داء الطلوان | الأسباب، والتشخيص، والعلاج
استيقظت في الصباح الباكر بمزاجٍ سعيد وهمةٍ عالية، نفضت عن نفسي متاعب البارحة وسارعت إلى يومي الجديد أستقبله بالفضول وروح التحدي، دخلت إلى الحمام ووقفت أمام مرآته الكبيرة، تناولت فرشاتي وفتحت فمي لأدلجها وأبدأ ورشة التنظيف المعتادة؛ وإذ بي أشاهد بقعة بيضاء تتوسط فمي، أدقق النظر قليلًا فأشاهد سطحها البارز ولونها الأبيض الشاحب.. يا إلهي! أصبتُ بالدهشة والقلق معًا في آن واحد، يا تُرى ما هذا الشيء الذي أثار ريبتي وأقلق صباحي؟ وهل هو نذير بخطرٍ ما؟ إنه داء الطلوان.. فهل سبق لك أن سمعت عنه أو عن الطلاوة؟ هل تساءلت يومًا.. ما الأسباب الحقيقية التي تؤدي لداء الطلوان بعيدا عن الخرافات؟ ترى كيف يتم تشخيص هذا الداء؟ وما العلاج المتّبع في سياقه؟ وهل يستدعي القلق والخوف أم أنه مرض حميد؟ الآن سنبدأ رحلة شيقة –عزيزي القارئ- للتعرف على داء الطلوان بالتفصيل، فلا تفوت الفرصة في اكتساب المعرفة فقد تحتاج إليها يومًا ما.
محتويات المقال
- ما داء الطلوان؟
- ما الأنواع الرئيسة لداء الطلوان؟
- ما الأنواع الفرعية لداء الطلوان؟
- ما أسباب الطلاوة؟
- كيف يتم تشخيص داء الطلوان؟
- هل الخزعة ضرورية للتشخيص؟
- إذًا.. ما العلاج؟
- متى يجب عليّ أن أزور الطبيب؟
- هل يمكن الشفاء من الطلوان؟
- مقترحات القراءة
ما داء الطلوان؟
يتظاهر داء الطلوان ببقعة بيضاء أو رمادية داخل الفم؛ قد تكون على اللثة، أو في باطن الخد، أو أسفل الفم، وأحيانًا على اللسان، ويرتبط ذلك بجملة من المسببات، أهمها: التدخين.. لكن هل الطلاوة خطيرة؟ عادةً ما تختفي الطلاوة من تلقاء نفسها في حال كانت خفيفة الشدة، أما في الحالات الشديدة النادرة فقد ترتبط بسرطان الفم، وهنا تكون المعالجة ضرورية وطارئة، كما أن العناية المنتظمة بالأسنان قد تقي من انتكاس الطلاوة في حال تم الشفاء منها.
ما الأنواع الرئيسة لداء الطلوان؟
يمكننا أن نميز بين نوعين أساسيين لداء الطلوان، هما:
- الطلاوة المتجانسة:
وهي الشكل الأكثر شيوعًا؛ إذ تظهر كبقعة مستوية داخل الفم بسطح أملس أو متجعد أو ذي نتوءات، وغالبًا ما تكون حميدة؛ أي لا تتحول عادةً إلى سرطان الفم.
- الطلاوة غير المتجانسة:
تتظاهر ببقع غير منتظمة السطح بيضاء أو حمراء داخل الفم قد تكون ذات سطح مستوي أو بارز، وبحسب الدراسات الأخيرة في هذا الصدد فإن احتمالية تحولها إلى سرطان داخل الفم تزيد بسبعة مرات مقارنةً بالنوع المتجانس.
ما الأنواع الفرعية لداء الطلوان؟
بعد أن تعرفنا على الأنواع الرئيسة دعونا نلقي نظرة على الأنواع الفرعية للطلاوة، وهي:
- الطلاوة المشعرة أو الطلاوة المشعرة الفموية:
إن وجود الشعر على سطح الطلاوة هو أهم ما يميز الطلاوة المشعرة، والجدير بالذكر أنه -وبحالات نادرة- يمكن أن تشاهد في سياق الإصابة بفيروس إبشتاين بار (الذي يبقى كامنًا داخل الجسم مدى الحياة)، لكنه قد ينشط لدى الأشخاص الذين يعانون من مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، محدثًا هذا الشكل النادر والغريب.
- الطلاوة الثؤلولية التكاثرية:
بحسب الدراسات فإن أكثر من 60% منها قد تتحول إلى سرطان فم، وتتظاهر ببقع بيضاء صغيرة في أي مكان من النسيج داخل الفم، كما قد تنمو بسرعة لتعطي كتلًا مجسوسة يمكن الشعور بها.
ما أسباب الطلاوة؟
رغم أن السبب الأكيد غير معروف حتى الآن، إلا أن أصابع الاتهام تشير إلى التبغ كأهم عامل مرتبط بظهور الطلاوة سواء عن طريق تدخينه أو مضغه، فإذا ما تساءلت يوما.. ما سبب وجود مادة بيضاء في الفم؟ فإليك عزيزي القارئ أهم الأسباب المتورطة الأخرى:
- إصابة الوجه الداخلي للخد كما يحدث في سياق العض أو القرض.
- الأسنان القاسية ذات السطح غير المنتظم.
- طقم الأسنان؛ خاصةً إن لم يكن ملائمًا للفم.
- التهابات في الجسم.
- إدمان الكحول.
- أمراض نقص المناعة.
- فيروس إبشتاين بار.
- فيروس الإيدز.
كما أن لبعض الطفرات الوراثية ارتباط بحدوث نمط التكاثر السريع في خلايا النسيج الفموي؛ مما يؤدي إلى ظهور البقعة البيضاء أو الطلاوة.
كيف يتم تشخيص داء الطلوان؟
عادةً ما يستقصى بالفحص الفموي والذي من خلاله يستطيع أن يحدد الطبيب فيم إذا كانت البقعة البيضاء طلاوة أم قلاعا، لكن ما الفرق بينهما؟ يمثل القلاع عدوى داخل الفم، كما يتظاهر ببقع بيضاء أشد ليونة من تلك المرتبطة بداء الطلوان، وبالتالي تكون عرضةً للنزف بنسبةٍ أكبر، ويمكن إزالتها بالمسح على عكس الطلاوة التي لا تسمح بذلك.
استنادًا إلى ما سبق إليك أهم علامات الطلاوة، وهي:
- بقع بيضاء أو رمادية لا يمكن إزالتها بالمسح.
- سطح بارز أملس أو متعرج.
- ذات أشكال وحواف غير منتظمة.
- ثخينة وقاسية.
هل الخزعة ضرورية للتشخيص؟
في بعض الحالات تكون البقعة البيضاء مثيرة للشك، وهنا لابد من إجراء الخزعة والتي تتمثل بإزالة جزء نسيجي من المنطقة، ومن ثم إرسالها لطبيب التشريح المرضي؛ ليستقصي طبيعتها فيما إذا كانت سرطانية أو في مرحلة ما قبل السرطان.
إذًا.. ما العلاج؟
إذا كنت تبحث عن إجابة للسؤال التالي.. ما علاج البقع البيضاء في الفم؟ فالقاعدة هي الإزالة بوساطة المشرط، كما يوجد تقنيات أخرى للإزالة، تتضمن:
- المعالجة بالليزر.
- المعالجة بالفوتونات.
- المعالجة القرية (المعالجة بالبرد).
- المعالجة بالحرق الكهربائي.
في حالة الطلاوة المشعرة فلا داعي لإزالتها -عادةً-، وهنا قد يصف لك الطبيب أدوية مضادة للفيروسات، هذا بالإضافة إلى المراهم الموضعية الحاوية على حمض الريتينويد والتي تقلل من حجم الطلاوة بالتعاون مع مضادات الفيروسات.
متى يجب عليّ أن أزور الطبيب؟
لا تتردد في استشارة الطبيب في حال إذا لاحظت العلامات التالية:
- بقع أو تقرحات بيضاء داخل الفم لأكثر من أسبوعين دون أي تحسن.
- كتل بارزة في الفم.
- بقع بيضاء أو حمراء أو داكنة داخل الفم.
- تغيرات في الفم دون أي تحسن.
- ألم في الأذن.
- صعوبة في البلع.
- صعوبة في فتح الفم.
هل يمكن الشفاء من الطلوان؟
في معظم الحالات الإجابة هي نعم، لكن الانتكاس وارد بنسبة 15% بعد وقت من إزالة الطلاوة، لكن لحسن الحظ ولأن التدخين يحمل الوزر الأكبر كأهم عامل مؤهب يمكن لنا أن نقي أنفسنا من الطلوان بتجنب التدخين والكحول، وأن نعتني بصحتنا لكي نحافظ على مناعة قوية تحول دون الإصابة به.
في ختام مقالتنا عزيزي القارئ؛ بعد أن تعرفنا على داء الطلوان وخضنا في عوالمه ابتداءً من أنواعه وأسبابه، وعروجًا على كيفية تشخيصه وأهم مظاهره، وانتهاءً بعلاجه وأهم العلامات المنذرة التي تستدعي استشارة الطبيب نقدم لك النصيحة الثمينة، وهي: أعرض عن التدخين والكحول؛ لذا اعتنِ بصحتك وغذائك لكي تتمتع بمناعة قوية تحصنك ضد الأمراض الغازية، ذلك أن درهم وقاية خير من قنطار علاج، كذلك لا تتردد البتة في زيارة الطبيب في حال صادفت أحد العلامات المنذرة لكي تحصل على التشخيص الصحيح، ومن ثم العلاج المناسب.
تعليقات