fbpx

دليلك نحو التخلص من الخجل الزائد

الخجل من الاختلاط بالمجتمع أو ما يُطلق عليه الخجل الاجتماعي هو واحد من أشهر السمات الاجتماعية التي تشيع الإصابة بها بين شريحةٍ واسعة من الأشخاص؛ وعلى رأسهم: المراهقين، والأطفال (بدايةً من سن السابعة من العمر)، وعلى الرغم من كونه لا يتعدى سمةً شخصيةً قابلةً للتغيير لدى شريحةٍ واسعة من الناس، إلا أنه يعد حالةً نفسيةً مريةً في كثيرٍ من الأحيان؛ مما يتوجب على المرضى اتخاذ خطواتٍ جدية في سبيل علاجها.

وفي هذا المقال سوف نتناول معكم كافة ما يتعلق بالخجل والرهبة، وكيفية التعامل معها، وما علامات التحول من سمةٍ شخصية إلى حالةٍ مرضية؟ وكيفية التأقلم عائليًا مع هذه الظاهرة، إلى جانب العديد من النصائح والمعلومات التي قد تهمك مع موقع صحة سكاي.

محتويات المقال:

ما تعريف الخجل الاجتماعي؟

الخجل الاجتماعي هو واحد من المشاكل النفسية والاجتماعية التي تشيع الإصابة بها بين شريحة واسعة من الأطفال والمراهقين، حيث يشعر فيه المصاب بالخوف والقلق الشديد تجاه التعامل مع الأشخاص والمواقف الاجتماعية المُختلفة، ويُعرّفه المُختصون على أنه وسيلةٌ دفاعية للهروب من التفكير الزائد والضغط العصبي الذي تُسببه المواقف الاجتماعية المُختلفة، وتختلف درجة الخجل الاجتماعي من شخصٍ لآخر؛ فبعض المصابين بهذه الحالة قد يتعرضون للكثير من المواقف الصعبة التي تمنعهم من ممارسة شؤون حياتهم الاعتيادية بشكل طبيعي، مثل: الكلام والإلقاء أمام الجمهور، والإجابة عن أسئلة الامتحانات الشفهية،.. والكثير من المواقف الأخرى.

الخجل الاجتماعي

ما أسباب الخجل الاجتماعي؟

عادةً ما يصاب الأشخاص سواءً في سن الطفولة أو في سن المراهقة بالخجل الاجتماعي نتيجةً للعديد من العوامل والأسباب المُختلفة، ومن أبرز أسباب الخجل الاجتماعي نورد لكم ما يلي:

  1. الأسباب الوراثية والجينية: يعد العامل الوراثي سببًا شهيرًا من أسباب الإصابة بالخجل الاجتماعي، حيث عادةً ما يتوارث الأبناء الكثير من سمات الآباء وطباعهم، وخاصةً الخجل والقلق الاجتماعي الذي وُجد بأنه يتناقل بكثرة بين الأجيال المُختلفة (خاصةً في حالة الإصابة بالرهاب الاجتماعي).
  2. المشاكل العائلية: تلعب المشاكل الأسرية دورًا في الإصابة بالخجل الاجتماعي، حيث وجد بأن الخلافات المتكررة ما بين الأبوين، والخلافات ما بين الطفل ووالديه من شأنها أن تلعب دورًا في التقليل من ثقة الطفل بنفسه، وهو ما ينعكس على علاقاته الاجتماعية، كما يُشعره بالقلق والخوف طوال الوقت.
  3. التعرض للعنف والتنمر: تلعب الظروف السيئة التي يتعرض لها الإنسان في الصغر دورًا في إصابة الطفل بالخجل والقلق الاجتماعي، حيث يصاب الأشخاص بالخجل نتيجةً للأحداث السيئة في عمر مبكر.

ما آثار الخجل الاجتماعي على حياة الإنسان؟

يترك الخجل الاجتماعي آثاره السلبية على حياة الإنسان، ومن أبرز تلك الآثار السلبية نورد لكم ما يلي:

  1. الفشل في تكوين علاقات اجتماعية صحية، مثل: الصداقة، والزمالة، والعلاقات العائلية.
  2. الفشل في بناء أسره، وعدم القدرة على التفاهم مع الشريك، وحل مشاكل العلاقات العاطفية.
  3. الإصابة بالاضطرابات النفسية المُختلفة، مثل: اضطراب القلق الدائم، والاكتئاب، والرهاب،.. وغيرها.
  4. فشل الإنسان المصاب بالخجل الاجتماعي في تنظيم حياته، وتطوير قدراته، وتنمية مهاراته.

ما سُبل التخلص من الخجل الاجتماعي؟

توجد العديد من التعليمات والخطوات التي ينصح بها الأطباء من أجل التخلص من مشكلة الخجل الاجتماعي، ومن أبرزها نورد لكم ما يلي:

  1. احرص على الاندماج وسط التجمعات: ينصح الأطباء بضرورة الاندماج وسط التجمعات المختلفة، مثل: تجمعات العائلة والأصدقاء وزملاء العمل، كذلك الحرص على تبادل أطراف الحديث معهم من أجل خلق أجواء من التفاعل والمشاركة والحيوية، والتي من شأنها أن تساعدك على التخلص من الخجل رويدًا رويدًا.
  2. كن مُستعدًا للمغامرة: تحفز المغامرة والتجارب الجديدة داخل أرواحنا الكثير من النشاط والرغبة والحماس الذي يجعلنا نتحرر من مخاوفنا وقلقنا، ونكسر خوفنا وقلقنا من التعامل مع المواقف الاجتماعية المُختلفة؛ لذا قد يفيدك الخروج مع الرحلات الدراسية، ورحلات التخييم، والحفلات المسرحية، وكذلك الأنشطة التطوعية (مثل: الحملات الطبية، والإغاثية، والتعليمية للأطفال،.. وغيرها من الأنشطة الاجتماعية المُختلفة).
  3. ركز على النقاط الإيجابية: عند التعرض للمواقف الاجتماعية الضاغطة والصعبة من الضروري أن تحاول تعويد نفسك على النظر إلى المواقف الإيجابية، والنقاط المضيئة بدلًا من النقاط السلبية؛ من أجل مساعدة نفسك على تخطي الخوف والقلق، والهروب من التفكير الزائد تجاه مخاوفك.
  4. عزز ثقتك بنفسك: تلعب الثقة بالنفس دورًا كبيرًا في التخلص من المخاوف الاجتماعية والتخلص من المخاوف التي تُرافقها، ومن أجل تعزيز الثقة بالنفس احرص على اتباع الآليات المختلفة التي ينصح بها أطباء علم النفس، حيث أن التعلم، والممارسة، والتدريب، والإتقان من شأنهم أن يساعدوك على اكتسابها في أقرب وقتٍ ممكن.

نصائح أسرية للتعامل مع الخجل الاجتماعي

يمكن أن يؤثر الخجل الزائد سلبًا على الحياة الاجتماعية والعملية للفرد، وفيما يلي نورد لكم بعض النصائح الأسرية للتعامل مع الخجل الاجتماعي:

  1. تشجيع الحديث: يجب تشجيع الفرد المتواجد في الموقف الاجتماعي على الحديث والمشاركة في المحادثة، وذلك بالاستفسار عن رأيه ومشاركته في الحوار، وهذا يساعد على تحسين ثقته بالنفس، والتخلص من الخجل.
  2. التدرب على المهارات الاجتماعية: يمكن للفرد التدرب على المهارات الاجتماعية، مثل: التحدث بوضوح، والاستماع بتركيز، وتحليل اللغة الجسدية للمتحدثين الآخرين؛ وذلك بالمشاركة في ورش عمل متخصصة في هذا المجال.
  3. الاسترخاء والتأمل: يمكن للفرد القيام ببعض الأنشطة التي تساعد على الاسترخاء، مثل: التأمل، واليوغا، والتدريب الرياضي، كل هذا يساعد على تحسين الثقة بالنفس، وتخفيف القلق.
  4. التحدث مع المقربين: يمكن للفرد التحدث مع أفراد الأسرة أو الأصدقاء المقربين عن مشاعره بخصوص الخجل الاجتماعي، وهذا يساعد على تخفيف الضغط النفسي، والعمل على حل المشكلة.
  5. الحفاظ على نمط حياة صحي: يجب الحفاظ على نمط حياة صحي ومتوازن، والتغذية الصحية، والنوم الكافي، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، فكل هذا يساعد على تحسين الصحة النفسية للفرد، وتخفيف القلق والخجل.
  6. الاستعانة بالمختصين: في حالة عدم تحسن الحالة يجب الاستعانة بالمتخصصين في هذا المجال، مثل: الأخصائيين النفسيين، والمستشارين الاجتماعيين؛ وذلك للحصول على المساعدة اللازمة، والعلاج المناسب.

وفي نهاية المقال؛ نأمل أن نكون قد أجبنا لكم عن أهم الأسئلة التي طرأت إلى أذهانكم حول مشكلة الرهاب الاجتماعي، وطرق التعامل معها، بالإضافة إلى أسبابها، والفرق بينها وبين الرهاب الاجتماعي المرضي، مع التنويه إلى أهمية استشارة الطبيب في حال ظهور أعراض متفاقمة أو دلالاتٍ على الإصابة بالأمراض النفسية، وفي هذا الإطار يوفر لكم موقع صحة سكاي خدمة الأسئلة الطبية المجانية، والتي تتيح لكم الحصول على النصيحة الطبية التي تتطلعون لها مجانًا من خلال فريق أطباء صحة سكاي المحترفين.

مقترحات القراءة

  1. استراتيجيات التعامل مع المريض النفسي داخل نطاق الأسرة
  2. اضطراب ما بعد الصدمة | أعراض الإصابة وطرق العلاج
  3. الطلاق العاطفي بين الزوجين | الأسباب، والأعراض، وطرق التغلب عليه
  4. ما مُحفزات الإصابة بقلق الانفصال لدى الأطفال؟
  5. اضطراب الشخصية الاجتنابية | ماذا تعرف عن العزلة المرضية؟
  6. الرهاب الإجتماعي | التشخيص والعلاج

تعليقات