fbpx

حاصرات بيتا | الاستخدامات والمحاذير

    لطالما كانت حاصرات بيتا ضمن الأدوية الأكثر شيوعًا واستخدامًا بين مرضى ضغط الدم المرتفع، فترافقهم على مدار سنوات طويلة من حياتهم، لما لها من دور فعال في السيطرة على ارتفاع ضغط الدم وتخفيف العديد من أمراض القلب والأوعية الدموية، لذا دومًا ما يقع الكثير من المرضى في حيرة كبيرة خلال تعايشهم مع تلك المجموعة الدوائية ما بين الانقياد وراء المحاذير والإشادة بالفوائد ، لذا سنناقش في هذا المقال كل ما تريد أن تعرفه عن الأدوية حاصرات مستقبلات بيتا حتى يمكنك أخذ المزيد من الحيطة والحذر وتحسين تأثيرها للحصول على أقصى استفادة منها

 محتويات المقال:

ما حاصرات بيتا؟

دواعي استعمال حاصرات بيتا

محاذير استخدام حاصرات بيتا

التداخلات الدوائية لحاصرات بيتا

الآثار الجانبية لحاصرات البيتا 

نصائح عند تناول دواء حاصرات بيتا

ما حاصرات بيتا؟

حاصرات بيتا

   هي عائلة دوائية تُستخدم لعلاج ضغط الدم المرتفع وتعمل على خفض معدل ضربات القلب كما تساعد أيضًا على توسيع الشرايين والأوردة لتحسين تدفق الدم، وذلك بتثبيط عمل هرمون الأدرينالين أو ما يُعرف بهرمون الإبيبينفرن، وغالبًا ما يتناولها المريض عن طريق الفم على هيئة أقراص.

 كما يوجد عدة أنواع من حاصرات بيتا يتميز فيها كل نوع بخصائصه المختلفة فبعضها يكون تأثيره الرئيسي على القلب بينما البعض الآخر يؤثر على كلاً من القلب والأوعية الدموية على حد سواء، فيصف الطبيب لكل مريض النوع المناسب لحالته الصحية، وتُعد الأنواع التالية هي الأكثر شيوعًا بينهم:

  • أتينولول (atenolol) أو ما يُعرف دواء تينورمين (tenormin)
  • بيسوبرولول(bisoprolol) أو ما يُعرف باسم كونكور أو بيزوكارد (concor)
  • متوپرولول (metoprolol) أو ما يعرف باسم سيلوكنزوك (seloken zoc)
  • البروبرانولول (propranolol) أو ما يسمى أيضا باسم (Inderal)

 
 دواعي استعمال حاصرات بيتا

حاصرات بيتا

 لا يوصي بتناول مثبطات بيتا كخيار أولي للمرضى الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم، كما لا توصف عادة من قبل الأطباء إلا بعد التأكد من عدم نجاح بعض الأدوية الأخرى مثل مدرات البول.

 بالإضافة إلى ذلك، لا تعمل حاصرات مستقبلات البيتا بنفس القدر من الفاعلية عند استخدامها لعلاج الأشخاص ذوي البشرة السمراء والأكبر سنًا خاصة إن أُخذت بمفردها دون الجمع بين أي من أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم الأخرى فتُستخدم حاصرات مستقبلات بيتا في الوقاية من العديد من مشكلات القلب والأوعية الدموية وعلاجها، ومنها:

  • ارتفاع ضغط الدم: وذلك بعد تجربة مجموعة من الأدوية الآخرى أو كعلاج إضافي لهم. 
  • الذبحة الصدرية: وفيها يعاني المريض من ألم الصدر الناتج عن ضيق الشرايين المغذية للقلب. 
  • فشل القلب: ويحدث عندما لا تستطيع عضلة القلب ضخ ما يكفي من الدم في اتجاه أعضاء الجسم. 
  • الرجفان الأذيني أو ما يُعرف بعدم انتظام ضربات القلب
  • النوبة القلبية: وهي حالة طارئة مفاجئة يتعرض لها المريض عندما يحدث توقف في إمداد الدم الواصل إلى القلب 

بالإضافة إلى ذلك، يوجد أيضًا استخدامات أخرى لحاصرات البيتا لكنها أقل شيوعًا، ومنها:

 الوقاية من الصداع النصفي:

 فقد أقرت الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب استخدام دوائي البروبرانولول والميتوبرولول خيارًا أوليًا للوقاية من الصداع النصفي.   

فرط نشاط الغدة الدرقية: 

تحد حاصرات بيتا من تسارع معدل ضربات القلب لدى الأشخاص الذين يعانون من فرط نشاط الغدة الدرقية.

حاصرات بيتا والقلق: 

 لطالما كانت علاقة حاصرات بيتا والقلق قيد النقاش وذلك لأنه حتى الآن لم تُقّر منظمة الغذاء والدواء هذا الاستخدام، لكن على صعيد آخر يستخدمها العديد من الأطباء فتساعد على الحد من تأثير هرمونات التوتر فتقلل من بعض الأعراض الجسدية المصاحبة للقلق مثل التعرق والرعشة. 

الرعاش مجهول السبب:

 عادةً ما يُستعان بحاصرات مستقبلات بيتا مثل البروبرانولول والبريميدين للحد من الرعاش مجهول السبب خاصة للتحكم في رعشة اليد.

كقطرة للعين في حالة الجلوكوما (الزرق):

 عن طريق الحد من إنتاج ماء العين وتحسين تصريفه مما يسهم في خفض ضغط العين بشكل ملحوظ. 

محاذير استخدام حاصرات بيتا

 كن على علم أن تلك المجموعة الدوائية لا تناسب الجميع، لذا عليك التأكد جيدًا أنها مناسبة لحالتك الصحية ولا تشكل خطرًا عليها، فكل ما عليك فعله هو مراجعة طبيبك قبل البدء في تناولها، وأخبره إن كنت تعاني أي من المشكلات الآتية:

  1.  رد فعل تحسسي تجاه مجموعة حاصرات مستقبلات بيتا الدوائية أو إي مجموعة دوائية أخرى.
  2. انخفاض ضغط الدم أو بطء معدل ضربات القلب
  3. قصور الدورة الدموية في الأطراف، مثل ما يحدث في ظاهرة راينود التي تجعل أصابع اليدين والقدمين شاحبة أو زرقاء اللون. 
  4. الحماض الأيضي نتيجة لتراكم بعض الأحماض في الدم
  5. أي من مشكلات الرئة أو الربو

كما يجب عليك إخبار الطبيب إذا كنتِ تحاولين الحمل أو إن كنتِ حامل بالفعل أو مرضع.

 أما إن كنت تتناول أدوية حاصرات بيتا بالفعل، فمن المهم ألا تتوقف عن تناولها دون الرجوع للطبيب؛ وذلك لما قد يسببه التوقف المفاجئ من تدهور حالة المريض الصحية بزيادة احتمالية تعرضه لنوبة قلبية أو أي من مشكلات القلب الأخرى.

التداخلات الدوائية لحاصرات بيتا

يوجد بعض الأدوية التي تتداخل مع مثبطات بيتا والتي يغفل عنها قطاع كبير من مستخدميها من مرضى ارتفاع ضغط الدم، لذا يجب عليك مراجعة طبيبك إن كنت تتناول أي من الأدوية التالية:

أولًا: قد يتسبب الجمع بين حاصرات بيتا وبعض الأدوية الأخرى التي تستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم في خفض ضغط الدم أكثر من اللازم؛ مما يؤدي إلى تعرض المريض للإغماء أو الشعور بالدوار.

ثانيًا: عند الجمع بين مثبطات بيتا وبعض الأدوية التي تستخدم لعلاج عدم انتظام ضربات القلب، مثل: دواء الأميودارون (amiodarone)

ثالثًا: مع بعض الأدوية التي لها تأثير خافض لضغط الدم فعلى سبيل المثال الأدوية المضادة للاكتئاب والنترات لعلاج ألم الصدر أو دواء باكلوفين (baclofen) الذي يُستخدم باسطًا للعضلات أو في حالة استعمال أدوية لعلاج تضخم البروستاتا مثل دواء تامسولوسين (tamsulosin) أو لعلاج الشلل الرعاش مثل علاج الليفودوبا (levodopa)

رابعًا: الأدوية لعلاج مرض السكري خاصة الأنسولين، ويرجع السبب إلى ما تسببه حاصرات بيتا من طمس للعلامات التحذيرية التي يرسلها الجسم في حالة انخفاض نسبة السكر بالدم مما قد يعرض حياة المريض للخطر.

خامسًا: عند تناول علاجات الربو أو داء الانسداد الرئوي المزمن

سادسًا: مزيلات احتقان الأنف والجيوب الأنفية أو مع علاجات نزلات البرد الأخرى التي يمكن أن تشتريها من الصيدلية دون الرجوع إلى الطبيب، لذا يجب توخي الحذر جيدا، بالإضافة إلى ذلك علاجات الحساسية التي تحتوي على الافيدرين أو الأدرينالين والنورأدرينالين.

 سابعًا: مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل دواء الايبوبروفين فلا يفضل الجمع بينها وبين حاصرات بيتا لما تسببه من ارتفاع ضغط الدم يتعارض مع تأثير حاصرات البيتا لذا ينصح الحد من تناولها قدر المستطاع.

 الآثار الجانبية لحاصرات البيتا 

 من الجيد معرفة أن معظم الناس الذين يأخذون الأدوية حاصرات بيتا إما لا تظهر عليهم آثار جانبية أو قد تكون خفيفة جدا ومع مرور الوقت تصبح أقل إزعاجا، لكن على صعيد آخر، في حالة ظهور أي من الأعراض التالية واستمرارها لأكثر من بضعة أيام، ينصح التحدث إلى الطبيب.

 وتشمل الآثار الجانبية التي يشيع الإبلاغ عنها من قِبل الأشخاص الذين يتناولون حاصرات بيتا ما يلي:

  1. الشعور بالتعب والدوار الذي يمكن أن يكون علامة على انخفاض معدل ضربات القلب.
  2. برودة أصابع اليدين والقدم وذلك لما قد تسببه حاصرات بيتا من تأثير على إمداد الدورة الدموية الواصلة إلى اليدين والقدمين.
  3. صعوبات في النوم أو التعرض لكوابيس.
  4. الشعور بالتعب أو المرض

 وعلى الرغم من وجود مجموعة أخرى من الآثار الجانبية الخطيرة التي يمكن أن يعاني منها المريض إلا أنها نادرة الحدوث، لكن من الضروري التنويه عنها في حال إن ظهرت، كي يلجأ المريض إلى الطبيب على الفور، ومنها:

 الشعور بضيق التنفس والسعال الذي يزداد سوءًا عند ممارسة التمارين الرياضية بجانب تورم الكاحلين أو الساقين والشعور بألم في الصدر أو عدم انتظام ضربات القلب، فقد تشير تلك العلامات إلى مشكلات في القلب يجب الانتباه لها

كما يوجد بعض الآثار التي تُنذر بوجود مشاكل تنفسية بالرئة أيضُا مثل صعوبة التنفس وضيقه مع سماع صوت صفير عند التنفس أو الزفير 

 اصفرار البشرة وبياض العين والتي يمكن أن تكون علامة على مشاكل بالكبد

 عادة لا تُستخدم حاصرات بيتا من قِبل الأشخاص الذين يعانون من الربو وذلك خوفًا مما قد تسببه تلك المجموعة الدوائية من تصاعد حدة نوبات الربو لديهم.

 أما في مرضى السكري، قد تساهم حاصرات مستقبلات بيتا في طمس أعراض انخفاض السكر في الدم مثل تسارع نبضات القلب لذا من الضروري التحقق من نسبة السكر في الدم بانتظام إن كنت مريض سكري وتتناول إحدى أدوية حاصرات بيتا.

 كما تؤثر حاصرات مستقبلات البيتا على مستويات الكوليسترول وثلاثي الغليسريد، وقد تتسبب في ارتفاع طفيف في ثلاثي الغليسيريدات، بينما تسبب انخفاض متواضع في الكوليسترول الجيد أو الكوليسترول عالي الكثافة، وهذه التغييرات غالبًا ما تكون مؤقتة.

نصائح عند تناول دواء حاصرات بيتا

 تؤخذ معظم حاصرات بيتا مرة واحدة في اليوم، ما عدا بعض الأنواع التي تؤخذ أثناء الحمل والتي تُعطي إلى المريض من مرتين إلى 3 مرات يوميًا.

 ففي حالة نسيان بعض المرضى تناول الجرعة اليومية من حاصرات بيتا، يُنصح بتناولها عند التذكر على الفور، إلا إذا كان الوقت قد حان لتناول الجرعة التالية، فيمكنك حينها ترك الجرعة المنسية دون تعويضها وتناول جرعتك في وقتها المعتاد، فلا ينصح تماما بتناول جرعتين من الدواء في نفس الوقت.

 وإذا كنت في أغلب الأحيان تنسى تناول الدواء في موعده المحددة، يمكنك ضبط منبه لتذكيرك، كما يمكنك أن تتحدث مع الصيدلي ليساعدك ببعض النصائح والطرق التي قد تساعدك على تذكر ميعاد دواءك.

 أما قد يتسبب تناول جرعة زائدة من حاصرات مستقبلات بيتا في بطء معدل ضربات القلب وصعوبة التنفس ويمكن أيضًا أن يسبب الدوار والارتعاش، فتختلف جرعة الدواء التي تسبب الجرعة المفرطة وبالتالي ظهور تلك الأعراض السالف ذكرها ما بين شخص لآخر، لذا يُنصح باللجوء إلى طبيبك مباشرة في حالة حدوث ذلك.

ختامًا، يُنصح دائمًا باتباع تعليمات الطبيب عند استخدام حاصرات بيتا، فمن الضروري أن تكن متأكدًا من أن طبيبك يعرف عن أي ظروف صحية لديك أو أي أدوية أخرى تتناولها حتى تكون في مأمن عن تلك الآثار الجانبية.

 قد يهمك أيضا:

كيفية استعمال جهاز قياس ضغط الدم اليدوي في المنزل بالخطوات والصور

مرض شرايين القلب التاجية | التشخيص و العلاج

المصادر: nhs– mayoclinic

Responses