فوبيا اتخاذ القرارات | متى تُصبح مرضًا؟
كم مرة سعيت لاتخاذ القرار في مسألةٍ ما، لكنك أحجمت عن هذا الأمر؛ لخوفٍ ما بداخلك يمنعك عن اتخاذ القرارات بشجاعةٍ وثقة؟ بالتأكيد مرّ الكثيرون منا بهذا الشعور، وقد نتساءل.. هل الفشل في اتخاذ القرارات سمةٌ شخصية أم مرضٌ يستدعي طلب المساعدة؟ ومتى يمكن أن يتحول مرضًا نفسيًا يستدعي تدخل الأطباء؟
في هذا المقال سوف نتناول معكم تغطيةً سريعةً لموضوع فوبيا اتخاذ القرارات.. ما الذي يدفعنا للإحجام عن اتخاذ القرارات؟ وهل الخوف الذي ينتابنا عند اتخاذ القرارات أمرٌ طبيعي؟ وكيف يُمكن للخوف المرضي من اتخاذ القرارات أن يُوقف مسار حياتنا، ويمنعنا من العيش بصورةٍ طبيعية؟
محتويات المقال:
- ما فوبيا اتخاذ القرارات؟
- ما أعراض فوبيا اتخاذ القرارات؟
- ما أسباب فوبيا اتخاذ القرارات؟
- كيف يمكن تشخيص فوبيا اتخاذ القرارات؟
- كيف نتعامل مع فوبيا اتخاذ القرارات؟
- كيف يمكن الوقاية من رهاب اتخاذ القرارات؟
- مقترحات القراءة
ما فوبيا اتخاذ القرارات؟
فوبيا اتخاذ القرارات هو اضطراب نفسي يتسم بإصابة المرضى بهذا الاضطراب بنوعٍ من الشك والارتباك قبل اتخاذ أي قراراتٍ جديدة، حيثُ يعاني الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب من صعوبةٍ في اتخاذ القرارات بشكلٍ طبيعي ودون الحاجة لمساعدة أحد، وغالبًا ما يتطور هذا الاضطراب إلى حد يمكن أن يؤدي فيه عملية اتخاذ القرار إلى نوبة ذعر بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب.
عادةً ما يُواجه الأشخاص الذين يعانون من رهاب اتخاذ القرارات صعوبةً كبيرةً في اتخاذ القرارات الحياتية اليومية وربما القرارات المصيرية؛ مما يدفعهم للهروب والانزواء بهدف تجنب الألم والمعاناة، وعادةً ما تظهر أعراض رهاب القرار عندما يجد الشخص نفسه مضطرًا إلى مواجهة موقف يتطلب اتخاذ قرار فوري.
ما أعراض فوبيا اتخاذ القرارات؟
يوجد العديد من الأعراض التي يمكن أن تكون دلالةً على إصابة المريض برهاب اتخاذ القرارات، ومن أبرز هذه الأعراض نورد لكم ما يلي:
- التوتر في العلاقات الاجتماعية: يتسبب اضطراب فوبيا اتخاذ القرارات في العديد من الضغوطات مع المقربين، حيث يحتاج المريض إليهم طوال الوقت من أجل اتخاذ القرارات في حياته اليومية.
- الرهبة والتوتر والقلق: عادةً ما يشعر المريض بالقلق الشديد وربما يتعرض لنوبات هلع عندما يضطر إلى اتخاذ قرارات مُعينه في حياته، وقد تصاحب هذه المشاعر أعراضًا إضافية أخرى، مثل: زيادة في ضربات القلب، وصعوبة في التنفس، والغثيان، والتعرق الزائد، والرعشة، وظهور آلام في منطقة الصدر أو البطن.
- الميل إلى التسويف: عادةُ ما يدفع الخوف من اتخاذ قرار خاطئ إلى تأجيل اتخاذ القرارات لأطول وقت ممكن، حيث يجد المريض أنه من الأسهل تجنب اتخاذ القرار والعيش في حالة من عدم اليقين بدلًا من المجازفة باتخاذ القرار والتألم لاحقًا من هذا الاختيار، هذا التسويف من شأنه أن يتسبب في فقدان الكثير من الفرص.
- الاتكالية والاعتمادية: عادةً ما تتسبب فوبيا اتخاذ القرارات في جعل المريض في جعل المريض أكثر اعتمادية على آراء الآخرين؛ مما يجعلهم عرضةً للاستغلال من قِبَل الأشخاص الاستغلاليين.
- الميل إلى تضخيم العواقب: من المُحتمل أن يميل الأشخاص الذين يعانون من فوبيا اتخاذ القرارات إلى تضخيم العواقب المرتبطة بالقرارات الصغيرة؛ مما يضغط عليك بشدة لاتخاذ القرار الصحيح.
ما أسباب فوبيا اتخاذ القرارات؟
تتواجد مجموعة من الأسباب المؤدية إلى الإصابة بفوبيا اتخاذ القرارات، ومن أبرزها نورد لكم ما يلي:
- العوامل الوراثية والجينية: يمكن أن تنتقل الإصابة بفوبيا القرارات عبر الأجيال.
- اضطراب القلق العام: يمكن أن يكون القلق الشديد والخوف من المواقف الصعبة أحد عوامل الإصابة.
- التجارب السلبية السابقة: يمكن أن تكون التجارب السابقة في ارتكاب الأخطاء أو مواجهة الأحكام أحد المخاطر التي تساهم في الإصابة بفوبيا اتخاذ القرارات.
- فقدان الثقة بالنفس: يمكن -أيضًا- أن يكون انعدام الثقة في موقف معين أو ضغط المُحيطين من المخاطر التي تؤدي إلى الإصابة بفوبيا اتخاذ القرارات.
كيف يمكن تشخيص فوبيا اتخاذ القرارات؟
هناك العديد من الأعراض التي يمكن من خلالها تشخيص الإصابة بفوبيا اتخاذ القرارات، ومن أبرزها نورد لكم ما يلي:
- الشعور بالخوف المستمر من اتخاذ القرار لأكثر من 6 أشهر مُتتالية.
- الشعور بالتدهور الشديد الذي لا يمكن تجنبه في أنشطة الحياة اليومية.
- وكذلك الشعور برد فعل خوف غير عقلاني تجاه مواقف معينة أو قرارات بعينها.
- الإصابة برد فعل جسدي أو عقلي قوي تجاه المواقف التي تنطوي على اتخاذ القرار.
كيف نتعامل مع فوبيا اتخاذ القرارات؟
من أجل التغلب على فوبيا اتخاذ القرارات ينصح الأطباء باتباع مجموعة من الطُرق، ومن أبرزها نورد لكم:
- العلاج الدوائي: يشمل العلاج الدوائي تناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب، وتشمل أهم الأدوية الشائعة المستخدمة لعلاج رهاب القرارات ما يلي:
- حاصرات بيتا: تساعد في تقليل استجابات القلق من خلال منع تأثير الأدرينالين.
- مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs): تستخدم لتقليل مستويات القلق لدى المرضى، والمساعدة في تحسين مزاجهم.
- المهدئات: يمكن أن تساعد المهدئات في التخفيف من القلق والتهيج والخوف الذي يصاحب رهاب القرار، ولكن يجب استخدامها بحذر بسبب احتمالية الإدمان.
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يهدف العلاج السلوكي المعرفي إلى تغيير أفكار الفرد للتغلب على ردود الفعل السلبية المرتبطة بالخوف من اتخاذ القرارات أو رهاب اتخاذ القرارات، وقد أثبت هذا النوع من العلاج فعاليته في معالجة مجموعة متنوعة من الاضطرابات النفسية، مثل: اضطراب الأرق، واضطرابات الأكل، ومرض الاكتئاب، وكذلك في علاج رهاب اتخاذ القرارات، ويهدف العلاج السلوكي المعرفي إلى تغيير الأفكار التي تثير القلق الكبير لدى المرضى الذين يعانون من اضطراب اتخاذ القرارات.
كيف يمكن الوقاية من رهاب اتخاذ القرارات؟
ينصح الأطباء بالعديد من السبل التي من شأنها الوقاية من رهاب اتخاذ القرارات، ومن أبرزها:
- تنمية مهارات اتخاذ القرار: يمكن لتطوير مهارات اتخاذ القرار منذ سن مبكرة أن يساعد الأفراد على بناء الثقة بأنفسهم، وزيادة إحساسهم بالتمكين عند مواجهتهم لخيارات مختلفة.
- إنشاء توقعات واقعية: الإدراك بأنه لا يمكن أن تكون جميع القرارات مثالية، وأن الأخطاء جزء طبيعي من عملية التعلم، حيث يمكن أن يخفف هذا من القلق والضغط المرتبطين باتخاذ القرارات.
- البحث عن الدعم: يمكن أن يوفر الانخراط في علاقات صادقة، مثل: طلب النصائح من الأصدقاء الموثوق بهم، أو أفراد العائلة، أو المختصين طريقًا فعالًا؛ للتخلص من فوبيا اتخاذ القرارات، كما يساعد في تخفيف القلق.
- تعزيز الثقة بالنفس: يمكن تعزيز احترام الذات والثقة بالنفس من خلال الاحتفاء بالإنجازات الصغيرة، واستخدام اللغة الإيجابية في الحديث من الذات، والبعد عن التعليقات السلبية تجاه النفس.
في نهاية المقال؛ نأمل أن نكون قد أجبنا لك عن كافة الأسئلة التي تبحث عنها حول موضوع فوبيا اتخاذ القرارات.. ما أسبابها، وأعراضها، وسبل التعامل معها بشكلٍ صحي؟ كما نذكرك بخدمة الاستشارات الطبية المجانية التي يوفرها لك موقع صحة سكاي، والتي من خلالها يُصبح بإمكانك ترك سؤالك، ثم الحصول على إجابة ونصحية طبية متكاملة من قبل الطبيب المُختص في أقرب وقت.
تعليقات