خلل الهرمونات | الأعراض والأسباب

الهرمونات ليست فقط مرتبطة بالمراهقين، فغالبًا ما تسمى الهرمونات بالرسائل الكيميائية؛ إذ ترسل إشارات إلى أجزاء مختلفة من جسمك، فتنظم شبكة الاتصال هذه جميع أنواع الوظائف المهمة من إدارة التمثيل الغذائي إلى تبسيط حالتك المزاجية، حتى تمنحك راحة جيدة ليلًا.
تسهم الكثير من العوامل في توازن هرموناتك لأن بعضها خارج عن إرادتك، لكن عاداتك الغذائية هي أحد المجالات التي يمكنك أن تأخذ فيها زمام الأمور، فيمكن أن يؤدي اختيار بعض الأطعمة -وتجنب البعض الآخر- إلى تعزيز توازن الهرمونات الصحي أو خلل في الهرمونات؛ إما مؤقت، أو دائم.
ما أسباب خلل الهرمونات؟
تتضمن هذه الأسباب عادات غذائية يجب تجنبها؛ لتفادي حدوث مثل هذا الخلل الهرموني:
– الإفراط في تناول الطعام/قلة الأكل:
يسهم الحفاظ على التغذية الجيدة في تنظيم الهرمونات بشكل صحيح، لكن تناول الكثير أو القليل جدًّا يمكن أن يخلق سيناريوهات سيئة لهرموناتك، ومن الهرمونات التي يمكن أن تتأثر بشكل خاص في تغيرات الوزن: الهرمونات التناسلية الأنثوية؛ إذ ارتبط كل من مؤشر كتلة الجسم دون الطبيعي وفوق الطبيعي BMI بزيادة مخاطر مشاكل الخصوبة المرتبطة بالهرمونات.
ووفقًا لإحدى الدراسات التي أجريت عام 2015 أن النساء اللائي يعانين من زيادة الوزن 10 “اضطرابات هرمونية” يمكن أن تسبب زيادة الوزن (eatthis.com) أو السمنة كن أكثر عرضةً للإصابة بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات، واضطراب الهرمونات الأنثوية.
– تناول الكثير من السكر:
وجدت إحدى الدراسات أن تناول كميات كبيرة من الفركتوز والجلوكوز يمكن أن يؤديان في الواقع إلى إيقاف تشغيل الجين المسؤول عن تنظيم هرمون الأستروجين والتستوستيرون، ويمكن أن يكون لتعطيل التوازن الدقيق لهذه الهرمونات الجنسية تأثير مضاعف؛ مما يزيد من خطر الإصابة بحب الشباب، والعقم، ومتلازمة المبيض المتعدد الكيسات، وسرطان الرحم -خاصةً عند النساء ذوات الوزن الزائد- وفقًا للدراسة؛ لذلك عندما تشتهي شيئًا حلوًا فالتزم بخيار منخفض السكر، مثل: الشوكولاتة الداكنة، أو بارفيه الفاكهة، والزبادي، كما يمكنك تجربة بعض هذه الأيس كريم منخفضة السكر.
– شرب الصودا الدايت:
قد تعتقد أن المحليات الصناعية لا علاقة لها بهذه الدراسات لكن تعرف ما تفعله هذه المحليات بأجسامنا والتي بمفهومنا هي صودا دايت خالية من السعرات الحرارية، فقد تغير المحليات الصناعية البكتيريا في الأمعاء؛ مما يخل بتوازن اللبتين، والجريلين، والهرمونات التي تنظم مشاعر الجوع والشبع؛ إذ تم ربط المحليات غير الغذائية بمشاكل الوزن المرتبطة بالهرمونات، مثل: السمنة، ومرض السكري من النوع الثاني.
– عدم ممارسة الرياضة وانخفاض اللياقة البدنية:
إن خلل الهرمونات ليست حكرًا على السيدات فقط بل الرجال أيضًا، فهم يعانون من خلل في هرموناتهم التستوستيرون والتي ينجم عنها مضاعفات، حيث يلعب التستوستيرون دورًا حاسمًا في صحتك العامة في الواقع وفقا للمعاهد الوطنية للصحة
كذلك يمكن أن يساعد هرمون التستوستيرون في تحسين كتلة العضلات، وكثافة العظام، والمزاج، وتكوين الجسم، والرغبة الجنسية، ويحافظ بعض الرجال على مستويات عالية من هرمون التستوستيرون طوال حياتهم، لكن الغالبية منهم يعانون من انخفاض عندما يصلون إلى حوالي 40 عامًا، ومن الممكن أن تكون للعوامل الوراثية أو بعض التشوهات الخلقية دور في خلل الهرمونات.
ما أعراض لخبطة الهرمونات؟
ينتج عن اضطراب الهرمونات وخللها بعض الأعراض والأمراض التي من الممكن أن يؤدي إهمالها إلى حالة مزمنة، منها:
– قصور الغدة النخامية:
عادةً ما تظهر أعراض قصور الغدة النخامية تدريجيًا وتتفاقم بمرور الوقت، وقد لا تُلاحَظ لأشهر أو حتى سنوات إلا أنها تظهر فجأة على البعض، وتختلف أعراض قصور الغدة النُّخامية من شخص إلى آخر، كما تعتمد الأعراض على الهرمونات المفقودة وكمية الهرمون التي يتم إنتاجها.
– البلوغ المبكر:
البلوغ المبكر المركزي هو بداية مبكرة غير نمطية للبلوغ، تتميز ببداية التغيرات الجنسية الثانوية قبل 9 سنوات من العمر عند الأولاد وعند الفتيات من عمر 8 سنوات، وتشمل التغييرات الجنسية الثانوية: نمو الثدي، وظهور شعر الوجه والإبط والعانة، وتضخم القضيب والخصيتين.
– متلازمة المبيض المتعدد الكيسات:
يمكن أن تختلف أعراض متلازمة المبيض المتعدد الكيسات من شخص لآخر، فقد تتغير الأعراض بمرور الوقت وغالبًا ما تحدث دون محفز واضح، وتشمل الأعراض المحتملة ما يلي:
- فترات طمث غزيرة، أو طويلة، أو متقطعة، أو غائبة.
- عقم.
- حب الشباب، أو البشرة الدهنية.
- الشعر الزائد على الوجه، أو الجسم.
- الصلع الذكوري، أو ترقق الشعر.
- زيادة الوزن؛ خاصةً حول البطن.
الأشخاص المصابون بمتلازمة تكيس المبايض هم أكثر عرضةً للإصابة بحالات صحية، منها:
- داء السكري من النوع 2.
- ارتفاع ضغط الدم.
- ارتفاع الكوليسترول في الدم.
- أمراض القلب.
- سرطان بطانة الرحم (سرطان البطانة الداخلية للرحم).
كذلك يمكن أن تسبب متلازمة تكيس المبايض -أيضًا-: القلق، والاكتئاب، وصورة الجسم السلبية، إضافة إلى احتمالية حدوث أعراض أخرى، مثل: العقم، والسمنة، ونمو الشعر غير المرغوب فيه.
– داء أديسون:
هو مرض غير شائع يحدث عندما ينتج الجسم كميات غير كافية من هرمونات معينة، وفي حال الإصابة بداء أديسون تنتج الغدد الكظرية كمية ضئيلة من الكورتيزول، كما تنتج في كثير من الأحيان كمية ضئيلة للغاية من هرمون آخر، وهو: الألدوستيرون، كما يمكن أن يصيب داء أديسون أي شخص فيهدد حياة الفرد، ويشمل العلاج تناول هرمونات؛ لتعويض الهرمونات الناقصة.
– قصور الغدد التناسلية في الذكور:
إن قصور الغدد التناسلية الذكورية هو حالة مَرَضية لا يُنْتِج فيها الجسم ما يكفي من الهرمون الذي يلعب دورًا رئيسًا في نمو الذَّكَر وتطوُّره خلال فترة البلوغ (هرمون التستوستيرون)، أو لا يُنتِج ما يكفي من الحيوانات المنوية، أو كليهما.
– قصور الدرقية (نقص نشاط الغدة الدرقية):
يحدث قصور الدرقية عندما لا تفرز الغدة الدرقية ما يكفي من الهرمون الدرقي، ويُطلق على هذه الحالة -أيضًا- نقص نشاط الغدة الدرقية، وقد لا يسبب قصور الدرقية أعراضًا ملحوظة في مراحله المبكرة إلا أنه قد يؤدي بمرور الوقت عند عدم علاجه إلى مشكلات صحية أخرى، مثل: ارتفاع مستوى الكوليسترول، ومشكلات القلب.
– مرحلة ما قبل انقطاع الطمث:
يعني فترة ما قبل سن اليأس ويشير إلى الوقت الذي خلاله يقوم الجسم بالانتقال الطبيعي إلى انقطاع الطمث مشيرًا إلى نهاية سنوات الإنجاب، ويسمى اليأس -أيضًا- بالمرحلة الانتقالية لانقطاع الطمث.
تبدأ النساء بسن اليأس عند أعمار مختلفة، فقد تلاحظ المرأة علامات التطور تجاه انقطاع الطمث، مثل: اضطرابات الدورة الشهرية -أحيانًا- عند بداية الأربعينيات، كما قد تلاحظ بعض النساء الأخريات تغيرات في أوائل منتصف الثلاثينيات.
يرتفع مستوي الأستروجين —الهرمون الأساسي عند الأنثى— وينخفض بشكل متفاوت خلال اليأس، وقد تطول دورة الطمث أو تقصر حيث لا يستطيع المبيضان إطلاق البويضة (انقطاع الإباضة)، كذلك فقد تعاني بعض النساء من أعراض تشبه انقطاع الطمث، مثل: الهبّات الساخنة، ومشكلات في النوم، وجفاف المهبل، وبمجرد مرور 12 شهر متتالية دون فترة الحيض تكونين قد وصلتي رسميًا إلى فترة سن اليأس.
– تضخم الغدة الكظرية الخلقي:
تُفرز هذه الغدد هرمونات مهمة، تشمل:
- الكورتيزول: ينظم هذا الهرمون استجابة الجسم للمرض أو الإجهاد.
- القشرانيات المعدنية (مثل: الألدوستيرون): حيث تنظم هذه الهرمونات مستويات الصوديوم والبوتاسيوم في الجسم.
- الأندروجينات (مثل: التستوستيرون): هذه الهرمونات الجنسية ضرورية للنمو والتطور لدى كل من الذكور والإناث.
يؤدي التغيُّر الجيني إلى نقص أحد الإنزيمات اللازمة؛ لإنتاج هذه الهرمونات لدى المُصابين بفرط النسيج الكظري الخلقي.
تعليقات