fbpx

عدوى المطثية العسيرة | أسبابها وطرق علاجها

ما عدوى المطثية العسيرة؟ وهل تتواجد هذه البكتيريا في أجسامنا بشكل طبيعي؟ وهل فعلا استخدام المضادات الحيوية سبب في الإصابة بهذه العدوى؟ وما أعراض المطثية العسيرة، وعلاجها؟ .. سوف نتحدث في هذا المقال حول هذه النقاط، وكيف نتجنب خطر الإصابة بها؟ وكيف يكون العلاج؟

محتويات المقال

ما عدوى المطثية العسيرة؟

تعتبر المطثية العسيرة أو Clostridioides difficile وقد عرفت سابقًا باسم Clostridium من البكتيريا اللاهوائية -أي أنها لا تحتاج إلى الأكسجين للقيام بوظائفها الحيوية-، والتي تعيش بشكل دائم أو مؤقت في/على جسم الإنسان بشكل غير مؤذي بسبب التوازن بينها وبين البكتيريا النافعة التي تساعد على هضم الطعام وتصنيع فيتامين ك vitamin K، ولكن عند حدوث خلل في هذا التوازن تسبب هذه البكتيريا التي قد تتواجد على الجلد أو في القولون بعض الإصابات كالتهاب القولون المرتبط بعدوى المطثية العسيرة أو ما يعرف بالتهاب القولون الغشائي الكاذب.

ماذا تعني كلمة مطثية؟

هي الترجمة العربية لكلمة Clostridium والتي تأتي من الأصل الإغريقي Klōstēr، وتعني مغزلي الشكل.

كيف تنتقل العدوى؟

تستوطن هذه البكتيريا القولون في 3% من عامة الناس، وقد يصل إلى 30% من المرضى الذين يقضون وقتا في المستشفيات أو إحدى منشئات الرعاية الصحية الأخرى لإجراء عملية جراحية أو غير ذلك، فكذلك تعد هذه العدوى مكتسبة من منشئات الرعاية الصحية.

تنتقل البكتيريا بين المصابين أو الحاملين لها بواسطة الطريق الشرجي الفموي، كذلك تعد أيدي الطاقم الطبي والعاملين بالرعاية الصحية وسيطًا هامًا للعدوى، وقد تتمكن هذه البكتيريا من البقاء خارج الإنسان في أماكن متعددة، مثل:

  • فضلات الإنسان والحيوان.
  • الأسطح.
  • التربة.
  • الماء.
  • الطعام؛ وخصوصًا اللحوم.
المطثية العسيرة

ما أعراض الإصابة بعدوى المطثية العسيرة؟

تتسبب هذه البكتيريا عن طريق إفراز سُمّ بروتيني في حدوث إسهال يتشابه مع تسمم الغذاء، وتظهر أعراض الإصابة بعد 5-10 أيام بعد البدء في تعاطي المضاد الحيوي، ولكن قد تظهر أيضًا في اليوم الأول أو الثاني، كذلك قد تظهر بعد ثلاثة أشهر تقريبًا، وتتراوح العدوى بين الخفيفة والمتوسطة، وتظهر هذه الأعراض كما يلي:

  • إسهال مائي ثلاث مرات في اليوم لأكثر من يوم واحد، تصاحبه رقعات رمادية اللون تبطن الغشاء المخاطي للقولون أو ما يعرف بالغشاء الكاذب.
  • تقلصات بطنية.

وقد تكون العدوى شديدة، فتظهر أعراضها كما يلي:

  • إسهال مائي شديد من 10-15 مرة في اليوم؛ مما يسبب الجفاف.
  • تقلصات بطنية شديدة.
  • سرعة دقات القلب.
  • حمى.
  • غثيان.
  • فقدان الشهية.
  • نقص الوزن.
  • انتفاخ البطن.
  • فشل كلوي.
  • زيادة في عدد خلايا الدم البيضاء.
  • قد يصحب البراز بدم أو صديد.

هل للمضادات الحيوية دور في الإصابة بالعدوى؟

تحدث الإصابة عادةً بعد تناول المضادات الحيوية حيث كان الكلينداميسن هو أول مضاد حيوي اكتشفت علاقته بعدوى المطثية العسيرة، ووجد بعد ذلك أن السيفالوسبورينز الجيلين الثاني والثالث منها تسبب العدوى أيضًا؛ وهما الأكثر انتشارا في الوقت الحاضر؛ لكثرة استخدامهما، وأيضًا البنسلين، والأموكسيسيلن، والفلوروكينولونات.

لكن لا تنحصر العدوى على هؤلاء فقط فيمكن لأي مضاد حيوي وخصوصا واسعي المجال أن يسبب هذه العدوى؛ إنما يكثر حدوثها عند تعاطي المضادات الحيوية -السابق ذكرها- حيث تعمل هذه المضادات على إخلال التوازن بين البكتيريا النافعة والضارة؛ مما يسمح للمطثية بالانقسام وإفراز السموم.

كذلك يمكن أيضًا أن تسبب مثبطات مضخات البروتون التي تستخدم لتقليل حمض المعدة لعلاج حالات ارتجاع المرئ مثلا بزيادة خطر الإصابة بها، وكذلك -أيضًا- العلاج الكيماوي للسرطان.

كيف يتم تشخيص العدوى بالبكتيريا؟ وما تحليل Clostridium difficile toxin؟

تفرز المطثية العسيرة سم بروتيني كما سبق توضيحه، ويتمثل في exotoxin A&B اللذين يعملان على تدمير الغشاء المخاطي المبطن للقولون.

يتم التشخيص باستخدام عينة من البراز وعادةً ما يشتبه الأطباء بالعدوى في خلال شهرين عقب تناول المضادات الحيوية أو بعد ثلاثة أيام من دخول المستشفى؛ وتستخدم للفحص عن السم الذي تفرزه البكتيريا بواسطة استخدام تقنية فحص المقايسة الإنزيمية المناعية ELISA، كما يستخدم للتفريق بين الإسهال الناتج عن المطثية العسيرة والإسهال المؤقت الذي يأتي كعرض جانبي لتعاطي بعض المضادات الحيوية.

تعتبر هذه الطريقة أقل حساسية للسم المفرز من خلال البكتيريا؛ لذلك عادةً ما يتم اللجوء إلى تحليل تقنية تفاعل البوليميراز المتسلسل PCR للبحث عن المادة الوراثية للبكتيريا، كما أنها تعطي نتائج في إطار زمني أقل، ولا تحتاج إلى أخذ عينات براز متعددة كما هوا الحال في الطريقة الأولى.

كذلك يتم أيضًا إجراء تنظير سيني للقولون؛ للتأكيد من وجود الغشاء الكاذب.

ما مضاعفات عدوى المطثية العسيرة؟

تشمل مضاعفات العدوى ما يلي:

  • تضخم القولون السمي: حيث ينتفخ القولون ويصبح غير قادر على التخلص من الفضلات والغازات، كذلك قد يتمزق القولون وينفجر إذا تُرك بدون علاج، كما قد تدخل البكتيريا إلى مجرى الدم وتتطور الحالة إلى انتنان الدم وهي حالة مهددة للحياة قد تؤدي إلى الوفاة، ومن ثم تصبح الحاجة لإجراء جراحة لاستئصال الجزء المصاب من القولون ضرورية.
  • ثقب في الأمعاء الغليظة: يحدث نتيجة لضرر جسيم في بطانة القولون، كما قد يحدث بسبب تضخم القولون، ويؤدي ثقب الأمعاء هذا إلى حالة مميتة وهي التهاب الصفاق.
  • الوفاة جرّاء الجفاف.

ما طرق العلاج، والوقاية من العدوى؟

عند حدوث إسهال عقب تناول المضاد الحيوي يجب التوقف عن استخدامه فورًا، كما يتم العلاج بواسطة استخدام مضادات حيوية محدودة المجال لا ترتبط بحدوث هذه العدوى، مثل: الفانكوميسن، والميترونيدازول، والفيداكسوميسن بجرعاتٍ يحددها المختصين.

كذلك يجب على البالغين شرب كميات كافية من الماء؛ للحد من الجفاف، وكذلك إعطاء محاليل الجفاف للأطفال والرضع؛ لذلك يجب عليك التواصل مع الطبيب أو الصيدلي لمعرفة جرعات محاليل الجفاف حسب سن ووزن الطفل المصاب.

لا يوجد لقاح للوقاية من المطثية العسيرة؛ لذا ينبغي استخدام المضادات الحيوية بحرص واتباع نصائح الطبيب المعالج لتعاطي الجرعة المحددة في الوقت المحدد، والتواصل مع الطبيب المختص عند حدوث إسهال أو تقلصات بطنية، كذلك أيضًا تتْبع المستشفيات ومنشئات الرعاية الصحية بروتوكولات محددة للحد من انتشار العدوى بداخلها كغسيل الأيدي جيدًا بالماء والصابون، واستخدام المطهرات، وتطهير الأسطح والأدوات الطبية، وكل ما يساعد على انتشار العدوى بين المرضى باستخدام المطهرات التي تحددها الهيئات المختصة، كما يجب أيضًا طهي الطعام -خصوصًا اللحوم- جيدًا لضمان قتل البكتيريا.

ختامًا؛ تعتبر عدوى المطثية العسيرة من العدوات الخطيرة والمميتة أحيانًا حيث أن استخدام المضادات الحيوية واسعة المجال من أهم الأسباب وأكثرها انتشارا؛ لذلك يجب اتخاذ الحرص الشديد عند الحاجة لاستعمال المضادات الحيوية، والحدّ من استخدامها في العدوى الفيروسية كنزلات البرد والأنفلونزا لأنها لا تعالج ولا تحدّ من انتشار الفيروسات، كذلك لا عليك من الخوف والهلع عند معرفة أن البكتيريا قد تستوطن أشخاصًا أصحاء؛ لأنه قد بيّنا -سابقًا- أنها تظلّ تحت سيطرة البكتيريا النافعة.

اقرأ أيضًا

المصادر

تعليقات