سرطان الغدة الدرقية
سرطان الغدة الدرقية هو أحد أنواع السرطان النادرة التي تصيب الغدة الدرقية، وهي غدة صغيرة موجودة في نهاية العنق وتُفرز مجموعة من الهرمونات المهمة.
أكثر المصابين به يكونون في الثلاثينيات من عمرهم أو أكبر من 60 سنة. وتعدّ احتمالية إصابة النساء به أعلى بحوالي مرتين أو ثلاثة من الرجال.
يمكن علاج سرطان الدرقية بشكل كامل، إلا أنه في بعض الحالات يعاود الظهور مرةً أخرى.
أعراض سرطان الغدة الدرقية
العَرَض الرئيسي هو وجود تورم في الجهة الأمامية من الرقبة.
إلا أن سرطان الغدة الدرقية يتطوّر ببطء وأحيانًا لا تظهر أية أعراض في بداية حدوثه.
تورم الرقبة
عادةً ما يسبب سرطان الغدة الدرقية ظهور كتلة أو انتفاخ غير مؤلم في الجزء السفلي الأمامي من الرقبة.
إلا أن ظهور كتل متورمة في الرقبة هو أمر شائع، وقد يحدث نتيجة حالات مرضية أقل خطورة مثل تضخم الغدة الدرقية. 1 من كل 20 كتلة في الرقبة تكون سرطانًا.
غالبًا ما تكون الكتل البارزة في الرقبة سرطانًا إذا:
- كانت صلبة
- لا تتحرك بسهولة تحت الجلد
- تكبر بمرور الوقت
تحدث مع طبيبك إذا لاحظت وجود كتلة أو ورم في رقبتك. بالرغم من أن احتمالية السرطان ضئيلة، إلا أنه من الأفضل دائمًا الخضوع للفحص والاطمئنان.
الأعراض الأخرى
وتشمل:
- تورم وانتفاخ الغدد الموجودة في الرقبة
- بحة صوت بدون سبب معروف كما أنها لا تتحسن بمرور الوقت
- آلام في الحلق لا تتحسن بمرور الوقت
- ألم في الرقبة
- صعوبة في البلع
- صعوبة في التنفس
في بعض الأحيان النادرة، يؤثر سرطان الغدة الدرقية على معدل إفراز هرموناتها فتظهر أعراض مثل تورم الجلد.
قد تحدث هذه الأعراض بسبب حالات طبية أخرى، إلا أنه يتوجب عليك استشارة الطبيب إذا لاحظت أي عرض مثير للقلق.
تشخيص سرطان الدرقية
إذا لاحظت وجود أي شيء غير طبيعي فاذهب لزيارة الطبيب، سيفحص الطبيب رقبتك ويسألك عن جميع أعراضك.
إذا شكّ الطبيب في إصابتك بمشكلة في الغدة الدرقية، سيقوم بإحالتك لأحد الأطباء المختصين لإجراء بعض التحاليل.
نذكر لك بعضًا من هذه التحاليل في الأسفل.
- تحليل الدم
يُستخدم تحليل الدم لوظائف الغدة الدرقية في لمعرفة معدلات هرموناتها في دمك.
عندما تكون هذه المعدلات غير طبيعية فغالبًا ما يعني ذلك تزايدًا في نشاط الغدة الدرقية أو تراجع نشاط الغدة الدرقية.
ستحتاج لإجراء المزيد من الفحوصات، مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية، إذا جاءت نتائج التحاليل تشير إلى أن معدلات الهرمونات في الدم طبيعية.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية
يعتمد التصوير بالموجات فوق الصوتية على موجات الصوت لخلق صورة لكل ما هو موجود داخل الجسم.
يستطع التصوير بالموجات فوق الصوتية تحديد ما إن كانت الكتلة في رقبتك ناتجةً عن سرطان في الغدة الدرقية.
إذا وُجدت كتلة صلبة في رقبتك، سيتم أخذ خزعة لتحديد التشخيص.
- الخزعة
الطريقة الوحيدة لمعرفة ما إن كانت الكتلة الموجودة في رقبتك عبارة عن سرطان هي أخذ خزعة من الرقبة. والخزعة هي عبارة عن مجموعة من الخلايا الصغيرة المأخوذة من المنطقة المصابة والتي يتم فحصها تحت المنظار المكبر.
عادةً ما يتم أخذ خزعة عن طريق إدخال إبرة رفيعة إلى الكتلة المحددة. يمكن استخدام التصوير بالموجات فوق الصوتية في ذات الوقت لتحديد المكان الذي تدخل فيه الابرة.
يمكن إجراء هذا التحليل في العيادات الخارجية، ما يعني أنك لن تحتاج لقضاء الليلة في المستشفى.
- المزيد من التحاليل
إذا أظهرت نتيجة الخزعة أن لديك سرطان الغدة الدرقية، فستحتاج لإجراء المزيد من التحاليل والفحوصات لمعرفة ما إن كان السرطان قد انتقل إلى مكان آخر في جسمك.
الفحوصات الرئيسية المستخدمة:
- التصوير بالأشعة المقطعية – وهو نوع من الفحوصات التصويرية التي تعتمد على مجموعة من الأشعة السينية والمعالجات الحاسوبية لرسم صور مفصلة لما هو داخل الجسم.
- التصوير بالرنين المغناطيسي – وهو نوع من الفحوصات التصويرية التي تعتمد على الحقل المغناطيسي وموجات الراديو لرسم صور مفصلة لما هو داخل الجسم.
مراحل سرطان الغدة الدرقية
إذا تم تشخيصك بسرطان الغدة الدرقية، سيحدد لك الطبيب مرحلتك.
عادةً ما يعتمد الأطباء على نظام تصنيفات الأورام TNM لتحديد مرحلة سرطان الغدة الدرقية. هذا التصنيف عبارة عن مجموعة من الحروف والأرقام التي تصف حجم الورم ومدى انتشاره في الجسم.
- يشير حرف T إلى كلمة ورم – ويأخذ رقمًا من 1 إلى 4 ويدل على حجم الورم
- يشير حرف N إلى عقدة – ويأخذ رقمًا من 0 إلى 1 ويدل على ما إن كان السرطان قد انتقل إلى العقد الليمفاوية القريبة أم لا
- يشير حرف M إلى انتقالي – ويأخذ رقمًا من 0 إلى 1 ويدل على ما إن كان السرطان قد انتقل إلى أي جزء آخر من الجسم أم لا
يساعد تحديد مرحلة السرطان الأطباء على تحديد أفضل وسيلة علاج مناسبة لك.
سرطان الغدة الدرقية وعلاجه
يعتمد علاج سرطان الدرقية على نوع السرطان ومدى انتشاره.
طرق العلاج الرئيسية هي:
- العلاج باليود المشع – حيث سيُطلب منك ابتلاع مادة تنتقل في دمك وتقتل الخلايا السرطانية
- العلاج الإشعاعي الخارجي – حيث تُستخدم آلة لتسليط الأشعة على الخلايا السرطانية وقتلها
- العلاج الكيميائي والعلاج المستهدِف – أدوية تقتل الخلايا السرطانية
ستحتاج كذلك إلى رعاية مستمرة بعد العلاج لتحديد أية مشاكل أخرى والوقاية منها.
خطتك العلاجية
سيشرف فريق من الأطباء والمختصين على علاجك ورعايتك. وسيوصيك الأطباء بوسيلة العلاج المثلي في حالتك.
سيعتمد ذلك على نوع السرطان الذي تعاني منه. فعلى سبيل المثال:
- عادةً ما يُعالج كل من سلطان الغدة الدرقية الحليمي وسرطان الغدة الدرقية الجرابي بالجراحة ويتبع ذلك العلاج باليود المشع
- عادةً ما يُعالج سرطان الغدة الدرقية النخاعي بعملية جراحية لإزالة الغدة الدرقية ويتبعها علاج بالإشعاع.
- لا يمكن علاج سرطان الغدة الدرقية الكشمي بالجراحة دائمًا، إلا أن العلاج الكيميائي والإشعاعي يساعد على السيطرة على أعراضه.
قد تحتاج لكتابة قائمة بالأسئلة التي تود طرحها على فريق الرعاية الصحية الخاص بك قبل الذهاب إلى موعدك الطبي للتحدث عن خيارات العلاج المتاحة لك.
العملية الجراحية
الجراحة هي العلاج الأول لأغلب أنواع سرطان الغدة الدرقية . وقد تنطوي على إزالة:
- جزء من الغدة الدرقية
- كل الغدة الدرقية
- العقد الليمفاوية القريبة منها
يتم إجراء العملية تحت تخدير كلي. وتتحسن حالة معظم الناس خلال عدة أيام ويتمكنون من مغادرة المستشفى.
ستحتاج لأخذ قسط من الراحة في المنزل لعدة أسابيع، ويتوجب عليك تجنب أية أنشطة تضغط على رقبتك مثل رفع الأثقال. ستخلّف لك العملية ندبة صغيرة في عنقك، إلا أنها ستختفي بمرور الوقت.
سيكون من الجيد أن تتحدث مع طبيبك عن تفاصيل العملية بدقة.
العلاج باليود المشع
ينصح الأطباء بجلسات من العلاج باليود المشع بعد الجراحة.
لأنه يقتل أية خلايا سرطانية موجودة ويقلل من خطر الإصابة بالسرطان مرةً أخرى.
- الاستعداد للعلاج
لفعالية العلاج سيطلب منك الأطباء التوقف عن تناول أية أطعمة تحتوي على اليود لمدة أسبوع أو اثنين قبل العلاج.
من الأفضل أن:
- تتجنب جميع المأكولات البحرية
- تقلّل كمية منتجات الألبان التي تتناولها
- لا تتناول أية أدوية للسعال – وذلك لأنها تحتوي على اليود
- تناول الكثير من اللحوم، والفواكه، والخضروات الطازجة، بالإضافة إلى الأرز، والمعكرونة
أخبري الطبيب إذا كنتي تعتقدين أنكِ حامل، لأن العلاج خطير على الحوامل.
يجب على النساء تأجيل الحمل لمدة 6 أشهر على الأقل، ولا يجب على الرجال الإنجاب إلا بعد مرور 4 أشهر على الأقل.
إذا كنتِ أمًا مرضعةً فيوصي الأطباء بإيقاف الرضاعة عدة أسابيع قبل البدء بالعلاج. يزود الطبيب المريض بجميع النصائح والملاحظات التي يجب عليه أخذها في الاعتبار.
- العملية
يتطلب العلاج باليود المشع ابتلاع جرعة اليود سواءً في صورة سائل أو كبسولة. ينتقل اليود عبر الدم ويقتل الخلايا السرطانية.
وستحتاج للبقاء في المستشفى عدة أيام بعد تلقي العلاج لأن جسدك سيكون مشعّا بعض الشيء. وقد تحتاج للبقاء في غرفة منفصلة مع منع الزيارات في الفترة الأولى كإجراء وقائي.
وسيُسمح لك بتلقي الزوار والعودة إلى المنزل بمجرد انخفاض نسبة الاشعاع في جسدك. سيزودك الاطباء بأية توجيهات أو نصائح يجب عليك اتباعها بعد الخروج من المستشفى.
- الأعراض الجانبية
الأعراض الجانبية الخاصة بالعلاج باليود المشع غير شائعة، إلا أنها:
- آلام الرقبة أو تورمها
- الشعور بالتوعك
- جفاف الفم
- طعم سيء في الفم
لا يؤثر العلاج على خصوبة النساء. قد تقل خصوبة الرجال بعض الوقت، إلا أن ذلك يتحسن بمرور الوقت.
العلاجات الموجهة
يوجد اليوم نوع من أنواع العلاج والأدوية يُعرف باسم العلاج المُوجّه والذي يُستخدم لعلاج العديد من أنواع سرطانات الغدة الدرقية.
تركز هذه الأدوية على الخلايا السرطانية، ولا تمس الخلايا السليمة بسوء كما يفعل العلاج الكيميائي.
يُنصح بهذا العلاج إذا انتشر السرطان إلى مناطق أخرى في الجسم (سرطان الغدة الدرقية المنتشر) ولم يستجب للعلاج باليود المشع.
توجد 3 أدوية رئيسية مستخدمة في علاج سرطان الغدة الدرقية وهي:
- كابوزانتينيب
- لينفاتينيب
- سورافينيب
العلاج بالإشعاع الخارجي
إذا لم يكن العلاج باليود المشع مناسبًا أو فعّالًا، فسيلجأ الأطباء للعلاج بالإشعاع الخارجي بعد الجراحة لتقليل احتمالية الإصابة بسرطان الدرقية مرةً أخرى.
كما يمكن استخدامه للسيطرة على أعراض سرطان الغدة الدرقية الكشمي أو المتقدم إذا لم يتعافَ المريض بشكل كامل بعد الجراحة.
عادةً ما يكون العلاج بالإشعاع الخارجي عبارةً عن علاج مستمر مرةً واحدةً يوميًا لخمسة أيام في الأسبوع، مع فترة راحة في عطلة نهاية الأسبوع، يستمر ذلك حوالي 4 إلى 6 أسابيع.
من الأعراض الجانبية للعلاج بالإشعاع الخارجي:
- الشعور بالتوعك
- الإرهاق
- ألم عند البلع
- جفاف الفم
عادةً ما تختفي هذه الأعراض الجانبية بعد عدة أسابيع من انتهاء العلاج.
العلاج الكيميائي
نادرًا ما يُستخدم العلاج الكيميائي في علاج سرطان الغدة الدرقية، إلا أنه أحيانًا يُستخدم في علاج سرطان الغدة الدرقية الكشمي الذي انتقل إلى أماكن أخرى في الجسم.
وهو عبارة عن أدوية قوية تُستخدم في قتل الخلايا السرطانية. لا يعالج سرطان الدرقية إلا أنه يخفف حدة أعراضه.
بعد العلاج
بعد انتهاء العلاج ستحتاج إلى الاستمرار في تناول الأدوية لتقليل احتمالية حدوث أية مشاكل مستقبلية.
كما سيوصيك الأطباء بإجراء فحوصات دورية تحسبًا لعودة السرطان مرةً أخرى.
الأدوية والمكملات الغذائية
إذا تم استئصال جزء من غدتك الدرقية أو كلها فلن تتمكن من إفراز هرموناتها.
وهو ما يعني أنك ستحتاج إلى تناول أقراص تحتوي على هرمونات بديلة بقية حياتك، وذلك للوقاية من ظهور أعراض خمول الغدة الدرقية كالإرهاق، وزيادة الوزن، وجفاف البشرة.
في بعض الحالات تتأثر الغدد جارات الدرقية أثناء الجراحة. وهي الغدد الموجودة بالقرب من الغدة الدرقية والمسئولة عن تنظيم نسبة الكالسيوم في الدم.
إذا تأثرت جارات الدرقية فستنخفض نسبة الكالسيوم في دمك بشكل مؤقت. وإذا حدث ذلك، ستحتاج لتناول مكملات الكالسيوم الغذائية حتى تعود الغدد للعمل مرةً أخرى.
فحوصات المتابعة
قد يعاود سرطان الغدة الدرقية الظهور مرةً أخرى بعد العلاج، لذا سيطلب منك الأطباء إجراء فحوصات دورية تحسبًا لهذه الاحتمالية.
قد تحتاج لإجراء الفحوصات كل عدة أشهر في البداية، وستقل الحاجة إليها بمرور الوقت.
من أهم هذه الفحوصات:
- تحليل الدم – لرصد أية مواد ناتجة عن الخلايا السرطانية في الغدة الدرقية
- التصوير بالموجات فوق الصوتية – لفحص رقبتك بحثًا عن أية علامات على وجود السرطان
- تصوير النظائر المشعة – وهو أحد أنواع الفحوصات التي توضح وجود أية خلايا سرطانية
ستحتاج لتكرار العلاج مرةً أخرى إذا عاود السرطان الظهور.
مستقبل سرطان الغدة الدرقية
يعيش 9 من 10 أشخاص أصيبوا بسرطان الغدة الدرقية لمدة 5 سنوات بعد إصابتهم به. وقد أصبح أغلبهم معافين وقادرين على ممارسة حياة طبيعية.
إلا أن ذلك يختلف حسب نوع سرطان الغدة الدرقية وما إن تم تشخيصه مبكرًا. ولذا فإن التوقعات في الوقت الراهن هي:
- أكثر من 9 من كل 10 مصابين بالسرطان الحليمي يعيشون 5 سنوات على الأقل بعد تشخيصهم بالمرض
- أكثر من 9 من كل 10 مصابين بالسرطان الجرابي يعيشون 5 سنوات على الأقل بعد تشخيصهم بالمرض
- أكثر من 7 من كل 10 مصابين، وحوالي 9 من كل 10 مصابات بالسرطان النخاعي يعيشون 5 سنوات على الأقل بعد تشخيصهم بالمرض
- أكثر من 1 من كل 10 مصابين بالسرطان الكشمي يعيشون 5 سنوات على الأقل بعد تشخيصهم بالمرض
حوالي 1 من كل 4 أشخاص يعالجون من سرطان الغدة الدرقية يصابون بالسرطان في مكان آخر في الجسم، مثل الرئتين أو العظام، إلا أن علاجه ما يزال ممكنًا.
تعليقات