باحثون | تليف منظم ضربات القلب قد يكون السبب وراء قصور القلب
يمتلك الباحثون في مركز ويكسنر الطبي التابع لجامعة ولاية أوهايو رؤى جديدة حول كيفية تأثر العقدة الجيبية الأذينية في القلب (SAN)، والتي تعد المنظم الطبيعي لضربات القلب، والإشارات الكهربية التي تطلقها أثناء مرض قصور القلب .
ترسل العقدة الجيبية الأذينية إشارات كهربية عبر جدران القلب، مما يؤدي إلى انقباضه وضخ الدم خلال الشرايين.
ركز العلماء في معهد دوروثي إم ديفيس لأبحاث القلب والرئة في جامعة ولاية أوهايو ومركز بوب وكوروين فريك للفشل القلبي وعدم انتظام ضربات القلب، على خلايا الأرومة الليفية الخاصة بالعقدة الجيبية الأذينية ، وهي خلايا تولد النسيج الضام، وتساعد على التئام الجروح وإنتاج الكولاجين .
باستخدام القلوب البشرية المزروعة، وجد الباحثون أن خلايا العقدة الجيبية الأذينية الليفية في القلوب المريضة كانت أكثر عرضة للإصابة بالتليف وأنواع أكثر كثافة، بالمقارنة بالقلوب السليمة. هذا يمكن أن يضعف توصيل الإشارات الكهربية إلى الأذينين .
بعد إنشاء قاعدة بيانات شاملة للبروتينات والجينات الموجودة في شبكات العقدة الجيبية الأذينية العليلة والسليمة، حدد الباحثون بروتينات معينة وخلايا ليفية عضلية موجودة فقط في تشريح القلوب المريضة.
يقدم البحث المنشور في فصل الدورة الدموية لجمعية القلب الأمريكية إطاراً متكاملاً للدراسات المستقبلية لفحص دور التليف الخاص بـالعقدة الجيبية الأذينية في تنظيم ضربات القلب وعدم انتظامها. يكمن الأمل في أن تساعد هذه النتائج في تطوير علاجات جديدة لقصور القلب، والذي يصيب حوالي 6.2 مليون بالغ في الولايات المتحدة.
اقرأ أيضًا : ما يجب أن تعرفه المرأة عن صحة القلب
قال د.فاديم فيدوروف ، أستاذ علم وظائف الأعضاء وبيولوجيا الخلية في كلية الطب بجامعة ولاية أوهايو، وكبير ناشري البحث، “لم يُعرف الكثير عن الخلايا الليفية الموجودة في العقدة الجيبية الأذينية البشرية، فهذه هي الدراسة الأولى لفحص الخلايا الليفية بالعقدة الجيبية الأذينية لتحديد ما إذا كانت هناك خصائص تمكنها بشكل فريد من إفراز والحفاظ على المستويات العالية من النسيج الضام الموجود في تلك العقدة. نحن نعلم أن العقدة الجيبية الأذينية في البالغين الأصحاء مكونة من 45٪ من نسيج ضام كثيف . عندما يرتفع هذا الرقم إلى 50٪ أو أكثر، تبدأ في رؤية خلل وظيفي بالعقدة الجيبية الأذينية، ويلزم زرع منظم صناعي لضربات القلب لاستعادة انتظام إيقاع القلب.”
هناك حاجة لدراسات جديدة لتحديد ما إذا كان تثبيط أو تحفيز أحد البروتينات المحددة أثناء تدهور وظائف القلب، يمكن أن يمنع بعض الخلل الوظيفي في العقدة الجيبية الأذينية ويقلل من الحاجة إلى أجهزة تنظيم ضربات القلب.
قال د.فيدوروف : “نعلم أن هذه الخلايا الليفية مهمة للنشاط الطبيعي للعقدة الجيبية الأذينية، إذ تشبه العقدة الجيبية الأذينية بطارية السيارة، لكي تعمل السيارة، تحتاج إلى بطارية وأسلاك معزولة للتوصيل الجيد. تولد العقدة الجيبية الأذينية إشارة كهربائية وتوصلها إلى الأذين عبر مسار من الخلايا. ولكن إذا كان لديك الكثير من التليف حول هذه الخلايا، قد تتعطل تلك الإشارة، مما يؤدي إلى دقات قلب بطيئة للغاية أو غير منتظمة.”
قالت د.أنورادها كالياناسوندارام ، عالمة الأبحاث في قسم علم وظائف الأعضاء وبيولوجيا الخلية في ولاية أوهايو، “لا يمكن أن يتوفر علاج فعال لمرضى اضطراب النظم القلبي إلا من خلال فهمنا الواضح لكيفية عمل الأعضاء على المستوى الخلوي. ”
استخدم الباحثون قلوبًا بشرية تبرعت بها عائلات متبرعة بالأعضاء من خلال مؤسسة Lifeline في ولاية أوهايو ومرضى قصور القلب في مركز ولاية أوهايو ويكسنر الطبي قسم جراحة القلب.
قال د.بيتر موهلر ، رئيس الفريق العلمي لمركز ولاية أوهايو ويكسنر الطبي، ونائب عميد الأبحاث في كلية الطب بولاية أوهايو ومدير معهد ديفيس لأبحاث القلب والرئة، “تمثل هذه النتائج أهمية لأنه حتى الآن، لم يُعرف أي شيء عن الخلايا الليفية التي تحافظ على بيئة العقدة الجيبية الأذينية الليفية بطبيعتها.”
يمكن استخدام مجموعات البيانات الشاملة الخاصة بالخلايا الأرومة الليفية البشرية لتحديد مدى أهمية المحتوى الليفي داخل العقدة بالنسبة لوظيفة منظم ضربات القلب الطبيعي، العقدة الجيبية الأذينية، ولأجل تصميم أجهزة تنظيم ضربات القلب البيولوجية.
تعليقات