fbpx

كل ما تود معرفته عن التلقيح داخل الرحم (IUI)

   قد نصحك الطبيب باللجوء إلى عملية التلقيح داخل الرحم (IUI)؛ لذا دعنا نتعرف على ماهية العملية، وإجراءات التلقيح داخل الرحم (IUI) الذي يُعرف أيضًا بتلقيح الرحم الصناعي، وهو يعد وسيلة لمعالجة حالات العقم، هذا الإجراء يتضمن إيصال حيوانات منوية تم تنقيتها وتركيزها مباشرةً إلى تجويف الرحم أثناء نضوج بويضة واحدة أو أكثر في المبيض.

الهدف الأساسي من هذا الإجراء هو تمكين الحيوانات المنوية من الوصول إلى أنابيب فالوب، وتخصيب البويضة المنتظرة؛ مما يؤدي في النهاية إلى حدوث الحمل.       

محتويات المقال:

لماذا يتم إجراء التلقيح داخل الرحم (IUI)؟

   التلقيح داخل الرحم هو إجراء يُستخدم بشكلٍ شائع لعدة أسباب، بما في ذلك:

  1. الاعتماد على حيوانات منوية متبرعة: عندما تكون النساء بحاجة إلى استخدام حيوانات منوية متبرعة لتحقيق الحمل يكون التلقيح داخل الرحم الخيار الشائع، حيث يتم جلب عينات الحيوانات المنوية المجمدة من مختبرات معترف بها وتذوب قبل إجراء التلقيح؛ ليتم إيصالها إلى الرحم.
  2. العقم غير المبرر: يُجرى التلقيح داخل الرحم -غالبًا- كخطوة أولى لعلاج العقم غير المبرر إلى جانب استخدام أدوية تعزز الإباضة.
  3. العقم المرتبط بمشاكل في عنق الرحم: عنق الرحم يلعب دورًا هامًا في تنقل الحيوانات المنوية نحو البويضة، فإذا كان هناك مشاكل في عنق الرحم، مثل: إفرازات عنق الرحم غير الاستقبالية والتي يمنع فيها المخاط الذي يحيط بعنق الرحم الحيوانات المنوية من الوصول إلى رحم السيدة وأنابيب فالوب يمكن أن يتجاوز التلقيح داخل الرحم هذه المشكلة، ويزود الحيوانات المنوية بطريقة مثلى لتخصيب البويضة.
  4. العقم المرتبط بمشاكل في الإباضة: يُستخدم التلقيح داخل الرحم -أيضًا- لعلاج مشكلات الإباضة عند النساء، مثل: عدم الإباضة أو انخفاض عدد البويضات.
  5. العقم المرتبط بسبب بطانة الرحم المهاجرة: في حالة العقم المرتبط ببطانة الرحم المهاجرة يتم تناول أدوية لزيادة جودة البويضة مع إجراء التلقيح داخل الرحم كوسيلة علاجية رئيسة.
  6. العقم المرتبط بضعف الخصوبة: غالبًا ما يُستخدم إجراء التلقيح داخل الرحم (IUI) عندما يكون عدد الحيوانات المنوية متدنيًا جدًا أو عندما لا تكون الحيوانات المنوية قوية بما يكفي للسباحة عبر عنق الرحم، والتقدم نحو قناة فالوب أو فى حالة وجود تشوهات في شكلها.
  7. الحساسية للسائل المنوي: في حالاتٍ نادرة يمكن أن تسبب الحساسية للبروتينات الموجودة في السائل المنوي العقم، وفي مثل هذه الحالات يمكن أن يكون التلقيح داخل الرحم فعَّالًا بمساعدة إزالة بعض البروتينات من السائل المنوي.

ما مخاطرالتلقيح داخل الرحم؟

   التلقيح داخل الرحم (IUI) هو إجراء طبي بسيط نسبيًّا، ويُعتبر آمنًا بشكلٍ عام، لكن لا يمكن تجاهل وجود بعض المخاطر المحتملة، وهذه المخاطر تشمل:

  1. العدوى: هناك احتمال طفيف للإصابة بالعدوى نتيجة لأي إجراء طبي، بما في ذلك: التلقيح داخل الرحم (IUI)، وعلى الرغم من أن هذا الخطر منخفض إلا أنه يجب مراعاة اتخاذ الاحتياطات اللازمة؛ لتقليل فرص الإصابة بالعدوى.
  2. التبقيع: أحيانًا يمكن أن تتسبب عملية وضع القسطرة داخل الرحم في حدوث نزيف مهبلي طفيف، وعادةً ما يكون هذا النزيف طبيعيًا حتى أنه غالبًا لا يؤثر على فرصة الحمل بشكلٍ كبير.
  3. الحمل بأكثر من طفل: إجراء التلقيح داخل الرحم (IUI) بحد ذاته لا يزيد احتمالية الحمل بأكثر من طفل، مثل: التوائم أو الثلاثة توائم، ومع ذلك عند استخدام أدوية تعزز الإباضة بالإضافة إلى التلقيح داخل الرحم (IUI) يمكن أن يزيد بشكلٍ كبير احتمالية الحمل بأكثر من طفل، هذا يمكن أن يشكل مخاطر معينة، بما في ذلك: احتمالية حدوث الولادة المبكرة، وانخفاض وزن الأطفال عند الولادة.

من المهم أن يتم تقدير هذه المخاطر بعناية ومناقشتها مع الأطباء وفريق الرعاية الصحية قبل إجراء أي عملية تلقيح داخل الرحم، كذلك يجب على الأشخاص الباحثين عن هذا الإجراء أن يكونوا على دراية كاملة بالمخاطر المحتملة وأن يتعاونوا مع أطبائهم؛ لاتخاذ القرارات المناسبة لحالتهم الصحية وظروفهم.

عمليات الإنجاب

ما سبل التحضير للعملية؟

   لتحضير عملية التلقيح داخل الرحم (IUI) يتعين اتباع عدد من الخطوات الأساسية بعناية قبل بدء الإجراء نفسه، هذه الخطوات تشمل:

  1. تجهيز عينة السائل المنوي: يمكن للشريك تجهيز عينة السائل المنوي في عيادة الطبيب أو استخدام عينة من السائل المنوي المجمدة من أحد المتبرعين، كذلك من المهم معالجة العينة بعناية لضمان فصل السائل المنوي النشط والصحي عن المكونات الأخرى، فهذا يزيد من فرص النجاح في التلقيح.
  2. متابعة عملية الإباضة :من الضروري متابعة الإباضة بدقة لضمان أن البويضة أو البيض المستهدف جاهز للتخصيب، كذلك يمكن استخدام أدوات تنبؤ الإباضة المنزلية؛ لرصد إفراز هرمون اللوتنة (LH) الذي يشير إلى الإباضة المقبلة، كما يمكن أيضًا استخدام التصوير بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل؛ لمراقبة نمو البويضات في المبايض، وفي بعض الحالات يتم تحفيز الإباضة باستخدام حقنة أو أدوية مناسبة.
  3. تحديد الوقت المناسب: تُجرى معظم عمليات التلقيح داخل الرحم بعد الإباضة بيومين تقريبًا، كما سيُخطرك الطبيب أو مقدم الرعاية الصحية بالوقت المثالي لإجراء العملية، وكيفية الاستعداد لها.

هذه الخطوات تساعد في ضمان أن الجسم جاهز للعملية وأن الشروط ملائمة لتحقيق النجاح؛ لذلك يجب أن تتم هذه الخطوات بعناية وبإشراف من الفريق الطبي المختص؛ لضمان تحقيق أفضل نتائج للتلقيح داخل الرحم، ومن المهم أيضًا أن يتم توجيه الأفراد الباحثين عن هذا الإجراء بشكلٍ دقيق وموجّه، كما يجب عليهم التعاون مع أطبائهم والتواصل معهم بشكلٍ مستمر؛ لضمان تنفيذ الخطة بنجاح.

ما المدة التي تستغرقها عملية التلقيح داخل الرحم؟

   يُعد إجراء التلقيح داخل الرحم عملية طبية لكنها  تستغرق ما بين 15 إلى 20 دقيقة، وعادةً ما يتم تنفيذها في مركز طبيب نسائي.

ما خطوات عملية التلقيح داخل الرحم؟

   عندما تأتي لإجراء العملية سيُطلب منكِ الاستلقاء على طاولة فحص، حيث ستضعين ساقيك في ركابين مماثلة لوضعية اختبار عنق الرحم، ثم يقوم الطبيب المعالج  أو الطبيبة المعالجة بإدخال منظار صغير في المهبل، هذا المنظار يشبه تلك التي تُستخدم أثناء فحص عنق الرحم خلال العملية، ثم يقوم الطبيب أو الممرضة بالخطوات التالية:

  1. توصيل قنينة تحتوي على عينة من الحيوانات المنوية السليمة باستخدام أنبوب طويل ورفيع ومرن (أنبوب قسطرة).
  2. إدخال الأنبوب القسطري في المهبل عبر فتحة عنق الرحم، ثم داخل الرحم.
  3. دفع عينة الحيوانات المنوية عبر الأنبوب إلى داخل الرحم.
  4. إزالة الأنبوب القسطري وبعد ذلك المنظار.

بمجرد انتهاء العملية ستستلقين على ظهرك لفترة وجيزة، بعد ذلك يمكنك ارتداء ملابسك واستئناف أنشطتك اليومية كالمعتاد، لكن من الممكن أن تشعري بتسرب بسيط للدم لمدة يوم أو يومين بعد العملية، وهذا أمرٌ طبيعيٌّ.                     

متى تظهر نتيجة الحقن داخل الرحم؟

   بعد إجراء التلقيح داخل الرحم من الضروري الصبر لفترةٍ معينة قبل إجراء اختبار الحمل في المنزل، ويُفضل انتظار مدة تصل إلى أسبوعين قبل القيام بالاختبار، هذه الفترة المحددة تهدف إلى تجنب النتائج غير الدقيقة والتي يمكن أن تكون سلبية خاطئة أو إيجابية خاطئة في حال إجراء الاختبار في وقتٍ مبكر.

النتيجة السلبية الخاطئة تحدث عندما تكون هرمونات الحمل في مستويات غير قابلة للقياس بعد التلقيح، ويمكن أن يؤدي هذا إلى ظهور نتيجة سلبية في الاختبار بينما تكون الحقيقة أنكِ حامل.

أما النتيجة الإيجابية الخاطئة قد تحدث إذا كنتِ تتناولين دواءً محفزًا للإباضة، مثل: مُوَجِّهَة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية، هذا الدواء يمكن أن يظل متواجدًا في جسمكِ لبعض الوقت بعد تناوله؛ مما يمكن أن يظهر نتيجة إيجابية في اختبار الحمل بالرغم من عدم وجود حمل فعلي.

في بعض الحالات قد يُطلب منكِ عندما تتلقين نتيجة سلبية بالمنزل العودة إلى الطبيب بعد مرور أسبوعين لإجراء اختبار الحمل بالدم، هذا النوع من الاختبار أكثر حساسية وقدرة على اكتشاف هرمونات الحمل بشكلٍ دقيق بعد عملية التلقيح.

ما أسباب فشل الحقن داخل الرحم؟

   معدل النجاح والفشل في تقنية الحقن داخل الرحم يعتمد على عدة عوامل مختلفة ومتنوعة، يختلف تأثيرها على كل زوج وزوجة بناءً على حالتهم الفردية الخاصة بهم دون غيرهم، وتشمل هذه العوامل: عمر الزوجين ، وسبب العقم لديهم، واستخدام أدوية الخصوبة، هذا بالإضافة إلى بعض الأمور الأخرى المتعلقة بالخصوبة؛ ونتيجة لذلك نجد أن هنالك تنوع في معدلات الحمل بعد إجراء (IUI) وفقًا لسبب العقم والعوامل الأخرى.

على سبيل المثال: نجد أن معدل النجاح يتجه إلى الانخفاض في النساء اللواتي تجاوزن سن الأربعين، وفي النساء اللواتي لم يحدث لديهن حمل بعد ثلاث دورات من الحقن داخل الرحم بشكلٍ عام.

سعر عملية التلقيح الصناعي

   تختلف تكاليف العلاج وإجراءات العملية بناءً على الموقع الذي يتم فيه العلاج، وكذلك الاحتياجات الفردية التي تتفاوت من شخص إلى آخر؛ لذلك يمكنك مناقشة التكلفة مع طبيبك قبل إجرائها ومناقشة إمكانية تغطيتها من قِبَل شركات التأمين -إذا توفر ذلك الأمر-.

فى نهاية الأمر تذكر أن: إجراء التلقيح داخل الرحم (IUI) هو خيار شائع لعلاج العقم وزيادة فرص الحمل للأزواج الذين يواجهون صعوبة في الإنجاب، كما يُستخدم في حالات متنوعة، مثل: الاعتماد على حيوانات منوية متبرعة، والعقم غير المبرر، ومشاكل في الإباضة، والعقم الذكوري، بالإضافة إلى مشاكل في عنق الرحم، وهذا الإجراء نسبيًا آمن، لكن يجب النظر في المخاطر النادرة، وللتحضير له يجب مراقبة الإباضة، وتجهيز عينة من السائل المنوي بعناية، وبعد العملية يجب الصبر قبل إجراء اختبار الحمل، كما يجب استشارة الطبيب إذا لم يحدث الحمل بعد (IUI).

مقترحات القراءة

  1. آلام الحوض | الأسباب والتشخيص والعلاج
  2. متلازمة المبيض المتعدد الكيسات   
  3. متلازمة ما قبل الحيض | الأعراض والعلاج

تعليقات