جراحة بسيطة تمنع خطر السكتة الدماغية لمرضى الرجفان الأذيني
وضحت دراسة دولية بقيادة جامعة ماكماستر، أنهم وجدوا أن جراحة بسيطة قد تنقذ مرضى الرجفان الأذيني من السكتات الدماغية القاتلة في كثير من الأحيان.
وجد الباحثون أن إزالة الزائدة الأذينية اليسرى وهي نسيج يشبه الإصبع غير معروف دوره، ولكنه يمكن أن يحبس الدم بحجرة القلب ما يزيد خطر حدوث جلطات الدم، إذ وُجد أنه يقلل خطر الإصابة بالسكتات الدماغية بأكثر من الثلث في المرضى، والأفضل من ذلك أن خطر التخثر المنخفض يفوق ما تمنحه أدوية مضادات التخثر التي عادةً ما تُوصف للمرضى.
قال د.ريتشارد ويتلوك، مؤلف الدراسة: “إذا كنت تعاني الرجفان الأذيني وسوف تخضع لجراحة قلبية، فيجب على جراح القلب استئصال الزائدة الأذينية اليسرى؛ لأنها مأوى لتكوين جلطات الدم، وقد أظهرت تجربتنا أن هذا الإجراء آمن وفعال للوقاية من السكتة الدماغية، وهذا سيؤثر إيجابيًا على عشرات الآلاف من المرضى على مستوى العالم.”
قال د.ستيوارت كونولي، الباحث المشارك بالدراسة والأستاذ الفخري بجامعة ماكماستر، “ستغير نتائج هذه الدراسة على المرضى من تدخلات أطباء القلب، لأن هذا الإجراء بسيط وسريع وآمن بالنسبة إلى 15٪ من مرضى جراحة القلب، وهذا سوف يمنع عبئًا كبيرًا من معاناة المرضى بسبب السكتة الدماغية”.
اقرأ أيضًا : كيف تساهم التغذية في التعافي بعد عمليات القلب؟
نتائج الدراسة لمرضى الرجفان الأذيني
تتبعت الدراسة حالة 4811 شخصًا في 27 دولة يتعاطون مضادات التخثر، واختيروا المرضى الذين سيجرون جراحة المجازة القلبية الرئوية عشوائيًا، وحصل على موافقة المرضى على إجراء جراحة انسداد الزائدة الأذينية اليسرى الإضافية، وقورنت نتائجهم مع أولئك الذين اكتفوا بتناول مضادات تخثر الدم مع متابعة حالتهم جميعًا لمدة أربع سنوات في المتوسط.
قال د.ويتلوك إنه كان هناك شك منذ أربعينيات القرن الماضي في أن جلطات الدم يمكن أن تتشكل في الزائدة الأذينية اليسرى، وكان من المنطقي استئصال هذا النسيج غير المجدي إذا احتاج القلب لعملية جراحية أخرى، والآن ثبت صحة ذلك الشك.
الرجفان الأذينى مرض شائع في كبار السن، مسؤول عن نحو 25 ٪ من السكتات الدماغية الإقفارية التي تنتج عندما تسد الجلطات تدفق الدم في الشرايين المغذية لأجزاء الدماغ فقد بلغ متوسط عمر المرضى في الدراسة 71 سنة.
وضح د.ويتلوك إن الزائدة الأذينية اليسرى هي بقايا من تكوين القلب وهو جنين وله وظيفة قليلة في وقت لاحق من الحياة.
قال د.ويتلوك: “في الماضي لم يكن لدينا سوى الدواء، والآن يمكننا علاج الرجفان الأذيني بالأدوية والجراحة لضمان نتيجة أفضل بكثير، إن الدراسة الحالية اختبرت الإجراء أثناء جراحة القلب التي يتم إجراؤها لأسباب أخرى، ولكن يمكن أيضًا إجراء العملية منفصلة من خلال طرق أقل تدخلًا للمرضى الذين لا يحتاجون جراحة القلب، فهذا إجراء غير مكلف وآمن أيضًا بدون أي آثار عكسية بعيدة المدى، ومفيد على المدى البعيد.”
تعليقات