تجلط (خثار) الجيوب الكهفية | الأسباب والأعراض وطرق العلاج
يعد تجلط (خثار) الجيوب الكهفية حالة نادرة جدًا تهدد الحياة، ويمكن أن تصيب البالغين والأطفال، ففي تجلط الجيوب الكهفية تقوم الجلطة الدموية بسدّ الوريد الذي يمر عبر فراغ مجوّف أسفل الدماغ وخلف تجويف العين، فتحمل هذه الأوردة الدم من الوجه للعودة إلى القلب، وعادةً ما يكون سبب تجلط الجيوب الكهفية هو العدوى، لكن قد تلعب عوامل أخرى دورًا فيها؛ لذلك يعد تجلط الجيوب الكهفية حالة خطيرة؛ فهو يسبب الموت في ما يصل إلى 30٪ من الحالات.
محتويات المقال:
- ما هي الجيوب الكهفية؟
- ما أعراض تجلط الجيوب الكهفية؟
- متى تطلب المشورة الطبية؟
- ما أسباب تجلط الجيوب الكهفية؟
- كيف يتم تشخيص تجلط الجيوب الكهفية؟
- كيف يتم علاج تجلط الجيوب الكهفية؟
- ما مدة علاج تجلط الجيوب الأنفية؟
- ما مضاعفات تجلط الجيوب الكهفية؟
- مقترحات القراءة
- المصدر
ما هي الجيوب الكهفية؟
الجيوب الكهفية عبارة عن سلسلة من الفراغات المجوفة الموجودة أسفل الجزء السفلي من الدماغ، وخلف كل محجر عين يشكل كل منها وريدًا رئيسًا يمثل جزء من شبكة من الجيوب الأنفية التي تصب في نهاية المطاف في الأوردة الوداجية، والتي تنقل الدم بعيدًا عن الدماغ.
ما أعراض تجلط الجيوب الكهفية؟
أكثر الأعراض الأولية شيوعًا لتجلط الجيوب الكهفية هو الصداع، ويتطور هذا عادةً على شكل ألمٍ حاد يقع خلف أو حول العينين ويزداد سوءًا بمرور الوقت، فغالبًا ما تبدأ الأعراض في غضون أيام قليلة من الإصابة بعدوى في الوجه أو الجمجمة، مثل: التهاب الجيوب الأنفية أو الدمل، ويمكن أن يستغرق الأمر عدة أيام أو حتى أسابيع قبل ظهور أعراض إضافية بعد بدء الصداع، وفي حالات نادرة جدًا يمكن أن يحدث تجلط الجيوب الكهفية بعد تناول بعض أنواع لقاح فيروس كورونا (COVID-19) فإذا حدث هذا يمكن أن تظهر الأعراض بين 4 أيام و 4 أسابيع بعد التطعيم.
العيون: في معظم حالات تجلط الجيوب الكهفية تتأثر العيون، فقد تواجه:
- تورم وانتفاخ العينين: يبدأ هذا عادةً في عين ثم ينتشر إلى العين الأخرى بعد فترة وجيزة.
- احمرار العيون.
- ألم في العين: يمكن أن يكون شديدًا.
- مشكلات في الرؤية: مثل: الرؤية المزدوجة، أو عدم وضوح الرؤية.
- صعوبة تحريك العينين.
- تدلى الجفون.
أعراض أخرى: تشمل الأعراض الأخرى لتجلط الجيوب الكهفية ما يلي:
- ارتفاع حرارة الجسم.
- التقيؤ.
- نوبات.
- تغيرات في الحالة العقلية: مثل: الشعور بالارتباك الشديد.
تحدث هذه الأعراض عادةً في حالة ترك تجلط الجيوب الكهفية دون علاج، أو إذا انتشرت العدوى المسببة للحالة في جميع أنحاء الجسم، وبدون علاج سيصاب معظم الأشخاص المصابين بتجلط الجيوب الكهفية بالنعاس بشكلٍ متزايدٍ ويسقطون في النهاية في غيبوبة.
متى تطلب المشورة الطبية؟
اتصل برقم الطوارئ على الفور إذا واجهت:
- صداع شديد لا يزول بمسكنات الألم، كما أنه يزداد سوءًا.
- صداع يزداد سوءًا عند الاستلقاء أو الانحناء.
- صداع غير معتاد بالنسبة لك، ويحدث ذلك مع عدم وضوح الرؤية، والشعور بالمرض، ومشكلات في التحدث، والضعف، والنعاس، أو النوبات.
- ألم في العين، أو تورم في إحدى العينين أو كلتيهما.
- طفح جلدي يشبه كدمات صغيرة، أو نزيف تحت الجلد.
- ضيق في التنفس، أو ألم في الصدر، أو تورم في الساق، أو ألم بطني مستمر.
في حين أنه من غير المحتمل أن يكون سببها تجلط الجيوب الكهفية فإن هذه الأعراض تحتاج إلى مزيد من التحقيق، وفي حالات نادرة جدًا قد تظهر هذه الأعراض من حوالي 4 أيام إلى 4 أسابيع بعد التطعيم بلقاح فيروس كورونا (COVID-19)؛ لذا يجب عليك -أيضًا- الاتصال بطبيب عام إذا ظهرت عليك أيّ من أعراض العين الموضحة أعلاه.
ما أسباب تجلط الجيوب الكهفية؟
عادةً ما ينتج تجلط الجيوب الكهفية عن عدوى بكتيرية تنتشر من منطقة أخرى من الوجه أو الجمجمة، وتنجم العديد من الحالات عن عدوى بكتيريا المكورات العنقودية والتي يمكن أن تسبب:
- التهاب الجيوب الأنفية: التهاب في التجاويف الصغيرة خلف عظام الخد والجبهة.
- دمامل: كتل حمراء مؤلمة تتطور في موقع بصيلات الشعر المصابة (الضغط على البثور، فمن الممكن أن يزيد من خطر انتشار العدوى).
يعاني معظم الأشخاص من إحدى هذه الحالات قبل الإصابة بتجلط الجيوب الكهفية، ومع ذلك فإن الدمامل والتهاب الجيوب الأنفية شائعان، ونادرًا ما يؤديان إلى تجلط الجيوب الكهفية.
الجلطة الدموية: في معظم حالات تجلط الجيوب الكهفية تتشكل جلطة دموية في الجيوب الكهفية؛ لمحاولة منع انتشار البكتيريا في الجسم ويُعرف هذا باسم التخثر، ومع ذلك فإن الجلطة عادةً ما تمنع تدفق الدم بعيدًا عن الدماغ؛ مما يزيد من الضغط في الجيوب الكهفية، ويمكن أن يتلف الدماغ والعينين والأعصاب الموجودة بينهما، بالإضافة إلى ذلك -غالبًا- ما تكون الجلطة الدموية غير قادرة على منع انتشار العدوى، فإذا تُركت الحالة دون علاج فيمكن أن تنتشر العدوى عبر مجرى الدم مسببة تسمم الدم (تعفن الدم).
أسباب أخرى: وهي أقل شيوعًا، فيمكن أن تتطور جلطة دموية في الجيوب الكهفية بسبب:
- إصابة شديدة في الرأس.
- عدوى تنتشر من الأسنان أو اللثة (خراج الأسنان).
- عدوى فطرية.
- حالة صحية أو عامل أساسي آخر يجعلك أكثر عرضةً لجلطات الدم؛ وأكثرها شيوعًا هو الحمل.
- الحالات التي تسبب التهابًا يتطور داخل الجسم، مثل: مرض الذئبة، أو مرض بهجت.
- بعض أنواع الأدوية، مثل: حبوب منع الحمل بالرغم من ندرة حدوث ذلك.
- أحد مضاعفات عدوى فيروس كورونا (كوفيد -19).
- عرض جانبي نادر جدًا بعد تناول بعض أنواع لقاح كورونا | COVID-19.
كيف يتم تشخيص تجلط الجيوب الكهفية؟
قد يطلب الأطباء إجراء فحوصات للدماغ، بما في ذلك: التصوير بالأشعة المقطعية، والتصوير بالرنين المغناطيسي؛ للبحث عن تجلط الجيوب الكهفية، كما يمكنهم -أيضًا- إجراء اختبار الدم أو السائل النخاعي؛ للتحقق من علامات العدوى.
كيف يتم علاج تجلط الجيوب الكهفية؟
يحتاج تجلط الجيوب الكهفية إلى العلاج في المستشفى، وفي معظم الحالات ستتم معالجتك في وحدة العناية المركزة بحيث يمكن مراقبتك عن كثب.
المضادات الحيوية
المضادات الحيوية هي العلاج الرئيس لتجلط الجيوب الكهفية، وسيبدأ العلاج في أقرب وقت ممكن حتى قبل أن تؤكد الاختبارات ما إذا كانت العدوى البكتيرية مسؤولةأم لا، فإذا أظهرت الاختبارات لاحقًا أن العدوى البكتيرية لا تسبب الحالة فقد يتم إيقاف العلاج بالمضادات الحيوية. سيحتاج معظم الأشخاص إلى مضادات حيوية لبضعة أسابيع لضمان إزالة العدوى تمامًا من أجسامهم، كما سيتم إعطاء المضادات الحيوية بالتنقيط في الوريد المتصل مباشرةً بأحد الأوردة، كما قد يعاني بعض الأشخاص من آثار جانبية عند تناول المضادات الحيوية، هذه الأعراض خفيفة بشكلٍ عام، ويمكنها أن تشمل الإسهال، والغثيان، والطفح الجلدي.
مضادات التخثر
قد تحصل -أيضًا- على دواء يسمى الهيبارين؛ للمساعدة في إذابة الجلطة، ومنع حدوث المزيد من الجلطات، فالهيبارين دواء مضاد للتخثر مما يعني أنه يجعل الدم أقل لزوجة، كما قد يحتاج بعض الأشخاص -أيضًا- إلى تناول أقراص مضادة للتخثر لبضعة أشهر أو أكثر بعد مغادرة المستشفى.
الستيرويدات القشرية
يُعطى بعض الأشخاص -أيضًا- أدوية الستيرويد (الكورتيكوستيرويدات)، فيمكن أن تقلل الستيرويدات القشرية من الالتهاب والتورم في جسمك.
التصريف الجراحي
إذا كانت أعراض تجلط الجيوب الكهفية ناجمة عن عدوى تنتشر من دمل أو التهاب الجيوب الأنفية، فقد يكون من الضروري تصريف القيح من هذا الموقع، ويمكن القيام بذلك إما باستخدام إبرة أو أثناء الجراحة.
ما مدة علاج تجلط الجيوب الأنفية؟
عادةً ما تكون عدة أسابيع من العلاج بالمضادات الحيوية ضرورية لضمان إزالة العدوى، ومع ذلك قد يستغرق التعافي تمامًا وقتًا طويلًا، فقد يستغرق الأمر عدة أشهر قبل أن تكون بصحةٍ جيدة بما يكفي لمغادرة المستشفى.
ما مضاعفات تجلط الجيوب الكهفية؟
قد يموت ما يصل إلى 1 من كل 3 أشخاص مصابين بتجلط الجيوب الكهفية، كما يظل يعاني بعض الأشخاص الذين نجوا من المرض من أعراض مستمرة، مثل: النوبات والصداع الشديد، كما يمكن أن يسبب -أيضًا- مشكلات أخرى في الرؤية، والجلطات الدموية، والالتهابات.
مشكلات في الرؤية: تعتبر مشكلات الرؤية من المضاعفات الشائعة لتجلط الجيوب الكهفية، فقد يعاني بعض الأشخاص بنسب متفاوتة من ضعف البصر الدائم على الرغم من أن العمى الدائم غير شائع.
جلطات الدم: هناك -أيضًا- خطر من حدوث جلطة دموية أخرى في مكان آخر من الجسم، على سبيل المثال:
- في الساقين: وهذا ما يُعرف بتخثر الأوردة العميقة (DVT).
- في الرئتين: وهذا ما يعرف بالانسداد الرئوي.
- في الدماغ: هذا يسبب سكتة دماغية.
هذه الحالات خطيرة للغاية، كما يمكن أن تكون قاتلة.
العدوى: يمكن أن تحدث المضاعفات -أيضًا- إذا انتشرت العدوى خارج الجيوب الكهفية، فيمكن أن تشمل هذه المضاعفات:
- التهاب السحايا: عدوى تصيب الطبقة الخارجية الواقية من الدماغ والتي يمكن أن تسبب أعراضًا، مثل: تصلب الرقبة، والارتباك الذهني، والحساسية للضوء.
- تعفن الدم أو تسمم الدم: يمكن أن يسبب ذلك أعراضًا، مثل: القشعريرة، وسرعة ضربات القلب، والتنفس السريع.
كلتا الحالتين خطيرة للغاية ويمكن أن تكون قاتلة خاصةً إذا لم يتم علاجها على الفور.
تعليقات