاعفات، مثل:
- آسيكلوفير (Acyclovir).
- فامسيكلوفير (Famciclovir).
- فالاسيكلوفير (Valaciclovir).
قد يصف الطبيب بعض الأدوية الأخرى من أجل تخفيف الآلام الحادة التي يشعر بها المريض، ومن هذه الأدوية:
- مضادات التشنج، مثل: الجابابنتين (Gabapentin).
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، مثل: الأميتريبتيلين (Amitriptyline).
- أدوية التخدير التي تتوفر على شكل كريم أو جل، مثل: الليدوكايين (lidocaine).
- الأدوية التي تحتوي على مواد مخدرة، مثل: الكودين (Codeine).
- الحقن التي تحتوي على الكورتيكوستيرويدات.
- لصقة كابسيسين الموضعية.
يستمر الهربس النطاقي عادةً من أسبوعين إلى ستة أسابيع.
- علاج الهربس النطاقي بالأعشاب:
يمكن استخدام بعض الأعشاب في علاج أعراض الحزام الناري، مثل:
- بندق الساحرة: تساعد على تقليل الالتهابات والحكة لدى بعض المصابين بالحزام الناري.
- الجنطيانا: وجد الباحثون أن لها تأثير إيجابي في تخفيف الآلام، وتقليل احتمالية الإصابة بالألم العصبي التالي للهربس.
- بلسم الليمون.
- الشاي الأخضر.
- نبتة سانت جون.
- عشبة القنفذية (Echinacea).
- العلاجات المنزلية التي يمكن اتباعها عند الإصابة بالحزام الناري:
يمكن اتباع بعض العلاجات المنزلية لتخفيف أعراض الحزام الناري، مثل:
الحمامات الباردة:
يساعد أخذ حمام بارد كل يوم على الحفاظ على نظافة القروح والبثور، ويقلل خطر الإصابة بالعدوى، كذلك يساعد على منع الخدش الذي قد يسبب حدوث ندوب، كذلك يجب تجنب استخدام الحمامات المثلجة؛ لأن الثلج قد يزيد حساسية الجلد أو الماء شديد السخونة؛ لأن الماء الساخن يزيد تدفق الدم، ويقلل التئام القروح.
حمام الشوفان:
أثبتت بعض الدراسات أن مستخلص الشوفان يرطب البشرة ويساعد على تهدئتها، وكذلك يساعد على تقليل الالتهابات؛ لاحتوائه على مركبات الفلافونويد (Flavonoids)، والسابونين (Saponins)، وتخفيف الألم والحكة.
الكمادات الباردة:
يساعد وضع الكمادات الباردة على مكان الطفح الجلدي على تخفيف الحكة وتقليل الالتهابات من خلال نقع قطعة قماش في الماء البارد وعصرها، ثم وضعها على مناطق الحكة والألم.
معجون صودا الخبز أو نشا الذرة:
تساعد عجينة صودا الخبز أو نشا الذرة على تخفيف الحكة الناتجة عن الطفح الجلدي من خلال إضافة مقدارين من صودا الخبز أو نشا الذرة إلى مقدار من الماء، ووضع الخليط على المنطقة المصابة من الجلد، ثم يشطف بعد 10 أو 15 دقيقة، وتكرر عدة مرات في اليوم حسب الحاجة.
استخدام الزيوت الأساسية:
يُعد استخدام الزيوت الأساسية واحدة من طرق علاج الحزام الناري؛ لقدرتها على تقليل تهيج الجلد وتسريع عملية الشفاء، وتشمل هذه الزيوت ما يلي:
- زيت شجرة الشاي: له خصائص مضادة للالتهابات، ومضادة للميكروبات، ويعزز التئام الجروح.
- زيت البابونج: يساعد على تجديد خلايا الجلد، كما له خصائص مضادة للالتهابات.
- زيت الأوكالبتوس: له خصائص مضادة للالتهابات، ويزيد سرعة الشفاء.
- زيت جوز الهند: يساعد على تخفيف الحكة والألم في المنطقة المصابة.
استخدام المستحضرات والكريمات المهدئة:
يمكن استخدام بعض المستحضرات والكريمات المهدئة؛ لتخفيف حكة الجلد وتهيجه، مثل: غسول الكالامين (Calamine lotion)، لكنها لا تساعد على تسريع عملية الشفاء، ويجب البعد عن المستحضرات والكريمات التي تحتوي على مواد عطرية؛ لأنها قد تزيد تهيج الجلد.
- ما الأطعمة التي يجب أن أتجنبها أثناء إصابتي بالهربس النطاقي؟
يجب تجنب بعض الأطعمة في أثناء الإصابة بالقوباء المنطقية خاصةً التي تضعف جهاز المناعة، مثل:
- الأطعمة والمشروبات الغنية بالسكر، مثل: الحلويات، والأيس كريم، والمشروبات الغازية، والعصائر المحلاة بالسكر.
- الأطعمة الغنية بالأرجينين؛ وهو حمض أميني يوجد في الشيكولاتة، والمكسرات، والحبوب، والطماطم، وبعض الفاكهة، مثل: العنب، والتوت.
- الأطعمة المقلية، والجاهزة (Fast food)، والأطعمة الغنية بالدهون المشبعة، والمعلبات.
- الأطعمة المصنعة والغنية بالمواد الحافظة، مثل: اللانشون، والهوت دوج، والكاتشاب، والصلصات المعبأة.
- المخبوزات المصنعة من الدقيق الأبيض.
- المشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل: الشاي، والقهوة.
- المشروبات الكحولية.
- ما الأطعمة التي يجب تناولها أثناء الإصابة بالهربس النطاقي؟
يوجد بعض الأطعمة -أيضًا- التي تُحسن جهاز المناعة، وهي الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن التي تساعد الجسم على محاربة الفيروس، مثل:
- الأطعمة الغنية بفيتامين (أ)، مثل: البطاطا الحلوة، والجزر، والبيض، والفلفل الأحمر، والسبانخ، والخضراوات الورقية.
- الأطعمة الغنية بفيتامين (ه)، مثل: سمك السالمون، والأفوكادو.
- وكذلك الأطعمة الغنية بالزنك، مثل: البيض، والأسماك، والجمبري.
- الأطعمة الغنية بفيتامين (ج)، مثل: الليمون، والبرتقال، والجوافة، والكيوي، والأناناس، والكرنب، والبقدونس، والبروكلي.
- الأطعمة الغنية بفيتامين (ب12)، مثل: اللحوم الحمراء، والدواجن، ومنتجات الألبان، والبقوليات.
- بعض النصائح المهمة لمرضى الهربس النطاقي:
إليك -عزيزي القارئ- بعض النصائح التي قد تساعدك عند اتباعها لتجاوز فترة المرض، مثل:
- ارتداء الملابس الواسعة المصنوعة من أقمشة لا تُهيج الجلد.
- البعد عن التوتر قدر الإمكان، واتباع طرق الاسترخاء، مثل: ممارسة اليوجا.
- الإقلاع عن التدخين.
- اتباع نظام غذائي صحي، والبعد عن الأطعمة التي تُضعف جهاز المناعة.
- ممارسة التمارين الرياضية البسيطة، مثل: المشي.
- الوقاية من مرض الهربس النطاقي:
قد يساعد لقاح الهربس النطاقي في الوقاية من الإصابة به، وقد اعتمدت إدارة الغذاء والدواء عام 2017 لقاح شينجريكس (Shingrex)؛ وهو لقاح غير حي مصنوع من أجزاء من فيروس الهربس النطاقي، يُعطى هذا اللقاح على جرعتين على أن تكون المدة الفاصلة بينها من شهرين إلى 6 أشهر.
وتشير بعض الأبحاث إلى أن لقاح شينجركس يحمي الشخص من الإصابة بالحزام الناري مدة أكثر من 5 سنوات، وهو لقاح معتمد وموصى به للحالات الآتية:
- الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم أكثر من 50 عامًا.
- الذين أُصيبوا في السابق بالحزام الناري.
- الذين تلقوا لقاح جدري الماء.
ويجب عدم أخذ اللقاح في الحالات الآتية:
- الأشخاص الذين يعانون من رد فعل تحسسي تجاه أي من مكونات اللقاح.
- مريض مصاب بالحزام الناري حاليًا.
- الحوامل.
- إذا كان الشخص مصاب بأي مرض؛ فيجب عليه الانتظار حتى التعافي، ثم الحصول على اللقاح.
وتشمل الآثار الجانبية للقاح الأكثرشيوعًا مايلي:
- احمرار وتورم في موضع الحقن.
- الصداع.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- آلام عند لمس موضع الحقن.
- الشعور بحكة في موضع الحقن.
يمكنك الاطلاع أيضًا على:
المصادر: mayo clinic–NHS–Web md–CDC
تعليقات