داء الفقار الرقبية | الأسباب والأعراض وطرق العلاج
داء الفقار الرقبية مصطلح عام للتلف والتمزق المرتبط بالعمر في العمود الفقري العنقي (الرقبة) الذي يمكن أن يؤدي إلى آلام وتيبس الرقبة وأعراض أخرى، وفي بعض الأحيان تسمى هذه الحالة التهاب المفاصل أو هشاشة العظام في الرقبة.
محتويات المقال:
- ما أجزاء العمود الفقري العنقي؟
- ما مدى شيوع داء الفقار الرقبية؟
- مَنْ هم الأكثر عرضة للإصابة بداء الفقار الرقبية؟
- ما الذي يسبب داء الفقار الرقبية؟
- ما أعراض داء الفقار الرقبية الأكثر شيوعًا؟
- كيفية تشخيص داء الفقار الرقبية:
- ما علاجات داء الفقار الرقبية الشائعة؟
- هل هناك طرق لمنع حدوث داء الفقار الرقبية؟
- مقترحات القراءة
- المصدر
ما أجزاء العمود الفقري العنقي؟
يتكون العمود الفقري بالكامل من 24 فقرة (عظام العمود الفقري)، وأما العمود الفقري العنقي فيتكون من سبع فقرات؛ تبدأ من قاعدة الجمجمة، ثم يمر بالحبل الشوكي وأعصابه من خلال فتحة العمود الفقري جميعه.
يحمل الحبل الشوكي والأعصاب الرسائل بين الدماغ وبقية الجسم، بما في ذلك: العضلات، والأعضاء، وبين الفقرات توجد أقراص؛ تعمل هذه الأقراص على امتصاص الصدمات في الجسم، وتلك الأقراص مصنوعة من نسيجٍ ضام مرن لكنه قوي، ومملوء بمادة شبيهة بالهلام.
هناك ثلاث مفاصل بين كل زوج من الفقرات، ويسمى المفصل الأمامي “القرص الفقري”، ويُطلق على مفصلين الجزء الخلفي من العمود الفقري اسم “المفاصل السطحية”، بالإضافة إلى أنه يوجد داخل كل مفصل غضروف؛ مما يسدّ نهايات العظام، أما الأربطة هي أحزمة ناعمة من الأنسجة تربط الفقرات ببعضها البعض.
إن داء الفقار هو التآكل الطبيعي لهذه الأجزاء من العمود الفقري، وبلي الغضروف بمرور الوقت؛ فتفقد الأقراص حجمها وتصبح جافة ومتشققة، وقد تتكاثف الأربطة كما قد تتشكل نتوءات عظمية حيث تحتك العظام ببعضها البعض في المناطق التي لم تعد مغطاة بالغضاريف.
ما مدى شيوع داء الفقار الرقبية؟
تُعد التغيُّرات في عمودك الفقري جزءًا طبيعيًا من الشيخوخة، فمن المحتمل أن يبدأ العمود الفقري في عملية التآكل هذه في وقتٍ ما في الثلاثينيات من العمر، ثم بحلول سن الستين يعاني تسعة من كل 10 أشخاص تقريبًا من داء الفقار الرقبية.
مَنْ هم الأكثر عرضة للإصابة بداء الفقار الرقبية؟
من أهم عوامل خطر الإصابة بداء الفقار الرقبية هو التقدم في السن، ومن المرجح -أيضًا- أن تعاني من آلام الرقبة أو غيرها من الأعراض المتعلقة بداء الفقار العنقي إذا كنتَ:
- تدخن السجائر أو اعتدت ذلك.
- لديك فرد أو أكثر من أفراد الأسرة مُصاب بهذه الحالة.
- تُجهد رقبتك كثيرًا أثناء القيام بعملك، مثل: النظر فوق الرأس (على سبيل المثال: الرسامين) أو لأسفل (السباكين، أو تركيب الأرضيات) لعدة ساعات كل يوم، أو إبقاء رأسك في وضع غير لائق لفتراتٍ طويلة من الوقت (على سبيل المثال: التحديق في شاشة الكمبيوتر عالية جدًا، أو منخفضة جدًا).
- لديك إصابة سابقة في الرقبة، مثل: حادث سيارة.
- قمت برفع الأشياء الثقيلة، مثل: عمال البناء.
- تتعرض للكثير من الاهتزازات، مثل: سائقي الحافلات، أو الشاحنات.
ما الذي يسبب داء الفقار الرقبية؟
يخضع عمودك الفقري لتغيُّرات مع تقدمك في السن، وذلك بدءًا من منتصف العمر؛ حيث تبدأ الأقراص الموجودة بين الفقرات في التغيُّر، وتشمل هذه التغيُّرات:
- التنكس: قد تتآكل أقراص العمود الفقري في رقبتك ببطء (تتدهور)، وبمرور الوقت تصبح الأقراص أرقّ، وتكون الأنسجة الرخوة أقل مرونة؛ لذلك إذا أصبحت أنت أو والدك أقصر قليلًا مما كان طولك عليه منذ سنواتٍ فهذا طبيعي؛ لتدهور الأقراص أو انكماشها.
- الفتق: يمكن أن تتسبب الشيخوخة الطبيعية في تمزق أو تشقق جزء من القرص الفقري، وهذا ما يسمى “القرص الغضروفي“، فيمكن أن يسمح الفتق للقرص بالانتفاخ والضغط على الأنسجة القريبة أو العصب الفقري، كما قد يُسبب هذا الضغط ألمًا، أو وخزًا، أو تنميلًا.
- هشاشة العظام: هي حالة تقدميّة (مستمرة) تتسبب في تدهور الغضروف في مفاصلك (تآكل مع مرور الوقت)، أما مع هشاشة العظام يتدهور الغضروف أسرع من الشيخوخة الطبيعية.
- النتوءات العظمية: عندما يبدأ الغضروف في مفاصل الفقرات في العمود الفقري بالتدهور، ويحدث احتكاك بين النسيج العظمي وأنسجة العظام الأخرى مباشرةً، وتتطور أورام عظام غير طبيعية على طول حواف الفقرات، هذه الزيادات (تسمى النبتات العظمية، أو النتوءات العظمية) شائعة مع التقدم في العمر، وفي كثير من الأحيان لا تسبب أيّ أعراض.
ما أعراض داء الفقار الرقبية الأكثر شيوعًا؟
قد يكون لديك داء الفقار الرقبية ولا تعرف ذلك، فمن الشائع عدم وجود أعراض مرتبطة بهذه الحالة، أما إذا واجهت أعراضًا كهذه، والأعراض تشمل ما يلي:
- آلام الرقبة أو تصلبها: فقد يزداد الألم سوءًا عند تحريك الرقبة.
- تشنجات عضلية.
- صوت طقطقة أو فرقعة عند تحريك الرقبة.
- الدوخة.
- الصداع.
كيفية تشخيص داء الفقار الرقبية:
يعمل مقدم الرعاية الصحية الخاص بك على إجراء فحص جسدي؛ لمعرفة سبب ألم الرقبة أو أعراض أخرى، وتدل نوع الأعراض وشدتها على مقدار الضغط الذي قد يتعرض له العمود الفقري العنقي؛ لذلك قد يتحقق مقدم الرعاية الصحية الخاص بك من بعض الأعراض أثناء الفحص البدني، وهي:
- مرونة العنق.
- قوة العضلات، وردود الفعل في يديك، أو ذراعيك، أو ساقيك.
- طريقة المشي.
- الرقبة والكتف حيث يبحث الطبيب عن مناطق التحفيز والإثارة (وهي: نتوء صغير أو عقدة في عضلة الرقبة أو الكتف، وقد يكون مصدر الألم والليونة).
في بعض الأحيان يمكن لمقدمي الرعاية الصحية تشخيص داء الفقار الرقبية أثناء الفحص البدني فقط، وفي أوقات أخرى قد يتطلب التشخيص اختبارات إضافية لمعرفة المزيد حول ما قد يكون سببًا لأعراضك، وتشمل هذه الاختبارات ما يلي:
- تُظهر الأشعة السينية العظام في رقبتك ومواءمتها، وفقدان العظام، والنتوءات العظمية -إن وجدت)-، ولا تسبب كل التغيُّرات العظمية أعراضًا؛ لذلك قد يستخدم مقدمو الرعاية الصحية الأشعة السينية كنقطة انطلاق، وقد تساعد الأشعة السينية أو الاختبارات الأخرى -أيضًا- في استبعاد الأسباب الأخرى لعدم الراحة، مثل: ورم العمود الفقري.
- توفر فحوصات التصوير المقطعي المحوسب (CT) تفاصيل أكثر من الأشعة السينية، ويساعد هذا الفحص في رؤية القناة الشوكية، والنتوءات العظمية بشكلٍ أفضل.
- تُظهر صور التصوير بالرنين المغناطيسي تفاصيل الأنسجة الرخوة، مثل: الغضاريف، وجذور الأعصاب، والعضلات، والحبل الشوكي، والأقراص، كما قد يُظهر هذا الاختبار انضغاط العمود الفقري أو القرص المنفتق بشكلٍ أكثر وضوحًا من الأشعة السينية، كذلك قد يساعد التصوير بالرنين المغناطيسي على تحديد مصدر الألم وموقعه.
- قد تشمل الاختبارات الأخرى تصوير النخاع (نوع الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب) أو مخطط كهربية العضل (اختبار وظائف العصب)، وتوفر هذه الاختبارات مزيدًا من التفاصيل حول كيفية تأثير داء الفقار الرقبية على أعصابك.
ما علاجات داء الفقار الرقبية الشائعة؟
لا يُسبب داء الفقار الرقبية دائمًا أعراضًا؛ لذلك قد لا تحتاج إلى علاجٍ على الإطلاق، ولكن عندما تتسبب حالتك في ظهور أعراض؛ فهناك بعض العلاجات التي تساعد معظم الحالات بشكلٍ فعال؛ لذلك قد يوصي مقدم الرعاية الصحية الخاص بك بما يلي:
- العلاج الطبيعي:
- يمكن تخفيف الأعراض بتمارين وإطالات محددة، ويركز العلاج الطبيعي على شدّ عضلاتك وتقويتها وتحسين وضعيتك، كما يمكنك عمل هذه التمارين في المنزل أو قد تحتاج إلى مساعدة معالج فيزيائي في العيادة، أيضًا سيخبرك مقدم الرعاية الصحية الخاص بك بالمدّة اللازمة لهذه التمارين، وكم مرة يجب ممارستها بناءً على الأعراض والحالة الفردية الخاصة بك؟
- يمكن أن يساعد الثلج، والحرارة، والتدليك على تخفيف الأعراض؛ لذلك سيتعين عليك إجراء تجربتك الخاصة لمعرفة ما إذا كانت الحرارة أو البرودة أفضل في تخفيف الألم، والأفضل استخدام الحرارة أو الثلج عادةً لمدة لا تزيد عن 20 دقيقة في المرة الواحدة/ عدة مرات في اليوم.
2. الأدوية تؤخذ بالفم:
- قد يوصي مقدم الرعاية الصحية باعتمادًا على مقدار الألم الذي تشعر به بوصفة طبية أو الأدوية المضادة للالتهابات التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل: الإيبوبروفين (Advil® ، Motrin®)، أو نابروكسين الصوديوم (Aleve®)، كذلك يمكن لمرخيات العضلات، مثل: سيكلوبنزابرين (Amrix® ، Fexmid®) علاج التشنجات العضلية لألم الذراع الحاد الناتج عن اصطدام العصب، وأيضًا قد يقلل الجابابنتين (Neurontin®) الألم.
- طوق ناعم أو دعامة: قد يوصي مقدم الرعاية الصحية الخاص بك بارتداء طوق علاجي لفترةٍ قصيرة، فهذا يمكن أن يحدّ من حركة الرقبة، ويساعد العضلات المتوترة على الراحة والتعافي. يمكن أن يؤدي ارتداء الدعامة لفترةٍ طويلة إلى ضمور العضلات (الهزال)؛ لذلك يجب استخدام الطوق فقط تحت إشراف أخصائي طبي.
- العلاج بالحقن: يمكن حقن المنشطات في المنطقة المصابة من العمود الفقري، كما يمكن لأدوية الحقن أن تحسن الأعراض لفترةٍ قصيرة من الوقت، وهناك ثلاثة إجراءات شائعة لحقن الستيرويد:
- إحصار فوق الجافية العنقي: يمكن علاج آلام الرقبة أو الذراع بسبب فتق القرص العنقي عن طريق حقن مزيج من الستيرويد والمخدر، ويتم الحقن في الحيز فوق الجافية؛ وهو الفراغ المجاور لغطاء الحبل الشوكي.
- إحصار مفصل الفقرات العنقية: يتم إجراء هذا الحقن الستيرويدي بالإضافة إلى التخدير في المفاصل الصغيرة في الأجزاء المصابة من العمود الفقري العنقي.
- الإتلاف بالترددات الراديوية: تُستخدم هذه التقنية لتشخيص وعلاج آلام الرقبة المزمنة، فإذا تمّ تخفيف الألم بحقنة مخدر فإنه يتم تحديد تلك البقعة للعلاج المسمى الإتلاف بالترددات الراديوية، ويتضمن إتلاف الأعصاب بالموجات الصوتية التي تسبب الألم في المفصل.
بالنسبة للحالات الشديدة من داء الفقار العنقي -بما في ذلك: اعتلال النخاع، أو اعتلال الجذور العنقية- فقد يفكر مقدمو الرعاية الصحية في الجراحة، ويمكن أن تتضمن العمليات الجراحية إزالة النتوءات العظمية ودمج الفقرات معًا أو توفير مساحة أكبر للحبل الشوكي عن طريق إزالة جزء من الفقرات. جراحة العمود الفقري معقدة قد تتطلب فترة نقاهة طويلة؛ لذلك سينظر مقدم الرعاية الصحية الخاص بك في أعراضك، وحالتك، وصحتك العامة قبل أن يقرر ما إذا كانت الجراحة ستفيدك أم لا.
هل هناك طرق لمنع حدوث داء الفقار الرقبية؟
لا توجد وسيلة للوقاية من داء الفقار الرقبية لأن هذه الحالة هي تدهور طبيعي مرتبط بالعمر (“البلى”) لمساحة المفصل وأقراص عنقك، فإذا كان لديك وظيفة أو هواية تؤدي إلى قضاء الكثير من الوقت في النظر فوق رأسك أو لأسفل أو جعل رأسك في وضع حرج خذ فترات راحة قصيرة كثيرة في يومك -إن أمكن-، وتعلم تمارين الإطالة والتقوية المناسبة من مقدم الرعاية الصحية، أو المعالج الفيزيائي.
واتبع علاجات المساعدة الذاتية الأخرى، مثل: وضع الثلج أو الحرارة على رقبتك؛ لتخفيف آلام العضلات، وتناول الأدوية المضادة للالتهابات ومسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل: الإيبوبروفين أو النابروكسين، كذلك اتبع دائمًا تعليمات أخصائيي الرعاية الصحية وأخصائي العلاج الطبيعي.
تعليقات