fbpx

حساسية العين | أسبابها وعلاجها

في أثناء جلوسي على مائدة الطعام واستمتاعي بوجبتي المفضلة (البيتزا) ركضت أمي إليّ بهلع وأمسكت وجهي تتفحصه بريبة، عاجلتها بالسؤال: أماه! ما الأمر؟ فردت بلهجة التوبيخ: هذه هي نهاية الإدمان على الهواتف النقالة، انظري إلى عينيك المحمرتين الدامعتين.. ألم تتعظي بعد! أجيب بثقة: عفّي عن الهاتف النقال يا أمي، فإنه من تهمك بريء، كل ما في الأمر أن في عيني حساسية وهذا يتكرر كل ربيع، إذًا ما أسباب حساسية العين يا ترى؟ وهل للهواتف النقالة علاقة بذلك؟ وما شأن الربيع؟ وهل هي خطيرة أم أنها مرض عابر؟ وهل يمكن علاجها بشكل نهائي؟ فلنبدأ الآن -عزيزي القارئ- برحلة استكشافية ممتعة، ننهل فيها من المعرفة ما يفيدنا في الحياة اليومية، وسنقدم لكم المعلومة الصحيحة والموثوقة بعيدًا عن الخرافات.

محتويات المقال

ما حساسية العين؟

إن حساسية العين أو التهاب الملتحمة التحسسي حالة شائعة للغاية، تنتج عن تهيج العين نتيجة التفاعل مع عامل خارجي يُدعى العامل المحسس؛ إذ تفرز العين مادة الهيستامين كردة فعل دفاعية ضد العامل المحسس، وبذلك تتحول كل من الأجفان والملتحمة -وهي غشاء رقيق يبطن الأجفان- إلى اللون الأحمر، كما أنها تتوذم وتصبح حاكة، ويمكن للعين أن تدمع لا إراديا وأن تسبب الحرقة، بناءً على ما سبق فإن أعراض حساسية العين عمومًا، هي: الحكة، والاحمرار، والتوذم، والدمع، والحرقة، وبخلاف الأنواع الأخرى لالتهاب الملتحمة فإن حساسية العين لا تسبب العدوى أي لا تنتقل من شخص لآخر، لكن بشكل عام فأولئك الذين يعانون من حساسية العين يشكون أيضًا من حساسية الانف، والتي تتظاهر بالحكة وانسداد الأنف والعطاس، وفي هذا السياق عادةً ما تكون الحساسية مؤقتة ومرتبطة بتغيرات موسمية، وقبل أن نفصل القول عن العلاج سنعرض لك -عزيزي القارئ- أهم أسباب حساسية العين في الفقرة التالية.. هيا بنا!

حساسية العين

ما أسباب حساسية العين؟

ترى ما أسباب حساسية العين؟ بعد أن تعرفنا في المقدمة الشيقة على تعريف هذه الظاهرة لا بد أن نعلم أن الجهاز المناعي للإنسان هو من يتفاعل مع العامل المحسس، والذي عادةً ما يكون غير مؤذي؛ أي أن حساسية العين سببها العين نفسها والتي ما إن لامس سطحها العامل الغريب حتى هبّ جيشها العتيد لمقاومته والذي يدعى بالخلايا البدينة؛ إذ تطلق هذه الخلايا وابلًا من الهيستامين إلى جانب مواد أخرى بهدف دحر العدوان الخارجي، ونتيجة لهذه المعركة الحامية نشاهد الاحمرار والتوذم والدمع والحرقة؛ لذا دعونا الآن نذهب إلى ساحة المعركة لنتعرف على العوامل المهاجمة المحسسة التالية:

  1. الحيوانات الأليفة، مثل: الكلاب، والقطط.
  2. الغبار.
  3. الأدخنة بمصادرها المختلفة.
  4. العطور بأنواعها المختلفة.
  5. الأطعمة بأنواعها المختلفة.
  6. حبات الطلع المنبعثة من الأشجار والأعشاب.
  7. مستحضرات التجميل.
  8. بعض الأدوية.
  9. لسعات الحشرات.
  10. العفن.

وهنا يجب أن ننوه بأنه ليس من الضروري أن يتحسس الجميع للعوامل آنفة الذكر، حيث يجوز أن البعض قد يتحسس من وبر القطط بعكس الآخرين الذين قد يتحسسوا من الشوكولا أو الفراولة، وهذا يعتمد على عوامل مرتبطة بالجهاز المناعي في جسم الإنسان والذي يمتلك تركيبة وآلية عمل فريدتين، فلا يمكن أن نعد في هذا الصدد أي عامل سابق كعامل محسس عام، كما أن البعض قد يتحسس للمواد الحافظة الداخلة في تركيب بعض القطرات المستخدمة لعلاج حساسية العين والتي سنتعرف إليها في الفقرة التالية، عندئذٍ يتوجب على المريض بالتأكيد الاستعاضة عنها بقطرات خالية من المواد المحافظة.

ما علاج حساسية العين؟

بكل بساطة، وبعد تحديد العامل الذي حرض على حساسية العين يمكننا القول أن تجنب هذا العامل هو العلاج الأمثل، فإذا ما كنا نتحسس من وبر القطط فعلينا تجنب اقتناء هذه الحيوانات الأليفة ومقاومة مغرياتها، لكن كيف سنتجنب الربيع بكل ما يحمله من غبار طلع يحتك بالعين في كل مكان، وكل مناسبة؟ وما علاج حساسية العين المحتملة عند البعض في هذا السياق وفي السياقات الأخرى؟ لذا سنناقش هنا جانبين اثنين؛ الأول: هو جانب الوقاية والمتمثل بما يلي:

  1. تقليل الخروج من المنزل حتى الحد الأدنى؛ خاصةً وقت الظهيرة، وفي المساء، وأثناء الرياح العاتية.
  2. ارتداء النظارات الشمسية.
  3. إغلاق النوافذ بإحكام.
  4. الاستعانة بالتكييف في السيارة، والمنزل.
  5. عدم استعمال المراوح القريبة من النوافذ.
  6. المحافظة على نظافة وحدات التكييف أكثر ما يمكن لئلا تتلوث بغبار الطلع.
  7. تنظيف المناطق الرطبة باستمرار.
  8. تنظيف الحمامات، والمطبخ باستمرار.
  9. المحافظة على رطوبة المنزل بين 30-50%.
  10. تغيير أغطية الفراش باستمرار.
  11. غسل عدة النوم بماء فاتر وبحرارة 130 فهرنهايت.
  12. تنظيف الأسقف بقماشة رطبة وغير جافة.
  13. عدم اقتناء الحيوانات الأليفة.
  14. غسل اليدين مباشرةً بعد لمس الحيوان الأليف.
  15. تجنب فرك العينين قدر المستطاع.

أما الثاني: فهو جانب العلاج، والمتمثل بشكل أساسي في: قطرة حساسية العين.

والآن.. ما قطرة حساسية العين؟

بعد أن تتعرض العين للعامل المحسس وتتحرض الحساسية كنتيجة لذلك لا بد هنا من علاج يضع حدًّا لهذه الحساسية، ومن هنا تنبثق أهمية استعمال قطرة حساسية العين، لكن ما تركيبتها؟ دعونا نتعرف على أنواعها بالتفصيل، وعلى طرق استعمالها.

قطرة الدمع الاصطناعي

كما يبدو من اسمها فإن هذه القطرة تقلد إلى حد كبير الدموع الطبيعية؛ إذ تغسل العوامل المحسسة التي شنت حربها على العين؛ أي أنها تنظف ساحة المعركة -سطح العين- من الغزاة؛ مما يهدئ من وطأة المعركة التي حمي وطيسها، وتخف بذلك من أعراض الحمرة والدماع، وتصبح العين بحالة أفضل، وعادةً ما يسمح باستخدام هذه القطرات دون وصفة طبية إلى ست مرات يوميًّا، كما تستخدم بهدف ترطيب العين الجافة؛ لتقليل قابليتها للتهيج.

قطرة مضاد الاحتقان (مع أو بدون مضادات الهيستامين)

تقلل هذه القطرة من حدة الاحمرار الناتج عن الحساسية، وعادةً ما تتوافر للمرضى دون الحاجة إلى وصفة طبية، فإذا حوت القطرة في تركيبتها على مادة مضادة للهيستامين فإنها ستقلل من شدة الحكة أيضًا، لكن يجب التنويه في هذا الصدد إلى أنه لا يجب استعمال هذه القطرات لمدة تزيد عن الثلاث أيام؛ إذ أن الاستعمال طويل الأمد قد يفاقم الحساسية، ودرجة التهيج، والأعراض.

قطرة الستيروئيدات القشرية

يمكن لهذه القطرة أن تعالج الأعراض المزمنة والحادة لحساسية العين؛ ولاسيما الحكة، والاحمرار، والتوذم، لكن حذاري -عزيزي القارئ- من استحدامها بدون وصفة طبية، واحرص على تطبيق تعليمات الطبيب بعناية ودقة فائقتين لئلا تنتهي الرحلة العلاجية بنتائج لا يحمد عقباها.

علاجات أخرى

على الرغم من أن العلاج التقليدي لحساسية العين يتمثل بالقطرات كشكل دوائي نموذجي لها، ثمة أشكال دوائية أخرى تستخدم عادةً للحالات الشديدة، وهي:

مضادات الهيستامين الفموية

تقلل بشكل أساسي من الحكة، لكن يمكنها أن تسبب جفاف العين أو أن تفاقم الأعراض.

العلاج المناعي

ويمثل الخيار الأخير في علاج حساسية العين في حال فشل جميع العلاجات سابقة الذكر؛ إذ تحتوي جرعاته على كمية قليلة من العامل المسبب، وتزاد كمية الجرعات تدريجيًّا إلى أن يصبح الجسم مقاومًا مناعيًا للعامل المحسس. 

وختامًا؛ فقد تحدثنا عن حساسية العين، وآلية حدوثها، وأهم العوامل المحسسة المتورطة، ثم تحدثنا عن العلاج المناسب، كما استنتجنا أن الوقاية خير من قنطار علاج، وأدركنا أهمية الإجراءات الاحترازية فضلًا عن إجراءات النظافة الشخصية، والآن تستطيعون إرسال هذه المقالة إلى أمهاتكم –حفظهنّ الله- حالما يقحمون ذكر الهواتف النقالة في كل حديث؛ ليحملونها وزر كل الأمراض، بما فيها: حساسية العين.

مقترحات القراءة

  1. اضطرابات كرات الدم البيضاء عند الأطفال
  2. تحاليل الدم | كل ما تريد معرفته عنها من الألف إلى الياء
  3. أفضل 15 مصدر غذائي لتعزيز المناعة ضد الأمراض

Responses