fbpx

قلق الانفصال | كيف نساعد أطفالنا على الاستقلال عنّا؟

    هنالك العديد من الأشخاص تعاني قلق الانفصال في مراحل مختلفة من العمر وخصوصًا في مراحل عمر الطفل المبكرة فهو يصيب الأطفال في مراحل مختلفة من حياتهم بدءً من عمر 8 أشهر، ولكن غالبية الأطفال يطورون هذا النمط من القلق في مراحل نموهم المتقدمة مثل عمر 3 سنوات، وليس عليك الخوف من نمط القلق هذا فهو مرحلة طبيعية يعاني منها الأطفال في مراحل نموهم وتطورهم البنيوي، ولكن لا يمكن إنكار أنها قد تتحول إلى مراحل خطرة تدعى باضطراب قلق الانفصال إن أهملت.

وتبدأ في مرحلة الطفل العمرية التي تسبق ذهابه إلى المدرسة ولا تحدث هذه الحالة فقط عند الأطفال بل عند المراهقين والكبار أيضًا بنسب أقل تكرارًا من الأطفال وتتظاهر بأعراض مغادرة المنزل أو الذهاب إلى العمل وسنتوسع في هذه المقالة حول هذا النمط من الاضطراب…لذلك تابع معي عزيزي القارئ…

محتويات المقال:

  1. ما أعراض قلق الانفصال وما عوامل الخطورة المرتبطة به؟
  2. ما الفرق بين الاضطراب عند الأطفال والاضطراب عند الكبار؟
  3. طرق علاج اضطراب قلق الانفصال
  4. ما أعراض قلق الانفصال وما أسبابه؟

ما أعراض قلق الانفصال وما أسبابه؟

قلق الانفصال

يشخص هذا الاضطراب عندما ترتبط الأعراض بشكل واضح بالتطور العمري وتسبب اضطرابات في الوظائف اليومية وتحدث عادةً عندما ينفصل طفل عن والديه أو مسؤول الرعاية الخاص به، والقلق من الانفصال قد يسبب أيضًا تصرفات مرتبطة بالقلق والتوتر تتظاهر بالأعراض التالية:

  1. التعلق الشديد بالوالدين.
  2. نوبات البكاء الشديدة.
  3. رفض القيام بأي عمل يتطلب انفصال عن الوالدين أو مسؤول الرعاية الخاص بالطفل.
  4. آلام جسدية مثل وجع الرأس أو الغثيان.
  5. نوبات غضب عنيفة وعاطفية.
  6. رفض الذهاب إلى المدرسة.
  7. أداء ضعيف في المدرسة.
  8. فشل التعامل بأسلوب طبيعي مع الأطفال الأخرين.
  9. رفض النوم وحيدًا.
  10. كوابيس ليلية.

فهذه الأعراض الشديدة تترافق مع مراحل تطور الطفل المختلفة وتسبب اضطراب وظيفي يتصاحب مع نوبات من الهلع ونوبات هجومية حادة. والآن بعد التعمق بأعراض قلق الانفصال عند الأطفال وعند الكبار ننتقل الآن لنتحدث عن عوامل الخطورة المرتبطة باضطراب قلق الانفصال والتي تحدث غالبًا عند الأطفال الذين لديهم:

  1. تاريخ عائلي من القلق أو الاكتئاب.
  2. الخجل أو الشخصيات الخافتة.
  3. الحالة الاجتماعية والاقتصادية الدنيا.
  4. تواجد والدين شديدي الحذر ويفرطون في حماية أولادهم.
  5. عدم وجود تفاعل لائق بين الوالدين.
  6. مشكلات تتعلق بتعامل الأطفال مع عمرهم الطبيعي.
  7. الانتقال إلى منزل جديد.
  8. الانتقال إلى مدرسة جديدة.
  9. طلاق الوالدين.
  10. وفاة شخص من الدرجة الأولى في العائلة.

ولا يمكن نسيان ذكر أن هذه الأعراض تلعب دورًا مهمًا ولكن الوراثة أيضًا قد تلعب دورًا لا بأس به في بعض الأحيان، والآن بعد معرفة أعراض وأسباب اضطراب قلق الانفصال ننتقل لنتعرف على الفروق بين الاضطراب عند الأطفال والمراهقين والاضطراب عند الكبار.

ما الفرق بين الاضطراب عند الأطفال والاضطراب عند الكبار؟

قلق الانفصال

يُعد قلق الانفصال جزء طبيعي من مراحل تطور الطفل بين عمر 6 أشهر إلى ثلاث سنوات، ولكن عندما تمتد الأعراض إلى مراحل عمري متقدمة للطفل، عندها قد يشخص الطفل بأنه لديه حالة اضطراب القلق الانفصالي عند الأطفال، وإن استمرت حالة القلق الانفصالي إلى مرحلة البلوغ، عندها سيشخص الفرد بأنه لديه حالة اضطراب القلق الانفصالي عند الكبار.

وتتشابه أعراض الاضطراب عند الأطفال والكبار، فعند الأطفال يرتبط اضطراب القلق الانفصالي بخوف أو قلق شديدين من البقاء بعيدًا عن الوالدين أو مسؤول الرعاية، وهذه يؤدي إلى ضعف ميول الطفل للمشاركة في النشاطات الاجتماعية والمناسبات مثل إمضاء الليل في منزل أحد الأصدقاء أو الذهاب إلى مخيف صيفي، أما عند البالغين فأعراض القلق الانفصالي تتمحور بالابتعاد عن الأطفال أو الزوج، بدلًا من القلق من المدرسة أو مهام العمل أو المسؤوليات الأخرى التي تصبح شبه مهملة.

ففي الحالات الطبيعية يمتلك الفرد مخاوف حول أحبائه وكونهم بصحة جيدة، أما الكبار ممن لديهم اضطراب قلق انفصالي يختبرون مستويات عالية من القلق وفي فترات معينة نوبات هجومية وقد تتحول شخصية الفرد إلى شخصية عدائية وخصوصًا عندما يكون أحبائهم بعيدين عن إمكانية الوصول إليهم أو رؤيتهم، وهؤلاء الأشخاص ممن لديهم هذا الاضطراب يبتعدون عن التواصل مع الأخرين ويظهرون مستويات عالية من الحزن وصعوبة في التركيز وتزداد هذه الأمور عندما يبتعدون عن أحبائهم، فعند الوالدين يؤدي الاضطراب إلى التصرف بشكل صارم والانخراط أكثر بدورهم كوالدين إلى درجة قد يصبح الوضع مزعجًا ومريبًا أما في العلاقات فهذه الأعراض تؤدي إلى تحول الشخص إلى شريك صارم ومتسلط.

وهنالك أعراض معينة تظهر بوضوح مثل:

  1. مخاوف لا صحةَ لها بأنهم سيتعرضون بأنفسهم أو أحبائهم إلى اختطاف أو أذية مميتة.
  2. تردد شديد ومستمر أو رفض قاطع للابتعاد عن الأحبة.
  3. صعوبة في القدرة على النوم عند الابتعاد عن الأحبة وذلك بسبب الخوف من تعرضهم إلى أذية.
  4. اكتئاب وهجمات قلق مرتبطة بإحدى المواضيع المذكورة سابقًا.

وكما ذكرنا سابقًا قد يعاني الشخص من أعراض فيزيائية وجسدية تترافق مع الأعراض النفسية سابقة الذكر، وبالنهاية ليتم تشخيص البالغ بأن لديه اضطراب قلق انفصالي يجب أن ترتبط الأعراض بغياب فعالية ودور الشخص البالغ واستمرار الوضع لمدة لا تقل عن 6 أشهر.

طرق علاج اضطراب قلق الانفصال

قلق الانفصال

تتشابه طرق علاج اضطراب القلق الانفصالي عند الكبار مع طرق علاج الأنماط الأخرى من الاضطراب، والخطة العلاجية تتضمن مجموعة مختلفة من العلاجات وقد تحتاج الحالة المرضية أن تجرب مجموعة مختلفة من الأنماط العلاجية لمعرف الطرق الأفضل للحالة.

الطرق العلاجية المتاحة:

  1. -العلاج السلوكي الإدراكي.
  2. -العلاج الجماعي.
  3. -وكذلك العلاج الأسري.
  4. -العلاج السلوكي الجدلي.
  5. -العلاج باستخدام الأدوية مثل: مضادات الاكتئاب أو بينزوديازبينات.

أما بالنسبة للأطفال لا يوجد أنماط أدوية معينة فهنالك مضادات الاكتئاب التي تستخدم في بعض الحالات عند الأطفال الأقرب للمراهقين في حال عدم فعالية الأنماط العلاجية الأخرى، وهذا الخيار يجب أخذه بحذر شديد من قبل والدي الطفل أو مسؤول الرعاية الخاص به والطبيب، ويجب مراقبة الطفل بشكل دقيق خوفًا من الأثار الجانبية، فأجواء المدرسة هي مفتاح أخر لعلاج ناجح، فطفلك يحتاج إلى بيئة سليمة وأمنة ليلجئ إليها عند شعوره بالقلق.

وأيضًا يجب أن يكون لطفلك طريقة تساعده على التواصل معك عند الضرورة خلال تواجده في ساعات الدراسة في المدرسة أو في أوقات أخرى يتواجد فيها خارج منزله، وأخيرًا يجب على المعلمين أن يشجعوا الأطفال على التواصل مع زملائهم، لذلك يجب عليك أن تتواصل مع المعلمين والمدير أو مسؤول الإرشاد النفسي لتبقى على اطلاع كامل بالوضع وتضعهم بصورة كاملة عن وضع طفلك الصحي.

وبالنهاية يجدر التنويه إلى ضرورة الانتباه إلى الأطفال والمراهقين والبالغين أيضًا ومراقبة تصرفاتهم وضرورة مراجعة الطبيب عند الحاجة إلى ذلك، فحياة أحبائنا مهمة للغاية وعلينا الانتباه عليها، فاضطراب القلق الانفصالي عند الكبار قد لا يظهر بشكل واضح في مراحل الطفولة أو البلوغ، ففي هذه الفترة توجد أنماط عديدة من الاضطرابات التي قد تصيب طفلك مثل اضطراب الهوية الجنسية وعدم الانتباه إليه قد يؤذي حياته الشخصية ولكن لا تخف فهذه الحالة يمكن علاجها بطرق مختلفة سبق ذكرها.

لذلك راجع الطبيب فور انتباهك إلى أي تغير ملحوظ في تصرفاتك أو تصرفات أحبائك فحياتهم مهمة للغاية، أتمنى أن ينال المقال إعجابكم وأكون قد أجبتكم على كل تساؤلاتكم … نلتقي في المقال القادم.

المصادر:  mayoclinic healthline

وقد يهمك أيضًا:

  1. كيف تأخذ أجازة مرضية نفسية من العمل؟ | هي ضرورة أم رفاهية!
  2. الخرس الانتقائي | ما الذي يصيب طفلي بالصمت أحيانًا؟ ما الحل؟

تعليقات