fbpx

سرطان الخصية | الأسباب والعلاج

   الخصية هي الغدة الجنسية الذكرية اللتي تنتج الحيوانات المنوية, وهرمون التستوستيرون المسئول عن ظهور الصفات الذكورية للرجل. تستقر الخصيتان داخل كيس الصفن؛ وهو الكيس الجلدي الذي يقع أسفل القضيب.

   يحدث سرطان الخصية عندما تنمو خلايا الخصيتين بشكلٍ زائد وخارج عن السيطرة، ويعتبر سرطان الخصية من الأنواع النادرة من السرطانات, كما أنه قد يحدث في إحدى الخصيتين أو كلاهما, وهو أكثر أنواع السرطانات انتشارًا بين الرجال بين عامي 20 و 35 عامًا, وفي أغلب الحالات يمكن علاج سرطان الخصية بفاعلية خاصةً عند الكشف المبكر له، وتعتمد استجابة المرضى تجاه العلاج على نوع خلايا السرطان حتى إذا انتشر في الجسم كله أو أثـّر على الصحة العامة، ولتحديد السرطان -مبكرًا- فإنه يتم تشجيع الرجال على التعرف أكثر حول العلامات المبكرة, ومعرفة كيفية القيام بالفحص الذاتي, والتحدث مع مختص الرعاية الصحية في حال الاشتباه في وجود تورم, أو كتلة، أو ألم في الخصية.

سنتعرف في المقال التالي على الموضوعات الآتية:

  1. ما أعراض سرطان الخصية؟
  2. ما أنواع سرطان الخصية؟
  3. ما أسباب وعوامل خطر الإصابة بسرطان الخصية؟
  4. ما مراحل سرطان الخصية؟
  5. كيف يتم تشخيص سرطان الخصية؟
  6. ما علاجات سرطان الخصية المتاحة؟
  7. علاج سرطان الخصية عند الأطفال.
  8. ما سبل الوقاية من سرطان الخصية؟
أعراض سرطان الخصية
  • ما أعراض سرطان الخصية؟

تتضمن العلامات والأعراض التي قد يكون سببها سرطان الخصية:

  • تورم الخصية, أو تراكم مفاجئ للسوائل في كيس الصفن.
  • الشعور بثقل حجم كيس الصفن.
  • ظهور كتلة غير مؤلمة في إحدى الخصيتين؛ فهناك نسبة قليلة جدًا من الرجال الذين أصيبوا بسرطان الخصية شعروا بالألم في البداية.
  • الشعور بالألم بمنطقة العانة, أو أسفل البطن.
  • الشعور بالألم بكيس الصفن, أو الخصيتين.
  • انكماش الخصيتين.

   إذا شعرت بوجود كتلة أو أي جزء متصلب بالخصية فيجب عليك التوجه للطبيب فورا لمعرفة ما إذا كان هناك ورم بها أم لا، فكثير من الرجال لا يخبرون الطبيب حول تلك الأعراض إذ تشير الإحصائيات إلى أن الرجال المصابين ينتظرون 5 أشهر في المتوسط لكي يخبروا الطبيب، ونظرًا لقدرة الورم على انتشاره خلال هذا الوقت فإنه من المهم زيارة أخصائي المسالك البولية فور ملاحطة تلك الأعراض والعلامات, خاصةً في حال استمرار إحدى العلامات لأكثر من أسبوعين، كما سيرغب أخصائي المسالك البولية حينها القيام ببعض الفحوصات إذا كانت هناك خلايا سرطانية تنمو أو إذا كانت هناك أمراض أخرى، مثل:

  • التهاب البربخ: حيث يحدث تورم بالبربخ, ويُعالج بالمضادات الحيوية.
  • التواء الخصية: يُعالج عادةً بالجراحة.
  • الفتق : يحدث عند بروز جزء من الأمعاء عبر جزء ضعيف من عضلات البطن, ويعالج عن طريق الجراحة.
  • القيلة المائية:  تحدث عند تراكم السوائل في كيس الصفن, وعادةً ما تختفي بدون علاج.

   إذا انتشر سرطان الخصية إلى أجزاء أخرى بالجسم فإنك قد تمرّ بأعراض مختلفة، وتعتبر الغدد الليمفاية القريبة من الخصيتين في منطقة البطن أكثر الأماكن لانتشار الورم إليها ثم الرئتين، والغدد الليمفاوية هي غدد تُشكل الجهاز المناعي للدفاع عن الجسم، وعلى النقيض فإنه يقل انتشار الورم ليصل إلى الكبد, أوالمخ, أوالعظام. وتتضمن الأعراض التي تشير إلى انتشار سرطان الخصية إلى أجزاء أخرى من الجسم:

أنواع سرطان الخصية
  • ما أنواع سرطان الخصية؟

   توجد عدة أنواع لسرطان الخصية تعتمد على نوع الخلايا التي بدأ السرطان من عندها، ويعتبر ورم الخلايا الجرثومية بالخصية أكثر أنواع سرطانات الخصية شيوعًا, حيث يظهر في 95% من حالات سرطان الخصية، والخلايا الجرثومية هي نوع من الخلايا التي يستخدمها الجسم لتكوين الحيوان المنوي.

 هناك نوعان فرعيان لورم الخلايا الجرثومية بالخصية, وهما:

  • الورم المنوي seminoma:  وقد أصبح أكثر شيوعًا خلال العقدين الماضيين, ويشكـّل نسبة من حالات سرطان الخصية تصل إلى 45%.
  • الورم غير المنوي non-seminoma:  الذي يشغل باقي أنواع سرطان الخصية, ويندرج تحته الورم المسخي teratoma, والأورام الجنينة embryonal carcinoma, والأورام المشيمائية Choriocarcinoma, وورم الكيس المحي yolk sac tumor.

 يستجيب كلا النوعين جيدًا للعلاج الكيميائي، وهناك أنواع أخرى أقل شيوعًا لسرطان الخصية تتضمن:

  • ورم خلايا لايديغ:  الذي يشغل من 1إلى 3% من الحالات.
  • ورم خلايا سيرتولي : الذي يشغل أقل من 1% من الحالات.

   ونركز في هذا المقال أكثر على ورم الخلايا الجرثومية.

  • ما أسباب وعوامل خطر الإصابة بسرطان الخصية؟

 ليس من المعروف السبب المحدد لسرطان الخصية, لكن هناك عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة بسرطان الخصية تتضمن:

  • الخصية المعلقة:

   يعتبر أكثر عوامل الخطر تسببًا للإصابة بسرطان الخصية، وتشير الإحصائيات إلى أن 3 إلى 5% من الأولاد يولدون وخصيتهم داخل تجويف البطن عندهم بدلًا من تدليها خارج الجسم، فتبدأ الخصية طبيعيًا بالنزول لكيس الصفن خلال العام الأول بعد الولادة, لكنها تبقى معلقة داخل الجسم عند بعض الأولاد.

   في معظم الحالات التي تخرج فيها الخصية لكيس الصفن عند بلوغ الأولاد سن العام فإنها تخرج في سنّ آخر من حياتهم؛ لذلك في حال عدم نزول الخصية بشكلٍ طبيعي فإنه يتم إجراء عملية جراحية تسمى بتثبيت الخصية orchidopexy؛ لنقل الخصية إلى مكانها الصحيح داخل كيس الصفن.

   ومن المهم جدا للخصية المعلقة أن تتحرك للأسفل تجاه كيس الصفن خلال مرحلة الطفولة؛ لأن الأولاد الذين تتعلق عندهم الخصية تزداد فرص إصابتهم بسرطان الخصية 3 مرات مقارنة بالأولاد الآخرين.

  • التاريخ العائلي:

   تزداد فرص الإصابة بسرطان الخصية في حال إصابة أحد الأقارب بسرطان الخصية أو وجود تاريخ عائلي لسرطان الخصية، على سبيل المثال: إذا كان والدك قد أصيب بسرطان الخصية فإن فرص إصابتك بسرطان الخصية تزداد 4 مرات, مقارنةً بشخص لا يوجد عنده تاريخ عائلي لتلك الحالة، أما إذا أصيب أخوك بسرطان الخصية فإن فرص إصابتك تزداد 8 مرات، وتشير الدراسات الحالية إلى وجود عدد من الجينات التي قد يكون لها علاقة بالإصابة بسرطان الخصية في العائلات, حيث أصيب أكثر من فرد بها بسرطان الخصية.

  • وجود إصابة سابقة بسرطان الخصية:

   تزداد فرص إصابة الرجال الذين أصيبوا بسرطان الخصية من قبل ما بين 12 و 18 مرة بالسرطان في الخصية الأخرى، ولهذا السبب فإنه من المهم للغاية أن تراقب خصيتيك باستمرار إذا كنت قد شُخصت من قبل بسرطان الخصية، كما ستحتاج -أيضًا- لملاحظة العلامات والأعراض خلال 5 إلى 10 سنوات من الإصابة, والحرص على حضور زيارات الطبيب والمتابعات.

  • نمو غير طبيعي بالخصية:

   تسبب بعض الحالات نمو الخصية بشكلٍ غير معتاد, مثل: متلازمة كلاينفيلتر؛ فتزيد من فرص الإصابة بسرطان الخصية.

  • السن:  يؤثر سرطان الخصية على المراهقين والشباب أكثر خاصةً بين عامي 15 و 35, لكن بالرغم من ذلك يمكن أن يُصاب به الشخص في أيّ سن.
  • العِرق : يشيع سرطان الخصية أكثر عند أصحاب البشرة البيضاء ( القوقاز).
مراحل سرطان الخصية
  • ما مراحل سرطان الخصية؟
  • المرحلة 0 (Stage 0): يحدث خلالها تطور غير طبيعي للخلايا, لكن ينحصر فقط داخل الأنيببات حيث تنمو الخلايا المنوية.
  • المرحلة الأولى (Stage l):  تقسم تلك المرحلة إلى مراحل فرعية أخرى, وهي: (lA, lB, lS):
  1. في المرحلة lA:  ينحصر وجود السرطان في الخصيتين والبربخ, وتبقى نسب دلالات الأورام طبيعية، كذلك لا ينتشر السرطان في تلك المرحلة للطبقة الخارجية للغلاف المزدوج المحيط بالخصية, ولا يتصل الورم بالأوعية الدموية أو الليمفاوية.
  2. في المرحلة lB:  يغزو السرطان الأوعية الدموية والليمفاوية داخل الخصيتين, وينتشر السرطان للطبقة الخارجية للغلاف المزدوج المحيط بالخصيتين, وقد يصل إلى كيس الصفن والحبل المنوي، وفي تلك المرحلة تبقى نسب دلالات الأورام طبيعية أيضًا.
  3. في المرحلة lS:  يتواجد السرطان بأيّ مكان داخل الخصيتين, والحبل المنوي, وقد يضم كيس الصفن أيضً، كما ترتفع في تلك المرحلة نسب واحد أو أكثر من دلالات الأورام.
  • المرحلة الثانية (Stage ll):  تنقسم تلك المرحلة إلى 3 مراحل فرعية, وهي (llA, llB, llC), وتشير تلك المراحل إلى المرضى الذين انتشر الورم عندهم للعقد الليمفاوية خلف البطن، فإذا كانت نسب دلالات الأورام عالية أو متوسطة عند المصابين بسرطان الخصية, وانتشر الورم إلى العقد الليمفاوية فإنه حينها ينتقل إلى المرحلة الثالثة بدلًا من الثانية:
  1. في المرحلة llA:  ينتشر السرطان لعدد من العقد الليمفاوية يصل إلى 5 في منطقة البطن، ولا يزداد حجم أي من تلك الغدد لأكثر من 2 سم، وفي تلك المرحلة يجب على نسب دلالات الأورام إما أن تكون طبيعية أو مرتفعة بشكلٍ طفيف.
  2. في المرحلة  llB: ينتشر الورم لأكثر من 5 عقد ليمفاوية ولا يزداد أي منها في الحجم لأكثر من 5 سم, أو ينتشر السرطان إلى 5 عقد أو أقل ويتراوح حجم إحداها ما بين 2 إلى 5 سم، ويجب أن تحتمل نسب دلالات الأورام أن تكون طبيعية أو مرتفعة قليلة.
  3. في المرحلة lllC:  ينتشر الورم إلى العقدة الليمفاوية واحد على الأقل في منطقة البطن ويزداد حجمها عن 5 سم، وتكون نسب دلالات الأورام إما طبيعية أو مرتفعة قليلًا.
  • المرحلة الثالثة (Stage lll):  تنقسم تلك المرحلة إلى مراحل فرعية, وهي: (lllA, lllB, lllC), ويتم تحديد المرحلة بعد القيام بجراحة استئصال الخصية:
  1. في المرحلة lllA : ينتشر السرطان للعقد الليمفاوية خارج منطقة البطن, مثل: الصدر، ويجب أن تكون نسب دلالات الأورام إما طبيعية أو مرتفعة قليلًا.
  2. في المرحلة lllB:  ينتشر السرطان للعقد الليمفاوية ليصل إلى البطن وأماكن أخرى, مثل: الصدر، وترتفع نسب دلالات الأورام أكثر.
  3. في المرحلة lllC : إما أن ينتشر السرطان إلى عضو آخر غير الرئتين, أو ترتفع نسب دلالات الأورام بشكلٍ كبير, وينتشر لعقدة ليمفاوية واحدة أو لعضو واحد على الأقل.
تشخيص سرطان الخصية
  • كيف يتم تشخيص سرطان الخصية؟
  • الفحص الجسدي:

   سيقوم الطبيب في بداية زيارتك له بسؤالك عن الأعراض والتاريخ الطبي الخاص بك, ثم سيحتاج لفحص خصيتيك. وربما يستخدم مصباح صغير محمول ووضعه على كيس الصفن؛ لرؤية إمكانية نفاذ الضوء خلاله. تميل الكتل بالخصية لأن تكون صلبة ما يعني عدم قدرة الضوء على النفاذ خلالها، لكن في حال تجمع السائل في الخصية فإنه يمكن للضوء النفاذ خلاله.

  • فحوصات واختبارات سرطان الخصية:

   إذا كانت هناك كتلة غير مؤلمة بالخصية, أو أي تغيّر في الشكل والقوام لإحدي الخصيتين, وكان الطبيب يشك في أنها قد تكون سرطانية فستحتاج لأن يحيلك للقيام ببعض الفحوصات خلال أسبوعين، وتتضمن الفحوصات:

1. فحص الموجات فوق الصوتية لكيس الصفن:

   وهو إجراء غير مؤلم يتم فيه استخدام موجات ذات تردد عالي لتكوين صورة لما بداخل الخصيتين، ويعتبر أحد الطرق الرئيسة لمعرفة ما إذا كانت الكتلة حميدة أم خبيثة، وخلال هذا الفحص سيكون الأخصائي قادرًا على تحديد مكان وحجم أي شيء غير معتاد بالخصية.

   سيشرح لك الطبيب بعد الإجراء ما إذا كانت الكتلة موجودة بالخصية أم منفصلة داخل كيس الصفن, وما إذا كانت صلبة أم مليئة بالسائل، وفي حالة الكتلة المعبأة بالسائل فإنها غير مؤذية, لكن قد تشير الكتلة الصلبة إلى احتمالية وجود خلايا سرطانية.

2. اختبارات الدم:

   ربما تحتاج للقيام بسلسلة من اختبارات الدم لتحديد وجود بعض الهرمونات في الدم والتي تعرف بالدلالات؛ وذلك للمساعدة في التأكيد على الإصابة بسرطان الخصية، وعادةً ما يتبين سرطان الخصية بتلك الدلالات إذ تشير إلى إصابتك به إذا كانت موجودة في الدم أم لا، وتتضمن الدلالات الموجودة في الدم حينها الآتي:

  • ألفا فيتو بروتين AFP.
  • موجهة الغدد التناسلية HCG.

   يوجد اختبار ثالث يتم القيام به عادة لتحديد نشاط السرطان ويسمى هيدروجين اللاكتات LDH , لكنه لا يعتبر من الدلالات المخصصة لسرطان الخصية، كما لا تتواجد دائمًا تلك الدلالات في جميع حالات سرطان الخصية إذ ربما تكون مصابًا به حتى إذا كانت نتائح اختبارات الدم طبيعية.

3. فحص الأنسجة:

   يعتبر فحص جزء من الكتلة تحت المجهر الطريقة الوحيدة لتأكيد الإصابة بسرطان الخصية، وعلى عكس كثير من أنواع السرطانات الأخرى حيث يمكن عمل خزعة لأخذ جزء صغير منه؛ لأنه في معظم حالات سرطان الخصية يتم استئصال الخصية المصابة كاملة لفحص الكتلة الموجودة بها، ويرجع سبب ذلك إلى أن أشعة الموجات فوق الصوتية بجانب دلالات الأورام لا يؤكدان تمامًا التشخيص، بالإضافة -أيضًا- إلى أنه يمكن للخزعة أن تتسبب بجرح الخصية ونشر السرطان لكيس الصفن الذي لا يكون في أغلب الأحوال متأثرًا.

   كذلك سيوصي الأخصائي فقط باستئصال خصيتك في حال التأكد بنسبة كبيرة من أن الكتلة سرطانية، ولا داعي للقلق من ذلك.. لأن فقدان خصية واحدة لا يؤثر على حياتك الجنسية أو قدرتك على إنجاب أطفال، ويعتبر استئصال الخصية من الطرق الأساسية لعلاج سرطان الخصية؛ لذلك إذا كنت مصابًا بسرطان الخصية فعلى الأرجح ستحتاج لاستئصال الخصية.

4. اختبارات أخرى:

   في أغلب الأحوال ستحتاج لعمل اختبارات إضافية لمراقبة انتشار الورم، فعندما ينتشر الورم فإنه يؤثر أكثر على العقد الليمفاوية خلف البطن أو الرئتين، وربما تحتاج لعمل أشعة سينية بالصدر للتأكد من وجود أي علامات تشير إلى الإصابة، كما ستحتاج -أيضًا- لعمل أشعة للجسم كله عبر الأشعة المقطعية المحوسبة CT Scan؛ للبحث عن علامات انتشار الورم، وفي بعض الحالات قد يتم اللجوء -أيضًا- إلى أشعة الرنين المغناطيسي.

علاج سرطان الخصية
  • ما علاجات سرطان الخصية المتاحة؟

 تعتبر كل من الجراحة والعلاج الإشعاعي والكيميائي من العلاجات الأساسية لسرطان الخصية، وستٌفصل الخطة العلاجية المناسبة لك بناءً على:

  • نوع سرطان الخصية الذي تعاني منها.
  • المرحلة التي وصل إليها المرض.

   تعتبر جراحة استئصال الخصية الخيار الأول لجميع حالات سرطان الخصية أيا كانت مرحلته، وبالنسبة للمرحلة الأولى من الورم المنوي فإنه على الأغلب سيتم إمدادك بجرعة فردية من العلاج الكيميائي بعد استئصال الخصية؛ لمنع عودة السرطان، وقد يوصى بالعلاج الإشعاعي لفترة زمنية قصيرة وفي حالاتٍ كثيرة تقل فرص عودة السرطان, لكن يوصي الطبيب بمراقبة أعراضك في حال ظهورها خلال السنوات القادمة، فهناك نسبة قليلة من الناس تحتاج لعلاج إضافي -فقط- في حال عودة المرض.

   أما بالنسبة للمرحلة الأولى من الورم غير المنوي فإنه يوصى عادةً بمتابعة حالتك عن قرب أو الإمداد بالعلاج الكيميائي لفترة زمنية قصيرة باستخدام عدة أدوية، وبخصوص المرحلة الثانية والثالثة لسرطان الخصية فإنه يتم تثبيت 3 إلى 4 دورات علاجية للعلاج الكيميائي باستخدام خليط من عدة أدوية معًا، وقد تحتاج إلى الجراحة في بعض الأحيان بعد العلاج الكيميائي؛ لإزالة أي بقايا متأثرة بالورم في الرئتين, و-نادرًا- في الكبد.

   تقل حدّة العلاج الإشعاعي عند بعض المصابين في المرحلة الثانية من سرطان الخصية, وفي بعض الأحيان يُضاف لهم جرعة مخففة وبسيطة من العلاج الكيميائي، وفي حالات أورام الخلايا الجرثومية غير المنوية قد تتطلب منك الجراحة بعد العلاج الكيميائي؛ لإزالة أي أورام من أجزاء أخرى بالجسم وذلك بناء على مدى انتشار الورم.

   يمكن أن يكون من الصعب اختيار أفضل علاج لك, لكن سيبذل الفريق الطبي أفضل ما بوسعه وسيكون القرار النهائي لك، وقبل مناقشة خيارات العلاج مع المختص فإنه ربما يكون من المفيد لك تدوين أية أسئلة تود طرحها، على سبيل المثال: ربما ترغب بمعرفة مميزات، وعيوب كل خيار من العلاجات المتاحة.

جراحة استئصال الخصية:

   إذا كنت مصابًا بسرطان الخصية فإنك ستحتاج لاستئصال الخصية المصابة بأكملها؛ لأن إزالة الورم فقط تؤدي إلى انتشار السرطان، ومن خلال استئصال الخصية تزداد معدلات الشفاء التام بشكلٍ كبير ولن تتأثر حياتك الجنسية, وقدرتك على الإنجاب، كما تشير الإحصائيات إلى أن هناك شخص من كل 50 شخص مصاب بسرطان الخصية يصاب مجددًا به، لكن من الممكن في بعض الظروف استئصال الجزء الذي يحتوي على الورم بالخصية لذا يمكنك سؤال الجرّاح حول ذلك إذا كان مناسبًا لحالتك، فإذا تم تحديد سرطان الخصية لك في مراحله الأولى فإن جراحة استئصال الخصية ستكون الخيار الوحيد المطلوب.

كيف يتم القيام بالجراحة؟

   لا تتم جراحة استئصال الخصية عبر كيس الصفن كما يعتقد البعض, بل يقوم الجراح بعمل قطع في منطقة العانة لإزالة الخصية من خلاله, بجانب كل الأنابيب، والأوعية الدموية المرتبطة بالخصية التي تعبر خلال منطقة الفخذ وحتى السرة، وتتم تلك الجراحة أثناء خضوعك للتخدير الكلي، كما يمكن أن تزرع خصية اصطناعية بكيس الصفن؛ لكي لا يتأثر المظهر الخارجي للخصيتين بشكلٍ عام.

   تُصنع الخصية الاصطناعية من السيليكون؛ وهو نوع لين من البلاستيك، لكن من المحتمل ألا تكون مثل الخصية المستأصلة تمامًا وربما يكون شكلها وقوامها مختلفًا قليلًا، كذلك عادةً ما يتم تسريحك سريعًا بعد الجراحة وأحيانا قد تحتاج إلى البقاء عدة أيام، في حال استئصال خصية واحدة فإنه من المفترض ألا توجد أية آثار جانبية مستمرة، أما في حال استئصال كلا الخصيتين فستكون عقيمًا، لكن يبقى من النادر جدًا استئصال الخصيتين في نفس الوقت, وفي حال حدوث ذلك فإن الخصية الأخرى يتم استئصالها في وقت لاحق, ويحدث ذلك فقط في حالة واحدة من كل 50 حالة، وربما ترغب في تخزين حيواناتك المنوية قبل جراحة استئصال الخصيتين؛ للسماح لك بالإنجاب إذا قررت ذلك لاحقا.

جراحة سرطان الخصية

أجهزة حفظ المني:

حفظ المني:

   يمكن لأغلب الأشخاص الذين خضعوا لجراحة استئصال الخصية الإنجاب, لكن قد تسبب بعض علاجات سرطان الخصية الإصابة بالعقم، وربما يقل تعداد الحيوانات المنوية عند بعض المصابين بسرطان الخصية؛ نتيجة للتغير الذي يحدث للخصية قبل الإصابة بالسرطان.

   يحدث العقم نتيجة لبعض علاجات سرطان الخصية, مثل: العلاج الكيميائي, لكن تقل نسبة حدوث العقم لأقل من 50% في حالات العلاج الكيميائي الاعتيادي مع بقاء الخصية الأخرى طبيعية، أما بالنسبة للأشخاص الذين يحتاجون لاستئصال الكتل الموجودة بالجزء الخلفي من البطن فإن قدرتهم على القذف قد تتأثر, بالرغم من قدرة الخصية المتبقية على إنتاج الحيوانات المنوية.

   قبل بدء العلاج يمكنك التفكير في حفظ الحيوانات المنوية, حيث يتم أخذ عينة من الحيوانات المنوية وتجميدها؛ لكي تُستخدم في وقتٍ لاحقٍ للقيام بالتلقيح الاصطناعي، وربما تحتاج لإجراء فحوصات فيروس نقص المناعة البشرية وفيروسات التهاب الكبد Bو C قبل حفظ المني، إذا كنت تخضع لعلاج كيميائي معقد بالمرحلة الثانية والثالثة من سرطان الخصية فيجب دائمًا أن يُعرض عليك حفظ المني, واسأل الطبيب حول قدرتك على الإنجاب بعد العلاج الكيميائي؛ لأنه قد لا يكون مناسبًا لبعض الرجال حفظ المني إذ يجب أن يكون المني ذا جودة عالية؛ نظرًا للتقنيات المستخدمة في حفظه، كذلك ربما يكون من الخطر -أيضًا- تأجيل العلاج الكيميائي من أجل حفظ المني.

العلاج الاستبدالي بالتستوستيرون:

   إذا كانت الخصية الأخرى سليمة وصحية فإنها ستنتج الكمية الكافية من التستوستيرون, ولن تشعر بأي اختلاف، أما في حال حدوث مشاكل بالخصية الأخرى فربما حينها تمرّ بأعراض نقص التستوستيرون، وقد تكون تلك الأعراض ناتجة عن أسباب أخرى يمكن أن تتضمن الأعراض:

  • الشعور بالتعب.
  • اكتساب الوزن.
  • فقدان الرغبة الجنسية.
  • ضعف الانتصاب.
  • تأثر نمو اللحية.

   يؤدي استئصال كلا الخصيتين إلى إيقاف إنتاج التستوسيترون, وتظهر حينها الأعراض -كما ذكرنا-، ثم يأتي العلاج الاستبدالي بالتستوسيترون على شكل حقن, أو لصقة جلدية, أو جل يُدهن على الجلد، إذا كنت ستأخذ الحقن فستحتاج لأخذها كل شهرين أو ثلاثة أشهر، وستكون بعد العلاج الاستبدالي بالتستوسيترون قادرًا على تحقيق الانتصاب, وستتحسن الرغبة الجنسية كالسابق، وليس من الشائع ظهور آثار جانبية لهذا العلاج, لكن في حال ظهورها فإنها على الأغلب تكون طفيفة، وقد تتضمن:

  • البشرة الدهنية: التي تحفز ظهور حب الشباب.
  • تضخم الثدي وتورمه.
  • تغيّر في النمط المعتاد للتبول:  مثل: زيادة الرغبة في التبول أكثر, أو حدوث مشاكل أثناء التبول نتيجة لتضخم البروستاتا الحميد الذي يضع المثانة تحت ضغط.

جراحة العقد الليفاوية، والرئة:

   عند تقدم المرض في بعض حالات سرطان الخصية فإن الورم ينتشر إلى العقد الليمفاوية؛ وهي أجزاء من الجهاز المناعي تساعد على حماية الجسم من الأمراض والعدوى، فتتم جراحة العقد الليمفاوية تحت التخدير الكلي, وعلى الأغلب يتم استئصال العقد الليمفاوية بمنطقة السرة.

   وفي بعض الحالات يمكن أن تتضرر -أيضًا- الأعصاب المجاورة للعقد الليمفاوية؛ ما يعني ذلك أنه بدلًا من قذف المني من القضيب أثناء الجماع أو الاستمناء فإنه يعود إلى المثانة ويٌعرف ذلك بالقذف الارتجاعي، فإذا كنت تمر بالقذف الارتجاعي فستشعر بالنشوة المعتادة أثناء القذف, لكن لن تكون قادرًا على الإنجاب، وهناك عدة طرق لعلاج القذف الارتجاعي, منها: استخدام الأدوية المقوية للعضلات حول عنق المثانة؛ لمنع تدفق المني إلى المثانة، كما يمكن أن يتم أخذ المني من البول في حال رغبة الرجل في الإنجاب؛ لاستخدامه في التلقيح الصناعي.

   قد يتبقى بعض رواسب سرطان الخصية بالرئتين عند بعض المصابين, وقد تستدعي الحاجة لاستئصالها بعد العلاج الكيميائي إذا لم تختفي أو يقل حجمها، فيتم هذا النوع من الجراحات تحت التخدير الكلي, ولا تؤثر على المدى الطويل على التنفس.

جراحة قطع الكيس اللمفي خلف الصفاق مع استبقاء الأعصاب RPLND:

   وهي نوع جديد من جراحات العقد الليمفاوية, ويزداد استخدامها باستمرار؛ لقلة خطر التسبب بالقذف الارتجاعي والعقم، في تلك الجراحة يصبح مكان القيام بها محدودًا؛ ما يعني قلة فرص تضرر الأعصاب، لكن من عيوب تلك الجراحة أنها تحتاج للمزيد من التقنيات الطبية الخاصة، ويُتاح ذلك النوع من الجراحات في مراكز متخصصة فقط بعدد من دول العالم.

جراحة قطع الكيس اللمفي خلف الصفاق بالمنظار LRPLND:

   وهي إحدى أنواع الجراحات طفيفة التوغل التي يتم خلالها استئصال العقد الليمفاوية، وأثناء تلك الجراحة يقوم الطبيب بعمل عدة قطوع صغيرة بجانب منطقة السرة, ثم يتم إدخال المنظار في إحدى تلك الفتحات، والمنظار هو أنبوبة رفيعة ومرنة ومثبت بها مصدر للضوء وكاميرا بنهايتها؛ ما يتيح للطبيب رؤية ما بداخل الجسم على الشاشة أمامه، ومن مميزات تلك الجراحة قلة الشعور بالألم بعدها, ويتعافي المريض سريعًا، كما تقل فرص حدوث ضرر بالأعصاب المسبب للقذف الارتجاعي.

   ونظرًا لأن هذا النوع من الجراحات جديد فإن هناك أدلة قليلة متاحة متعلقة بفاعلية وأمان هذا الإجراء على المدى الطويل، فإذا كنت تفكر بالقيام بهذا النوع من الجراحة فيجب أن تدرك وجود بعض الأمور غير المؤكدة حول فاعليته وأمانه.

جراحة استئصال الخصية

العلاج الإشعاعي:

   أثناء العلاج الإشعاعي يتم استخدام موجات من الإشعاع تساعد على تدمير خلايا السرطان، وفي بعض الأحيان قد يتطلب الورم المنوي العلاج الإشعاعي بعد الجراحة؛ لمنع عودة خلايا السرطان، كما قد يحتاج بعض المرضى إلى العلاج الإشعاعي في حال عدم تحملهم العلاج الكيميائي المعقد لعلاج المرحلة الثانية والثالثة من سرطان الخصية، فإذا انتشر سرطان الخصية إلى العقد الليمفاوية فربما تحتاج للعلاج الإشعاعي بعد الانتهاء من برنامج العلاج الكيميائي، وتتضمن الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي:

  • احمرار والتهاب البشرة فتشبه حروق الشمس.
  • الشعور بالمرض.
  • الإسهال.
  • التعب.

   غالبًا ما تكون تلك الآثار الجانبية مؤقتة, وتتحسن بعد الانتهاء من العلاج.

العلاج الكيميائي:

   أثناء العلاج الكيميائي يتم استخدام أدوية قوية؛ لقتل خلايا السرطان الخبيثة في الجسم ووقف تضاعفها، فربما تحتاج للعلاج الكيميائي إذا كنت مصابًا بمرحلة متقدمة من سرطان الخصية, أو إذا انتشر الورم داخل الجسم، كما يستخدم العلاج الكيميائي -أيضًا- لمنع عودة السرطان.

   يستخدم العلاج الكيمائي أكثر في حالات الأورام المنوية وغير المنوية، وتأتي أدوية العلاج الكيميائي على هيئة حقن وريدية، في بعض الحالات يتم استخدام أنبوبة خاصة تبقى بالوريد خلال العلاج؛ لكي لا تتضطر لوضع الإبر بالوريد باستمرار أثناء اختبارات الدم، وفي بعض الأحيان قد يهاجم العلاج الكيميائي خلايا الجسم السليمة؛ وبسبب ذلك تحدث العديد من الآثار الجانبية، مثل:

  • الشعور بالمرض.
  • تساقط الشعر.
  • التهاب الحلق.
  • قروح الفم.
  • فقدان الشهية.
  • التعب والإجهاد.
  • ضيق التنفس، وتضرر الرئتين.
  • العقم.
  • طنين الأذن.
  • سهولة إصابة الجلد بالكدمات.
  • انخفاض تعداد خلايا الدم.
  • الشعور بالتنميل والخدر في اليدين، والقدمين.
  • مشاكل بالكلى.

   في الغالب تكون تلك الآثار مؤقتة ومن المفترض أن تتحسن بعد إتمام العلاج، وقد تهدد بعض الآثار الجانبية حياتك كما في حالات العدوى الناتجة عن انخفاض تعداد خلايا الدم ويجب عليك حينها أن تبقى على اتصال مع فريقك الطبي إذا كانت هناك مخاوف متعلقة بالعلاج الكيميائي.

البليومايسين:

   يعتبر البليومايسين واحدًا من أكثر أدوية العلاج الكيميائي استخدامًا، ويُعرف البليومايسين بتسببه بمشاكل طويلة المدى بالرئة؛ لذا يجب مناقشة ذلك مع الطبيب في حال كانت هناك بعض المشاكل الناتجة عن ضرر الرئة تؤثر على نمط حياتك، لكن قد يرشح لك الطبيب استمرار أخذك له؛ نظرًا لارتفاع معدلات الشفاء به.

الإنجاب:

   لا يجب عليك التفكير بالإنجاب خلال فترة العلاج الكيميائي وحتى عام بعد الانتهاء من العلاج؛ وهذا بسبب أن أدوية العلاج الكيميائي يمكنها التسبب بضررٍ مؤقتٍ بالمني؛ ما يزيد فرص إنجاب طفل مشوه خلقيًا؛ لذلك سوف تحتاج لاستخدام وسيلة مناسبة لمنع الإخصاب, مثل: الواقي الذكري، وعليك استخدام الواقي الذكر خلال أول 48 ساعة بعد إتمام دورة العلاج الكيميائي؛ لحماية شريكتك من أية آثار ناتجة عن أدوية العلاج الكيميائي الموجودة بالمني.

ما بعد العلاج والمتابعة:

   هناك خطر لعودة السرطان مجددًا حتى إذا تماثلت للشفاء التام، وتعتمد فرص عودة المرض على المرحلة التي كان بها أثناء تشخيصك به, وما العلاجات التي تلقيتها حينها؟ تحدث معظم حالات عودة سرطان الخصية غير المنوي خلال عامين من الجراحة أو بعد إتمام العلاج الكيميائي، أما بالنسبة لسرطان الخصية المنوي فإنه يمكن أن يعود خلال 3 سنوات ومن النادر عودته بعد 3 سنوات، ونظرًا لوجود خطر عودة السرطان فإنك ستحتاج للقيام بفحوصات واختبارت منتظمة؛ للكشف عن عودة السرطان,وتتضمن:

  • الفحص الجسدي.
  • اختبارات الدم لقياس دلالات الأورام.
  • الأشعة السينية للصدر.
  • الأشعة المقطعية المحوسبة.

   يوصى عادةً بالقيام بالاختبارات والمتابعة المستمر بناء على مدى انتشار الورم والعلاج المتاح، ويزداد عدد مرات الفحوصات والمتابعة أكثر خلال العام الأول, لكن قد تدوم المتابعات حتى 5 سنوات، وفي بعض الحالات ربما يكون من الضروري الحرص على المتابعات حتى 10 سنوات أو أكثر.

   في حال عودة السرطان بعد علاجه في مرحلته الأولى وتم تحديد عودته بسرعة فإنه من المحتمل أن تتماثل الشفاء تمامًا باستخدام العلاج الكيميائي, والعلاج الإشعاعي في بعض الأحيان، وتزداد نسب شفاء سرطان الخصية بعد عودته مرة أخرى لتصل إلى 95%، كما يمكن -أيضًا- علاج حالات عودة السرطان بعد استخدام علاجات كيميائية مختلفة معًا, لكن تختلف فرص حدوث ذلك بين الأفراد, وستحتاج لسؤال الطبيب ومناقشته حول ذلك.

الوقاية من سرطان الخصية
  • علاج سرطان الخصية عند الأطفال:

   تندر إصابة الأطفال بسرطان الخصية, لكن في حال اكتشافه مبكرًا يسهل حينها علاجه بفاعلية، ومن الصعب علاجه إذا تم اكتشافه متأخرًا بعد انتشاره، ويبدأ أيضًا بوجود كتلة غير مؤلمة بالخصية، وبالنسبة للأنواع الشائعة لسرطان الخصية عند الأطفال فإنها تتضمن أورام الكيس المحي Yolk sac tumor, والأورام الجنينية Teratomas، وتتضمن العلاجات الشائعة لسرطان الخصية عند الأطفال:

  • الاستكشاف الإربي : خلال هذه الجراحة يتم عمل قطع بالجلد الموجود فوق عظمة الحوض, وتخرج الخصية من كيس الصفن، ثم يلقي الجراح نظرة على الخصية, ويقرر بعدها الخطوة التالية، كذلك يوصى بتلك الجراحة لأي طفل مصاب بورم في الخصية.
  • جراحة استبقاء الخصية TSS:  يعتبر هذا خيارًا في حال اعتقاد الجراح أن ورم الخصية حميد، فيتخذ الجراح قراره بخصوص تلك الجراحة بناء على شكل الورم, ودلالات الأورام العادية، وفي تلك الحالة يتم إزالة نسيج الورم ومن ثم إرساله للفحوصات.
  • الاستئصال الكلي للخصية:  يستأصل الجراح الخصية في حال إظهار النتائج وجود السرطان، وتتم تلك الجراحة أيضًا في حال ارتفاع نسب دلالات الأورام وكبر حجم الورم, وإذا تم اكتشاف هذا الورم بعد مرحلة البلوغ.
  • علاجات أخرى في حال كان السرطان أكثر شدة:  مثل: العلاج الإشعاعي, والكيميائي, أو جراحة أخرى.

   وبعد العلاج سيتم فحص الأطفال مرتين بالعام على الأقل للتأكد من سلامتهم، كما تتضمن المتابعة الفحص الجسدي, وقياس نسب دلالات الأورام, والأشعة السينية للصدر. لا يشعر أغلب الصبيان بالفرق في حال استئصال الخصية إذ لا يكون هناك جرح أو قطع بكيس الصفن, وتستمر الخصية الأخرى بالنمو طبيعيًا، في حال عدم رضاه عن النتائح فيمكن القيام بوضع خصية اصطناعية جراحيًا لكن بعد مرحلة البلوغ، ويتعافي معظم الأولاد بعد تلقي علاج سرطان الخصية كما يصبحون قادرين -لاحقًا- على الإنجاب.

ما بعد علاج سرطان الخصية عند الكبار:

   يمكن أن تستغرق فترة تترواح بين الأسبوعين إلى الشهرين لتماثل الشفاء التام بعد جراحة استئصال الخصية، كما يجب تجنب رفع أي شيء خلال أول أسوعين أو ممارسة الجنس، كذلك يجب تجنب أيضًا ممارسة الرياضة والجري لأربعة أسابيع على الأقل.

   وتعتمد فرص عودة السرطان مرة أخرى على المرحلة التي شُخصت خلالها, لكنها تقل ويعود فقط في أقل من 5% من الحالات، ومن المهم التعلم حول الفحص الذاتي للخصية والالتزام بمواعيد المتابعة مع أخصائي المسالك البولية، وتعتمد فترة المتابعة على تشخيصك، وفي حال عودة السرطان فإن الطبيب سيرغب في اكتشافه وعلاجه في أسرع وقت، كذلك تعتمد خيارات العلاج الإضافية على نوع السرطان وموقعه.

الحياة الجنسية والإنجاب:

   من المفترض ألا يؤثر وجود خصية واحدة على الحياة الجنسية والإنجاب. فمعظم الرجال قادرون على الحصول على انتصاب طبيعي بعد الجراحة، لكن يبقى هناك خطر العقم وانخفاض نسب التستوستيرون عند الرجال الذين شُخصوا بسرطان الخصية، فقد يكون هناك نقص بسيط في نمو الحيوانات المنوية، وربما تجد بعض الصعوبة في القذف في حال خضوعك لجراحة إزالة العقد الليمفاوية.

   إذا كانت هناك مشاكل فإن هناك أدوية يمكنها مساعدتك على القذف، أما إذا شعرت بالقلق فيمكنك التحدث مع الطبيب ومناقشة أية خيارات موجودة، وأثناء فترة تعافيك يحاول الجسد أن يُحدث التوازن, وبمرور الوقت تقدر الخصية السليمة والعقد الليمفاوية على تكوين كمية كافية من التستوستيرون؛ لمساعدتك على العودة للوضع الطبيعي، كما قد يرغب الطبيب في قياس نسب الهرمونات بمعدل سنوي خلال المتابعات.

أمراض القلب:

   يوصى بالانتباه والحذر للمرضى الذين تلقوا سابقًا علاجًا كيميائيًا أو إشعاعيًا؛ نظرًا لارتفاع فرص الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بعد العلاج، فيمكن لبعض التغييرات في نمط الحياة منع بعض المشاكل, مثل: ممارسة التمارين بانتظام, وتناول طعام صحي, والإقلاع عن التدخين، واحرص -أيضًا- على قياس ضغط الدم, ونسب الدهون, والجلوكوز بانتظام.

الفحص الذاتي للخصية
  • ما سبل الوقاية من سرطان الخصية؟

   لا توجد طريقة لمنع الإصابة بسرطان الخصية؛ لذلك يوصي الأطباء بالقيام بالفحص الذاتي للخصية؛ للتعرف على سرطان الخصية في مراحله الأولى، لكن لا يوافق كل الأطباء على ذلك؛ لذا يفضل مناقشة الطبيب حول الفحص الذاتي للخصية إذا لم تكن متأكدًا من سلامته، فإذا أوصى الطبيب بالفحص الذاتي فإنه في الغالب سيتم القيام به مرة كل شهر، فإذا لاحظت أي تغير في الخصيتين, مثل: وجود كتلة أو جزء صلب فيها, أو ألم مستمر، أو زيادة حجم خصية عن الأخرى، أو العكس فيجب إخبار الطبيب فورًا؛ لفصحك وتقييمك، وللقيام بالفحص الذاتي للخصية اتبع الخطوات الآتية:

  • قم بالفحص بعد حمام دافئ؛ إذ يساعد الدفء على إرخاء جلد كيس الصفن ما يسهل عليك الشعور بأي شيء غير معتاد.
  • استخدم كلا يديك لفحص كل خصية؛ ضع إصبعي السبابة والوسطى أسفل الخصيتين, وضع الإبهام بالأعلى، ثم قم بفرك منطقة الخصية بين الأصابع والإبهام. من الطبيعي أن تجد اختلافا في حجمها.
  • قد تجد خلال استشعارك للخصية ملاحظة شيء يشبه الحبل أعلى وخلف الخصية فهذا يسمى بالبربخ؛ وهو مختص بتخزين ونقل الحيوانات المنوية, وعليك ألا تخلط بينه وبين الكتلة.
  • تحسس وجود أي كتلة؛ فيمكن أن تكون الكتلة في حجم حبة البازلاء أو أكبر, لكنها غير مؤلمة في العادة، إذا لاحظت أي كتلة فاتجه للطبيب أو تواصل معه.
  • بالرغم من اختلاف الخصيتين عن بعضهما في الحجم في أغلب الأحيان, إلا أنه من المفترض أن يكونا بنفس الحجم، فإذا لاحظت تغيرًا بحجم الخصيتين فتواصل مع الطبيب.

   يجب أيضًا القيام بفحص جسدي سنويًا.

أسئلة شائعة حول سرطان الخصية:

ما سبب إصابتي بسرطان الخصية؟

   ليس من المعروف سبب الإصابة بسرطان الخصية، وهناك عدة مفاهيم خاطئة يقع فيها البعض بخصوص أسباب سرطان الخصية، على سبيل المثال:

  • ركوب الدراجة الهوائية لا يسبب سرطان الخصية, لكن يمكن أن يكون سببًا لتضخم البروستاتا.
  • لا يحدد حجم الخصيتين ما إذا كنت ستصاب بسرطان الخصية أم لا.
  • لا تسبب إصابة سابقة للخصيتين سرطان الخصية.
  • لا يعتبر كبر السن عاملًا فارقًا؛ إذ تشير الإحصائيات إلى أن أغلب حالات سرطان الخصية من شباب بين 20 – 35 عامًا، لكن يمكن أن يؤثر على أي سن، وبالنسبة لأسباب سرطان الخصية فيمكنك التعرف عليها أعلى المقال.

هل سرطان الخصية يهدد الحياة؟

   لا تتعامل مع خبر تشخيصك بسرطان الخصية على أنه حُكم بالموت, ولا يعني ذلك أيضًا عدم أخذك له على محمل الجدية.، لكن يمكنك الشعور بالراحة؛ لأن سرطان الخصية من أكثر أنواع السرطانات القابلة للعلاج, وتصل معدلات الشفاء إلى 95% ويمكن أن يصل إلى 99% أيضًا !!. لذلك نحرص -دائمًا- على تكرار أهمية اكتشاف المرض في بداياته.

ما الذي قد أتوقعه بعد علاجات سرطان الخصية؟

   أولًا وأهم شيء أن تحتفل وتشعر بالامتنان لاتمامك علاج سرطان الخصية, خاصةً أن علاجات سرطان الخصية في أغلب الأحوال تشفيك منه تمامًا، كما يمكن أن تكون الآثار الجانبية لعلاجات سرطان الخصية خاصةً العلاج الكيميائي والإشعاعي صعبة قليلًا, لكنها تبدأ بالتحسن خلال أسبوعين من بدء العلاج؛ فيجد معظم المعافين أنفسهم قادرين على عيش حياة طبيعية بالكامل بعد التعافي التام من السرطان.

ماذا يمكنني أن أفعل في حال تلقي التشخيص؟

   يبدي كل فرد بعد تلقي تشخيص سرطان الخصية ردًا مختلفًا عن غيره، قد تشعر بالخوف بخصوص مستقبلك بعد التشخيص، لكن يمكنك التخطيط للتغلب على قلقك المستمر من خلال الخطوات الآتية:

  • تعرف أكثر على سرطان الخصية لتشعر بالراحة وقت اتخاذ قرار العلاج، ودوّن الأسئلة التي تراودك واطرحها على الطبيب خلال الموعد، كذلك اسأل الطبيب عن المصادر المعتمدة التي يمكن أن تطلع أكثر عليها.
  • اعتني بنفسك : اتخذ قرارات صحية في حياتك اليومية؛ لكي تتهيأ للعلاج، واتبع نظامًا غذائيا صحيًا يتضمن مختلف الفاكهة والخضراوات، واحصل -أيضًا- على الراحة الكافية لتشعر بالنشاط خلال استيقاظك كل صباح، كذلك ابتعد عن مسببات التوتر التي تشعرك بعدم الراحة، وحاول ممارسة التمارين معظم أيام الأسبوع, وفي حال إذا كنت مدخنًا فاسأل الطبيب حول الأدوية والطرق الأخرى الممكنة للإقلاع عن التدخين.
  • تواصل مع المتعافين من السرطان:  يمكنك إيجاد هؤلاء الشخص حولك أو على مواقع التواصل الاجتماعي.
  • ابق متصلًا مع أحبائك:  من الطبيعي أن تقلق عائلتك وأصدقائك, وهم -فقط- يريدون المساعدة؛ لذلك لا ترفض طلبهم للمساعدة خلال ذهابك لموعدك، سيستمع أصدقاؤك المقربون وعائلتك لك عندما تحتاج للتحدث, أو سيرغبون بالترويح عنك إذا شعرت بالإحباط.

كيف أحضر لموعدي مع الطبيب؟

   في حال إيجادك كتلة بالخصية فاحجز موعدًا عند الطبيب واصطحب فردًا من عائلتك معك، فإذا شك الطبيب في وجود سرطان الخصية فربما يحيلك إلى أخصائي الأورام, أو أخصائي المسالك البولية،ويمكنك التحضير لموعدك كالآتي:

  • كن على علم مسبق بأي تقييدات قبل الموعد مع الطبيب.
  • دوّن الأعراض التي تشعر بها.
  • دوّن أي شيء موجود عندك, مثل: أي حالة صحية أخرى, كذلك مسببات التوتر.
  • دوّن قائمة لكل الأدوية، والمكملات، والفيتامينات.
  • اصطحب فردًا مقربًا لديك؛ ليساعدك على تلقي المعلومات خلال الموعد, ولتذكريك بأي شيء قد تنساه.

ما الأسئلة التي يمكنني طرحها؟

 نظرًا لأن وقتك مع الطبيب محدود, فإنه ينصح بتكوين قائمة لأهم الأسئلة قبل موعدك معه،ويمكن أن تتضمن الأسئلة الأساسية:

  • هل أنا مصاب بسرطان الخصية؟
  • ما نوع سرطان الخصية الذي أعاني منه؟
  • هل يمكنك أن تشرح لي نتائج الاختبار؟ وهل يمكنني الحصول على نسخة منه؟
  • ما المرحلة التي وصل إليها السرطان؟
  • هل أحتاج لفحوصات إضافية؟
  • ما خيارات العلاج المتاحة؟
  • ما فرص التعافي من سرطان الخصية بالعلاجات المتاحة؟
  • ما الآثار الجانبية لكل نوع من علاجات سرطان الخصية؟
  • هل هناك طريقة للعلاج تفضلها؟
  • ما الذي يمكن أن تنصح به صديقي أو أفراد عائلتي في هذا الموقف؟
  • هل يجب أن أزور مختصًا؟ وما التكلفة؟ وهل سيغطيها التأمين الصحي الخاص بي؟
  • هل يمكنك اقتراح أخصائي؛ لكي أسمع رأيًا آخر؟
  • أشعر بالقلق تجاه قدرتي على الإنجاب في المستقبل.. فما الذي يمكن أن أفعله بالنسبة لاحتمالية العقم؟
  • هل هناك أية مصادر تنصحني لكي أطلع عليها؟

   لا تتردد في طرح المزيد من الأسئلة التي تأتي في ذهنك أثناء الموعد.

يمكنك الاطلاع أيضًا على: 

المصادر: NHS  Mayoclinic – Urologyhealth – ClevelandclinicUrologyspecialist

Responses