توسع القصبات الهوائية المزمن
توسع القصبات المزمن ( Chronic Bronchiectasis ) هو حالة رئوية يحدث فيها تلف للقصبات الهوائية في رئتيك بشكل دائم مما يسبب السعال المصحوب بالمخاط بسبب تندب الأنسجة الموجودة في الشعب الهوائية أو الممرات التي تسمح للهواء بالدخول إلى الرئتين . هذة الحالة شائعة إلى حد ما بين الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 75 عامًا فما فوق ولكنها قد تحدث أيضًا للأشخاص الأصغر سنًا . ونتيجة لمرض توسع القصبات الهوائية تسمح ممرات الهواء التالفة هذة للبكتيريا والمخاط بالتراكم والتجمع في رئتيك مما قد يؤدي إلى حدوث عدوى متكررة وانسداد في الشعب الهوائية. لا يوجد علاج لتوسع القصبات لكن يمكن التحكم فيها. ومع تطور العلاجات الطبية الحديثة لم يعد من الصعب عليك أن تعيش حياة طبيعية . ومع ذلك يجب معالجة النوبات المرضية بسرعة للحفاظ على تدفق الأكسجين إلى باقي أجزاء الجسم ومنع حصول المزيد من تلف الرئة وتدمير الأهداب المبطنة لأنسجة الرئتين.
بعض الحقائق السريعة :
- توسع القصبات هو حالة تتلف فيها القصبات الهوائية وتتوسع بشكل دائم ( مرض مزمن )
- يؤثر توسع القصبات على 350.000 إلى 500.000 شخص حول العالم ويزداد خطر الإصابة بتوسع القصبات مع تقدم العمر
- يعد توسع القصبات أكثر شيوعًا عند النساء منه عند الرجال
- هناك العديد من أسباب توسع القصبات ولكن حوالي 40٪ من الحالات لا يعرف السبب وراءها وهو ما يسمى ” توسع القصبات مجهول السبب “
- يعيش الأشخاص المصابون بتوسع القصبات حياة طبيعية نسبيًا على الرغم من أنهم قد يعانون من نوبات تهيج دورية
ما مدى شيوع مرض توسع القصبات المزمن ؟
تشير التقديرات إلى أن هناك 500.000 فرد في الولايات المتحدة يعانون من توسع القصبات وأن شخصًا واحدًا من بين 150 شخصًا يبلغ من العمر 75 عامًا أو أكبر يعاني من توسع القصبات ويزداد خطر الإصابة بهذة الحالة مع تقدم العمر ، ومع ذلك يمكن للأشخاص الأصغر سنًا الإصابة بتوسع القصبات . وفي البالغين يكون المرض أكثر شيوعًا عند النساء منه عند الرجال . أما في الأطفال فيكون أكثر شيوعًا عند الأولاد منه لدى الفتيات . كما من الممكن أن يولد الأطفال مصابين بتوسع القصبات لكنه يظل نادر الحدوث.
ما هي عوامل خطر الإصابة بتوسع القصبات المزمن ؟
يعتبر الأشخاص الذين يعانون من الحالات التالية من عوامل الخطر لتوسع القصبات :
- التليف الكيسي : وهو مرض ناجم عن تراكم المخاط في الجسم والرئتين.
- أمراض الرئة المزمنة والإلتهابات : مثل الحساسية الرئوية أو تضخم الرئتين.
- التهابات الرئة المزمنة أو الشديدة : مثل السل أو الفطريات غير السلية ( NTM ) أو الالتهاب الرئوي.
- القصور في عمل جهاز المناعة : وهو ما يسمح للبكتيريا والفطريات من مهاجمة الرئتين.
- تكرار الشفط ( الشهيق ) لأشياء أخرى غير الهواء : مثل جزيئات الطعام التي قد تسبب تلفًا للرئتين.
كيف يؤثر توسع القصبات المزمن على جسمك ؟
عندما تتنفس ينتقل الهواء داخل رئتيك عبر ممرات هوائية تسمى القصبات الهوائية . يصف توسع القصبات الهوائية الحالة التي تصبح فيها جدران مجرى الهواء ( القصبات ) سميكة ومتضررة بشكل لا رجعة فيه ( لذلك فهو يصنف كمرض مزمن ) . مع تندب المزيد من الجدران لا تصبح القصبات قادرة على تصريف الإفرازات الطبيعية بشكل فعال ، لذلك يتراكم المخاط في الرئتين ويصبح مرتعا خصبا لنمو البكتيريا والجراثيم . وهو ما يخلق حلقة مفرغة من الالتهاب والعدوى التي تشكل في النهاية جيوبًا غير منتظمة في مجرى الهواء مما يؤدي إلى فقدان وظائف الرئة بمرور الوقت . قد تحدث الحالة في جميع أنحاء الرئة أو في بعض الممرات الهوائية فقط وكلما زاد انتشار العدوى الرئوية كلما زادت خطورة المرض.
ما هي أهم أسباب توسع القصبات المزمن ؟
غالبًا ما يحدث توسع القصبات بسبب التلف الناتج عن حالة أخرى تؤثر على الرئتين . حتى انسداد مجرى الهواء نتيجة بعض الأمراض مثل الورم النامي أو غير السرطاني من شأنه أن يؤدي إلى توسع القصبات . وعلى الرغم من أن توسع القصبات الهوائية المزمن غالبًا ما يرتبط بالتليف الكيسي إلا أنه العديد من الحالات الأخرى يمكن أن تؤدي إلى توسع القصبات مثل :
- أمراض الجهاز المناعي : نتيجة اضطرابات نقص المناعة مثل فيروس نقص المناعة البشرية أو مرض السكري
- مرض الانسداد الرئوي المزمن ( COPD ) : ونقص alpha-1 antitrypsin الذي يمكن أن يسبب مرض الانسداد الرئوي المزمن لدى بعض الأشخاص
- الأمراض التي تصيب الأهداب : وهي الهياكل الصغيرة التي تشبه الشعر والتي تبطن المسالك الهوائية وتتمثل وظيفتها الرئيسية في إزالة المخاط
- مرض التهاب الأمعاء : بما في ذلك التهاب القولون التقرحي و مرض كرون
- داء الرشاشيات القصبي الرئوي التحسسي : وهو نوع من التهاب الرئة التحسسي في الشعب الهوائية
- الشفط الرئوي المزمن : ويحدث نتيجة وجود مشاكل في البلع تؤدي إلى دخول الطعام أو السوائل إلى الرئتين مما يتسبب في التهاب الشعب الهوائية
- الإلتهابات المتكررة : وتشمل الالتهابات المتكررة التي يمكن أن تتسبب في تلف جدران مجرى الهواء ما يلي :
- الإلتهاب الرئوي.
- السعال الديكي.
- مرض السل.
- الالتهابات الفطرية.
ما هي أعراض توسع القصبات الهوائية المزمن ؟
يمكن أن تستغرق أعراض توسع القصبات شهورًا أو سنوات حتى تظهر ومن ثم تصبح أسوأ تدريجيًا مع مرور الوقت . لكن العرضان الأساسيان للإصابة بتوسع القصبات الهوائية هما السعال والإفراز اليومي للمخاط ( البلغم ) . وقد تشمل الأعراض الأخرى عادةً ما يلي :
- افراز السعال المصحوب بمخاط أصفر أو أخضر يوميًا.
- ضيق في التنفس الذي يزداد سوءًا أثناء النوبات.
- التعب الدائم والشعور بالإعياء أو الإرهاق طوال الوقت.
- الحمى أو القشعريرة والشعور بالبرد وتجمد الأطراف.
- صوت الصفير المرتفع أثناء عملية التنفس.
- السعال المصحوب بالدم أو المخاط والممزوج بالدم.
- الشعور بألم الصدر نتيجة الجهد المتزايد أثناء عملية التنفس.
- تحجر أو سماكة الجلد الموجود تحت أظافر اليدين أو القدمين.
كيف يتم تشخيص توسع القصبات المزمن ؟
توسع القصبات هو حالة غير مشخصة . لذا ففي حالة الاشتباه بالإصابة سيطلب طبيبك أولاً تاريخًا عائليًا مفصلاً ومزيدا من اختبارات الدم لتحديد ما إذا كان لديك حالة كامنة أو مرض لا تعرفه يمكن أن تسبب توسع القصبات . كما يمكن أن توضح اختبارات الدم لطبيبك ما إذا كان لديك مستويات منخفضة من خلايا الدم المقاومة للعدوى أم لا . ونظرًا لأنه مرض رئوي فسيرغب طبيبك أيضًا في اختبار وظائف الرئة . سيبدأ الطبيب بالاستماع إلى رئتيك للتحقق من وجود عوائق وتشوهات فيهما . ويمكن أن تحدد اختبارات وظائف الرئة مدى جودة عمل رئتيك . بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تحدد مزرعة عينة المخاط نوع البكتيريا الموجودة في رئتيك في حال وجودها . وبمجرد استبعاد الأسباب الأخرى لأعراضك فإن الطريقة الأكثر شيوعًا لتشخيص توسع القصبات هي أشعة الصدر بالأشعة السينية أو الأشعة المقطعية حيث ينشئ كلا الاختبارين صورًا تفصيلية لرئتيك ومجرى الهواء لديك مما يسمح لطبيبك بأن يعطيك صورة كاملة عن حالتك . وفي الحالات الشديدة عندما لا يستجيب توسع القصبات للعلاج فقد يوصي الأطباء بقيامك تنظير القصبات ( منظار القصبات الهوائية ) ، حيث يتم إدخال الأنبوب المرن الضيق في الممرات الهوائية لرئتيك للمساعدة في العثور على الانسدادات ومصادر العدوى بهما.
كيف يتم علاج توسع القصبات المزمن ؟
الهدف من علاج توسع القصبات هو منع الالتهابات والتهيج . يتم ذلك بمزيج من الأدوية والترطيب والعلاج الطبيعي للصدر . قد يُوصى بالعلاج بالأكسجين لرفع مستويات الأكسجين في الدم المنخفضة . وقد يوصى بإجراء الجراحة في الحالات القصوى حيث يتم عزل توسع القصبات في جزء من الرئة أو يكون هناك نزيف مفرط .
- أولا – العلاجات الدوائية :
- المضادات الحيوية : تعد العلاج الأكثر شيوعًا لتوسع القصبات . يُقترح استخدام المضادات الحيوية عن طريق الفم في معظم الحالات ولكن صعوبة علاج الالتهابات قد تتطلب مضادات حيوية عن طريق الوريد (IV) . الماكروليدات هي نوع معين من المضادات الحيوية التي لا تقتل أنواعًا معينة من البكتيريا فحسب بل تقلل أيضًا الالتهاب في الشعب الهوائية . على الرغم من أنها قد تكون مفيدة لبعض الأشخاص إلا أنها تستخدم فقط في المواقف الأكثر خطورة لأن لها آثارًا جانبية شديدة .
- الأدوية المذيبة للبلغم : يمكن وصف الأدوية المذيبة للبلغم لمساعدة مرضى توسع القصبات عند سعال المخاط. غالبًا ما يتم إعطاء هذه الأدوية من خلال البخاخات حيث يتم مزجها بمحلول ملحي مفرط التوتر وتحويلها إلى رذاذ ، ثم استنشاقها بعمق في الرئتين. يتم استخدامها بشكل شائع مع مزيل الاحتقان.
- ثانيا – أجهزة تنظيف مجرى الهواء :
يقوم بعض المرضى بالزفير في جهاز محمول باليد للمساعدة في تفتيت المخاط . بعض هذه الأجهزة هي ضغط الزفير الإيجابي المتأرجح (PEP) والتهوية الطرقية داخل الرئة ( IPV ) والصرف الوضعي .
- ثالثا – العلاج الطبيعي للصدر ( CPT ) :
أو ما يسمى العلاج الطبيعي للصدر هو أسلوب معالج تنفسي شائع يتضمن التصفيق على الصدر بطريقة معينة تساعد على تفكيك المخاط من الرئتين بحيث يمكن طرده . تتوفر الآن مصاصات أو سترات إلكترونية على الصدر لتسهيل أداء CPT في المنزل.
كيف نتعامل مع مرض توسع القصبات المزمن ؟
توسع القصبات هو حالة طويلة الأمد مع أعراض تحتاج إلى السيطرة على مدى سنوات عديدة. يجب على المرضى العمل عن كثب مع الطبيب لتحديد العادات الصحية التي ستحد من تفاقم المرض وازدياد ظهور الأعراض . قد تكون بعض هذة الاقتراحات مفيدة :
- الإقلاع عن التدخين : لا مفر من الإقلاع عن التدخين في حال اصابتك كما يجب عليك تجنب التدخين السلبي.
- الحفاظ على نظام غذائي صحي : قليل الصوديوم والسكريات المضافة والدهون المشبعة والحبوب المكررة.
- تناول كميات كافية من الماء : حافظ على رطوبتك واشرب الكثير من الماء للمساعدة في منع تراكم المخاط.
- تناول الأدوية : كن حريصًا على تناول الأدوية بانتظام وقم باستخدام وسائل إزالة المخاط يوميًا.
- أخذ التطعيمات : تلعب التطعيمات دورا محوريا في تحجيم فرص الإصابة بمرض توسع القصبات المزمن.
- المضاعفات الجلدية : ينبغي تناول المضادات الحيوية لمدة أسبوع إلى أسبوعين أثناء النوبات الجلدية.
على الرغم من الحفاظ على نمط حياة صحي فقد يحدث تفاقم للأعراض في كثير من الأحيان . ويحدث هذا غالبًا بسبب الإصابة بعدوى تنفسية جديدة أو بسبب فرط نمو وتكاثر البكتيريا . قد تظهر بعض الأعراض مثل زيادة إفراز المخاط ( البلغم ) الدموي أو تغير لون المخاط ، وأحيانا الشعور بالحمى والتعب وفقدان الوزن وتفاقم ضيق التنفس وكل هذا هو علامات على أنك تعاني من تهيج في حالتك المرضية . وفي هذة الحالات يجب عليك الاتصال بطبيبك على الفور.
ما هي الأسئلة التي ينبغي أن تطرحها على طبيبك ؟
يمكن أن يساعدك تدوين الملاحظات قبل زيارتك بالإضافة إلى اصطحاب أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء الموثوق بهم في تحديد موعد الطبيب :
- ما مدى تقدم مرضي ؟
- هل أنا معدي ؟ هل عائلتي في خطر ؟
- كم مرة يجب أن بعمل مزرعة للمخاط في المختبر ؟
- ما هي علامات وأعراض النوبة الجلدية ؟
- ماذا علي أن أفعل عندما أعاني من تفاقم النوبة ؟
- هل هناك أي شيء يمكنني القيام به لمنع حدوث تفاقم النوبة ؟
- كم من الوقت يستغرق الدواء لبدء مفعوله ؟ ماذا أفعل إذا لم أشعر بالتحسن ؟ ما هي الآثار الجانبية للدواء ؟
- هل يجب أن أتناول أدوية السعال والبرد التي لا تستلزم وصفة طبية ؟
تعليقات