fbpx

ما آثار فقدان الوالدين المُبكر على الطفل؟

يُعد فقدان الوالدين من أسوأ وأقسى التجارب التي يُمكن أن يتعرض لها الإنسان، فعادةً ما يُمثل الوالدين للإنسان بمثابة السند والدعم النفسي الكبير له طوال حياته، وهم دائمًا ما يكونون محط اعتمادٍ من قِبَل أي منا منذ الصغر ومهما تقدمنا في العمر أيضًا، ويزداد الأمر صعوبةً عندما يصبح فقدان الوالدين مبكرًا حيث يترك فقدان الوالدين المبكر الكثير من الآثار النفسية الخطيرة على حياة الطفل، فقد يستدعي ذلك استشارة الطبيب.

وفي هذا المقال نتناول معكم أبرز الآثار النفسية التي يمكن أن يتعرض لها الأطفال نتيجة فقدان الوالدين المُبكر، وما تأثيرات فقدان الوالدين المُبكر في كل عمرٍ من الأعمار؟ وكيف يمكن المساعدة لتخطي تلك الآثار النفسية لفقدان الوالدين مبكرًا؟ ومتى يحتاج الطفل إلى الخضوع إلى استشارةٍ طبية؟ هذا إلى جانب العديد من المعلومات والنصائح الأخرى المفيدة التي قد تُهمك.

محتويات المقال:

ما العُمر الأصعب لفقدان الوالدين؟

يمكننا الحديث عن التأثيرات النفسية المتعلقة بالفقدان المبكر للوالدين وفقًا لما يلي:

أولًا:- الرُضّع (0-1 سنة)

عادةً ما يواجه الأطفال في هذا العمر المبكر مصاعب تتعلق -غالبًا- باحتياجات الطفل الروتينية، مثل: الرضاعة، والنوم حيث يفتقد الأطفال الاهتمام من قِبل الوالدين، والذي عادةً ما يكون كبيرًا في هذا العمر المبكر، ومن الجدير بالذكر أن الأطفال على الرغم من حداثة سنهم في هذا العمر إلا أنهم عادةً ما يشعرون بفقدان والديهم.

ثانيًا:- الطفولة المُبكرة (2-3 سنوات)

يعد عمر (الثانية والثالثة) من الأعمار الحساسة بالنسبة للأطفال، فعلى الرغم من عدم فهم الأطفال الصغار للموت إلا أنهم يشعرون بوجود شيء خاطئ لأن فقدان والديهم سيؤدي إلى فقدان الرعاية التي يتلقونها من الوالدين.

وعادةً ما يتفاعل الأطفال الصغار تجاه موت الآباء في كثير من الأحيان بالغضب، كما أنهم قد يصابون في كثير من الأحيان بالتبول اللإرادي، وغالبًا ما سيسألون مرارًا عن مكان الأم والأب، وفي أحيان متعددة قد يتفاقم الأمر إلى إصابة الأطفال بالأفكار والهواجس، ويشعرون بالذنب تجاه فقدان والديهم، وأنهم هم السبب في موتهم.

ثالثًا:- الطفولة (3-10 سنوات)

في هذه المرحلة العمرية يفهم الأطفال حقيقة فقدانهم لوالديهم، وقد أثبتت الدراسات التي أجراها الأطباء بأن الأطفال تحت سن الثانية عشرة من العمر عادةً ما يعانون من الاكتئاب نتيجةً لفقدان والديهم، كما قد يتخيل الأطفال الذين يفقدون والديهم في هذا العمر أنهم المسؤولون عن فقدان والديهم وموتهم؛ مما يجعلهم يشعرون بالذنب ويصابون بالاكتئاب الحاد أيضًا.

رابعًا:- المراهقة (10-18 سنة)

في فترة المراهقة يتفهم المراهقون معنى الموت لكنهم قد يكونون مترددين في بث مشاعرهم لك، ويفضلون الاحتفاظ بالحزن بداخلهم، والذي قد يتحول مستقبلًا إلى غضب أو اكتئاب أو قلق أثناء محاولتهم فهم تأثير وفاة والديهم على حياتهم، كما أنهم قد يكونون حذرين فيما يتعلق ببقية أفراد العائلة ويخشون فقدان أيّ منهم.

في هذه المرحلة يمكن أن يكون فقدان أحد الوالدين صدمة عميقة ومدمرة للمراهقين، حيث يصبح التعامل مع التغيرات والصراعات جزءًا من تحدياتهم؛ مما قد يؤثر على دراستهم، ويجعلهم عرضةً للعزلة، والإصابة بالاضطرابات النفسية.

خامسًا:- الشباب (18-35 سنة)

يعد فقدان الوالدين في هذا العمر من أكبر الصدمات النفسية التي يمر بها الإنسان، حيث عادةً ما تعتري هؤلاء الأشخاص مشاعر الحزن والشعور بالذنب بسبب الأوقات التي حرموا من قضائها مع الوالدين، وعادةً ما يشعرون بالرغبة في مشاركة اللحظات السعيدة مع والديهم، مثل: التخرج، والزواج، والمولود الجديد، وهو ما يشكل المزيد من الضغوط والآثار السلبية عليهم.

فقدان الوالدين المبكر

كيف يمكننا التقليل من آثار فقدان الوالدين مبكرًا؟

يعد موت الوالدين في مرحلةٍ مبكرةٍ من العمر من أكثر المواقف ألمًا في حياة الأطفال، وفي خضم هذا الحدث الصعب قد يحتاج الطفل إلى المساعدة من أجل تخطي ذلك الحدث، ومن أبرز النصائح لتقليل آثار فقدان الوالدين نورد لكم:

  1. مساعدتهم على الرعاية بأنفسهم: من الضروري تذكير الأطفال بأهمية العناية بصحتهم البدنية، وتشجيعهم على ممارسة الأنشطة الرياضية، والتنفس العميق، وتناول طعام صحي.
  2. تلقي الدعم من الأصدقاء والعائلة: قد يساعد الأطفال التشجيع على التواصل مع الأصدقاء والعائلة القريبة، والتي يمكن أن يساعد في توسيع شبكة الدعم الاجتماعي.
  3. البقاء على مسافة قريبة من الأطفال: يحتاج الأطفال بعد صدمة فقدان والديهم إلى البقاء على مقربة منهم؛ من أجل منحهم الاهتمام والدعم الذي يحتاجونه؛ لتعويضهم عن فقدان والديهم.
  4. الحديث مع الأطفال: يعد الحديث مع الأطفال خصوصاً في عمر مبكر من أهم الأمور التي يمكن أن تساعدهم على تخطي الصدمة، والتعبير عن أفكارهم، حيث أن الحديث مع الطفل من شأنه أن يساعدهم على تفهم مشاعرهم.
  5. الحفاظ على الروتين: يساعد الحفاظ على روتين يومي للأطفال من أهم الأمور التي من شأنها أن تضمن للطفل نوعًا من الراحة والأمان والاستقرار، وهو الأمر الذي من شأنه أن يعوضهم قليلًا عن فقدان والديهم.
  6. الأنشطة الإبداعية: تعد الأنشطة الإبداعية من أهم الأمور التي يمكن أن تساعد الأطفال على التأقلم مع فقدان والديهم، ومن بينها: الرسم، أو الكتابة، أو الموسيقى، والتي قد تساهم في التعبير عن المشاعر، والمساهمة في عملية التحسين النفسي.
  7. الصبر والتفهّم: قد يساعد تذكير الأطفال بأنه من الطبيعي أن يشعروا بالحزن والغضب والاضطراب بعد الصدمة التي تعرضوا لها بفقدان الوالدين، كما يجب تذكيرهم بأنهم ليسوا مسؤولين عن فقدان الوالدين.
  8. الاحتفاظ بالذكريات الطيبة: ينصح الأطباء بضرورة تشجيع الأطفال على الاحتفاظ بذكريات إيجابية لوالديهم، حيث يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على التسريع من تخطي الألم الناتج عن الصدمة، ومواصلة الحياة بشكلٍ طبيعي.

متى يتطلب مساعدة المختصين للطفل؟

في الكثير من الأحيان قد يتعرض الأطفال الذين يفقدون والديهم بشكلٍ مُبكر إلى أضرار نفسية خطيرة، مثل: الإصابة بنوبات الغضب الشديدة، أو الاكتئاب الحاد، أو اضطراب القلق العام،… وغيرها من الآثار النفسية.

وفي هذه الحالة ينصح بضرورة الحصول على استشارةٍ نفسيةٍ عاجلة وعرض الطفل على الطبيب النفسي من أجل تلقي العلاج النفسي المُناسب، وتحديد نوع الدعم الذي يحتاجه الطفل في هذه المرحلة العمرية، ومساعدته في تخطي هذه الصدمة.

في نهاية المقال؛ نأمل أن تكون قد حصلت على الإجابات الكافية والوافية حول كل ما تود معرفته حول التأثيرات النفسية التي يمكن أن يتعرض لها الطفل نتيجة فقدان الوالدين في عمر مبكر، بالإضافة إلى العديد من النصائح التي من شأنها المساعدة في تخطي هذا الأمر، ونذكرك بخدمة الاستشارات الطبية المجانية التي يوفرها لك موقع صحة سكاي، والتي من شأنها أن تساعدك على الحصول على الإجابة الطبية التي تطمح لها بسرعةٍ ودقة -مجانًا-.

مقترحات القراءة

  1. علاج تسلخات الأطفال | إليك أبرز النصائح
  2. ما فوائد الصيام على الصحة النفسية وعلاج الاكتئاب؟
  3. دواء سيتالوبرام لعلاج الاكتئاب | كل ما تود معرفته
  4. الاكتئاب السريري | الأسباب والأعراض وطرق العلاج
  5. بين قطبي الاكتئاب | سلسلة الفيل
  6. أنواع مضادات الاكتئاب وطرق عملها
  7. ما الفرق بين زيت السمك وزيت كبد الحوت؟
  8. ما النسبة الطبيعية لفيتامين د للأطفال؟

تعليقات