fbpx

خلل دماغي يعيق فك التشفير الصوتي | وراء عسر القراءة عند الأطفال

قد يكون مشهد مألوفًا لك عندما تشاهد مٌعلِم وهو يحاول أن يُحفز تلميذه على قراءة فقرة من درس القراءة ، ولكن عندما يتكرر فشل هذا الصغير في القراءة مثل باقي أقرانه، فإنه ليس معتادًا ومثيرًا للتساؤلات.

 لماذا لم يستطع الطفل القراءة مثل باقي زملائه في الفصل؟ ماذا لو كان هناك شيء ما في دماغ الطفل يعيق جهوده لتحقيق مثل هذه المهمة التي تبدو بسيطة؟

كجزء من مشروع على مدار سنوات بتمويل جزئي من مؤسسة BrainsCAN، ونُشرت نتائجه في مجلة Developmental Cognitive Neuroscience، درس علماء الأعصاب الإدراكي في معهد الدماغ والعقل بويسترن أدمغة الأطفال باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI). بعد تحليل عميق للبيانات، اكتشفوا عجزًا بيولوجيًا للبعض يعيق فك التشفير الصوتي، أي القدرة على نطق الكلمات، ما قد يساعد في حل لغز عسر القراءة Dyslexia. 

قال د.مارك جوانيس، عميد بحثي في كلية العلوم الاجتماعية في ويسترن وكبير مشاركي الدراسة: ” الآن فهمنا بصورة أفضل بكثير كيف يؤثر تكوين الدماغ النامي على مهارة القراءة، وعلى تطور اللغة وفهم الرياضيات لدى الأطفال“.

أضاف د.جوانيس، أستاذ علم النفس، إن التدريب المكثف على “فك التشفير الصوتي” أمر بالغ الأهمية لتطوير القراءة، وتظهر هذه الدراسة أن هناك بعض الأطفال يعانون من خلل إدراكي معين في هذه القدرة يتطلب خطوات إضافية لعلاجه.

وقال أيضًا “في حين أنه من الصحيح أن كل طفل فريد من نوعه، فإننا نعرف ما ينجح في الغالبية العظمى من الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة، وهو التدريب الفردي على فك التشفير الصوتي”.

الطرق الأخرى التي تشمل المناهج المختلطة، أو” طريقة الإشارات الثلاثية ” غير فعالة في مساعدة الأطفال على تعلم القراءة ومن غير المرجح أن تنجح مع الأطفال الذين يعانون من إعاقات كبيرة.”

تعتمد طريقة الإشارات الثلاثة المطبقة على نطاق واسع، وهي طريقة لتطوير القراءة، وإن كانت مثيرة للجدل، على الأطفال المبتدئين في تعلم القراءة الذين يستخدمون المعنى وبناء الجملة والرموز لتحديد الكلمات. ستكون هذه الطريقة ذات فائدة محدودة لبعض الأطفال المتعثرين.

فك التشفير الصوتي طريقة فعالة لعلاج عسر القراءة

اقرأ أيضًا : ما فوائد تدريب الطلاب على تمارين اليقظة في المدرسة؟

تركز الدراسة على كيفية استخدام الأطفال لمراكز الدماغ لكي يقرأوا جيدًا. لا توجد منطقة واحدة بالمخ مسؤولة بمفردها عن القراءة. بدلاً من ذلك، تقسم  مهارة القراءة إلى عمليات مختلفة تشمل الرؤية والانتباه والذاكرة واللغة.

يشرح د.جوانيس قائلاً : ” يتم تعلم القراءة عبر العديد من مناطق المخ، وتنسيق ذلك يتطلب شبكة كبيرة من الاتصالات بين هذه المناطق. تحدث المعالجة الفعلية في الدماغ في المادة الرمادية للمخ والتي تقع أساسًا في القشرة الخارجية للمخ. ومع ذلك، فإننا ندرك بشكل متزايد أن القدرات المعقدة مثل القراءة تتطلب التنسيق بين العديد من مناطق المادة الرمادية، وتتواجد تلك الروابط في المادة البيضاء للمخ.”

حلل د.تشينجلين لو، طالب الدكتوراه، بنية الشبكة المعقدة بالمخ بعد فحص أدمغة الأطفال باستخدام تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي تسمى تقنية تصوير الانتشار DTI، والتي تستهدف تصوير بنية المادة البيضاء، ثم حدد تضاريس تلك الشبكة من طفل إلى آخر. 

أكمل د.جوانيس حديثه بأن فهم وظائف الدماغ أمر بالغ الأهمية لمساعدة الأطفال الذين يعانون من صعوبات في القراءة مثل عسر القراءة، ولكن لا يزال هناك عمل يتعين القيام به قبل تطوير أساليب تدريب جديدة. 

ثم اختتم قائلًا،  “نحن نفهم معاناة هؤلاء الأطفال وعجزهم الواضح عن القراءة.  هم لديهم صعوبة خاصة في تعلم ربط الحروف بالأصوات حتى يتمكنوا من نطق الكلمات. لا يزال من السابق لأوانه تنفيذ هذه النتائج، لكنه يعطينا فكرة أفضل بكثير عن أنواع الترابط في الدماغ الضرورية  لتعلم القراءة بطريقة ناجحة.”

المصدر 

تعليقات