انخفاض مؤشرات الصحة النفسية أثناء الموجة الثانية للوباء
انخفضت الحالة النفسية عند الجنسين أثناء فترة الإغلاق الكلي في الموجة الأولى لفيروس كورونا في الدنمارك في ربيع عام 2020 , حيث كانت النساء هن الأكثر تأثرا. لكن أثناء الموجة الثانية كانت الحالة النفسية بشكل عام لدى الجنسين منخفضة, لكن كان الرجال هم الأكثر تأثرا هذه المرة.
كانت تلك نتائج استبيان قام به دكتور دينسين أوستيرجارد, وهو بروفيسور في قسم الطب الإكلينيكي بمستشفى جامعة آرهوس للصحة النفسية بالدنمارك. ويعتبر هذا الاستبيان واحدا من ثلاثة استبيانات لفحص الحالة النفسية للدنماركيين أثناء الوباء. كان الاستبان الأول أثناء فترة الغلق الكلي في الربيع, وكان الثاني في نهاية إبريل بعد انخفاض معدل انتشار العدوى, وتم القيام بالثالت ونشره مؤخرا أثناء الفترة بين 20 نوفمبر و 8ديسمبر العام الماضي. نُشرت نتائج الاستبيانات الثلاثة في مجلة Acta Neuropsychiatrica.
قال دكتور دينسين” رأينا أن الحالة النفسية العامة عند الرجال أقل في الفترة بين نوفمبر وديسمبر مقارنة بفترة الإغلاق الشامل في الربيع, بينما حدث عكس ذلك عند النساء” .
كان مؤشر السعادة الخاص بمنظمة الصحة العالمية يستخدمه الأطباء لتقييم الحالة النفسية للناس. كانت نتائج المؤشر المكون من خمسة أسئلة تتراوح بين 0 و 100, حيث تشير الأرقام الكبيرة إلى الحالة النفسية الجيدة, وتشير الأرقام أقل من 50 إلى احتمالية التعرض للاكتئاب.
شرح دكتور دينسين وجود انخفاض في نتائج المؤشر بمقدار 4 نقاط عند الرجال و 2.5 عند النساء في فترة نوفمبر وديسمبر وذلك مقارنة بالتقييم الثاني بشهر إبريل. ومقارنة بالتقييم الأول بنهاية شهر مارس الماضي أثناء ذروة الموجة الأولى, ارتفعت قليلا الحالة النفسية عند النساء بينما انخفضت بشكل ملحوظ عند الرجال. وما زالت هناك المزيد من النساء نتائجها أقل من 50 في التقييم الأخير.
قال دكتور دينسين “لا يمكننا التأكيد على أن فترة وباء فيروس كورونا هي السبب في التباينات التي نراها في الحالة النفسية لكن نتائجنا تتطابق مع ذلك. يلعب أيضا دخول فصل الشتاء دورا, حيث زادت نسب الدنماركيين المشخصين بالاكتئاب بشكل ملحوظ مع بداية الشتاء. أوضح أيضا أنه بالرغم من مرور النساء بشكل خاص بتغيرات موسمية في المزاج, إلا أن هذا التفسير لا يتطابق مع النتيجة التي أظهرت انخفاضا أكثر في الحالة النفسية بين الرجال أثناء الموجة الثانية من وباء فيروس كورونا”.
قال جينسين “بالرغم من نتائجنا المثيرة للاهتمام, إلا أننا لا نستطيع تحديد الآلية الأساسية المبنية عليها تلك البيانات. ربما لها علاقة بالشكوك حول الوظائف. فقد تأثر سوق العمل سلبيا بالوباء, خاصة القطاع الخاص الذي يستحوذ عليه الرجال أكثر, ويكمن ذلك في تساؤلات الرجال حول فرص العمل وموقف الحالة الاقتصادية لعائلاتهم مقارنة بالنساء”.
المصدر: اكسبرس
تعليقات