fbpx

علاج طفرة لاضطراب ما بعد الصدمة بمساعدة مخدر إم دي إم إيه MDMA!

يُشار عادةً إليه باسم الإكستاسي Ecstasy أو مولي، هو مخدر إم دي إم إيه MDMA، الذي يعد المخدر الرسمي في الحفلات والنوادي الليلية. يمكن لجرعة واحدة من هذه المادة ذات التأثير النفسي(المٌهَلْوِسَات) أن تحفز حالة من تغير بالحواس، ما يجلب الهلاوس وزيادة المتعة وزيادة النشاط.

لكن الأبحاث الجديدة كشفت أيضًا عن قدرة خاصة لمادة إم دي إم إيه MDMA، حيث كشفت دراسة محورية للعلاج بمساعدة مخدر إم دي إم إيه، أن العلاج آمن وفعال بشكل كبير في علاج حالات اضطراب ما بعد الصدمة الحاد والمزمن.  

يمثل اضطراب ما بعد الصدمة PTSD تحدي كبير لكلً من المرضى ومتخصصي الطب النفسي، ويؤثر على حياة الملايين من البالغين في الولايات المتحدة من خلال مجموعة متنوعة من الأعراض بعد التعرض لحدث صادم.يشكل هذا الاضطراب تهديدًا كبيرًا للصحة العامة، حيث تفتقد العلاجات المتاحة حاليًا للفعالية الجيدة. 

ومع ذلك، فإن تجربة المرحلة الأولى من العلاج بمساعدة مخدر إم دي إم إيه MDMA تقدم دليلًا على أنه يمكن أن يكون علاجًا فعالًا وموفرًا للتكلفة لهذه الحالة النفسية المنهكة.

أظهرت نتائج الدراسة، التي نُشرت في مجلة Nature Medicine، أن 67٪ من المشاركين الذين تلقوا جلسات العلاج بمساعدة مخدر إم دي إم إيه MDMA انتفت لديهم معايير تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة ، و88٪ شهدوا تحسنًا واضحًا على مستوى الأعراض. 

كان المشاركون-90 شخصًا- يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة الحاد والمزمن الناجم عن سوء المعاملة، أو الحوادث، أو الأحداث المتعلقة بالشجار، أو التعدي الجنسي، والذين كانوا يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة لمدة 14 عامًا في المتوسط. تم اختيارهم عشوائياً لتلقي ثلاث جلسات من العلاج الوهمي، أو مخدر إم دي إم إيه مقرون مع جلسات علاجية متطابق. 

يقول د. ديفون كريستي، دكتوراه في الطب: \”وجود مخدر إم دي إم إيه يجعل المستحيل ممكنا في العلاج.\”

بعد 18 أسبوعًا، قُيم المرضى من حيث شدة اضطراب ما بعد الصدمة، وكذلك متوسط التغيير في خلل الأداء  في العمل أو المدرسة، والأسرة، والحياة الاجتماعية. لم تلاحظ أي مشكلات خطيرة تتعلق بالسلامة أو تحمل المخدر في مجموعة إم دي إم إيه MDMA.

تقول الباحثة جينيفر ميتشل، دكتوراه: \”في حين أن هذا البحث يعتمد على التجارب السابقة، فإن الهدف المحدد من تجربة المرحلة 3 هو إقناع هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) أن مخدر إم دي إم إيه MDMA آمن وفعال في علاج اضطراب ما بعد الصدمة، بحيث يمكن المضي قدمًا والموافقة عليه كعلاج مرخص\”. 

بصفته معالجًا وباحثًا في المخدرات، يرى ديفون كريستي، دكتوراه في الطب، ومدير الخدمات الطبية والعلاجية في Numinus Wellness، أن هذه النتائج تمثل إنجازًا بارزًا لدراسة اضطراب ما بعد الصدمة وعلاجه.

يقول د.كريستي: ” النتائج ليست إيجابية فحسب، بل إنها أظهرت أن المخدر كان آمنًا ومتقبلًا بشأن آثاره الجانبية، وكانت الاستجابة للعلاج هي نفسها حتى بالنسبة لاضطراب ما بعد الصدمة من النوع الانشقاقي، الذي يُعرف بأنه أكثر صعوبة في العلاج من خلال العلاجات التقليدية\”.

\"image_transcoder.php?o=bx_froala_image&h=6453&dpx=1&t=1630362158\"اقرأ أيضًا : ما نسبة ظهور أعراض اضطراب ما بعد الصدمة بعد الاعتداء الجنسي؟

مخدر إم دي إم إيه MDMA والدماغ

في حين أن مخدر إم دي إم إيه أو الإكستاسي مدرج حاليًا كعقار من أدوية الجدول الأول، والذي يُعرَّف على أنه غير قانوني فعليًا في الولايات المتحدة وليس له استخدام طبي مقبول حاليًا، منحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية العلاج بمساعدة مخدر إم دي إم إيه مُسمى \”العلاج الطفرة” بعد تجارب المرحلة الثانية. وقد ميزه هذا على أنه علاج لحالة تهدد الحياة مع إظهار إمكانية أن تكون أكثر فائدة من العلاجات المتاحة حاليًا.  إذن، ما الذي يجعلها فعالة جدًا؟

يقول د.كريستي: \”يُصنف مخدر إم دي إم إيه على أنه مُحفز للتعاطف، والذي تبرز قدرته على توليد حالة من التعاطف وزيادة المشاعر الإيجابية، مع تقليل حدة المشاعر والذكريات السلبية. تشترك المواد المخدرة(المٌهَلْوِسَات Psychedelics) بشكل عام في آلية أساسية لتعزيز المرونة النفسية والمرونة العصبية، التي تسمح بتخفيف الإدراك والتحيزات السلبية المشروطة، مع تمكين ظهور رؤى وتصورات جديدة.\”

هذه التأثيرات تجعلالعلاج بمساعدة مخدر إم دي إم إيه فعالاً بشكل فريد. في حين أن العلاجات الأخرى المعتمدة من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية لاضطراب ما بعد الصدمة تتضمن تناول الأدوية أو الانخراط في عملية طويلة من العلاج النفسي؛ فإن العلاج الذي يركز على مخدر إم دي إم إيه يجمع بين الميزتين.

كل طريقة تكمل الأخرى، حيث يهدئ مخدر إم دي إم إيه MDMA مراكز الخوف في الدماغ ويعزز مشاعر الثقة والتعاطف داخل إطار البيئة العلاجية، مما يسمح للمريض بالوصول إلى منشأ الصدمة ومناقشتها، بينما يسمح العلاج النفسي للمريض بمعالجة تلك المشاعر والذكريات المؤلمة وتحريرها.

تقول د.جينيفر ميتشل: \”هناك نوع من المصارحة الاجتماعية والعاطفية يصعب الوصول إليه بعد الصدمة، ومخدر إم دي إم إيه MDMA يسمح بإعادة تحقيق ذلك.\” 

لهذه الأسباب، يعتقد الباحثون أن العلاج بمساعدة مخدر إم دي إم إيه أو الإكستاسي طفرة محتملة، ويستحق تقييمًا سريريًا سريعًا، لا سيما لصالح المرضى الذين لم يروا نجاحًا بعد في علاج أعراضهم.

المصدر

تعليقات