تعرف على الفرق بين البرص والبهاق
الجلد هو مرآة الجسم وأيُّ شذوذٍ يطرأ عليه سيلاحظُه المريض والأشخاص من حوله، وما يعطي جلدنا لونَه هو صباغ الميلانبن الذي يُنتج من الخلايا الميلانينية، وعندما تحدث زيادة في التّصبّغ يصبح الجلد بلون غامق، أمّا عندما يحدث نقص تصبّغ يصبح الجلد فاتحًا، وهذه الاضطرابات نراها في كلّ من: البُهاق، والبرص (المَهَق)، ..وغيرهما الكثير من الأمراض الجلديّة؛ لذا سنتعرّف في هذا المقال على الفرق بين البرص والبهاق.
محتويات المقال:
- ما الآليّة الإمراضيّة لكلٍ من البرص والبُهاق؟
- كيف يتظاهر كلّ من البرص والبهاق؟
- ما علامات بداية البرص؟ وما أنواعه؟
- أمّا بالنسبة للبهاق فيجب أن نعلم.. ما سبب ظهور البهاق المفاجئ؟
- كيف يكون شكل البرص؟
- ما شكل البهاق في بدايته؟
- المضاعفات
- عوامل الخطر
- التّشخيص
- العلاج
- ما الأمراض التي قد تترافق مع البهاق؟
- مقالات ذات صلة
ما الآليّة الإمراضيّة لكلٍ من البرص والبُهاق؟
البرص (أو المَهَق) هو اضطراب وراثي نادر ينجم عنه غياب الأنزيم المسؤول عن إنتاج الميلانين؛ مما يؤدّي إلى نقص تصبّغ الجلد والشّعر والعيون بشكلٍ أساسي، كما يصاحبه أحيانًا ضعف البصر.
يتعلّق احتمال إصابة الأطفال فيما إذا كان أحد الوالدين أو كلاها مصاب أو حامل للمرض، وغالبًا حتّى يحدث المهق يجب أن يكون كلا الوالدين حاملًا للمرض؛ لأنه ينتقل بصفة وراثية متنحية، وهناك نوعٌ يصيب العيين مرتبط بالصّبغي الجنسي X يصيب الأطفال الذكور.
أمّا بالنسبة للبُهاق فهو مرض جلدي سببه مناعي ذاتي، إذ تهاجم أضدادنا المناعيّة خلايا الجسم الصباغية الذّاتية وتدمرها؛ ما ينتج عنها فقدان اصطباغ عدّة مناطق من الجلد والأغشية المخاطية، ويترافق مع أمراض مناعة ذاتيّة أخرى، كما يوجد استعداد وراثي فقط لكنّه لا ينتقل بنمط وراثة معيّن، ويمكن أن يصيب أيّ منطقة من الجسم ولا يقتصر على الجلد فقط، فكل من البرص والبُهاق مرض غير معدي، لكنهما يختلفان في التّظاهرات السريرية، والآليّة الإمراضية.
كيف يتظاهر كلّ من البرص والبهاق؟
بدايةً لكي نتعرّف على الفرق بين البرص والبهاق يجب أن نعلم عدّة نقاط، هيَ:
ما علامات بداية البرص؟ وما أنواعه؟
-كما ذكرنا سابقًا- فإنّ المهق ينتقل بالوراثة، ثم يظهر إمّا على شكل مهق عيني جلدي، أو مهق عيني فقط، أو متلازمة هيرمانسكي بودلاك، أو شدياق-هيجاشيز.
وبدوره يُقسم المهق العيني الجلدي إلى عدّة أنماط فرعية؛ يتمتّع أفراد النّمط الأول ببشرة شاحبة جدًا، وشعر وعيون فاتحين اللون، بينما يُنتج أفراد النّمط الثّاني بعض الصباغ فيكون لديهم بشرة فاتحة، وقد يكون شعرهم أصفر أو أشقر أو بنّي فاتح.
أمّا المهق العيني فيحدث بشكل حصري تقريبًا عند الذّكور، ويكون عندهم نقص اصطباغ بالشبكية والقزحية، ولا تؤثّر الحالة على الجلد أو الشعر.
أمّا بالنسبة للبهاق فيجب أن نعلم.. ما سبب ظهور البهاق المفاجئ؟
البهاق هو مرض مناعي ذاتي يُعرف بالتّعرض لعوامل معينة، مثل: الجروح، وحروق الشمس، والتوتّر، والتعرض للكاويات، والسموم، والتغيّرات الهرمونية، وبعد الولادة.
ويتظاهر على شكل بهاق قطعي او غير قطعي؛ يميل البهاق القطعي إلى التطوّر بشكل أسرع، وتظهر البقع البيضاء على جانب واحد من الجسم، لكنّه أقل شيوعًا، بينما يصيب البهاق غير القطعي بقعًا متناظرة على جانبي الجسم وهو النوع الأكثر شيوعًا، وفي حالات نادرة من الممكن أن يؤثّر البهاق على الجسم بأكمله، وهذا ما يُعرف بالبهاق الشّامل.
كيف يكون شكل البرص؟
يبدو على الأفراد المصابين بالمهق شعرًا أبيض وبشرة فاتحة، وفي بعض الحالات تكون البشرة بلون بنّي فاتح مع وجود نمش، كما يتدرّج لون الشعر من الأبيض الناصع إلى البنّي، وما يميّز المصابون بالمهق هو عدم القدرة على اكتساب السّمرة حتّى مع التعرض لأشعة الشمس، وغالبًا ما تكون الرّموش والحواجب شاحبة اللون، ويتدرج لون العينين من الأزرق الفاتح جدًا إلى البنّي، كذلك يمكن أن يتظاهر على شكل كدمات ونزوف في سياق متلازمة هيرمانسكي بودلاك.
ما شكل البهاق في بدايته؟
يتميّز البهاق بظهور بقع بيضاء ناعمة على الجلد قد تكون حاكّة والذي يظهر عادةً لأوّل مرة على اليدين، والوجه، والإبطين، والمناطق المحيطة بفتحات الجسم، والأعضاء التناسلية، كما أنه يشيب الشعر أو اللحية أو الرّموش باكرًا، أيضًا يتظاهر كذلك ببقع على الأغشية المخاطية.
وغالبًا ما يبدأ البهاق كبقعة شاحبة من الجلد تتحول تدريجيًا إلى اللون الأبيض بالكامل، وقد يكون مركز البقعة أبيض اللون مع وجود جلد شاحب حوله، فإذا كانت هناك أوعية دمويّة تحت الجلد فقد تكون البقعة وردية قليلًا وليست بيضاء.
وتختلف الحالة من شخص لآخر؛ إذ تظهر على بعض الأشخاص بضع بقع بيضاء صغيرة فقط، لكن تظهر على البعض الآخر بقع بيضاء أكبر تتجمّع عبر مساحات كبيرة من الجلد، وعادةً ما تكون دائمة.
المضاعفات
لنتعرّف الآن معًا على المضاعفات التي قد تصيب مرضى البرص والبُهاق.
مضاعفات المَهق
- يحترق الجلد بسهولة تحت أشعة الشّمس؛ ما يزيد من احتمال الإصابة بسرطان الجلد.
- مشاكل في الرؤية، مثل: الحول، والرأرأة، ورهاب الضوء، وضعف الرؤية، أو العمى.
- مشاكل اجتماعية وعاطفية.
مضاعفات البُهاق
- حروق الشّمس.
- مشاكل في العين، مثل: التهاب القزحية، والتهاب العنبة.
- فقدان السمع الجزئي.
- مشاكل نفسيّة، وتأثيرات على الصحّة العقلية.
عوامل الخطر
عوامل الخطر للإصابة بالبهاق
- وجود قصّة عائلية أو شخصية للأمراض المناعي الذاتيّة.
- التعرض المتكرر للمواد الكيميائية الحاوية على الفينول.
عوامل الخطر للإصابة بالمهق
- إذا كان كلا الوالدين حاملًا للجين.
- إذا كان أحد الوالدين حاملًا للجين المرتبط بالصبغي X.
التّشخيص
تشخيص البهاق
- فحص سريري، وقصة مرضيّة، والسؤال عن التعرض لعوامل محرّضة.
- مصباح وود يميز البهاق عن الأمراض الجلدية الأخرى، مثل: النّخالية المبرقشة.
- أخذ خزعات من الجلد.
- اختبارات لتشخيص الأمراض الأخرى المرافقة.
تشخيص البرص
الطريقة الأكثر دقّة لتشخيص المهق هي من خلال الاختبارات الجينية للكشف عن الجينات المعيبة المرتبطة بالمهق، وتشمل الطرائق الأقل دقّة للكشف عن المهق:
- تقييم الأعراض الجلدية من قبل الطبيب.
- مقارنة تصبّغ جلد الأطفال بأعضاء الأسرة الآخرين.
- اختبار مخطط كهربية الشبكية: يقيس هذا الاختبار استجابة الخلايا الحسّاسة للضوء في العين؛ للكشف عن مشاكل العين المرتبطة بالمهق.
- قد نستخدم اختبارات التشخيص الكهروطيسية أيضًا.
العلاج
علاج البرص
لا يوجد علاج شافي لكن يمكن للعلاج أن يساعد في تخفيف الأعراض ومنع الاختلاطات، ومن الوسائل المستخدمة في العلاج:
- استعمال الواقي الشمسي، والنظارات الشمسية، وملابس واقية من أشعة الشمس الضارّة.
- تجنّب التّعرض لأشعة الشمس لفتراتٍ طويلة.
- فحص الجلد الدوري؛ للكشف عن السّرطان.
- النظارات الطبية؛ لتصحيح مشاكل الرؤية.
- فحص العينين مرة في العام على الأقل.
- جراحة عضلات العين؛ لتصحيح حركات العين غير الطبيعية.
- دعم الطّفل في المدرسة.
علاج البهاق
تهدف علاجات البُهاق إلى استعادة توازن اللون للبشرة رغم أنّها غير شافية كما هو الحال في المهق، ويختلف نمط العلاج حسب استجابة الجسم، فقد يكون علاجًا طبيًا أو جراحيًا أو مزيجًا بين الاثنين:
- الكريمات الموضعيّة: مثل: الكورتيكوستيروئيدات، ومثبطات الكالسينورين.
- أدوية جهازيّة: مثل: الستيروئيدات الفموية، ويستغرق العلاج الدوائي عادةً 3 أشهر على الأقل حتى تظهر نتائجه.
- علاج ضوئي بالأشعة فوق البنفسجية.
- إزالة التصبّغ إذا تأثّر أكثر من 30-40% من الجلد: وهذا العلاج دائم لكنه يستغرق عامين لتظهر نتائجه.
- تطعيم الجلد وزرع الخلايا الصباغيّة، والتصنيع المجهري.
- استعمال واقي شمسي.
- دعم نفسي.
ما الأمراض التي قد تترافق مع البهاق؟
- أمراض الغدة الدرقيّة.
- الذئبة الحمامية الجهازية.
- الصدفية.
- فقر الدّم الوبيل.
- داء الثعلبة.
- داء أديسون.
- التهاب المفاصل الروماتوئيدي.
- تصلّب الجلد وغيرها الكثير من أمرض المناعة الذاتية.
في ظلّ انتشار الأمراض الجلديّة والمفاهيم الخاطئة المتداولة عنها كان لا بُدّ من تسليط الضّوء على الفرق بين البرص والبهاق، فتحدثنا عن الآلية الإمراضية لكلٍ منهما، والتّظاهرات السريرية، والتّشخيص، و من ثم العلاج، أيضًا المضاعفات، وعوامل الخطورة، هذا بالإضافة إلى الأمراض التي قد ترافقهما.
تعليقات