رحلة التعافي | إدمان المخدرات ما بين الوقاية والعلاج
إدمان المخدرات رحلة تبدأ بخطوة نحو الهلاك، لا تتأثر خلالها صحة المتعاطي النفسية والجسدية -فقط-، بل يمتد ذلك الأثر لينال من جميع أفراد أسرته، وأحبائه، فقد يكون المدمن على دراية تامة بالضرر الواقع عليه من تعاطي المخدرات ، لكنه غالبًا ما يكون غير قادرًا على التوقف مهما حاول، وكثيرًا ما تبوء جميع محاولاته بالفشل.
لذا سنناقش -معًا – في هذا المقال المراحل التي يمر بها المدمن لنبدأ معه أولى خطوات رحلة التعافي، وسوف نضيء كثير من المناطق المظلمة عن كيف يمكن أن يدمر الإدمان أسر بأكملها؟ وما العلامات التي قد تظهر على الشخص، وتنذر بإدمانه؟ وكيف يمكن البدء في تلقي العلاج؟ .. فكن معنا .
- سوف نتعرف في هذا المقال على:
- ما اضطراب تعاطي المواد المخدرة أو إدمان المخدرات؟
- ما أسباب إدمان المخدرات؟
- ما أعراض إدمان المخدرات؟
- كيف يتم تشخيص اضطراب تعاطي المواد المخدرة؟
- ما أنواع المواد المخدرة، وتأثيرها؟
- ما مراحل إدمان المخدرات؟
- ما علامات تعاطي المخدرات عند المراهقين؟
- مَن الأكثر عرضة للوقوع في فخ إدمان المخدرات؟
- ما مضاعفات إدمان المخدرات؟
- كيف يمكن الوقاية من إدمان المخدرات؟
- -كيفية حماية الأطفال، والمراهقين من إساءة استخدام العقاقير؟
- ما علاج إدمان المخدرات (اضطراب تناول المواد المخدرة)؟
- نصائح للوقاية من الانتكاسات.
- متى يجب عليك زيارة الطبيب؟
ما اضطراب تعاطي المواد المخدرة أو إدمان المخدرات؟
قد تبدأ رحلة الإدمان بتعاطي بعض أنواع العقاقير على سبيل التجربة والتسلية في بعض المناسبات الاجتماعية، أو بسبب بعض الأشخاص، وتدريجيًا تتحول التجربة إلى عادة ، ومن ثم تصل إلى مرحلة الإدمان ، خاصة مع المواد الأفيونية .
يُعرف إدمان المخدرات باضطراب تعاطي المواد المخدرة، وفيه يتأثر سلوك الشخص ودماغه، ويفقد قدرته على التحكم في النفس عند استخدام العقاقير، أو بعض المواد المشروعة، أو غير المشروعة، مثل: المواد الكحولية ، والماريجوانا ، والنيكوتين .. وغيرها ، فعندما تُدمن تلك الأشياء لم يعد بمقدورك التوقف عنها مهما كلفك الأمر، وعلى الرغم من الضرر الجسيم الذي يسببه تعاطيها؛ فيصبح الشخص أسيرًا تحت سطوة المخدرات؛ لا يستطيع ممارسة حياته اليومية بطريقة طبيعية، ومع تكرار استخدام الشخص لتلك المادة يصل به الأمر إلى حد الإدما ن .
ما أسباب إدمان المخدرات؟
وفقًا للمعهد الوطني الأمريكي لأبحاث تعاطي المخدرات، فإنّ الشخص قد يبدأ في تعاطي المخدرات لعدة أسباب، منها:
- التوق إلى الشعور بالمتعة والنشوة.
- رغبة في تحسين بعض الأحاسيس والمشاعر السيئة، أو لتخفيف الضغط، أو نسيان المشكلات.
- الميل إلى الشعور بالخدر العام.
- التطلع لتحسين الأداء، أو التفكير.
- الفضول، أو على سبيل التجربة، أو بسبب ضغط بعض أقران السوء.
ما أعراض إدمان المخدرات؟
يبدأ طريق الإدمان من وصفة طبية، أو من نصيحة صديق، أو قريب بتلقي بعض الأدوية التي قد وُصفت له من قبل، دون استشارة الطبيب ، ومن هنا يقع الشخص في الخطأ، وتختلف خطورة الإدمان ومدى تأثيره على الشخص تبعًا لنوع العقار ؛ فبعض الأدوية المسكنة التي تحتوي على مواد أفيونية تسبب الإدمان بسرعة أكبر عن غيرها من الأدوية الأخرى، ومع مرور الوقت يحتاج الشخص لزيادة الجرعة المستخدمة؛ للوصول إلى شعور النشوة والارتياح، فيزداد اعتياد الشخص وصعوبة استغنائه عنها، وإن حاول التوقف عن تعاطي العقار؛ قد يصاب بنوبات من الرغبة الشديدة، والتعطش له، بجانب الشعور بالتعب الجسدي، أو ما يعرف بأعراض الانسحاب، وتشمل أعراض إدمان المخدرات تغيير كبير في سلوكيات الفرد، منها :
- الشعور بالرغبة الملحـّة في تناول العقار بانتظام يوميًا، أو أكثر من مرة في اليوم.
- بمرور الوقت، تزداد الحاجة إلى زيادة جرعة العقار المُستخدم؛ للحصول على نفس التأثير.
- الرغبة في التأكد من توفر العقار دائمًا مع الشخص.
- إنفاق المال على شراء المخدر، حتى وإن كانت تكلفته تفوق قدرات الشخص المادية.
- فقدان القدرة على تحمل مسئوليات العمل، أو الوفاء بالالتزامات، وزوال الرغبة في الانخراط في الأنشطة الاجتماعية، أو الترفيهية.
- الاستمرار في استخدام الدواء على الرغم ممّا يسببه من ضرر على حياته، وعلى صحته النفسية، والجسدية.
- اللّجوء إلى بعض السلوكيات المنحرفة؛ رغبة في الحصول على العقار، مثل: السرقة.
- التعرض لكثير من المشكلات الاجتماعية مع الأشخاص حوله: من أفراد الأسرة، أو الأصدقاء، أو زملاء العمل.
- القيام ببعض الأنشطة الخطرة غير محسوبة العواقب في أثناء الوقوع تحت تأثير المخدر.
- فشل محاولات التوقف عن تعاطي العقار مهما حاول مرارًا وتكرارًا.
- الشعور بأعراض الانسحاب عند محاولة وقف استخدام العقار.
كما تظهر نتائج الأشعة على دماغ الشخص المدمن العديد من التغييرات في مناطق المخ المسئولة عن اتخاذ القرار والتعلم، وقد يصاحب اضطراب تعاطي المواد المخدرة بعض الاضطرابات النفسية الأخرى، والعكس أيضًا صحيح، فقد تقود بعض الاضطرابات النفسية الشخص إلى الإدمان.
كيف يتم تشخيص اضطراب تعاطي المواد المخدرة؟
تعد الخطوة الأولى نحو علاج إدمان المخدرات هي الاعتراف بالمشكلة، فقد تتأخر الخطوات تجاه الشفاء إذا افتقر الشخص إلى الوعي بالمشكلات، والأضرار التي تسببها تلك المواد المخدرة، وعلى الرغم من أن أغلب الحالات التي تتجه للعلاج تكون بواسطة أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء، إلا أنه -دائمًا- ما يحظى إقبال الحالة بنفسها نحو العلاج بالترحيب والتشجيع، فتشمل الخطوات فحصًا شاملـًا من قِبَل مقدمي الرعاية الصحية ، ثم البدء في العلاج الفردي سواء داخل المستشفى، أو خارجها.
ما أنواع المواد المخدرة، وتأثيرها؟
صنفت المخدرات بأنها مواد غير مشروعة، ومحظور تداولها بموجب القانون، وتختلف أنواعها وآثارها غير المتوقعة، والخطيرة على الجسم، ف تنقسم إلى الآتي:
1- العقاقير المثبطة:
تعمل تلك الأدوية على إبطاء الجهاز العصبي المركزي، والرسائل العصبية بين الدماغ وباقي أجهزة الجسم؛ لذا تُسبب تلك الأدوية نقصًا في التركيز، وتأخر الاستجابة ورد الفعل، ومن أمثلتها: الكحوليات، والمواد الأفيونية كالهي روين .
2- العقاقير المنشطة، أو المنبهة:
تقوم تلك الأدوية بتأثير محفز للجهاز العصبي المركزي ، فتزيد من سرعة الرسائل العصبية على عكس العقاقير المثبطة؛ مما يؤدي إلى زيادة الشعور بالطاقة، والنشاط، وارتفاع معدل ضربات القلب، مع فقدان الرغبة في تناول الطعام، ومن أمثلتها: الأمفيتامينات، والكوكايين، والنيكوتين .
3- عقاقير الهلوسة:
تؤثر تلك الأنواع من العقاقير على نظرة المدمن للأشياء ؛ فيمكنها أن تغيّر الطريقة التي يرى، أو يسمع، أو يشم، أو يشعر بها الشخص، وقد يصل الأمر إلى تخيل أمر غير موجود بالمرة، ومن أمثلتها: الكيتامين، والفطر السحري، وحمض الليسرجيك (LSD) .
ما مراحل إدمان المخدرات؟
يمر المدمن على المخدرات، أو المشروبات الكحولية ، بأربع مراحل قبل الوصول لمرحلة الإدمان ، وهنا سوف نستعرضها معًا؛ كي تساعدنا في التعرف على أساس المشكلة التي دفعته إلى اللجوء للتعاطي، ومحاولة إيجاد حل لها قبل الوصول لمرحلة الإدمان.
أولـًا:- مرحلة التجربة:
في معظم الحالات يبدأ تعاطي المخدرات، أو الكحول على سبيل التجربة ، بإرادة كاملة من الشخص ويكون استخدامها غير متكرر، لكن في حالة المراهقين من المرجح أنه يحصل على تلك المواد عن طريق أصدقاء السوء؛ استجابةً منه للضغط الذي يمارسونه عليه؛ لاستخدام أي من أنواع المخدرات .
بينما في الأشخاص الأكبر سنًا -أي البالغين – تكون بداية التعاطي نتيجةً لتعرضهم لضغوط الحياة، من فقدان وظيفة، أو نتيجة للمشكلات الزوجية، وغيرها؛ اعتقادًا منهم أن تناول تلك المواد المخدرة تكون عاملـًا في حل مشكلاتهم، وتجعلهم يشعرون بالتحسن، فدائمًا ما يتجهون إلى تعاطي المزيد وبانتظام، وعلى الرغم من ذلك، فإنّ في تلك المرحلة يكون كثير من الأشخاص قادرين على التوقف عن استخدام العقاقير، أو الكحول بسهولة.
ثانيًا:- مرحلة الاستخدام المنتظم:
وفيها يبدأ الشخص في استخدام العقاقير بصورة منتظمة ومتكررة ، سواء بمفرده ،أو مع أصدقائه، وليس من الضروري أن يعبر الاستخدام المنتظم عن الاستخدام اليومي، لكنه يعبر عن استخدام العقار المخدر بنمط يمكن التنبؤ به ، على سبيل المثال: في عطلة نهاية الأسبوع، أو عند الشعور بالوحدة، أو الملل، أو الضغط والتوتر.
ثالثًا:- مرحلة الخطر:
يبدأ المدمن في تلك المرحلة التعرض إلى العديد من المشكلات القانونية، أو العاطفية، أو البدنية، أو الاجتماعية ، كما يضع نفسه في مواجهة كثير من المواقف المحفوفة بالمخاطر، مثل: قيادة السيارة تحت تأثير المخدر؛ والتي قد تودي بحياته بين طرفة عين وانتباهتها.
رابعًا:- مرحلة الاعتماد:
هنا يكون المتعاطي وصل لحد الاعتماد على المخدرات وعدم القدرة على الاستغناء عنها مهما كلفه الأمر ، غير مهتم بالأضرار الجسدية، والنفسية، والاجتماعية التي يتعرض لها، ويمكن تمييز تلك المرحلة من خلال ملاحظة بعض السلوكيات على الشخص المتعاطي، منها: الحاجة المستمرة لاستخدام العقار، وزيادة جرعته؛ للوصول لشعور النشوة المرجوة، وفي حالة الرغبة في التوقف عن التعاطي تظهر أعراض الانسحاب.
خامسًا:- مرحلة الإدمان:
بالوصول إلى تلك المرحلة يكون استخدام العقاقير المخدرة إلزاميًا، وخارجًا عن السيطرة ، فإن كنت قد وصلت لتلك المرحلة، أو كان هناك شخص تحبه يعاني من الإدمان؛ فلا تتردد في بدء طلب المساعدة من المتخصصين؛ لإنهاء تلك الرحلة المميتة.
ما علامات تعاطي المخدرات عند المراهقين؟
في بعض الأحيان يصعب التمييز بين التقلبات المزاجية التي يتعرض لها المُراهقون في تلك المرحلة العمرية، وبين المؤشرات المحتملة التي قد تُنذر بتعاطي المخدرات، تريث قليلـًا، ثم احكم بهدوء، وابحث عن العلامات التالية :
- مشكلات التعليم:
قد تبدأ العديد من المشكلات في الظهور، منها التغيب المتكرر عن الذهاب إلى المدرسة، أو فقدان الشغف المفاجئ بالأنشطة المدرسية، أو انخفاض الأداء الدراسي الملحوظ للشخص.
- مشكلات الصحة الجسدية:
قد تظهر على المراهق علامات فقدان الطاقة، وعدم الرغبة، أو فقدان الوزن، أو اكتسابه بشكل الملحوظ، واحمرار العين.
- إهمال المظهر الخارجي:
يعاني المراهق في تلك المرحلة بفقدان الرغبة في أي شيء سوى التعاطي ، فينعكس ذلك بالسلب على مظهره الخارجي والعناية بنفسه، أو بملابسه.
- التغييرات السلوكية:
فيمكن ملاحظة ذلك في منع أفراد الأسرة من الدخول إلى غرفته، أو عدم إيضاح الأماكن التي يتواجد فيها مع أصدقائه، بجانب حدوث العديد من التغييرات الجذرية في علاقاته مع أفراد أسرته، أو أصدقائه المقربين.
- المشكلات المادية:
ازدياد مفاجئ في طلب الحصول على المال دون تفسير واضح، أو اكتشاف أحد أفراد الأسرة بعض الأموال المفقودة أو المسروقة، التي يمكن أن يكون استحوذ عليها المدمن ؛ لشراء المزيد من العقاقير المخدرة .
مَن الأكثر عرضة للوقوع في فخ إدمان المخدرات؟
يمكن أن يقع الأشخاص من أيّ سن، أو جنس، على اختلاف أوضاعهم المادية، أو الاجتماعية في فخ الإدمان دون تفرقة، لكن توجد بعض العوامل التي يمكن أن تزيد احتمالية الانخراط السريع في تعاطي المخدرات وصولـًا لمرحلة الإدمان، ومنها:
- التاريخ العائلي للإدمان:
يكون الإدمان أكثر شيوعًا في بعض العائلات عن غيرها، حينما ينشأ الشخص ضمن عائلة بها أحد الوالدين، أو الإخوة يتعاطون المخدرات، أو الكحول، فإن ذلك يضعه ذلك على مقربة بالغة للسقوط في بئر الإدمان .
- اضطرابات الصحة العقلية:
إذا كان الشخص يعاني أيًّا من تلك الاضطرابات التالية، مثل:الاكتئاب، أو اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، أو اضطراب ما بعد الصدمة، فمن المرجح أن تزداد احتمالية إدمانه على بعض العقاقير المخدرة ، وفي تلك الحالة يتحول التعاطي إلى وسيلة للتعامل مع المشاعر المؤلمة، مثل: القلق، والاكتئاب، والوحدة، وتباعًا تزداد المشكلة في التفاقم دون توقف.
- ضغط الأصدقاء:
في السن الصغير يضعف كثير من الشباب أمام ضغط أقرانهم؛ للبدء في تعاطي العقاقير وإساءة استخدامها كما ذكرنا من قبل؛ لذا ننصح الآباء بالمراقبة الجيدة لأبنائهم في تلك المرحلة العمرية.
- عدم توافر الاحتواء، والعناية الأسرية:
يؤدي اختلال الروابط الأسرية، وعدم توافر الإشراف الأبوي إلى زيادة خطر الإدمان .
- البدء في التعاطي مبكرًا:
يسبب تعاطي المخدرات في سن مبكرة إلى العديد من التغييرات في نمو المخ، والتي بمرور الوقت تزيد من خطر تعرض الشخص لإدمان المخدرات .
- تناول العقاقير ذات التأثير القوي:
يؤدي تناول بعض العقاقير القوية، مثل: المنشطات، والكوكايين، والمسكنات الأفيونية إلى زيادة سرعة حدوث الإدمان مقارنة بالعقاقير الأخرى – كما ذكرنا من قبل -.
ما مضاعفات إدمان المخدرات؟
يؤدي تعاطي المخدرات إلى العديد من المضاعفات الخطيرة والضارة، منها:
1- التقاط أحد الأمراض المعدية:
من أشهر الأمراض المعدية المرتبطة بإدمان المخدرات فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) ؛ وقد يحدث ذلك نتيجة لمشاركة إبر التعاطي بين أكثر من شخص في أثناء حقن المخدر.
2- الانتحار:
ذكرت العديد من الدراسات تزايد معدلات الانتحار بين مدمني المخدرات عن غيرهم من غير المدمنين.
3- الحوادث:
دائمًا ما يكون المدمن أكثر عرضة للقيادة تحت تأثير المخدر ؛ مما قد يودي بحياته، وبمن يحب جراء حدوث العديد من حوادث السيارات نتيجة ذلك.
4- المشكلات القانونية والمادية:
تنبع العديد من المشكلات القانونية من شراء المخدرات غير المشروعة، أو حيازتها، أو اللجوء للسلوك المنحرف ، مثل: السرقة للحصول على تلك الأدوية المخدرة، ومنها أيضًا المسائلة القانونية للقيادة تحت تأثير المخدر، وما يشكله من تعريض حياة الآخرين للخطر.
5-بعض المشكلات الصحية الأخرى:
يمكن أن يؤدي إدمان المخدرات إلى مجموعة من مشكلات الصحة العقلية، والجسدية قصيرة، وطويلة الأمد؛ تبعًا لنوع العقار الذي يتناوله الشخص.
كيف يمكن الوقاية من إدمان المخدرات؟
يُعد من أفضل طرق الوقاية من الإدمان هي عدم تناول العقاقير على الإطلاق ، ففي حالة توجهك إلى الطبيب ووصفه لعقار ما قد يمكن أن يسبب الإدمان؛ لذا يُنصح بأخذ الحيطة والحذر عند تناوله، مع ضرورة استخدامه تبعًا للتعليمات التي نصح بها الطبيب .
كما يجب على الأطباء أن يصفوا الأدوية بجرعات آمنة، مع وضع المريض تحت المراقبة الجيدة طوال فترة الاستخدام، مع تحديد مدة مناسبة ومحددة لتناول الدواء؛ حتى لا يتعاطى جرعة كبيرة منها، مع التأكيد على المريض أن يتحدث إلى الطبيب في حالة الشعور بالرغبة في زيادة جرعة الدواء الموصوف.
كيفية حماية الأطفال، والمراهقين من إساءة استخدام العقاقير؟
اتبع الإرشادات التالية؛ التي قد تساعد على حماية الأطفال والمراهقين من خطر التعرض لتعاطي المخدرات :
- الحرص على التواصل الدائم عن طريق التحدث مع الأطفال عن مخاطر تعاطي المخدرات، وإساءة استخدامها.
- الاستماع الجيد إلى الأطفال عندما يتحدثون عن ضغط أصدقائهم؛ لاتباع الطريق الخاطئ؛ لتوفير الدعم الكامل لهم، مع الثناء على جهودهم؛ لمقاومة ذلك الضغط.
- كن أنت المثال الجيد ؛ كي يُحتذى بك، ولا تسيء استخدام المشروبات الكحولية، أو المخدرات؛ فالأطفال الذين يتعاطى آباؤهم المخدرات معرضون بشكل أكبر لخطر الإدمان عن غيرهم.
- ينصح بالعمل على تكوين روابط قوية مستقرة بين الأطفال وآبائهم؛ للحد من خطر تعرضهم لتعاطي المخدرات.
ما علاج إدمان المخدرات (اضطراب تناول المواد المخدرة)؟
تتوافر العديد من الأدوية ل علاج إدمان المخدرات ، وغالبًا ما يتلقى المريض مزيجًا من الأدوية في آن واحد، ودائمًا ما توضع حالة الشخص الخاصة في الاعتبار من حيث ما يواجهها من مشكلات بدنية، أو نفسية، أو اجتماعية؛ لوضع الخطة العلاجية المناسبة له؛ لضمان الاستمرار في رحلة التعافي بنجاح.
يساعد استخدام تلك الأدوية على ضبط الرغبة الملحة نحو التعاطي، وتخفيف أعراض الانسحاب، والحد من الانتكاسات التي قد تحدث، كما يساعد العلاج، والدعم النفسي للأفراد الذين يعانون من اضطراب تناول المواد المخدرة على فهم السلوك، والدوافع التي دفعتهم إلى الإدمان، ومن ثمّ معالجتها، وتبدأ بالآتي:
أولـًا:- إزالة السموم:
قد تمتد تلك المرحلة من أيام قليلة إلى أسابيع متعددة، وتحدث عن طريق التوقف عن تعاطي المخدرات ؛ كي نسمح للجسم بالتخلص منها تدريجيًا، ويحدث ذلك تحت إشراف طبي ؛ لضمان التخلص من السموم بأمان، بجانب محاولة تخفيف أعراض الانسحاب التي قد يعاني منها الفرد، مثل: القلق، والاكتئاب، والغثيان، وآلام العضلات، والتعرق؛ ويوجد العديد من الأدوية المستخدمة لعلاج أعراض الانسحاب المختلفة، منها:
- أدوية البنزوديازيبين (benzodiazepine):
تساعد على الحد من القلق ، الذي يُعدُّ من أشهر أعراض انسحاب الكوكايين وبعض المواد الأفيوني ة، مثل: الهيروين ؛ وذلك لما لها من تأثير مهدئ يخفف أيضًا من أعراض انسحاب المشروبات الكحولية ، ويحدث ذلك تحت إشراف طبي كامل؛ لضمان ضبط الجرعات ضمن الاستخدام الآمن لها.
- الأدوية المضادة للاكتئاب:
عندما يتعرض المدمن للمواد المخدرة لفترات طويلة، تتأثر وظائف المخ جرّاء ذلك، فلم تُعدُّ بمقدور خلاياه إفراز المواد الكيميائية المحفزة للسعادة إلا باستخدام ذلك المخدر التي اعتادت وجوده، ومع بدء العلاج وتوقف الشخص عن تناول المخدرات تبدأ أعراض الاكتئاب بالظهور عليه؛ لذا يلجأ الأطباء إلى وصف بعض الأدوية المضادة للاكتئاب خلال مرحلة إزالة السموم ، وذلك للحد من أعراض الاكتئاب ؛ حتى يستعيد المخ عمله بصور طبيعية مرة أخرى.
- كلونيدين (clonidine):
يستخدم لعلاج أعراض انسحاب المواد الأفيونية والكحول ؛ فيعمل على الحد من التعرق، وآلام العضلات وتشنجها، والشعور بالقلق، كما يساهم في منع التشنجات، أو نوبات الصرع التي قد تحدث نتيجة توقف استخدام العقار، فتختلف حدة أعراض الانسحاب بناءً على المادة المستعملة، فكلما زادت الجرعة المستخدمة من المادة المخدرة، وطالت مدة إدمانها، عانى الشخص من أعراض انسحابيه أشد قسوة.
ثانيًا:- العلاج السلوكي:
يساعد العلاج السلوكي المعرفي، أو النفسي كثيرًا ممّن مروا بتجربة الإدمان خلال رحلتهم إلى التعافي؛ فيساعدهم على بناء قاعدة قوية من احترام الذات، وتحسين قدرتهم على التواصل مع الآخرين، وإعادة الانخراط داخل المجتمع بصورة سوية، بجانب المساعدة على إعادة العلاقات التي تضررت جراء الإدمان ، سواء المشكلات العائلية، أو مشكلات العمل.
نصائح للوقاية من الانتكاسات:
بمجرد أن تكون قد مررت ب تجربة الإدمان على مادة م ا، ك ن حذرًا.. فقد أصبحت أكثر عرضة للعودة، والانتكاس مرة أخرى؛ لتعاطي تلك المادة في أي وقت، لذا يجب عليك الاحتياط، وأخذ الآتي في الاعتبار:
1- الالتزام بخطة العلاج:
قد يبدو أنك تعافيت ولاحت أمامك نهاية رحلة التعافي، ولكن كن حريصًا.. إذ يجب عليك الالتزام بمقابلة الطبيب المعالج ، وحضور جلسات الدعم الجماعية، وتناول الأدوية الموصوفة بانتظام؛ حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه، وتعود لتناول تلك الأدوية مرة أخرى.
2- تجنب التعرض للمواقف الخطرة:
يجب الحرص على الابتعاد التام عن التجمعات القديمة التي قادتك نحو منحدر الإدمان ، فلا تعود إلى التجول بالمناطق التي اعتدت تناول المخدرات فيها، أو إلى الأشخاص الذين تناولت المواد المخدرة معهم.
3- طلب المساعدة الفورية:
في حالة الرجوع لاستخدام المواد المخدرة مرة أخرى؛ يُنصح بالتحدث الفوري مع طبيبك ، أو اللجوء إلى أي شخص آخر يمكنه تقديم المساعدة لك دون تردد.
متى يجب عليك زيارة الطبيب؟
في حالة خروج الأمور عن السيطرة، وعدم القدرة على التوقف عن التعاطي، ينصح بالتوجه لطلب المساعدة من أقرب طبيب لك، أو البحث عن طبيب مختص في طب الإدمان ؛ فكلما أسرع الشخص في اتخاذ القرار في طلب المساعدة زادت فرصته في التعافي طويل الأمد، فينصح بسرعة التوجه للطبيب في الحالات التالية:
- فقدان السيطرة على استخدام المخدرات ، وعدم القدرة على التوقف عنها.
- الاستمرار في تعاطي المخدرات على الرغم من الأضرار الجسيمة التي تسببها للشخص.
- عندما يؤدي الإدمان إلى السلوكيات الخطرة غير الأمنية، مثل: مشاركة الإبر في أثناء التعاطي، أو القيام بالجنس غير المحمي.
- في حالة الاعتقاد، أو الخوف من حدوث أعراض الانسحاب عند الرغبة في التوقف عن تعاطي العقار.
وإذا لم تكن مستعدًا للتوجه إلى الطبيب يمكنك البحث على الإنترنت على بعض المراكز الطبية التي تقدم خدمات علاج الإدمان ، أو عن طريق الاتصال بخطوط المساعدة الهاتفية الخاصة بها ؛ كي تمدك بالمعلومات، وتجيب لك عن الأسئلة التي تحتاج معرفتها خلال رحلة التعافي، وتشرخ لك طرق العلاج المستخدمة.
وفي النهاية ، جلّ ما كنا نرجوه هو نشر الوعي الكافي عن إدمان المخدرات ؛ كي ندق ناقوس الخطر؛ لنحمي أبناءنا، فقد يكون الخطر أقرب مما نظن، ولنمد يد العون لمن ذهب في ذلك الطريق المنحدر؛ لبدء رحلة التعافي، فالآن يمكنك التواصل مع صندوق مكافحة وعلاج الإدمان في مصر بالمجان، عن طريق الاتصال بالخط الساخن (16023) الذي خصصته وزارة التضامن الاجتماعي ؛ لتلقي مكالماتكم واستفساراتكم ضمن سرية كاملة … فلا تتردد .
كما يمكنك الاطلاع على:
الاكتئاب السريري | الأسباب والأعراض وطرق العلاج
اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه | الأعراض والتشخيص والعلاج
المصادر: mayoclinic / psychiatry / pos itivechoic es
تعليقات