fbpx

عدوى المتفطرات الطيرية | كل ما تود معرفته

   المتفطرات هي نوع من أنواع البكتريا التي تكون على شكل عصيات غير متحركة، متعددة الأشكال، تتراوح من شكل كروي إلى عصيات طويلة نحيلة، وتعتبر من مسببات الأمراض الانتهازية للعديد من الأمراض،

 ويتكون جنس المتفطرة من أكثر من 100 نوع، ومن هذه الأنواع: المتفطرة السلية المعقدة (السل)، والمتفطرة الطيرية؛ وهي واحدة من المتفطرات غير السلية (NTM)، وهي تعتبر كائنات حية منتشرة في كل مكان، بما في ذلك: الماء، والتربة حيث أنها من أهم مسببات الأمراض الرئوية، وبالرغم من ذلك فإن سبب تطور هذا المرض ليس مفهومًا بوضوح فقد يرتبط بكل من العوامل المضيفة والبكتيرية  

 يتم الآن اعتبار المتفطرة الطيرية والمتفطرة داخل الخلايا معًا باسم معقد أو مركب المتفطرة الطيرية؛ وهو السبب الأكثر شيوعًا للأمراض الرئوية المتفطرية غير السلية في جميع أنحاء العالم.

محتويات المقال

أسباب عدوى المتفطرات الطيرية

توجد هذه البكتيريا المسببة للعدوى بشكل عام في العديد من الأماكن، بما في ذلك: الماء، والغبار المنزلي، والتربة، فتدخل بكتيريا المتفطرة الطيرية الجسم عند استنشاق البكتيريا أو ابتلاعها، لكن قد يكون لدى معظم الأشخاص هذه البكتيريا في أجسامهم فلا يمرضون أبدًا لأن البكتيريا تسبب المرض في المقام الأول لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة أو اضطرابات الرئة الموجودة مسبقًا، وبشكلٍ عام لا تعتبر العدوى معدية من خلال التفاعل الاجتماعي الطبيعي.

  وقد تمت الملاحظة مؤخرًا بزيادة حالات العدوى ببكتيريا المتفطرة الطيرية، كما لوحظ وجود اتجاه موسمي في حالات العدوى الفطرية مع بلوغ الذروة في أواخر الشتاء/الربيع، والانخفاض في الخريف، ويظل لدى النساء معدل انتشار أعلى يصل إلى 1.6 ضعفًا مقارنةً بالرجال.

أعراض عدوى المتفطرة الطيرية

من الممكن أن تكون العدوى موضعية (تقتصر على جزء واحد من الجسم) أو منتشرة تنتشر عبر الجسم كله، وتحدث غالبًا في الرئتين، والأمعاء، ونخاع العظام، والكبد، والطحال، وبذلك تتعدد طريقة تأثير العدوى بالطرق التالية:

  • قد تؤثر العدوى الرئوية على الرئتين والجهاز التنفسي، وتحدث عرض يشبه الالتهاب الرئوي الناتج عن فرط الحساسية، وقد كان يُعتقد في البداية أنه رد فعل تحسسي فقط، لكن الرأي الحالي قد تحول نحو العدوى والالتهاب.
  • قد تؤثر العدوى على جميع أنحاء الجسم من خلال مجرى الدم، وتؤثر بشكل شائع على الأشخاص المصابين بالإيدز المتقدم، وأنواع أخرى من حالات ضعف المناعة.
  • قد تؤثر على العقد اللمفية؛ وبشكل رئيس على الأطفال الأصحاء، فيسبب تضخم الغدد الليمفاوية عادةً في الرقبة. 

مشاكل الرئة

استقرار الجراثيم في الممرات الهوائية الصغيرة والأكياس الهوائية في الرئة، أو احداثها ثقبًا في أنسجة الرئة سوف يؤدي إلى ألم في الصدر، أو أزيز، أو سعال لا يختفي، كما قد يكون السعال يرافقه دم أو مخاط. 

التعب الشديد

قد يشعر المريض بالتعب الشديد حتى مع الحصول على قسط كافٍ من النوم والإرهاق الشديد بحيث لا يستطيع المريض بالقيام بالأشياء اليومية العادية؛ لذلك فإن التغييرات في نمط الحياة أو علاجات التنفس أو الأدوية قد تساعد في ذلك.

مشاكل في المعدة والوزن

يمكن أن يصاب المريض بالإسهال أو آلام في البطن مع الشعور بجوع أقل أو فقدان الوزن دون محاولة منه بذلك، وتعد أعراض المعدة شائعة لدى الأشخاص المصابين بالعدوى “المنتشرة”، وهذا يعني أن الجراثيم انتشرت في جميع أنحاء الجسم، ومن المرجح أن يصاب المريض بالعدوى المنتشرة إذا كان جهاز المناعي الخاص به ضعيفًا مثل الأشخاص المصابين بالإيدز المتقدم أو أنواع معينة من سرطان الدم، مثل: سرطان الغدد الليمفاوية.

تورم العقد اللمفاوية

يمكن أن تتورم العقد اللمفاوية إذا كان الجسم يقاوم الجراثيم، ومن المحتمل أن تتم ملاحظة تضخم العقد الليمفاوية في الرقبة؛ وهو النوع الأكثر شيوعًا بين الأطفال الصغار الأصحاء.

أعراض تشبه الأنفلونزا

مثل كثير من الإصابات البكتيرية والفيروسية يمكن أن تتسبب في نفس الشعور، على سبيل المثال: قد ترتفع درجة حرارة الجسم في أي وقت يقاوم فيه الجهاز المناعي العدوى، فقد تكون الحمى مرتفعة أو منخفضة، ومن الشائع الإصابة بقشعريرة وآلام في العضلات في نفس الوقت.

تعرق ليلي

يمكن لعدوى المتفطرات الطيرية وغيرها من الأمراض أن تسبب تعرق أكثر من المعتاد في الليل؛ خاصةً إذا ترافقت معها حمى، فقد يستيقظ المريض غارقًا جدًا في عرقه لدرجة أنه يحتاج إلى تغيير ملابسه.

فقر دم

غالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون بعدوى المتفطرات الطيرية المنتشرة من انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء العدوى المستمرة أو أي من الأمراض الالتهابية الأخرى، فتجعل من الصعب على الجسم استخدام الحديد لإنتاج ما يكفي من خلايا الدم الحمراء؛ مما يؤدي الى فقر الدم.

مشاكل البشرة

يمكن أن تسبب هذه العدوى أنواعًا مختلفة من الالتهابات الجلدية، فقد تؤدي إلى الإصابة بقروح في القدمين أو الأطراف السفلية أو في مناطق أخرى، كذلك قد تسبب ألمًا في الجلد المحيط بالآفة مع لون أرجواني أو محمر، كما قد يتحول إلى جرح مفتوح أو قرحة، وتعد مشاكل الجلد أكثر شيوعًا في العدوى المنتشرة، وبالنسبة للبعض قد تكون هذه هي العلامة الأولى للجراثيم غير المنضبطة.

تشخيص عدوى المتفطرات الطيرية

  • الفحص السريري: سيسأل الطبيب عن التاريخ الطبي، ثم يقوم بإجراء فحص جسدي يتضمن اختبارًا للقدرة على التنفس؛ لذا يجب أن يكون المريض مستعدًا للإدلاء معلومات حول صحته العامة، وأعراضه، وبيئته المنزلية والعملية.
  • الأشعة السينية أو الأشعة المقطعية على الصدر: للبحث عن العقيدات، أو التجاويف، أو التغييرات الأخرى في أنسجة الرئة والممرات الهوائية التي قد تشير إلى العدوى.
عدوى فطرية
  • تحاليل مخبرية: يتم ذلك عادةً عن طريق جمع عينة من البلغم من السوائل الخارجة من رئتيك، نظرًا لأن هذه البكتريا شائعة جدًا في البيئة فقد تحتوي العينة في بعض الأحيان على بكتيريا موجودة في مجرى الهواء لديه ولكنها لا تسبب أي عدوى، ولتقليل فرصة الحصول على نتيجة إيجابية كاذبة سيكرر الطبيب اختبار البلغم عدة مرات في أيام مختلفة، لكن هناك طرق أخرى لجمع المواد اللازمة للتحاليل المختبرية؛ وهي تحريض البلغم، وتُستخدم هذه الإجراءات غالبًا إذا كنت تواجه صعوبة في إنتاج عينة جيدة من البلغم.
  • تنظير القصبات: هو اختبار يسمح للطبيب بالنظر داخل الممرات الهوائية للرئتين، ومن ثم أخذ عينات من المخاط أو أنسجة الرئة؛ لاختبارها بحثًا عن علامات العدوى، حيث يقوم الطبيب بإدخال أنبوب رفيع ومرن يسمى منظار القصبات الهوائية في الأنف أو الفم، ثم يمرره عبر الحلق إلى الشعب الهوائية، يحتوي منظار القصبات الهوائية على كاميرا خفيفة وصغيرة تسمح لطبيبك برؤية الممرات الهوائية، والتقاط الصور.

قياس التنفس

يقيس قياس التنفس مقدار وسرعة قدرة الشخص على إخراج الهواء من الرئتين عن طريق التنفس في جهاز يسمى مقياس التنفس، كما قد يقوم الأطباء -أيضًا- بقياس حجم الرئتين ومدى استخدامه للأكسجين، كذلك قد يستخدم الأطباء قياس التنفس؛ للتحقق من علامات تلف الرئة الناتج عن العدوى الفطرية غير السلية، وقد يكررونها لمعرفة مدى استجابة المريض للعلاج.

اختبار التمرين

يراقب الأطباء المسافة التي يمكن للمريض المشي فيها خلال ست دقائق -عادةً- على جهاز المشي، ومن ثم مراقبة مستوى الأكسجين لديه أثناء الراحة وأثناء المشي، ويستخدم هذا الاختبار لقياس وظائف الرئة بشكلٍ عام، فإذا بدا للطبيب أن وظيفة الرئة معرضة للخطر فقد يعطي المريض أكسجينًا إضافيًا.

خزعة الأنسجة

إذا كان الشخص يعاني من عدوى في الجلد أو الأنسجة الرخوة فقد يقوم الطبيب بتصريف القيح أو أخذ عينة من الجلد، وإرسالها إلى المختبر؛ لتحديد نوع المتفطرات المسببة للعدوى.

علاج عدوى المتفطرات الطيرية

إن فهم إمكانية تقدم المرض أمر مهم للغاية، فنسبة كبيرة من المرضى (حوالي 40٪ -60٪) يبقون دون تطور المرض لعدة سنوات بعد التشخيص حتى بدون علاج، علاوةً على ذلك فإن ما يقرب من 40% إلى 50% من المرضى غير المُعَالَجين يعانون من تدهور سلبيًا تلقائيًا دون العلاج؛  لذلك ولتجنب العلاجات غير الضرورية التي قد تسبب نفقات طبية غير مبررة وتفاعلات دوائية ضارة يجب على الأطباء النظر في مدى تطور المرض، واتخاذ القرارات في الوقت المناسب في مرحلة بدء العلاج.

يعتبر المضاد الحيوي الماكروليد هو العمود الفقري لعلاج الالتهابات المعقدة لبكتيريا المتفطرة الطيرية؛ لذا أوصت جمعية الأمراض المعدية الأمريكية بالعلاج بالمضادات الحيوية الثلاثية لمرض توسع القصبات الهوائية الليفي والعقدي الشديد (في حالة المرض المعتدل إلى الخفيف)، أما بالنسبة للأمراض الشديدة والليفية فيتكون النظام النموذجي المكون من ثلاثة أدوية من أزيثروميسين -عن طريق الفم-، وريفامبين، وإيثامبوتول يوميًّا.
ويبقى مفتاح العلاج الناجح هو المراقبة الدقيقة لتفاقم المرض والسمية المرتبطة بالأدوية؛ لذا يجب متابعة المريض مرة كل شهرين أثناء العلاج، ويقدم الطبيب دواء واحد في كل مرة وبجرعة أقل، ثم يقوم بزيادة الجرعة العلاجية على مدى يومين إلى خمسة أيام.

وفي حالات نادرة قد يقرر الطبيب إجراء عملية جراحية للمريض؛ لإزالة جزء من الرئة المصابة إذا فشلت المضادات الحيوية، وبعد الجراحة ستتناول المضادات الحيوية لفترة قصيرة؛ لقتل البكتيريا العالقة.

وفي الختام؛ يجب على الأفراد أن يكونوا حذرين، ويتبعون إجراءات الوقاية المناسبة؛ للحماية من عدوى المتفطرات الطيرية، كذلك يجب عليهم تجنب ملامسة الأشخاص المصابين، والحفاظ على نظافة الجسم، والملابس، والبيئة المحيطة، كما يجب عليهم استشارة الطبيب في حال ظهور أعراض، مثل: السعال، أو الحمى، أو تقرحات على الجلد، فإذا كان لديك شك في إصابتك بعدوى المتفطرات الطيرية فيُنصح بزيارة الطبيب؛ لتشخيص حالتك، واستشارته في أفضل خطة علاجية، كما يُنصح بإتباع إجراءات الصحة العامة بالتعاون مع الجهود الصحية واتباع التعليمات لكي يتمكن من التغلب على هذه العدوى، والحفاظ على صحة جيدة.

مقترحات القراءة

  1. تقيح الجلد الغنغريني | كل ما تود معرفته
  2. ما التحفيز العصبي عبر الجلد (TENS)؟ وكيف يعمل؟
  3. التهاب الجلد العصبي أو الاكزيما العصبية | ما مدى خطورة هذا المرض؟

تعليقات