زراعة القلب والرئتين
محتويات المقال
- نبذة عن زراعة القلب و الرئتين
- من يجب عليه القيام بعملية زراعة القلب و الرئتين ؟
- التقييم و الملاءمة
- كيف تتم عملية زراعة القلب و الرئتين ؟
- الأدوية المثبطة للمناعة
- التعافي
- المخاطر
نبذة عن زراعة القلب و الرئتين
تعتبر زراعة القلب والرئتين عملية خاصة يتم فيها استبدال الرئتين و القلب المتضررين بآخرين من متبرع. و يوصى بعمل هذه الجراحة للذين فشلت معهم كل طرق العلاج الممكنة لأمراض القلب و الرئتين.
يوجد عدد قليل جدًا من المتبرعين المتاحين لهذه الجراحة، وتكون الأولوية بشكل عام للذين يحتاجون فقط لزراعة للقلب. المتبرع هو شخص مات دماغيًا لكنه مازال متصلًا بالأجهزة لإبقاء القلب نشطًا, و يكون غالبًا شخصًا أصغر من 50 عامًا و ليس لديه تاريخ من أمراض القلب أو الرئتين, وليس مصابًا بأية أمراض معدية .
و يجب أن يتطابق المتبرع و المستقبِل في الطول و الوزن لكي تكون الرئتان في نفس الحجم لكليهما. و يجب أيضًا أن تكون الأشعة السينية لصدر الشخص المتبرع سليمة, ويجب أن تكون رئتاه أيضًا مرنةً بشكل طبيعي ( قادرة على التمدد ). كما يجب أن تتطابق فصائل الدم لكليهما.
من يجب عليه القيام بعملية القلب و الرئتين ؟
تعالج عملية زراعة القلب أمراض الرئة عند شخص لديه ضرر شديد في القلب يهدد حياته. و لأن خيارات العلاجات الأخرى فشلت معه فإن هذا الشخص معرض لفقدان حياته خلال 12 إلى 24 شهر حتى مع تزويده بالأكسجين و الأدوية.
و حاليًا يتم القيام بعمليات زراعة القلب و الرئتين للمصابين بالأمراض الآتية:
- المصابين بمشاكل وراثية تؤثر على القلب و الرئتين، خاصة متلازمة ايزن مينجر
- ارتفاع ضغط الدم الرئوي الأولى: وهو مرض حيث تؤثر فيه الزيادة في ضغط الدم في الأوعية الدموية بالرئتين على تدفق الدم و تبادل الأكسجين
- أسباب نادرة أخرى مثل: انتفاخ الرئتين, و الساركويد, و الورم الحُبيبي اليوزيني ( وهو مرض تتسبب فيه خلايا الدم في حدوث التهاب و ضرر في الرئتين و أماكن أخرى )
- التليف الكيسي
- التليف الرئوي IPF وهو مرض يحدث فيه تندب للرئتين و تصلب لأسباب غير معروفة
التقييم و الملاءمة
يوصى فقط بزراعة القلب و الرئتين بعد عمل تقييم شامل و فحص دقيق. ويتم عمل التقييم في أقرب مركز لزراعة الأعضاء من مكان إقامتك.
و غرض التقييم هو بناء صورة كاملة لحالتك الصحية الحالية، وفحص المشاكل الموجودة و التي يمكن أن تجعلك غير مؤهل للزراعة.
سوف تقوم بعدة اختبارات و التي تتضمن : اختبارات تحليل الدم, اختبارات تحليل البول, قياس ضغط الدم, اختبارات وظائف القلب و الرئتين, و الأشعة السينية و أنواع أخرى من الأشعة.
و يجب أيضا على المرشح للقيام بعملية الزراعة أن يتوافق مع المواصفات الآتية:
- يبلغ من العمر 55 عامًا أو أصغر من ذلك
- متوقع وفاته خلال عام أو اثنين بدون جراحة
- ليست لديه أي مشاكل أخرى يمكن أن تؤثر على فرص نجاح العملية مثل أمراض الكلى, أو فيروس نقص المناعة المكتسبة, أو الإلتهاب الرئوي, أو أي عدوى نشطة, أو السرطان, أو تاريخ من مشاكل متعلقة بالدورة الدموية المؤثرة على الدماغ, أو يعاني من النوع الأول لمرض السكري
- يجب أن يكون مستقرًا نفسيًا
- يجب أن يكون مستعدًا للالتزام ببرنامج صارم من الأنظمة الغذائية و التمارين و الأدوية
- لا يتناول أي جرعات عالية من الإستيرويدات
- لم يقم بأي جراحة في الصدر
لا يتخذ فرد واحد قرار ما إذا كنت مناسبًا للقيام بالزراعة، بل يتم الاتفاق بين أعضاء فريق زراعة الأعضاء. و إذا تم التوصية بعمل زراعة القلب و الرئتين فسيتم وضعك في قائمة انتظار زراعة الأعضاء حتى يتاوفر متبرع مناسب و يمكن أن يستغرق ذلك عدة أشهر أو عدة سنوات.
بينما تكون في لائحة الإنتظار سيتم مراقبة وضعك جيدًا، كما سيزودك فريق زراعة الأعضاء بأية معلومات أو دعم أو إرشاد تحتاجه.
كيفية القيام بعملية زراعة القلب و الرئتين ؟
سيتواصل معك فريق زراعة الأعضاء عند توافر قلب و رئتين من متبرع، وذلك لتحضير نقلك إلى مركز زراعة الأعضاء بأسرع ما يمكن.
بعد الدخول إلى المركز سيتم إعادة تقييمك سريعًا للتأكد من عدم ظهور أية مشاكل أخرى يمكن أن تؤثر على فرص نجاح العملية. و في نفس الوقت فإن هناك فريقًا جراحيًا آخر يتأكد من سلامة و صحة القلب والرئتين المتبرَّع بهم و ملاءمتهم للزراعة.
وإذا كان فريق زراعة الأعضاء راضيًا عن حالتك الحالية و حالة الأعضاء الجديدة فسيتم نقلك إلى غرفة العمليات لوضعك تحت التخدير الكلي لإجراء العملية.
سيتم توصيلك بمجازة قلبية رئوية باستخدام أنابيب تتصل بأوعيتك الدموية. يقوم هذا الجهاز بضخ الدم الغني بالأكسجين إلى الجسم بأكمله لحين انتهاء العملية.
ثم يقوم الجراح بفتح الصدر وإزالة الرئتين و القلب المتضررين، ويضع مكانهم الأعضاء الجديدة و يعمل على توصيلها بالأوعية الدموية المحيطة و بالقصبة الهوائية.
و نظرًا لمدى تعقيد عملية زراعة القلب والرئتين، فإنها تستغرق من 4 إلى 6 ساعات لإتمامها.
بعد العملية
بعد غلق الصدر و خياطته سيتم نقلك إلى وحدة العناية المركزة لعدة أيام لمراقبة حالتك عن قرب. و يمكنك أن تشعر ببعض الألم بعد الجراحة لذا سيتم إعطاؤك بعض المسكنات لتسكين الألم.
بعد عدة أيام سيتم نقلك إلى أحد غرف المشفى حيث يتم مراقبة عملية شفائك. و معظم الذين قاموا بزراعة القلب و الرئتين استطاعوا مغادرة المشفى بعد أسابيع قليلة.
الأدوية المثبطة للمناعة
بعد القيام بالعملية سيتم إعطاؤك أدوية مثبطة للمناعة و التي سوف تحتاجها لبقية حياتك. و مثبطات المناعة هي أدوية قوية تُضعف جهاز المناعة حتى لا يهاجم الأعضاء المزروعة حديثًا.
و يمكن أن يحدث الرفض في أي وقت لكن الاحتمالية تكون أكبر خلال الشهور القليلة الأولى بعد عملية زراعة الأعضاء, لذلك سيتم إعطائك في البداية جرعة عالية من مثبطات المناعة.
ربما لا تشعر إذا كان الجسم يرفض الأعضاء الجديدة لأن الأعراض لا تكون دائما واضحة . والأعراض الأكثر وضوحًا هي :
- شعور بالتعب
- ارتفاع درجة الحرارة
- تورم الذراع و الأرجل
- زيادة في الوزن
- خفقان في القلب
- قصر النفس
- سعال و صفير أثناء التنفس
تواصل مع مركز زراعة الأعضاء بأسرع ما يمكن إذا كانت لديك أعراض مقلقة, فيمكن أن تحتاج للقيام ببعض الاختبارات الخاصة وتغيير جرعة الأدوية المثبطة للمناعة.
يمكن أيضًا أن تمر ببعض الآثار الجانبية من مثبطات المناعة مثل : ارتفاع ضغط الدم, والسكري, وارتفاع نسبة الكوليستيرول. و بالرغم من خطورة هذه الآثار الجانبية فلا يجب عليك أبدًا التوقف عن تناولها أو تقليل الجرعة الموصوفة لك. إذا فعلت ذلك فقد يؤدي إلى رفض الجسم للقلب و الرئتين وهو ما سيهدد حياتك.
ويمكن التوصية بإعطاء علاج إضافي لتقليل الآثار الجانبية التي تمر بها أثناء تناول الأدوية المثبطة للمناعة.
التعافي
تعتبر فترة التعافي و الشفاء التام من عملية الزراعة فترة طويلة و محبطة في بعض الأحيان. لذلك قد يحيلك الطبيب إلى أخصائي للعلاج الطبيعي لتعليمك بعض التمارين لزيادة قوة القلب الجديد و الرئتين. و تُعرف هذه التمارين بإعادة التأهيل القلبية الرئوية.
في الغالب يتطلب الأمر عدة أشهر قبل أن تشعر بتحسن كافي لكي تعود إلى الأنشطة اليومية المعتادة.
أثناء فترة التعافي سوف تحتاج إلى القيام بزيارات متكررة إلى المشفى، وأحيانًا قد تحتاج إلى المكوث ليلًا بها. و من المرجح أن تقوم بعدة فحوصات أسبوعيًا في الأسابيع الأولى لكن تقل هذه الزيارات بمجرد تحسن حالتك.
حتى إذا تماثلت بالشفاء التام، فمازلت بحاجة إلى القيام بزيارات من حين لآخرإلى المستشفى، وقد يتراوح ذلك بين مرة كل ثلاثة أشهر إلى مرة كل عام.
المخاطر
كما ذكرنا فإن عملية زراعة القلب و الرئتين عملية خاصة، لذلك فإن احتمالية حدوث المضاعفات كبيرة وقد يكون بعضها قاتلًا. و لهذا السبب فإننا نلجأ لخيار الزراعة بعد استهلاك كافة أنواع العلاج المتاحة. و تكون فوائد الزراعة حينها أكبر من مخاطرها.
بجانب وجود خطر رفض الأعضاء و الإصابة بعدوى، فإن هناك فرصة لعدم قيام القلب و الرئتين المتبرع بهم بأداء وظيفتهم كما ينبغي.
متلازمة التهاب الشعيبات الهوائية
وهي حالة شائعة من حالات رفض الجسم للرئة و التي تحدث خلال سنوات بعد زراعة القلب و الرئتين. حيث يتسبب الجهاز المناعي في التهاب مجري الهواء مانعًا تدفق الهواء خلال الرئتين.
و تتضمن الأعراض :
- قصر النفس
- سعال جاف
- صفير أثناء التنفس
العدوى
بما أن الأدوية المثبطة للمناعة تؤثر على الجهاز المناعي فإنك غالبًا ما تكون معرضًا للإصابة بالعدوى سواء كانت بكتيرية أو فيروسية أو فطرية.
و العلامات التالية تدل على إحتمالية إصابتك بعدوى:
- ارتفاع درجة الحرارة
- مشاكل في التنفس مثل: قصر النفس و الصفير أثناء التنفس
- شعور عام بالإعياء
- تعرق ورعشة
- فقدان الشهية
- إسهال
- ألم في الصدر
- سعال مصحوب ببغلم والذي يمكن أن يكون أصفر أو بني أو أخضر , أو مصحوب بدم
- ضربات قلب سريعة
- شعور بالدوار
- تغيرات سلوكية مثل : الإرتباك و قلة الإدراك
لذا يجب التواصل مع فريق زراعة الأعضاء اذا اعتقدت أنك مصاب بعدوى . و بناء على نوع العدوى التي لديك فستحتاج إلى مضادات حيوية أو مضادات للفطريات أو للفيروسات .
و يمكن أيضا أن يتم إعطاؤك هذه الأدوية لعدة أشهر بعد عملية الزراعة لحمايتك من الإصابة بعدوى خطيرة.
حاول قدر الإمكان أن تقلل من خطر إصابتك بعدوى خاصة في المراحل الأولى من الشفاء, فعلى سبيل المثال: تجنب الأماكن المزدحمة، والتواصل عن قرب مع أي شخص مصاب بعدوى. و يجب أيضًا تجنب المواد التي تؤثر على الرئتين مثل دخان السجائر أو التي على هيئة رذاذ.
ضيق شرايين القلب
في بعض الأحيان تضيق الأوعية الدموية المتصلة بقلب المتبرع و تتصلب وهذا يعرف بإلتهاب الشريان التاجي.
و هي أحد المضاعفات طويلة الأمد لعملية زراعة القلب و تكون أقل شيوعًا في عمليات زراعة القلب و الرئتين.
و يتسبب التهاب الشريان التاجي في إعاقة وصول الدم للقلب مما يؤدي لحدوث نوبة قلبية أو فشل في عضلة القلب, و بسبب هذا الخطر سيتم مراقبة القلب الجديد جيدًا للتأكد من حصوله على الدم الكافي.
خيارات علاج إلتهاب الشريان التاجي محدودة، لكنها تتضمن أدوية تساعد على توسيع الأوعية الدموية منها: أدوية الستاتينز Statins, و حاصرات قنوات الكالسيوم CAB .
توقعات بالنسبة لزراعة القلب و الرئتين
تشير التوقعات إلى نتائج جيدة، فحوالي 50 بالمئة من الذين قاموا بزراعة القلب و الرئتين استطاعوا البقاء على قيد الحياة لأكثر من 5 سنوات.
لكن معدلات النجاح هي مجرد مرجع عام، فهناك أشياء كثيرة يمكن أن تؤثر على بقائك على قيد الحياة مثل: السن و نمط الحياة.
المساعدة والدعم
يعتبر اكتشاف حاجتك للقيام بعملية زراعة و الإنتظار في قائمة زراعة الأعضاء أمرًا صعبًا وقد يؤثر عليك وعلى عائلتك نفسيًا, لذلك توفر معظم فرق زراعة الأعضاء المشورة والدعم دائمًا.
و بدلًا من ذلك يمكن أن يحيلك الطبيب إلى استشاري ليمدك بالمعلومات و النصائح للانضمام لمجموعات الدعم في المنطقة التي تقيم بها.
تعليقات