في ظل جائحة كورونا| كيف تجعل وسائل التواصل الخاصة بك مكانًا أكثر سعادة؟
تخيل: عندما تتصفح وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بك، فترى هناك عناوين مثل: استمرار ارتفاع عدد المصابين، أو \”قد يتسبب COVID-19 في آثار صحية طويلة المدى\”، وغيرها من الأخبار التي تُعكِّر صفو مزاجك ولكنك لا تستطع التوقف عن التمرير، إذا كان هذا السيناريو صحيحًا فأنت لست وحدك!
تُظهر الأبحاث ميل بعض الأشخاص إلى البحث عن المعلومات في هذه الأوقات (فهي آلية تأقلم طبيعية)، ولكن هل البحث المستمر عن المعلومات على وسائل التواصل الاجتماعي، الذي يسمى أحيانًا \”التمرير” مفيد في أثناء الجائحة أو في أي وقت؟!
تشير الأبحاث حول (تأثير الأخبار السيئة على الحالة المزاجية في العموم) إلى أن التعرض لأخبار COVID-19 السلبية قد يكون ضارًا بصحتنا العاطفية والنفسية، وبالفعل فقد أظهرت الأدلة المبكرة على تأثير أخبار COVID على الاضطراب العقلي، فعلى سبيل المثال: وجدت دراسة أجريت في مارس 2020 وشارك فيها أكثر من 6000 أمريكي أنه كلما زاد الوقت الذي يقضيه المشاركون في تصفح أخبار COVID-19 كلما زاد شعورهم بالتعاسة.
هذه نتائج جيدة، ولكن هناك بعض الأسئلة التي تطرح نفسها وهي:
- هل يؤدي التمرير إلى جعل الناس غير سعداء، أم أن الأشخاص غير السعداء هم أكثر عرضة للانحراف؟
- هل تؤثر المدة التي يقضيها الشخص في التمرير على وسائل التواصل الاجتماعي بالسلب أو بالإيجاب على صحتنا العاطفية والنفسية؟
- ماذا سيحدث إذا كان التمرير والبحث عن الأخبار الإيجابية بديلًا عن البحث عن الأخبار السيئة فمثلًا: نقرأ عن استجابات البشر الإيجابية لأزمة عالمية؟
لمعرفة الإجابة عن هذه الأسئلة، فقد أجريت بعض الدراسات على العديد من الأشخاص، وتناولت مشاهدتهم لبعض وسائل التواصل الاجتماعي، مثل: تويتر أو يوتيوب، سواءً كانت أخبارً حقيقية عن الجائحة، أو بعض الأخبار الإيجابية العامة أو بعض الأخبار الإيجابية عن جائحة كورونا لمدة دقيقتين إلى 4 دقائق، وحدثت المقارنة بقياس الحالة المزاجية للمشاركين.
وقد وجدت هذه الدراسة أن:
- الأشخاص الذين عُرضت عليهم الأخبار العامة المتعلقة بـ COVID شعروا بمزاج جيد أقل من الأشخاص الذين لم يُعرض عليهم أي شيء على الإطلاق.
- الأشخاص الذين عرضت عليهم القصص الإخبارية حول COVID وتضمنت أفعالًا لطيفة، لم يواجهوا نفس التدهور في الحالة المزاجية، ولكنهم أيضًا لم يكتسبوا دَفعة إيجابية في الحالة المزاجية.
- بالرغم من أننا لم نشهد تحسنًا في الحالة المزاجية بين المشاركين الذين عرضوا قصصًا إخبارية إيجابية تتضمن أفعالًا طيبة، فقد يرجع ذلك إلى أن القصص كانت لا تزال مرتبطة بـ COVID.
- ارتبطت القصص الإخبارية الإيجابية بتحسن الحالة المزاجية.
تشير هذه النتائج إلى أن قضاء ما لا يقل عن دقيقتين إلى أربع دقائق في قراءة الأخبار السلبية حول COVID-19، يمكن أن يكون له تأثير ضار على مزاجنا، ولكنه أحيانًا قد يكون أمرًا فعالًا.
إذن! ما الذي يمكننا فعله للاعتناء بأنفسنا، ولجعل وقتنا على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر إمتاعًا؟
قد يخطر ببالنا أن الحل هو حذف جميع وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بنا تمامًا، ولكن هذا الحل قد يكون غير واقعيًا؛ لا سيما عندما توفر هذه المنصات تفاعلات اجتماعية في وقت يمكن أن تكون فيه الاجتماعات وجهًا لوجه محفوفة بالمخاطر أو مستحيلة؟
نظرًا لأن التجنب قد لا يكون عمليًا، فإليك بعض الطرق الأخرى لجعل تمريرك على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر إيجابية، وهي:
- ضع نصب عينيك ما تراه في أثناء تمريرك على وسائل التواصل الاجتماعي، فمثلًا: إذا قمت بتسجيل الدخول للتواصل مع أشخاص آخرين، فركز على الأخبار الشخصية والصور التي حدث مشاركتها بدلًا من أحدث العناوين الرئيسية.
- ابحث عن المحتوى الذي يجعلك سعيدًا؛ لتحقيق التوازن في موجز الأخبار الخاص بك، فمثلًا: قد يكون صورًا لقطط لطيفة، أو مناظر طبيعية جميلة، أو مقاطع فيديو عن الطعام الذي يسيل له لعابك أو أي شيء آخر، ويمكنك حتى متابعة حساب على وسائل التواصل الاجتماعي مخصص لمشاركة الأخبار السعيدة والإيجابية فقط.
- استخدم وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز الإيجابية واللطف لديك، فقد تؤدي مشاركة الأشياء الجيدة التي تحدث في حياتك إلى تحسين مزاجك، ويمكن أن ينتشر مزاجك الإيجابي إلى الآخرين، وقد ترغب أيضًا في مدح الآخرين على وسائل التواصل الاجتماعي بالرغم من أن هذا قد يبدو محرجًا؛ إلا أن الناس سيقدرون ذلك أكثر مما تعتقد.
الأهم من ذلك عزيزي القارئ، نحن لا نقترح عليك تجنب كل الأخبار والمحتوى السلبي، فنحن بحاجة إلى معرفة ما يحدث في العالم، ومع ذلك يجب أن نُراعي أيضًا صحتنا العقلية، فمع استمرار الوباء يتبيَّن أهمية إدراكنا للتأثيرات العاطفية للأخبار السلبية، ولكن الخبر السار أنه هناك بضع خطوات يمكننا اتخاذها للتخفيف من هذه الخسائر، وجعل وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بنا مكانًا أكثر سعادة.
تعليقات